عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 22-02-2014, 07:18 PM   #13
معلومات العضو
RachidYamouni
التصفية والتربية

افتراضي








كتاب : هجر المبتدع
العلامة بكر أبو زيد رحمه الله .


_ فامتدت من المبتدعة الأعناق ،
وظهر الزيغ ، وعاثوا في الأرض الفساد ،
وتاجرت الأهواء بأقوام بعد أقوام ،

فكم سمعنا بالآلاف من المسلمين وبالبلد من ديار الإسلام يعتقدون طرقاً ونحلاً محاها الإسلام .
إلى آخر ما هنالك من الويلات ،
التي يتقلب المسلمون في حرارتها ،
ويتجرعون مرارتها ،
وإن كان أهل الأهواء في بعض الولايات الإسلامية هم :

مَغْمُورُون ،
مَقْمُوعُون ،

وبدعهم مغمورة مقهورة ،
بل منهم كثير يؤوبون لرشدهم ،

فحمداً لله على توفيقه ،
لكن من ورائهم سرب يحاولون
اقتحام العقبة ، لكسر الحاجز النفسي

وتكثيف الأمية الدينية في ظواهر لا يخفى ظهور بصماتها في ساحة
المعاصرة وأمام العين الباصرة .

والشأن هنا في تذكير المسلم بالأسباب الشرعية الواقعية من
" المد البدعي ، واستشرائه بين المسلمين ، والوعاء الشامل لهذه الذكرى " :

القيام بواجب الدعوة إلى الله تعالى على بصيرة ، والتبصير في الدين ،

وتخليص المنطقة الإسلامية من شوائب

البدع والخرافات والأهواء والضلالات ،

وتثبيت قواعد الاعتقاد السلفي المتميز
على ضوء الكتاب والسنة
في نفوس الأمة .
ومن أبرز معالم التميز العقدي فيها ، وبالغ الحفاوة بالسنة والاعتصام بها ،
وحفظ بيضة الإسلام عما يدنسها :
نصب عامل
" الولاء والبراء " فيها ،
ومنه : إنزال العقوبات الشرعية على
المبتدعة ،
إذا ذكروا فلم يتذكروا ،
ونهوا فلم ينتهوا ،
إعمالاً لاستصلاحهم وهدايتهم
وأوبتهم بعد غربتهم في مهاوي البدع والضياع ،
وتشييداً للحاجز بين السنة والبدعة،
وحاجز النفرة بين السني والبدعي ،

وقمعاً للمبتدعة وبدعهم ،
وتحجيماً لهم ولها

عن الفساد في الأرض ،
وتسرب الزيغ في الاعتقاد ،
ليبقى الظهور للسنن صافية من الكدر ،

نقية من علائق الأهواء وشوائب البدع ،
جارية على منهاج النبوة وقفو الأثر ،

وفي ظهور السنة أعظم دعوة إليها ودلالة عليها ، وهذا كله عين النصح للأمة .

فالبصيرة إذاً في العقوبات الشرعية للمبتدع :
باب من الفقه الأكبر كبير ،
وشأنه عظيم ، وهو رأس في واجبات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،
وأصل من أصول الاعتقاد بدلالة الكتاب والسنة والإجماع ،
ولهذا تراه بارز المعالم في
كتب الاعتقاد السلفي
" اعتقاد أهل السنة والجماعة " .
كل هذا تحت سلطان القاعدة العقدية الكبرى (الولاء والبراء) التي
مدارها على الحب والبغض في الله تعالى ، الذي هو ( أصل الدين ) وعليه تدور
رحى العبودية .

وهذه العقوبات الشرعية التي كان يتعامل بها السلف مع أهل
البدع والأهواء ،
متنوعة ومتعددة في مجالات :
الرواية ، والشهادة ، والصلاة خلفهم وعليهم ، وعدم توليتهم مناصب العدالة
كالإمامة والقضاء ،
والتحذير منهم ومن بدعهم
وتعزيرهم بالهجر ،
إلى آخر ما تراه
مروياً في كتب السنة والاعتقاد ،
مما حررت مجموعه في
" أصول الإسلام لدرء البدع عن الأحكام " .
وما في هذه الرسالة هو في خصوص

( الزجر بالهجر للمبتدع ديانة )

لأهميته في : التميز ، والردع ،
وعموم المطالبة به ،
ولأنه أصبح في الغالب من
( السنن المهجورة ) ....

مقدمة الكتاب ( هجر المبتدع )



/////////////////




_ وهنا نقل من كتاب :
الرد على المخالف .
للعلامة بكر أبو زيد رحمه الله .


فالرَّدُّ على أهل البدع والأهواء :
باب شريف من أبواب الجهاد عظيم
وكيف لا يكونون كذلك،
وهم في موقع الحراسة،
وأفضل الجهاد .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية
ـ رحمه الله تعالى ـ :
(( فالرَّادُّ على أهل البدع مجاهد، حتى كان يحيى بن يحيى، يقول: الذَّبُّ عن السُّنَّة أفضل من الجهاد...)) انتهى .

فالرَّدُّ على أهل الباطل، ومجادلتهم، ومناظرتهم، حتى تنقطع شبهتهم،

ويزول عن المسلمين ضررهم،
مرتبة عظيمة من منازل الجهاد باللسان،
والقلمُ أحَدُ اللِّسانين ....

______. ________

وقال :

وإذا كان أقوام ليسوا منافقين،
لكنهم سمَّاعون للمنافقين :
قد التبس عليهم أمرهم
حتى ظنُّوا قولهم حقّاًَ؛
وهو مخالف للكتاب،
وصاروا دعاة إلى بدع المنافقين،
كما قال تعالى :

** لَوْ خَرَجُوا فيكُمْ مَا زادُوكُمْ إلا خَبالاً ولأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الفِتْنَةَ وفِيكُمْ سَمّاعُونَ لَهُمْ ** .

فلا بدّ أيضاً من بيان حال هؤلاء،
بل الفتنة بحال هؤلاء أعظم،
فإن فيهم إيماناً يوجب موالاتهم،
وقد دخلوا في بدع من بدع المنافقين
التي تفسد الدين،
فلا بد من التحذير من تلك البدع،
وإن اقتضى ذلك ذكرهم وتعيينهم؛
بل ولو لم يكن قد تَلَقَوا
تلك البدعة عن منافق؛

لكن قالوها ظانِّين أنها هدى،
وأنها خير، وأنها دين؛
ولم تكن كذلك لوجب بيان حالها .

______. ______. ____

وقال :

هذا مُجْمَلُ عَرْضٍ تاريخي استدلالي على تثبيت هذا (( الأصل العقدي ))

ردع البدع، والمخالفات، والأهواء،

ومقارعة أهلها، وكشفهم،

ومعرفتهم بأعيانهم،

وإبطال بدعهم خوفاً
من عاديتهم على أهل السنة،

ونصحاً لهم بل لله، ولرسوله، ودينه، وأئمة المسلمين، وعامتهم .

وهؤلاء هم الغرباء الذين يَصلُحون عند فَساد الناس، ويُصلحون ما أفسده الناس،

وإن تناوشتهم الفرق، وناصبوهم العداء،

وقام عليهم من قام بالتثريب والتعنيف
فلا يزالون في جهاد ونزاع لهم،
ومدافعة وقراع، آناء الليل والنهار،

وبذلك يضاعف الله لهم الأجر الجزيل،
ويثيبهم الثواب العظيم .

فاتضح من هذا عقلاً وشرعاً ـ أن :

(( من حق الله على عباده رد الطاعنين على كتابه ورسوله، ودينه ومجاهدتهم بالحجة والبيان، والسيف والسنان، والقلب والجنان، وليس وراء ذلك حبة خردل من إيمان )) ...






    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة