|
قراءة المقاله
وكأني أقف أمام رجل عجوز قد بلغ من
الكبر عتيا !!! |
كتبت بواسطة:
أبو البراء - el 17/01/2004 - 2564 زوار  |
حضرت فتاة في مقتبل العمر تجاوزت عقدها الثاني ،
وكانت تعاني منذ فترة من صرع الأرواح الخبيثة ، تقول والدتها :
عندما كان يتلبسها ذلك الشيطان كنا نصاب بحالة من الرعب والخوف
والهلع لاختلاف ملامحها الكلية ، وتحول تلك الملامح إلى صورة
مرعبة ، وتم …
رقية الفتاة فنطق على لسانها الجني الصارع وكان مسيحيا واسمه
( يحيى ) وبدأ الحوار معه ، ودعي للإسلام فأبى في بادئ الأمر ،
ومع إيضاح الإسلام وسماحته وتعاليمه القيمة النبيلة ، شعرت
بليونة في الحوار والنقاش معه وتقبله الأمر ، ولكنه مع ذلك كان
يخشى إيذاء الساحر له وبطشه به ، واستمر الحوار ، وقد حرصت من
خلاله على إيضاح بعض الأسس العقائدية التي لا بد أن تترسخ في
نفسية الإنسان لكي يعيش في تبعية وانقياد لخالقه سبحانه وتعالى
لا لشيء سواه ، لأنه المتصرف في هذا الكون وبيده الموت والحياة
وله مقاليد الأمر كله 0 وبعد ذلك العرض اقتنع كلية بالأمر ،
ومن الله سبحانه وتعالى عليه بالإسلام ، فنطق الشهادتين ،
واخترت له اسما هو أحب الأسماء إلى الله سبحانه وتعالى (
عبدالله ) 000 ،
( يقول الدكتور الشيخ ابراهيم البريكان – حفظه الله - :
ما دام الاسم ليس فيه دلالة على ما يخالف العقيدة الإسلامية
فلا داعي لتغييره ) 0 ( قلت : وقد تقصدت أن أورد كلام
الشيخ – حفظه الله – لكي نربي أنفسنا ونعلمها المبادئ
الإسلامية السامية ، والمفترض في المعالِج أن لا يلجأ لتغيير
الأسماء إلا تلك المخالفة للعقيدة أو تلك الأسماء المنهي عنها
بأحاديث نقلية صريحة ، أو التي فيها تزكية للنفس ، أو التي
فيها خدش للحياء ونحو ذلك ) 0
وطلبت منه أن يتعلم
الطهارة والصلاة ونحوها من الأمور الأساسية التي يحتاجها في
حياته ، وبعد أسبوع عادت الفتاة مع أمها فسألت عن حالها خلال
تلك الفترة ، فحمدت الأم الله سبحانه وأثنت عليه لما منّ به
على ابنتها بالشفاء ، وأخبرتني أن ابنتها قد تخلصت من كافة
الأعراض السابقة وأنها تعيش حياتها الطبيعية بفضل الله سبحانه
ومنه وكرمه ! ومن الأمور الغريبة التي حدثتني بها الفتاة أنها
عندما ذهبت للبيت ، أخذت كتابا يتحدث عن الطهارة والصلاة وبدأت
في تصفحه وقراءته ، تقول كنت في بعض الأحيان أقلب الصفحة وكانت
تعود تلقائيا وكنت أفعل ذلك مرات ومرات وكان يحصل معي كما حصل
في المرة السابقة ، والظاهر والله تعالى أعلم بأن ذلك الجني
كان يقرأ معها يريد استيعاب وفهم فحوى تلك الصفحة قبل الانتقال
لغيرها ، وتم رقية الفتاة وحضر ( عبدالله ) فسلم ، وعاهد على
الخروج وعدم العودة لتلك الفتاة وطلب السماح والدعاء ، ووجهته
للذهاب إلى مكة وطلب العلم الشرعي هناك ، وعاهد على ذلك وخرج
بفضل الله سبحانه وتعالى ومنه وكرمه 0 ومرت الأيام والشهور ،
وإذا بتلك الفتاة تحضر مع أمها ، فسألتها 00 فحمدت الله سبحانه
وأثنت عليه لما منّ على ابنتها بالصحة والعافية ، وأخبرتني
الأم بأن الفتاة تريد أن تكلمني في أمر ما ، وفي تلك اللحظة
شعرت بأن تكوين الفتاة الجسمي بدأ في التغير وكأني أقف أمام
رجل عجوز قد بلغ من الكبر عتيا ، وإذا برجل يسلم بتحية الإسلام
ويقول : أنا ( إبراهيم ) ، وكان يمسح على لحيته وأخذ بالبكاء ،
قال : جئت أخبركم باستشهاد ( عبدالله ) أحسبه كذلك ولا أزكيه
على الله سبحانه ، وأرجو أن تسامحوه وأن تدعو له ، وقد أمنني
في إيصال تلك الرسالة لكم لكي تحللوه قبل ذهابه للجهاد في سبيل
الله ، فقد جاءنا في مكة وحسن إسلامه ، وذهب في تحقيق هذا
الهدف وهذه الغاية ، فجاهد في سبيل الله وقتل على ذلك ، ونحسبه
من الشهداء والله حسيبه ، فجلست لحظة صمت أفكر في ذلك ، فسلم (
إبراهيم ) وودعني وذهب ، وعاشت الفتاة حياتها الطبيعية بفضل
الله تعالى ، والله تعالى أعلم بذلك 0
تعليقات حول هذه المقاله |
العنوان |
الكاتب |
وقت الإضافه | |
|