12. تفسير الرؤيا بالمعنى الأبعد لآيات القرآن الكريم:
يتم هنا تفسير الرؤيا باستنباط معنى غير مباشر
يرتبط بالمعنى الظاهر لاسم رمز الرؤيا الوارد في الآية الكريمة
وهذا الأسلوب يُستخدم عادة في تفسير معنى الأرقام بآيات القرآن الكريم
مثال 1: قول الله (تعالى): {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً** [الأحقاف:15]
ففي الآية الكريمة يرتبط الرقم ثلاثون بالفترة التي يتعلق فيها الطفل بأمه بشكل قوي
ولا يستطيع أن ينفصل عنها
فهذا هو المعنى القريب الذي يُستفاد من ظاهر الكلمة في الآية الكريمة
ولكن هناك معنى أبعد من ذلك وهو الارتباط
وعدم القدرة على الانفصال
أو عدم الاستقلال بصفة عامة
فمثلاً، إذا افترضنا أن موظفاً يريد أن يترك عمله قد رأى في منامه هذا الرقم
فيُحتمل هنا أن يدل له هذا الرقم في الرؤيا على عدم قدرته على ترك وظيفته
(عدم القدرة على الانفصال أو الاستقلال)
ولو افترضنا كذلك أن امرأة تريد الانفصال عن زوجها قد رأت في المنام هذا الرقم
فيُحتمل أن يدل لها ذلك على عجزها عن تحقيق هذا الانفصال
مثال 2: قول الله تعالى:
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ**
[ق:38]
ففي الآية الكريمة، يرتبط الرقم ستة بخلق السماوات والأرض وما بينهما
وهذا هو المعنى الأقرب له
أمَّا المعنى الأبعد فقد يكون التأسيس أو الإنشاء أو الإيجاد أو التحقيق لشيء ما
فمثلاً
إذا افترضنا أن شخصاً يريد أن يبني بيتاً رأى في منامه هذا الرقم
فيُحتمل أن يدل له ذلك في الرؤيا على توفيق من الله (تعالى) في هذا العمل
ولو افترضنا كذلك أن شخصاً يريد الإنجاب رأى هذا الرقم
فيُحتمل أن يدل له ذلك في الرؤيا على توفيق الله (تعالى) له للإنجاب