قراءة المقاله

أسئلة وأجوبة :- (16)

كتبت بواسطة: أبو البراء - el 05/03/2004 - 1807 زوار

حري بالسائلة عدم التعرض لمثل ذلك الموقف ، ويجب على كل مسلم أن يتخذ الأسباب الشرعية والحسية للوقاية من أمراض النفس البشرية كالصرع والسحر والحسد والعين ونحوه ، والذي ينصح به كافة المسلمين قبل التواجد في مثل تلك الأماكن والمجالس تحصين النفس البشرية بالذكر والدعاء الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والمحافظة على أذكار الصباح والمساء والنوم ، والخروج من المنزل والدخول إليه ونحوه ، وكذلك ينصح المسلم قبل التوجه إلى المجالس العامة والخاصة وإلى الأفراح والمناسبات من تعويذ النفس والأهل اتقاء للحسد والعين وما قد يقع للإنسان من أحوال العالم الغيبي ، والواجب يحتم على من حصل له إطراء أو إعجاب من قبل الغير دعوة هؤلاء للتبريك والدعاء ، كقولهم ( ما شاء الله تبارك الله ) ، كما أخبر الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه : ( وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ ما شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ إِنْ تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالا وَوَلَدًا ) ( سورة الكهف - الآية 39 ) 0
، وكما ثبت من حديث أمامة بن سهل بن حنيف - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( علام يقتل أحدكم أخاه ، إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ) ، ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده - 3 / 486 ، 487 ، والنسائي في " السنن الكبرى " - 6 / 60 - كتاب عمل اليـوم والليلـة ( 58 ) - برقم ( 10036 ) ، وابن ماجة في سننه - كتاب الطب ( 32 ) - برقم ( 3509 ) ، وابن أبي شيبة - 7 / 416 ، 417 ) ، والطبراني في الكبير - 6 / 5573 ، 5578 ، 5580 ، والطحاوي في " المشكل " - 4 / 76 ، وابن عبد البر في " التمهيد "- 6 / 242 ، وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الجامع4020 ، أنظر صحيح ابن ماجة 2828 ) 0
وكما أفاد بذلك أهل العلم الأجلاء 0
ويعتقد اعتقاد ضني وبناء على ما ذكر أن السائلة قد تعرضت للإصابة بالعين ، والعين قد تقع وتصيب الإنسان إن كان مكشوفا خالي القلب من الذكر والدعاء والتحصين ، وقد أفردت في هذه السلسلة ( المنهل المعين في إثبات حقيقة الحسد والعين ) كلاما مطولا في الحديث عن ( طريقة علاج العين ) 0

ولا بد تحت هذا العنوان من إيضاح مسألة هامة وقع فيها كثير من المسلمات اليوم ، وهو الوقوع في المخالفات الشرعية من حيث كشف بعض أجزاء الجسد التي لا يحل كشفها والاطلاع عليها ، ولا بد للمرأة العفيفة أن تعقل أن عورة المرأة المسلمة أمام المرأة المسلمة ما نص عليه أهل العلم وهو من السرة إلى الركبة ، أي كعورة الرجل مع الرجل 0

قال أبو اسحاق : ( وللمرأة مع المرأة والرجل مع الرجل النظر إلى ما عدا بين السرة والركبة ) 0( المبدع شرح المقنع – 7 / 10 ) 0


مع الأخذ بعين الاعتبار عدم التشبه في اللباس بالكافرات وتتبع الموضات والأزياء وإثقال كاهل الزوج بالمصاريف التي لا طاقة له بها ، أو لبس ما نهي عن لبسه كالملابس الضيقة أو المجسمة أو التي تشف عن جسدها ونحو ذلك ، والأولى للمرأة المسلمة أن تتصف بلباسها ومظهرها بما يزيدها وقارا واحتشاما ، فزينتها الحقيقية هو التمسك بتعاليم دينها ، وقربها من خالقها سبحانه وتعالى 0

تقول الأخت خولة درويش : ( فكما أن المسلمة عزيزة النفس في الفقر0 تبعد عن المهانة والذلة 0 كذلك فهي معتدلة مقتصدة في الغنى 0 تحاسب نفسها فتبعدها عن الإسراف بعدها عن الشح 0
فلباسها أنيق نظيف مرتب ، يليق بأمثالها فلا يزري بها ، ويظهر أثر
نعمة الله عليها وكرامته 0
بعيد عن السرف والخيلاء0 تتجمل به أمام أخواتها وصاحباتها المؤمنات 0 ويكون ساترا عورتها فلا تلبس ما يشف أو يصف الأعضاء التي يحرم النظر إليها وهي من السرة إلى الركبة 0 وليس معنى ذلك أن تجلس مع النساء نصف عارية فما زاد ستره عن حد العورة فهو فضل ) 0( الزيارة بين النساء – ص 185 – 186 ) 0


والأولى لها أن لا تكشف عند النساء المسلمات إلا ما جرت عادة المسلمات الملتزمات بكشفه فيما بينهن وذلك للاعتبارات التالية :-

1)- أن المرأة المسلمة تتصف بالحياء والوقار حتى مع بنات جنسها 0

2)- بعض النساء في هذا العصر لسن متمسكات بتعاليم الدين الإسلامي وقد لا يبالين بوصف النساء الأخريات ، ومعلوم ما قد يحدثه مثل هذا
الأمر من مفاسد شرعية عظيمة 0

3)- بعض النساء ممن أصبن بالعين كان نتيجة كشف أجزاء من أجسامهن ، خاصة بعض النسوة ممن يقمن بإرضاع أطفالهن أمام أعين الأخريات ، أو كشف بعض المناطق في أجسادهن ومنهن من ماتت بسبب ذلك ، والخبرة العملية خير شاهد على ذلك ، والله تعالى أعلم 0

ولذلك ذهب بعض أهل العلم لهذا الرأي ، وأنقل كلاما بخصوص
ذلك لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان ، حيث سئل عن كثير من النساء يذكرن أن عورة المرأة من المرأة هي من السرة إلى الركبة ، فبعضهن لا يترددن في ارتداء الملابس الضيقة جدا أو المفتوحة لتظهر أجزاء كبيرة من الصدر واليدين ؛ فما تعليقكم ؟

فأجاب – حفظه الله - : ( مطلوب من المسلمة الاحتشام والحياء ، وأن تكون قدوة حسنة لأخواتها من النساء ، وأن لا تكشف عند النساء إلا ما جرت عادة المسلمات الملتزمات بكشفه فيما بينهن ، هذا هو الأولى والأحوط ؛ لأن التساهل في كشف ما لا داعي لكشفه قد يبعث على التساهل ويجر إلى السفور المحرم 0 والله أعلم ) 0( فتاوى المرأة المسلمة – ص 437 ) 0


وأما بالنسبة للكافرات فتكشف المسلمة عليهن ما تكشفه على محارمها ، كما بين العلماء - حفظهم الله – ذلك وهو على النحو التالي :-
1 )- الوجه والشعر 0
2 )- مكان القلادة 0
3 )- الساعدين إلى منطقة الدملج 0 ( الدملج : الذراعين ) 0

4 )- القدمين 0
قال ابن عباس – رضي الله عنهما - : ( ليس للمسلمة أن تتجرد بين نساء أهل الذمة ولا تبدي للكافرة إلا ما تبدي للأجانب إلا أن تكون أمة لها ) 0( تفسير الفخر الرازي – 23 / 210 ) 0

سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن حد عورة الحرة على محارمها ، فأجاب - حفظه الله - :-

( لها أن تكشف لمحارمها عن الوجه والرأس والرقبة والكفين والذراعين والقدمين والساقين وتستر ما سوى ذلك ) 0( فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين - 2 / 774 ) 0


ودون الحد الذي بينه الشرع فلا يجوز للمرأة المسلمة أن تكشف شيئا
من ذلك سواء كان الأمر متعلقا بالمسلمات أو الكافرات كما تم ايضاح الحد الأدنى لذلك ، ودون ذلك يعتبر عورة لا يجوز للمرأة كشفها بأي
حال من الأحوال ، إلا ما كان للضرورة ، وفي حدود القاعدة الفقهية أن الضرورة تقدر بقدرها والخروج عن ذلك يعرضها لسخط الله سبحانه وعقوبته 0
فينصح باللجوء إلى الله سبحانه وتعالى ، والرقية الشرعية من العين كما ورد الحديث في هذه السلسلـة ( فتح الحق المبين في أحكام رقى الصرع والسحر والعين ) ( رقية العين ) وإصلاح ذات البين ، والتقرب إلى الحق تبارك وتعالى بالطاعات والبعد عن المعاصي 0

تعليقات حول هذه المقاله
العنوان	الكاتب	وقت الإضافه