إبحث عن:
القائمة الرئيسيه
البدايه
الأقسام

تسجيل الدخول
إسم المستخدم:

كلمة المرور:


تسجيل
هل نسيت كلمة المرور

أقسام الموقع


المقالات الأكثر قرائة
1 الشاب اليافع وكتاب ( شمس المعارف الكبرى ) !!!
2 قصة فتاتنا الخليجية ؟!!!
3 * ضعف جنسي يسببه السحر القوي !!!
4 أرادت أن تمارس الرقية الشرعية !!!
5 الدروس اليومية (36)

قراءة المقاله



الدروس اليومية (38)
كتبت بواسطة: أبو البراء - el 11/03/2004 - 4010 زوار        


الكتاب الثاني

الدروس اليومية في
السلسلة العلمية ـ نحو موسوعة شرعية في علم الرقى (2)
( القول المعين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين ـ من بداية صفحة رقم 355 ـ إلى نهاية صفحة رقم 375 ) .


* المبحث الرابع عشر : الفضول وحب الاستطلاع فيما يتعلق بالرقية والأمراض الروحية :-

تمهيد

إن المتتبع لأحوال بعض المسلمين اليوم ، يراهم يقحمون أنفسهم
في أمور لا تعنيهم من قريب أو بعيد ، والبعض قد يرغم أنفه في أمور لا تعنيه البته ، وقد يواجه على أثر ذلك بعض المشاكل التي تؤثر في حياته ، بل قد يصل الأمر إلى ما هو أشد من ذلك بكثير ، وبتتبع النصوص
الحديثية يتضح أن الإسلام قد هذب النفس البشرية وصقلها وعمق فيهـا المفاهيم السامية والنبيلة ، وقد ثبت من حديث أبي هريرة – رضي الله
عنه – قال : …

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا
يعنيه ) 0 ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده – 1 / 201 ، والترمذي في سننه – كتاب الزهد ( 8 ) – برقم ( 2433 ) ، وابن ماجة في سننه – كتاب الفتن ( 12 ) – برقم ( 3976 ) ، والإمام مالك في الموطأ – حسن الخلق ( 3 ) ، وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيـح الجامع 5911 ، صحيح الترمذي 1887 ، صحيح ابن ماجة 3211 ) 0


قال ابن رجب : ( ومعنى هذا الحديث أن من حسن إسلامه ترك ما لا يعنيه من قول وفعل ، واقتصر على ما يعنيه من الأقوال والأفعال ، ومعنى يعنيه : أنه تتعلق عنايته به ، ويكون من مقصده ومطلوبه ، والعناية :
شدة الاهتمام بالشيء ، يقال : عناه يعنيه : إذا اهتم به وطلبه ، وليس المراد أنه يترك ما لا عناية له ولا إرادة بحكم الهوى وطلب النفس ، بل بحكم الشرع والإسلام ، ولهذا جعله من حسن الإسلام ، فإذا حسن إسلام
المرء ، ترك ما لا يعنيه في الإسلام من الأقوال والأفعال ، فإن الإسلام يقتضي فعل الواجبات 0
وإن الإسلام الكامل الممدوح يدخل فيه ترك المحرمات ، وإذا حسن الإسلام ، اقتضى ترك ما لا يعنيه كله من المحرمات والمشتبهات والمكروهات ، وفضول المباحات التي لا يحتاج إليها ، فإن هذا كله لا
يعني المسلم إذا كمل إسلامه ، وبلغ إلى درجة الاحسان ، وهو أن يعبد الله تعالى كأنه يراه ، فإن عبد الله على استحضار قربه ومشاهدته بقلبه ، أو على استحضار قرب الله منه واطلاعه عليه ، فقد حسن إسلامه ، ولزم
من ذلك أن يترك كل ما لا يعنيه في الإسلام ، ويشتغل بما يعنيه فيه ) 0 ( جامع العلوم والحكم – 1 / 288 – 289 ) 0


تلك هي المقومات الحقيقة التي لا بد أن يربي المسلم نفسه عليها ،
فيهتم بالأمور التي تعنيه مباشرة مع اهتمامه بالأطر العامة التي تربطه باخوانه المسلمين ، دون البحث والتقصي في الأمور التي ليس من ورائها مصلحة شرعية أو نفع 0
ومن الناس من يدفعه الفضول وحب الاستطلاع إلى الوقوع في المحظورات والولوج في المنهيات فتراه يقحم نفسه فيما لا علاقة له به ، فتارة تراه يتحسس الأخبار وتارة قد سمع بكتاب من كتب السحر والشعوذة فلا يهدأ له بال حتى يبحث ويستقصي إلى أن يعثر عليه ويقرأ
ما فيه ، وقد يبدأ في تطبيق ما قرأ فيدخل معترك السحر والشعوذة ،
وهذا يعني الولوج في الكفر والضلال وقد يندم على فعل ذلك ، ولكن بعد فوات الأوان ، ويوم لا ينفع الندم والبكاء 0
وقد يبتلى من جراء بحثه في مثل هذه الكتب بالخوف الشديد من الشياطين أو بالوسوسة أو الشك أو غير ذلك من الأمور التي تخل
بالعقيدة الصحيحة وتؤثر فيها ، ومنهم من تراه بين ليلة وضحاها أخذ يرقي أو يمارس هذا الأمر دون علم شرعي أو علم بهذا الجانب ودون مشورة أو استخارة 0
إن الرقية الشرعية وتصدرها أمر محفوف بالمخاطر ، يحتاج إلى تضحية وصبر وتحمل مشاق ، وقد يتعرض المعالج لإيذاء الأرواح الخبيثة في نفسه وأهله وماله ، ومن هنا كان لا بد من توفر شروط وصفات يتحلى بها المعالج للذود بها عن نفسه وأهله وماله والتحصن في مواجهة تلك المخاطر والتبعات ، وهذا الكلام لا يعني مطلقا أن يعيق ذلك الفهم من رأى في نفسه القدرة على نفع أخيه المسلم مع توفر كافة الشروط والصفات التي تؤهله للقيام بهذا العمل على الوجه المطلوب ، كما ثبت من حديث جابر – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه ) 0 ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده - 3 / 302 ، 315 ، 334 ، 382 ، 393 ، والإمام مسلم في صحيحه - كتاب السلام ( 61 ، 62 ، 63 ) - برقم ( 2199 ) ، وابن ماجة في سننه - = = كتاب الطـب ( 3515 ) بنحوه ، أنظر صحيح الجامع 6019 ، صحيح ابن ماجة 2833 – السلسلة الصحيحة 472 ) 0

ومن خلال تجربتي النظرية والعملية في هذا المجال ، كان لزاما علي أن أبين وأوضح خطورة التعرض لتلك التجارب أو اقحام النفس البشرية في قضايا الصرع والسحر والعين دون العلم الشرعي والدراسة العلمية والممارسة العملية والوعي والإدراك ، والتحذير من مزالق هذا الأمر ودروبه وخفاياه ، وكذلك اكتساب الخبرة الواسعة ممن هم أهل للرقية الشرعيـة ، خاصـة أن المعالجين قـد تصدروا بأنفسهم لمحاربـة الجن والشياطين ، وبالتالي فهـم عرضـة للابتلاء والإيـذاء من قبل الشيطان وأعوانه ، وقد نقل ذلك المفهوم شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - حيث يقول :

( والجن أعظم شيطنة ، وأقل عقلا ، وأكثر جهلا ، والجني قد يحب الإنسي كما يحب الإنسي الإنسي ، وكما يحب الرجل المرأة ، والمرأة الرجل ، ويغار عليه ويخدمه بأشياء ، وإذا صار مع غيره فقد يعاقبه
بالقال وغيره ) 0 ( النبوات - ص 279 ) 0


ولذلك يحتاج المعالج في تلك المواجهة للنية الصادقـة والإخلاص في العمل ، وسلاح قوي أساسه العقيدة والمنهج الصحيح ، والإيمان المتمثل بصلاح القلب ، وصدق اللسان ، وعمل الجوارح ، ليستطيع أن يواجه تلك القوى الشريرة 0 والمقصـود من ذلك أن رؤية تلك المقومات في النفس ، وبعد العـودة لأهل العلم واستشارتهم واستخارة الله سبحانه وتعالى ، لا تثريب أن يمضي على بركة الله معتمدا ومتيقنا به سبحانه وليعلم أنه خير الحافظين ، كما أخبر الحق تبـارك وتعالى في محكـم كتابه : ( 000 فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) 0 ( سورة يوسف - جزء من الآية 64 ) 0

إن الواجب يحتم على المسلم أن يترك الأمور التي لا فائدة من ورائها ويصرف اهتماماته إلى ما ينفع في الدنيا والآخرة من طلب العلم الشرعي وتربية الأبناء وفق شرع الله ، والتزود ليوم المعاد ولقاء رب العباد ، وكم سمعنا بذلك المثل القائل : ( من تدخل فيما لا يعنيه لقي ما لا يرضيه ) 0

قصة واقعية :-

رن جرس الهاتف في منزلي ، وإذا بصوت امرأة تجاوزت العقد الخامس من العمر ، تتحدث فتشكو لي حالهـا ، وتتحدث عن ابن لها في عقده الثاني ، فتقول كان شابا يافعا صالحا بارا بي ، كنت دائما ادعو الله سبحانه وتعالى له لبره وصلته بأسرته ، ولكن فجأة تغير كل شيء ،
أصبح منزويا لا يكلم أحدا ويعيش في عزلة تامة ، تغير في سلوكه وتصرفه وتعامله مع الآخرين ، وحقيقة الأمر لا أدري ماذا حصل له ، ولكن إيماني بالله سبحانه وتعالى عظيم وثقتي به كبيرة لا توصف ، ولقد لجأت بعد الله سبحانه وتعالى إليك ، فأرجو أن أجد حلا لمشكلتي هذه 0
هدأت من روعها وذكرتها بالله سبحانه وتعالى وبالصبر والاحتساب ، وبعد متابعة الأمر مع هذا الشاب ، تبين فيما بعد أنه قد اطلع على كتاب يعتبر من أخطر كتب السحر والشعوذة على الاطلاق وهذا الكتاب هو
( شمس المعارف الكبرى ) وقرأ فيه ، فأصابه ما أصابه نتيجة لذلك ،
وبعد الجلسات المتتابعة من الرقية الشرعية من الله سبحانه وتعالى عليه بالصحة والعافية ، والله تعالى أعلم 0
* المبحث الخامس عشر : اليقين التام بالله سبحانه وتعالى :-

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :( وأما " اليقين " فهو طمأنينة القلب ، واستقرار العلم فيه ، ثم اليقين ينتظم منه أمران : علم القلب 0 وعمل القلب 0 فإن العبد قد يعلم علما جازما بأمر ، ومع هذا فيكون في قلبه حركة واختلاج من العمل الذي يقتضيه ذلك العلم ،
كعلم العبد أن الله رب كل شيء ومليكه ، ولا خالق غيره وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، فهذا قد تصحبه الطمأنينة إلى الله والتوكل
عليه ، وقد لا يصحبه العمل بذلك ، إما لغفلة القلب عن هذا العلم - والغفلة هي ضد العلم التام وإن لم يكن ضدا لأصل العلم - وإما
للخواطر التي تسنح في القلب من الالتفات إلى الأسباب ، وإما لغير
ذلك 0

وقال - رحمه الله - :( وأما كيف يحصل اليقين فبثلاثة أشياء :-
أحدها : تدبر القرآن 0
الثاني : تدبر الآيات التي يحدثها الله في الأنفس والآفاق التي تبين أنه حق 0
الثالث : العمل بموجب العلم ) 0( مجموع الفتاوى - باختصار - 329 - 331 ) 0

بتلك الكلمات المعبرة الصادقة يحدد شيخ الإسلام - رحمه الله - معنى اليقين الذي لا بد وأن يستقر في قلب العبد ، ويتجسد ذلك اليقين
بالفعل المعبر عن مضمونه 0
إن المسلم الحق يعلم يقينا أنه ليس بعد الضيق إلا الفرج ، وليس بعد العسر إلا اليسر ، كما أخبر الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه :  فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا  0 ( سورة الشرح - الآية - 5 ، 6 ) 0

فباليقين تقوى عزيمة المؤمن ويكون قادرا على تحمل الأعباء والمصائب ومواجهة المصاعب بعزيمة قوية ، وإيمان لا يشوبه شك أو ريبة ، فإذا
تعلق العبد بالله سبحانه ، واتجه إليه ، وعول في أموره عليه ، كفـاه ما أهمه ، وفرج كربه ، ويسر عسره ، فعاد خوفه أمنا ، وضعفه قوة ، ومرضه عافية 0
إن من تعرض لابتلاء الأمراض التي تصيب النفس البشرية من صرع وسحر وحسد ونحوه ، هو أحوج ما يكون لليقين بخالقه وقربه منه ومناجاته بالدعاء ، ومحاكاته بالذكر ، والانطراح على أعتابه ،
والانكسار والتذلل له سبحانه ، وكل ذلك إن كان بصدق توجه وإخلاص نية كفيل برفع الغمة وتفريج الكربة 0
إن العبرة والعظة شاهد لما جرى للأنبياء عليهم السلام مع أقوامهم وما جرى لأتباعهم ، ولولا اليقين بخالقهم ، لما حفظهم بل ونصرهم على عدوهم ، فقد حفظ الله سبحانه نوحا - عليه السلام - وأغرق قومه ، وحفظ إبراهيم - عليه السلام - وجعل النار له بردا وسلاما ، وحفظ موسى - عليه السلام - وقومه وأهلك فرعون وجنوده ، وأيوب - عليه السلام - قد ابتلي في بدنه وأصابه من الكرب ما لا يعلمه إلا الله ، ثم كشف ضره وعافاه في بدنه وآتاه أهله ومثلهم معهم ، ولقد حاول كفار قريش قتل النبي صلى الله عليه وسلم وآذوه وأصحابه حتى أذن لهم بالهجرة إلى الحبشة ، وخرج متخفيا وهاجر – عليه الصلاة والسلام – إلى طيبة ، فحاربهم الكفار وحزبوا عليهم الأحزاب فصبروا حتى أظهرهم الله فدخلوا مكة فاتحين منصورين ورؤوس أعدائهم مطأطأة تنتظر حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم ، ومع كل ما لاقى عليه الصلاة والسلام من قريش وأهلها فقد صفح وعفا وتلك هي أخلاق الأنبياء عليهم صلوات الله أجمعين ، كما ثبت من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنما أنا رحمة مهداه ) 0 ( أخرجه الحاكم في المستدرك – 1 / 35 ، والدارمي في سننه – المقدمة ( 3 ) ، والشهـاب في مسنده – برقم ( 1160 ، 1161 ) ، انظر تفسير ابن كثيـر – 5 / 381 ، و " شرح السنة " للبغـوي – 13 / 213 ، و " المشكاة " للتبريزي – برقم ( 2800 ) ، و " إتحاف السادة المتقين " للزبيدي – 7 / 162 ، و " البداية والنهاية " لإبن كثير – 6 / 299 ، و " الدر المنثور " للسيوطي – 4 / 342 ، و " دلائل النبـوة " للبيهقـي – 1 / 158 ، و " الشريعـة " للآجري ( 458 ) ، و" الطبقات الكبرى " لإبن سعد - 1 / 1 / 128 ، وابن شيبـة فـي مصنفـه - 11 / 504 ، و " تهذيـب تاريخ دمشق " لإبن عساكر - 1 / 66 ، و " ميزان الاعتدال - ( 7211 ) ، و " لسان الميزان " لإبن حجر - 5 / 233 ، و " الكامل في الضعفاء " لإبن عدي - 4 / 1546 ، وقـال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الجامع 2345 - السلسلة الصحيحة 490 ) 0

قال المناوي :( " إنما أنا رحمة " أي ذو رحمة أو مبالغ في الرحمة حتى كأني عينها ، لأن الرحمة ما يترتب عليه النفع ونحوه وذاته ، كذلك وإذا كانت ذاته رحمة فصفاته التابعة لذاته كذلك ( مهداه ) أي ما أنا إلا ذو رحمة للعالمين أهداها الله إليهم فمن قبل هديته أفلح ونجا ومن أبى خاب وخسر ، وذلك لأنه الواسطة لكل فيض ، ( يقول الدكتور الشيخ ابراهيم البريكان - حفظه الله - : هذا الكلام أشبه بكلام الصوفية والفلاسفة ، والظاهر من المعنى أنه رحمة لكل خير ، وتقال في تبليغ الحق وبيانه لكان ذلك أصح وأبعد عن الإجمال والإشكال ) 0
فمن خالف فعذابه من نفسه كعين انفجرت فانتفع قوم وأهمل قوم فهي رحمة لها ) 0 ( فيض القدير - 2 / 572 ) 0


وهذا حال المؤمنين تصيبهم المصائب فيلجأون إلى الله سبحانه وتعالى منيبين إليه قائمين بما أوجب عليهم ، مع اتخاذ الأسباب المباحة حتى يأذن الله بتفريج كرباتهم وتحقيق آمالهم وتطلعاتهم ، فالحاصل أن يكون المسلم على يقين من الفرج إذا أصابه الضر وأن لا ييأس من روح الله سبحانه وتعالى ، كما يخبر الحق تبارك وتعالى عن ذلك في محكم كتابه : ( يَابَنِىَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تاَئيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَايئْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الكَافِرُونَ ) ( سورة يوسف – الآية 87 ) 0
ومن خلال استعراض الأمثلة السابقة للأنبياء المقربين وعباده الصالحين ، نرى شاهدا ودليلا على ما نقول ، فما تخلى عنهم خالقهم ، وما ضيع أعمالهم ، فهذا نبي الله أيوب فرج الله عنه بعد الكرب العظيم ، ونوح عليه السلام أنقذه الله من الغرق والطوفان ، وأما خليل الرحمن فسبحان من غير النيران إلى أمن وسلام وأمان ، ويكفينـا في ذلك قـول الحق جل وعلا ( حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّىَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنْ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ )0 ( سورة يوسف - الآية 110 ) 0


ومن المظاهر التي لا بد أن تتجسد يقينا في قلب المؤمن الصادق فيما يتعلق بالرقية الشرعية ومضمونها وأسلوبها الأمور التالية :-

1)- اليقين التام بالله سبحانـه وتعالى ، وأن الأمور تحت تقديره ومشيئته 0
2)- اليقين التام بأن الشفاء من الله سبحانه وتعالى وحده 0
3)- اليقين التام بحصول الأمراض التي تصيب النفس البشرية من
صرع وسحر وحسد وعين ونحوه ، لثبوت الأدلة القطعية في ذلك 0
4 )- اليقين التام بخطورة السحر والسحرة والمشعوذين والعرافين وأثرها السيئ على الفرد والأسرة والمجتمع المسلم 0
* المبحـث السـادس عشـر : الإيمـان والتقـرب لله سبحانه بالطاعات :-

تمهيد :

إن الإيمان حين يتغلغل في النفوس ، ويستقر في القلوب 00 هو أول سلاح يتسلح به المؤمن في مواجهة صراع الحياة ، وفي مجابهـة مغريات الدنيا 0
والإيمان أن يعتقد المؤمن في قرارة وجدانه أن ما أصابه لم يكن
ليخطئه ، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه ، وبهذا الاعتقاد والشعور يتحرر المؤمن من الخوف والجبن والجزع 00 ويتحلى بالصبر والشجاعة والإقدام 00 وأن يعتقد أن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها وأجلها ، وبهذا الاعتقاد والشعور يتحرر المؤمن من الحرص الزائد على الدنيا ، والإلحاح بالطلب ، ويتحرر من الشح النفسي ، والتقتير المزري ، والإمساك الشائن ، ويتحلى بمعاني الكرم والإيثار والعطاء 00 بل يرى السعادة في القناعة وعيش الكفاف ، فإذا اقتنعت النفوس رضيت بالقليل ، وكفاها اليسير ، وأن يعتقد المؤمن من أعماق أحاسيسه ومشاعره أن الله سبحانه معه يسمع ويرى ، وبهذا الاعتقاد والشعور يتحرر المؤمن من ربقة
الهوى ، ونزعات النفس الأمارة وهمزات الشياطين ، وفتنة المال والنساء 00 ويتحلى بالمراقبة لله ، والإخلاص له ، والاستعانة به ، والتسليم لجنابه فيما ينوب ويروع ، ويندفع بكليته إلى العمل بكل أمانة وجدية واتقان 00 بل يكون إذا مشى في الناس إنسانا سويا ، وبرا تقيا ، وريحانة طيبة الشذى ، وشامة في المجتمع يشار إليه بالبنان 0
إن استشعار حلاوة الإيمان للمؤمن تتمثل في محبته الخالصة لله سبحانه ولرسوله صلى الله عليه وسلم وأخوته الصادقة لجماعة المسلمين ، وكراهية مبادئ الكفر ونبذ أهل الضلال ، كما ثبت من حديث أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن
يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه ، كما يكره أن يلقى في النار ) 0( أخرجه الإمام أحمد في مسنـده – 3 / 103 ، 114 ، 172 ، 174 ، 230 ، 248 ، 275 ، 288 – متفق عليه – أخرجه الإمام البخاري في صحيحه – كتاب الإيمان( 9 ، 14 ) – برقـم ( 16 ، 21 ) - وكتاب الأدب ( 42 ) - برقم ( 6041 ) - وكتاب الاكراه ( 1 ) - برقم ( 6941 ) ، والإمام مسلم في صحيحه - كتاب الإيمان ( 67 ) - برقم ( 43 ) ، والترمذي في سننه - كتاب الإيمان ( 10 ) - برقم ( 2772 ) ، والنسائي في سننه - كتاب الإيمان ( 4 ) ، وابن ماجة في سننه - كتاب الفتن ( 23 ) - برقم ( 4033 ) ، أنظر صحيح الجامع 3044 ، صحيح الترمذي 2116 ، صحيـح النسائي 4616 ، صحيح ابن ماجـة 3258 ) 0


قال النووي :( هذا حديث عظيم أصل من أصول الإسلام 0 قال العلماء رحمهم الله : معنى حلاوة الإيمان استلذاذ الطاعات وتحمل المشقات في رضى الله عز وجل ، ورسوله صلى الله عليه وسلم وإيثار ذلك على عرض الدنيا ، ومحبة العبد ربه - سبحانه وتعالى - بفعل طاعته ، وترك مخالفته ، وكذلك محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال القاضي - رحمه الله - : هذا الحديث بمعنى الحديث المتقدم " ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا " وذلك أنه لا تصح المحبة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم حقيقة وحب الآدمي في الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وكراهة الرجوع إلى الكفر إلا لمن قوي بالإيمان يقينه ، واطمأنت به نفسه ، وانشرح له صدره ، وخالط لحمه ودمه 0 وهذا هو الذي وجد حلاوته0 قال : والحب في الله من ثمرات حب الله 0 قال بعضهم : المحبة مواطأة القلب على ما يرضى الرب
سبحانه ، فيحب ما أحب ، ويكره ما كره 0 واختلفت عبارات المتكلمين في هذا الباب بما لا يؤول إلى اختلاف إلا في اللفظ 0 وبالجملة أصل
المحبة الميل إلى ما يوافق المحب ، ثم الميل قد يكون لما يستلذه الإنسان ، ويستحسنه كحسن الصورة والصوت والطعام ونحوها وقد يستلذه بعقله للمعاني الباطنة كمحبة الصالحين والعلماء وأهل الفضل مطلقا ، وقد يكون لإحسانه إليه ، ودفعه المضار والمكاره عنه 0 وهذه المعاني كلها موجودة في النبي صلى الله عليه وسلم لما جمع من جمال الظاهر والباطن ، وكمال خلال الجلال ، وأنواع الفضائل ، وإحسانه إلى جميع المسلمين بهدايته إياهم إلى الصراط المستقيم ، ودوام النعم ، والإبعاد من الجحيم 0 وقد أشار بعضهم إلى أن هذا متصور في حق الله تعالى ، فإن الخير كله منه سبحانه وتعالى 0 قال مالك وغيره : المحبة في الله من واجبات الإسلام 0 هذا كلام القاضي - رحمه الله - ) 0 ( صحيح مسلم بشرح النووي - 1،2،3 - 210 - 211 ) 0

إن المحبة الخالصة لله وللرسول ، تحتم الاستجابة لندائهما ، والامتثال بأمرهما ، والوقوف عند حدودهما ، وإلا 00 فإنه يكون كاذبا في دعوى المحبة ، ناقصا عرى الإيمان 0
ولا بد للمؤمن أن يجد من هذه المحبة والطاعة نشوة تظهر على
جوارحه ومحياه لإخلاص المحبة ، وصدق الطاعة 00 بل لا يتصور من المؤمن بعد أن يستشعر من أعماق قلبه حلاوة المحبة ، ونشوة الطاعة - أن يحيد ولو قليلا عن المنهج الذي رسم له ، ولا أن يتزحزح عن الصراط الذي نصبه له من تعلق به وأنجذب إليه 00 وهكذا الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب !!
إن استقرار الإيمان في القلب ، يظهر أثرا في عمل الجوارح التي تعبر
عن صدق الإيمان ومتانته ورسوخه ، فيقدم المؤمن دليله على إيمانه بفعل الواجبات والطاعات ، ويحرص على القيام بالفرائض والسنن واجتناب المحرمات والمنهيات ، فيصلي خمسه ، ويصوم فرضه ، ويحج حجته ، ويزكي ماله ، ويعود المريض ، ويصل الرحم ، ويواسي المبتلى ، ويسير في حاجة أخيه المسلم ، ويتصدق من ماله ، ويمسح على رأس اليتيم ، ومن هنا نرى أن خصال الخير كثيرة لا تقف عند حد ، والاستكثار من هذه الخصال دليل على المحبة والوفاء ، وهي قرينة يعرف بها صدق المؤمن وقربه من خالقه ، والجزاء من جنس العمل ، كما أخبر الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه : ( يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِين ) ( سورة آل عمران - الآية 171 ) 0
وقد ثبت من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( من عاد مريضا ، أو زار اخا له في الله ، ناداه مناد : أن طبت وطاب ممشاك ، وتبوأت من الجنة منزلا ) 0( أخرجه الترمذي في سننه - كتاب البر ( 63 ) - برقم ( 2093 ) ، وابن ماجة في سننه - كتاب الجنائز ( 2 ) - برقم ( 1184 ) ، وقال الألباني حديث حسن ، أنظر صحيح الجامع 6387 ، صحيح الترمذي 1633 ، صحيح ابن ماجة 1184 ) 0


قال المباركفوري : ( قوله " من عاد مريضا " أي محتسبا " أو زار اخا له " أي في الدين " في الله " أي لوجه الله لا للدنيا " مناد " أي
ملك " أن طبت " دعاء له بطيب عيشه في الدنيا والآخرة " وطاب
ممشاك " مصدر أو مكان أو زمان مبالغة 0 قال الطيبي : كناية عن سيره وسلوكـه طريق الآخرة بالتعري عن رذائل الأخلاق والتحلي بمكارمهـا " وتبوأت " أي تهيأت " من الجنة " أي من منازلها العالية " منزلا " أي منزلة عظيمة ومرتبة جسيمة بما فعلت 0 وقال الطيبي : دعاء له بطيب العيش في الأخرى ، كما أن طبت دعاء له بطيب العيش في الدنيا ، وإنما أخرجت الأدعية في صورة الاخبار إظهارا للحرص على عيادة الأخيار ) 0 ( تحفة الأحوذي - 6 / 124 ) 0


وقد ثبت أيضا من حديث أبي ذر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تبسمك في وجه أخيك لك صدقة ، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة ، وإرشـادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة ، وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة ، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة ) 0 ( أخرجـه البخـاري في الأدب المفـرد - برقم ( 128 ) ، والترمذي في سننه - كتاب البر ( 36 ) - برقم ( 2039 ) ، وابن حبان في صحيحه - برقم ( 864 ) ، أنظر صحيح الجامع 2908 ، صحيح الترمذي 1594 ) 0

قال المناوي :( يشير بذلك كله إلى أن العزلة وإن كانت فضيلة محبوبة لكن لا ينبغي قطع المسلمين بالكلية ، فإن لهم عليك حقا فاعتزلهم لتسلم من شرهم لكن لا تصر وحشيا نافرا ، بل قم بحق الحق والخلق من
البشاشة للمسلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عند القدرة وإكرام الضيف وبذل السلام وصلة الرحم وإغاثة الملهوف وإرشاد الضال وإزالة الأذى ونحو ذلك ، لكن لا تكثر من عشرتهم وراقب الله واعط كل ذي حق حقه كذا قرره البعض ) 0 ( فيض القدير - 3 / 227 ) 0



إن طرح قضية الإيمان والتقرب إلى الله سبحانه بالطاعات لها أثر عظيم يتعلق بالرقية والعلاج ، فسلاح المؤمن الصادق من أنجح الوسائل التي
يتقي بها كيد الشيطان وأعوانه ، فلا ينفذ إليه ولا يستطيع النيل منه ، لقربه من خالقه وحفظه له ، وهذا القرب يورث الحفظ من الله سبحانه ، كما ثبت من حديث ابن عباس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : ( يا غلام إني أعلمك كلمات 00 احفظ الله يحفظك 000 ) 0
قال تعالى : ( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) 0 ( سورة الرعد - الآية 11 ) 0


قال الطبري في تفسيره :( قال مجاهد : ما من عبد إلا له ملك موكل يحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوام ) 0وقال آخرون :( معنى ذلك : يحفظونه من أمر الله ، و ( أمر الله ) ، الجن ومن يبغي أذاه ومكروهه قبل مجيء قضاء الله 0 فإذا جاء قضاؤه ، خلوا بينه وبينه ) 0( جامع البيان في تأويل القرآن - 7 / 352 - 354 ) 0


قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : ( وإنما ظهرت هذه الأحوال الشيطانية التي أسبابها الكفر والفسوق والعصيان بحسب ظهور أسبابها ؛ فحيث قوي الإيمان والتوحيد ونور الفرقان والإيمان وظهرت آثار النبوة والرسالة ضعفت هذا الأحوال الشيطانية 0
وحيث ظهر الكفر والفسوق والعصيان قويت هذه الأحوال الشيطانية ، والشخص الواحد الذي يجتمع فيه هذا وهذا الذي تكون فيه مادة تمده للإيمان ومادة تمده للنفاق يكون فيه من هذا الحال وهذا الحال ) 0 ( قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة – 304 ) 0


قال الأستاذ ولي زار بن شاهز الدين :( فلقد أقر إبليس نفسه واعترف بأنه لا يقدر على إغواء المخلصين من عباد الله فهم خارجون عن طوق قدرته وإرادته 0
عندما يصبح الإنسان عبدا حقيقيا لله ووقافا عند حدوده قد رسخ الإيمان في قلبه بالاستعاذة والذكر والمراقبة - فإن ذلك يرفع من مستواه الروحي ويقوي من معنوياته حتى يصل إلى درجة يخاف منه الشيطان ويهرب منه 0 كما حدث لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ) 0 ( الجن في القرآن والسنة - ص 138 ) 0


قال الأستاذ محمد شومان الرملي :( وليس للشيطان سبيل على المؤمنين الموحدين ، فمن آمن بالله تعالى حقا ، وأعتصم به صدقا ، وتوكل عليه ثقة به وبكفايته ونصره ، فأنى للشيطان أن يصل إليه ؟! أو يكون له عليه سبيل ، وقد اعتصم بالله القوي المتين ؟!
وبقدر قوة الإيمان والاعتصام بالرحمن ، يغلب العبد الشيطان ، ويدفع وسوسته ، ويتخلص من شره ، أما الموالي له بطاعته ، فإنه قد فتح له الطريق للوصول إليه ، وللتمكن منه ، وليفعل به أنواع المثلات ، فبقدر طاعة العبد للشيطان يسيطر عليه ، حتى يصبح وليه وصاحبه ، بل هو شيطان مثله ، والعياذ بالله تعالى ) 0 ( الفرار إلى الله - ص 163 ) 0






خاتمة

وبعد 000 فإن كافة الموضوعات المطروحة تحت هذا العنوان في هذا الكتاب ، ذات أهمية قصوى في حياة المسلم لتعلقها مباشرة بأمور العقيدة والدين ، ولا بد من الإشارة إلى أهمية هذه المسائل والاعتناء بها ، وتوخيها في الحياة العامة والخاصة فيقدم الأهم ثم المهم ، ولا بد من إدراك النتائج
الخطيرة للاعتقادات الخاطئة أو الولوج في بعض النقاط المذكورة ، وأهم هذه النتائج تدميرهـا للعقيدة الصحيحة ، وذلك بالوقوع في الكفر أو الشرك أو الابتداع ، ولا بد للمسلم من تحري مسلك الإسلام القويم ، ومعرفة طريق الله سبحانه ، وذلك باتباع أوامره واجتناب نواهيه ، والإقبال عليه بالطاعة ، وكل ذلك يجعل المؤمن قويا بخالقه ، واثقا من مسلكه ومنهجه ، متسلحا بالعقيدة والإيمان ، صابرا محتسبا ، سلاحه مكين ، وطريقه بين قويم 0










أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني
المملكة العربية السعودية – المنطقة الشرقية
الظهران - حي الدوحة
الرمز البريدي ( 31469 ) ص0 ب ( 38626 )
فاكس رقم ( 8595985 – 009663 )
صفحة الانترنت ( www.ruqya.com/ http:// )
استقبال الأسئلة والاستفسارات ما بين صلاة المغرب والعشـاء
على هاتف رقم ( 8596113 – 009663 )
المملكة الأردنية الهاشمية
الاردن - الهاشمي الشمالي
عمان - ص - ب ( 23400 )
هاتف المنزل ( 4905032 – 009626 )






تعليقات حول هذه المقاله
العنوانالكاتبوقت الإضافه

تصويت
ما رأيك في هذا لموقع ؟
ممتاز
جيد جدا
جيد
نتائج التصويت



الحقوق محفوظة لكل مسلم راسلنا بشرط عدم الاستخدام التجاري
الصفحة الرئيسة