|
قراءة المقاله
لديه مس من الجن ، أو عين !! أو سحر
!! |
كتبت بواسطة:
أبو البراء - el 15/02/2004 - 4507 زوار  |
حدثني أحد الثقات أنه كان في زيارة له مع صديق لأحد
المعالِجين ، وكان لهذا الصديق طفل في شهره الثاني يعاني من
ضمور في الدماغ نتيجة لنقص توفر الأكسجين أثناء عملية الولادة
، وقد تم عرض الطفل على أحد المعالِجين بالرقية ، يقول الأخ :
وكم كانت دهشتي واستغرابي عند رؤية المعالِج لهذه الحالة حيث
قال : ( لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 000 هذا الطفل
يعاني من …
عين جنية ) ، فما كان مني إلا أن أوعزت لصاحبي بترك هذا
الجاهل لخطورة ما يقول ، خاصة أن هذا القول مبني على احتمالين
لا ثالث لهما الأول أنه يستعين بالجن والشياطين والاحتمال
الثاني وهو الأقرب ، بأنه قول بغير علم يختص بأمور الغيب ، وما
كان هذا التصرف إلا لإيهام العامة بأنه حاذق في مهنته متمرس في
صنعته صاحب نظر ثاقب ورأي سديد ، وليس أعظم من ذلك الجهل جهل
آخر 0
قال صاحبا الكتاب المنظوم فتح الحق المبين :( إن لكل مرض
من الأمراض أعراضه الدالة عليه غالبا ، ونقول غالبا لأن هناك
بعض الأعراض التي تعتبر علامة لأكثر من مرض ، لذا كان لزاما
على المعالِج أن يتحقق من الحالة المرضية الماثلة أمامه ، وذلك
لا يكون إلا بتوفيق الله سبحانه ، ثم بالحذاقة والخبرة
والأمانة ، ولما كان المس من الجن أحد الأمراض التي يصاب بها
المرء فإن أعراض هذا المرض ( المس ) تشترك مع بعض الأمراض
الأخرى ، وصاحب الخبرة المتقي لله فيما يقول يعرفها غالبا إلا
أنه يؤخذ على بعض من يقرأ التخبط في الحكم على الحالة الماثلة
أمامهم ، فأحدهم يشخصها ويقول: أنت معك مس من الجن ، وآخر يقول
له : معك سحر، وآخر يقول له : معك عين وهكذا 0 والواجب على
من يقرأ أن يتقي الله ويتذكر قوله تعالى : ( وَلا تَقْفُ مَا
لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ
وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً ) 0 (
سورة الإسراء - الآية 36 ) 0
وليعلم أن في الحكم بغير
علم في مثل هذه الأمور آثارا سيئة ظهرت بوادرها على بعض الناس
، لذا نوصي كل من يقرأ أن لا يحكم جزافا ) 0 ( فتح الحق المبين
- باختصار - ص 62 - 63 ) 0
قال الشيخ عبدالله السدحان :( إن الأوهام والظنون هي
التي تعصف بالناس ولو بحثت عن الحق لأعياك طلبه ! لذلك ذم الله
- عز وجل- الظن، فقال : ( وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلا
ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِى مِنْ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ
اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ) ( سورة يونس - الآية 36 )
0
0وإن الله- عز وجل- نهى عن الركض وراء الأوهام والتخمينات،
فقال : ( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ
السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ
عَنْهُ مَسْئُولاً ) 0 ( سورة الإسراء - الآية 36 ) 0
فليستخدم الراقي فكره وتجربته بعيدا عن الظنون والتخرصات
، فيستخلص الحقائق عن هذا المريض ثم يحلل هذه الحقائق على
بصيرة ثم يستخدم عقله وتفكيره وبعدها يتخذ قرارا حاسما مبنيا
على علم وبصيرة ) 0( قواعد الرقية الشرعية - ص 23 ) 0
وقال أيضا :( وبعض المعالِجين يبتعد عن حقيقة التشخيص من أجل
عرف سائد أو وهم سابق عندئذ لا يوفق إلى حل مشكلة هذا المريض ،
وذلك أن الراقي حين يستخلص الحقائق فإنه يتصيد منها ما يعضد
الفكرة الراسخة في ذهنه ، ولا يبالي بما ينقضها ، فتكون حلوله
سطحية ارتجالية ، فلا بد من الفصل بين عواطفنا وتفكيرنا حتى
تكون الحقائق المطلوبة مجردة لا تشوبها الأوهام العاطفية
فالواجب على الراقي أن تكون لديه مذكرة تحدد : ما هي مشكلة
المريض ؟ فقد تنشأ مناقشة حامية بين الراقي والمرقي عليه
في جدل لا طائل تحته دون معرفة المشكلة أصلا ! فينشأ الغموض ،
وتخبط الآراء والتشخيص العقيم ، ويخرج من هذا التخبط بتوضيح
المشكلة ، ويقصد بها أعراض المرض 0 بعد ذلك منشأ المشكلة وهو
ما أسميه - تاريخ المرض - وهي الأسباب التي دفعت المشكلة إلى
حيز الظهور ، ويرجع بذاكرة المريض إلى تاريخ المشكلة حتى تحدد
معالمها بعد ذلك : ما هي الحلول الممكنة حتى يعود هذا المريض
سويا : هل هو مرض نفسي ( وسواسي ) ؟ أم هو مرض عضوي معه تسلط
شيطاني ؟ وهكذا 000 وحتى لا تكثر الاقتراحات فيتخبط هذا
المسكين عند مجموعة من الرقاة كل يشخص مرضه فمن قائل : عين 0
ومن قائل : سحر 0 وآخر : عشق ، وهكذا 00 وأفضل الحلول تستخلص
من الحقائق المحيطة بهذا المرض ) 0 ( قواعد الرقية الشرعية - ص
24 - 25 ) 0
قال الدكتور محمد المهدي اختصاصي الطب
النفسي في مستشفى الأمل بجده - في كتابه " العلاج النفسي في
ضوء الإسلام " في رده على بعض المعالِجين :-
( استنباطات خطيرة بلا دليل مقنع ، فمثلا بعض المعالِجين
يقول لك : إن هذا الشخص لديه مس من الجن ، أو عين !! أو سحر !!
دون أن يكون لديه دليل واضح على ذلك ، أو يسوق أدلة تحدث لأغلب
الناس ، كالأحلام المزعجة ، والصداع ، والضيق ، أو يعتمد على
أن هذا الشخص يشكو من حالة غريبة احتار الطب فيها!مع العلم أن
كل الأمراض المعروفة حاليا احتار الطب فيها لفترة ، وبعد ذلك
عرف أسبابها وعلاجها ) 0 ( المعالِجون بالقرآن - ص 168 - 169 )
0
قلت : قد أصاب الدكتور محمد المهدي الحق فيما ذهب إليه
من الممارسات والاستنباطات الخاطئة التي درج على اللجوء إليها
كثير من المعالِجين ، ولكن لي وقفة مع قوله " إن كل الأمراض
المعروفة حاليا احتار الطب فيها لفترة ، وبعد ذلك عرف أسبابها
وعلاجها " وهذا الكلام لا لبس فيه إن كان المعنى الذي يقصده
الدكتور الفاضل متعلق بالأمراض العضوية ، أما تعميم الأمر
بالنسبة لكافة الأمراض فهذا يحتاج لوقفة وإعادة نظر ، ولا يؤخذ
الكلام في الناحية المشار إليها على إطلاقه ، والمقصود من
الإشارة إلى هذه النقطة أن بعض الأمراض العضوية ينطبق عليها
الحكم والوصف المشار إليه ، وأما الأمراض أو الأعراض المتعلقة
بالأمراض الروحية كالصرع أو السحر أو العين ونحوه ، فلا ينطبق
عليها هذا الحكم والوصف مطلقا ، بسبب عدم إخضاعها لكافة
الوسائل والأساليب العلمية التي يمتلكها الطب بكافة مكتشفاته
ومخترعاته مهما بلغت من التقدم والرقي ، ولقد أشرت إلى هذه
المسألة لأمر هام يتعلق باعتقادات المرضى الذين يعانون من
أمراض معينة ، بحيث يذهب اعتقادهم بأن المعاناة ناتجة أصلا عن
أمراض عضوية لم تكتشف حتى هذه الساعة ، مع أن الأمر أساسا
يتعلق بمرض من الأمراض التي تصيب النفس البشرية كما تم الإشارة
آنفا ، والموقف المتزن الذي لا بد أن يسلكه المرضى هو اتخاذ
الأسباب الشرعية والحسية المباحة للشفاء وذلك بمراجعة الأطباء
والمستشفيات والمصحات ، وكذلك اللجوء للرقية الشرعية الثابتة
في الكتاب والسنة 0
قال الكاتب عبد الحق بشير عباس
العقبي : ( إن المنهج الواضح الصريح للعلاج بالرقية الشرعية هو
التوجه إلى مسبب الأسباب بصدق ونية ، والدعاء أن يزيل السبب ،
أيا كان السبب ، ليس في السبب قيد ولا
شرط ، وليس مطلوبا من الراقي أن يشخص ويتعرف ويؤول ! ويخطئ
ويصيب ويجرب ! فآيات الرقية معروفة مأثورة ، والأهم منها صدق
التوجه والدعاء والرضى بما كتب الله ، فما أصابك لم يكن ليخطئك
، وما أخطأك لم يكن ليصيبك ، وإنما جعلت الرقية بالقرآن
والمأثور من السنة وسيلة للتقرب إلى الله مسبب الأسباب ،
ولأنها كذلك فهي من الدعاء ، وللدعاء شروط على الداعي أن يلتزم
بها إذا أراد الإجابة ، منها صدق التوجه إلى الله - فيتوجه وهو
موقن بالإجابة - ، وطيب المأكل والمشرب ، واختيار أوقات
الإجابة التي منها الثلث الأخير من الليل ، وفي السجود ، وبين
الأذانين ، وغيرها مما هو معروف ومتداول في كتاب الأذكار 0
لا أعني بذلك أنه لا يجوز التوجه إلى الآخرين طلبا للرقية ، بل
أن هذا مشروع ، والأحاديث فيه مأثورة ومتوفرة ، ولأن من أسباب
الإجابة التماس الصالحين والمشهود لهم بالتقوى والورع ، وهو من
أسباب التعجيل في الإجابة ) 0( المعالِجون بالقرآن - باختصار -
ص 187 - 188 ) 0
19- تحري طرق الإثبات الشرعية للأمراض الروحية 0
20- عدم التأثر بآراء الآخرين 0
تعليقات حول هذه المقاله |
العنوان |
الكاتب |
وقت الإضافه | |
|