إبحث عن:
القائمة الرئيسيه
البدايه
الأقسام

تسجيل الدخول
إسم المستخدم:

كلمة المرور:


تسجيل
هل نسيت كلمة المرور

أقسام الموقع


المقالات الأكثر قرائة
1 الشاب اليافع وكتاب ( شمس المعارف الكبرى ) !!!
2 قصة فتاتنا الخليجية ؟!!!
3 * ضعف جنسي يسببه السحر القوي !!!
4 أرادت أن تمارس الرقية الشرعية !!!
5 الدروس اليومية (36)

قراءة المقاله



الدروس اليومية (35)
كتبت بواسطة: أبو البراء - el 04/03/2004 - 11505 زوار        


الكتاب الثاني

الدروس اليومية في

السلسلة العلمية ـ نحو موسوعة شرعية في علم الرقى (2)
( القول المعين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين ـ من بداية صفحة رقم 290 ـ إلى نهاية صفحة رقم 317 ) .

2)- التنجيم :- ...

التنجيم في اللغة : طلب العلم بالنجوم فالتاء في لفظ التنجيم للطلب فهو تفعيل منه 0

وشرعا : هو الاستدلال بالنجوم 0

قال المرداوي : ( قال الشيخ تقي الدين –رحمه الله – يعني ابن تيمية - : ( التنجيم كالاستدلال بالأحوال الفلكيـة على الحوادث الأرضية من السحر ) 0 ( الإنصاف – 10 / 351 ، وأنظر البهوتي في " كشاف القناع " – 6 / 187 ) 0


والتنجيم على قسمين :-

الأول : علم تأثير : وهو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية بأن تجعل أسبابا مؤثرة أو مقارنة لها ، فإن اعتقد أنها الفاعلة أو المؤثرة ، سواء بنفسها أو ادعى أنها مؤثرة بإذنه تعالى فهو مشرك شركا أكبر مخرجا عن ملة الإسلام 0
وإن اعتقد أنها مقارنة للحوادث الأرضية لا تفارقها فهو مشرك شركا أصغر ، ينافي كمال التوحيد ، وذلك لأن اعتقاد أن الشيء سبب مؤثر
فيه أو مقارن أمر شرعي فلا بد من ثبوت السببية شرعا أو عادة وهي منفية هنا فدعواها قول على الله بغير علم 0

قال البغوي : ( المنهي من علوم النجوم ما يدعيه أهلها من معرفة الحوادث التي لم تقع وربما تقع في مستقبل الزمان مثل إخبارهم بوقت هبوب الرياح ومجيء ماء المطر ووقوع الثلج وظهور الحر والبرد وتغيير الأسعار ونحوها ، ويزعمون أنهم يستدركون معرفتها بسير الكواكب واجتماعها وافتراقها وهذا علم استأثر الله به لا يعلمه أحد غيره كما قال تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ ) ( سورة لقمان - الآية 34 ) 0
فأما ما يدرك من طريق المشاهدة من علم النجوم الذي يعرف به الزوال وجهة القبلة فإنه غير داخل فيما نهى عنه ، قال الله تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ) ( سورة الأنعام - الآية 97 ) 0
وقال تعالى : ( وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) ( سورة النحل - الآية 16 ) 0
فأخبر الله تعالى أن النجوم طرق لمعرفة الأوقات والمسالك ولولاها لم يهتد الناس إلى استقبال الكعبة ) 0 ( شرح السنة – باب الكهانة - 12 / 183 ، وأنظر عون المعبود لشمس الحق العظيم آبادي - باب في الكهانة – 10 / 285 ) 0


قال شمس الحق العظيم آبادي : ( قال الخطابي : علم النجوم المنهي عنه هو ما يدل عليه أهل التنجيم من علم الكوائن والحوادث التي لم تقع كمجيء الأمطار وتغيير الأسعار ، وأما ما يعلم به أوقات الصلاة وجهة القبلة فغير داخل فيما نهي عنه ) 0 ( عون المعبود – باب في الكهانة – 10 / 285 ) 0


قال الحافظ ابن رجب الحنبلي : ( فعلم تأثير النجوم باطل محرم ، والعمل بمقتضاه كالتقرب إلى النجوم ، وتقريب القرابين لها : كفر ) 0
( فضل علم السلف على الخلف – ص 21 ) 0

الثاني : علم تسيير : وهو الاستدلال بها على الجهـات ، ومواقع البلدان ، ونحو ذلك ، فهو جائز لا محظور فيه ومنه : حساب التقاويم ، ومعرفة بروج الشتـاء والصيف ، وأوقات التلقيح ، والتأبير ، والأمطار ، وهبوب الرياح وصلاح الثمار ، وتهيج العلل والأمراض ، ونحو ذلك 0

* قال البخاري ( قال الأستاذ جمال بن محمد الشامي : هذا الأثر علقه البخاري في صحيحه – وأخرجه عبدالرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وغيرهم ، وأخرجه الخطيب في كتاب "النجوم"– وقاية الإنسان من السحر والجان والشيطان – ص 153 ) 0
: ( قال قتادة : خلق الله هذه النجوم الثلاث : زينة للسماء ، ورجوماً للشياطين ، وعلامات يهتدى بها ، فمن تأول فيها غير ذلك أخطأ وأضاع نصيبه وتكلف ما لا علم به ) 0
وأورد ابن كثير بلفظ : ( قال قتادة : " إنـما جعل الله هذه النجوم لثلاث خصال 0 جعلها زينة للسماء ، وجعلها يهتدى بها ، وجعلها رجوماً للشياطين 0 فمن تعاطى فيها غير ذلك فقد قال برأيه وأخطأ حظه وأضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به ، وإنَّ ناساً جهلة بأمر الله قد أحدثوا في هذه النجوم كهانة : من أعرس بنجم كذا وكذا كان كذا وكذا ومن سافر بنجم كذا وكذا كان كذا وكذا 0
ولعمري ما من نجم إلا بولد به الأحمر والأسود والطويل والقصير والحسن والدميم وما علم هذه النجوم وهذا الدابة وهذا الطائر شيء من هذا الغيب ولو أن أحداً علم الغيب لعلمه آدم الذي حلقه الله بيده وأسجد له ملائكته وعلمه أسماء كل شيء ) 0 ( الجامع الصحيـح المختصر – برقم ( 1168 ) ، أنظـر تفسير القرآن العظيـم لابن كثير – 3 / 373 ) 0


* سئل فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - عن الاستدلال بالنجوم على المواقع الأرضية ، فأجاب : ( النجوم تدل على الطريق والاتجاه للمسافر ، فإذا رأى النجم عرف الاتجاه ، ويعرف الطريق هذا هو المقصود : ( لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ) ، ( سورة الأنعام - الآية 97 ) 0
فإن كان قصد السائل بالمواقع الأرضية معرفة الاتجاه والطريق فهذا صحيح ) 0 ( المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح الفوزان - 2 / 137 ) 0


* قال حاجي خليفه في علم النجوم : ( وهو عند الإطلاق ينقسم إلى ثلاثة أقسام : حسابيات ، وطبيعيات ، ووهميات :
- أما الحسابيات : فهي يقينية ، فلا منع في علمها شرعا 0
- وأما الطبيعيات ؛ كالاستدلال من انتقال الشمس في البروج الفلكية إلى الفصول ؛ كالحر ، والبرد ، والاعتدال ، فليست بمردودة شرعا أيضا 0
- وأما الوهميات ؛ كالاستدلال على الحوادث السفلية خيرا ، أو شرا ، من اتصالات الكواكب بطريق العموم أو الخصوص ، فلا استناد لها إلى أصل شرعي ، ولذلك هي مردودة شرعا 000 ثم ذكر بعض الأدلة على هذا الرد والمنع ) 0( كشف الظنون – 2 / 1930 ) 0


وما أعنيه تحت هذا العنوان هو النوع الأول من أنواع التنجيم ، ولذلك تجد كثير من الناس من يبني حياته ومستقبله بحسابات متعلقة بالنجوم والكواكب ويعول على ذلك في حياته كلها ، واستخدام هذه الطريقة بطلاسم وعزائم محددة أقرب إلى السحر والشعوذة ، ومنها ما يتم بطرق حسابية محددة تبنى عليها النتائج المتعلقة في المستقبل 0

* قال ابن حجر الهيثمي :( والمنهي عنه من علم النجوم هو ما يدعيه أهلها من معرفة الحوادث الآتية في مستقبل الزمان ، لمجيء المطر ، ووقوع
الثلج ، وهبوب الريح ، وتغير الأسعار ونحو ذلك ، يزعمون أنهم يدركون ذلك بسير الكواكب لاقترانها وافتراقها ، وظهورها في بعض الأزمان ، وهذا علم استأثر الله به لا يعلمـه أحد غيره ، فمن ادعى علمه بذلك فهو فاسق ، بل وربما يؤدي به ذلك إلى الكفر 0
أما من يقول أن الاقتران والافتراق الذي هو كذا جعله الله علامة بمقتضى ما اطردت به عادته الإلهية على وقوع كذا وقد يتخلف فإنه لا
إثم عليه بذلك 0
وكذا الإخبار عما يدرك بطريق المشاهدة من علم النجوم الذي يعرف بها الزوال ، وجهة القبلة ، وكم مضى وكم بقي من الوقت فإنه لا إثم
فيه بل هو فرض كفاية ) 0( الزواجر - 2 / 110 ) 0


* قال ابن حزم : ( وأما معرفة النجوم ، وقطعها في أفلاكها ، ومطالعها وأبعادها ، وارتفاعها ، واختلاف مراكز أفلاكها ، فعلم صحيح رفيع ، ولا يستغنى عنه في معرفة القبلة وأوقات الصلاة ، والأهلة لفرض الصوم ، ولمعرفـة الكسوفين ، وبرهـان ذلك قوله تعالى : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ ) ، ( سورة المؤمنون - جزء من الآية 17 ) 0
وقوله تعالى : ( 000 لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ 000 ) 0 ( سورة يونس - جزء من الآية 5 ) 0
( دائرة معارف القرن العشرين - محمد فريد وجدي - 10 / 64 ) 0


* قال البغوي :( وروي عن عمر- رضي الله عنه - قوله : ( تعلموا من النجوم ما تعرفون به القبلـة والطريق ثم أمسكوا ) وروي عن طاووس ، عن ابن عباس في قوم يكتبون أباجـاد ، وينظرون في النجوم قال : ما أرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق ) 0
( شرح السنة - 12 / 183 ) 0

* قال فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله - : ( التنجيم : هو النظر في النجوم التي هي الكواكب المعروفة في السماء 0
وقيل : هو الاستدلال بالأحوال الفلكيـة على الحوادث الأرضية ، وقيل : هو ما يدعيه أهل التنجيم من علم الكوائن والحوادث التي لم تقع ، وستقع في مستقبل الزمان ، كأوقات هبوب الرياح ومجيء المطر وظهور الحر والبرد ، وتغير الأسعار ، فيدعون معرفتها بسير الكواكب في مجاريها واجتماعها وافتراقها ، ويدعون أن لها تأثيراً في السفليات ، وأنها تجري على قضايا موجباتها 0 وسمي بذلك لأنهم يعتمدون على النجوم ، وينظرون في سيرها ويتخرصون بقولهم : إن طلوع نجم كذا فيه نحس يحصل منه آفات أو زلازل أو أمراض ومصائب ، وإن مغيب نجم كذا يسبب كذا وكذا ، وإن نجم كذا نجم سعد وخير بما يحصل فيه من الخيرات والبركات ، وكثرة الأرزاق ورغد العيش ، وإذا قدر إصابتهم في بعض الأحيان فإنه باب مصادفة لما تخرصوه ، ولهذا يقع الخلف لما قالوه كثيراً 0
حكم التنجيم : ورد في الحديث عن ابن عباس –رضي الله عنهما– قال : قال رسول الله : " من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد " ( أخرجـه الإمـام أحمد في مسنده - 1 / 227 ، 311 ، أبو داوود في سننه - كتاب الطب ( 22 ) - برقـم ( 3905 ) ، وابن ماجـة في سننــه - كتــاب الأدب ( 28 ) - برقم ( 3726 ) ، والحربي في الغريب ، وقال الألباني وهذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات - أنظر صحيـح الجامع 6074 ، صحيح أبي داوود 3305 ، صحيح ابن ماجة 3002 - السلسلة الصحيحة 793 ) 0
رواه أبو داوود بإسناد صحيح ، ومعناه من تعلم ولو بعض من علم النجوم الذي يدعون به علم المغيبات ، فقد وقع في تعلم السحر ، ولا شك أن السحر حرام لأنـه يعتمد خبر الشياطين وإعانتهم للساحر ، فكذا المنجم ، وقال ابن عباس – رضي الله عنهما – في قوم يكتبون أباجاد وينظرون في النجوم : ما أرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق 0 رواه الطبراني مرفوعاً بسند ضعيف ، ولعل الصواب أنه موقوف ، وذلك أن هنـاك من يأخذ من هذه الحروف معرفة بعض المغيبات ، وكذا من ينظر في النجوم استدلالاً بها على بعض الأمور المستقبلة ، فقد أخبر أن من فعلها فليس له عند الله حظ ولا نصيب ، وقد أخبر الله تعالى بالحكمة في خلق الكواكب ، كما في قوله تعالى : ( إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ * وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ ) ( سورة الصافات – 6 – 7 ) 0
وقال تعالى : ( وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ ) ( سورة الملك – الآية 5 ) 0
ولا شك أن هذه النجوم زينة للسماء في الليالي المظلمة عندما يكون الإنسان في برية ، أو في مكان مظلم ، وينظر إلى هذه السرج تزهر وتضيء فوقه ، يعرف صحة ما ذكر الله من أنها زينة لهذه السمـاء ، وهكذا ذكر أنها شهب ترمى بها الشياطين الذين يسترقون السمع ، فإن الشياطين والجن لهم قدرة على الصعود إلى السماء واستماع كلام الملائكة لما يحدث في الأرض ، ولكن هذه الشهب تحرقهم ، فلا يتمكنون من الاستماع إلا قليلا ، كما قال تعالى : ( إلا مَنْ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ 000 ) ( سورة الحجر – الآية 18 ) 0
فما نشاهده من النجوم التي يرمى بها ويشاهد لها شعاع هي التي ترمى بها الشياطين ؛ وهكذا قد ذكر الله تعالى أنه جعلها علامات يستدل بهـا ، فقال تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ) ، ( سورة الأنعام – الآية 96 ) وقال تعالى : ( وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) ( سورة النحل – الآية 16 ) 0
أي في مسيرهم في الليالي المظلمة ، يسيرون على الجهة التي يريدونها ويعرفونها بهذه النجوم سواء كانوا في البر أو البحر أو الجو ، فإنهم يهتدون بها إلى جهة سيرهم 0
أما من اعتقد أنها فاعلة مختارة ، وأن الموجودات في العالم السفلي مركبة على تأثير الكواكب كما هو قول الصابئة فهذا كفر بإجماع المسلمين ، لأنهم مع ذلك يسجدون لها ويسبحونها 0 أما الاستدلال بها على الحوادث الأرضية فلا ريب في تحريم ذلك ، لأنه تدخل في علم الغيب ، والصحيح القطع بكفره ، أما تعلم المنازل لمعرفة زمن الحر والبرد وما يناسب ذلك مما يسمى علم المنازل فالصواب جواز ذلك للفائدة المعروفة ، ولا يدخل في العلم المحرم ، ويسمى علم التسيير ، ويسمى الأول علم التأثير ، وهو الذي ورد فيه الذم كما تقدم ، وكما في حديث أنس مرفوعاً : " أخاف على أمتي تكذيب بالقدر وإيماناً بالنجوم " ( أخرجه أبو يعلى في مسنده – برقم ( 1023 ) ، وابن عدي – 1 / 196 عن شهاب بن خراش عن يزيد الرقاشي : ثنا أنس مرفوعاً وقال : شهاب في بعض رواياته ما ينكر عليه ، ولا أعرف للمتقدمين فيه كلاماً فأذكره 0 : قال الذهبي : صدوق مشهور ، له ما يستنكر 000 وقد وثقوه ، وشيخه يزيد الرقاشي ضعيف 0 وبالجملة فللحديث طرق أخرى ذكرها الشيخ الألباني – رحمه الله - في السلسلة الصحيحة ومنها عن أبي محجن وأبي الدرداء وجابر ، والحديث ذكر في سياق ما ذكره الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة برقم ( 1127 ) ونصه : " أخاف على أمتي من بعدي خصلتين : تكذيبـاً بالقدر ، وتصديقاً بالنجوم " برواية ليث بن أبي سليم ، وقال الألباني : وليث ضعيف لاختلاطه ، ومن طريقـه رواه الطبراني في " المعجم الكبير " من حديث أبي أمامة قال ، قال رسول الله 0 قال الهيثمي في المجمع ( 7 / 203 ) وفيه ليث بن أبي سليم وهو لين وبقية رجاله وثقوا ، لكن الحديث له شواهد كثيرة يرتقي بها إلى درجة الصحيح في نقدي ، وهي من حديث أبي محجن وأبي الدرداء وأنس بن مالك ، وقد أخرجه الهندي في "كنز العمال" - برقم 567 ) 0
رواه أبو يعلى وابن عدي 0 وغيره من الأحاديث ، والله أعلم ) 0 ( مخطوطة بخط الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – بحوزة الشيخ علي بن حسين أبو لوز – ص 86 – 87 ) 0


* قال الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله عن حكم تعلم علم النجوم : ( هو على قسمين جائز ومحرم ؛ فالجائز ما يدرك بطريق المشاهدة كالاستدلال بالشمس والقمر والنجوم على أوقات الصلاة وجهة القبلة ونحو ذلك 0
والمحرم ما يَدَّعيه أهل التنجيم من معرفة الحوادث التي لم تقع كمجيء الأمطار ، ووقت هبوب الرياح ، وتغير الأسعار وغير ذلك مما استأثر الله بعلمه ولا يعلمه أحد غيره ) 0 ( تذكير البشر بخطر الشعوذة والكهانة والسحر – ص 44 ) 0





3)- التعلق بالأبراج وكتب الطالع والحظ :-

وهذه الطريقة منتشرة وبشكل كبير على كثير من صفحات ومجلات عالمنا الإسلامي ، وأسواق الكتب تزدحم بأنواع عدد من كتب الحظ والبخت والطالع لهذا الفلكي أو ذاك 000 ، ومفاد هذه الطريقة المختصر أنها تحدد الأبراج المختلفة كالجوزاء والسرطان والحمل ونحوه وعددها اثنى عشر برجا ، وكل منها له تاريخ محدد ، بحيث تغطي كافة هذه الأبراج تاريـخ السنة بأكمله ، وتحت كل برج يكتب الحظ والطالع الخاص بصاحبه ، وعادة ما توضع هذه الحظوظ بعناية ودراسة فائقة ، فمثلا يكتب ( أنت مقدم على أمر مهم للغاية ) وكل إنسان يرتبط بحياته بأمور يومية مهمة ، ومن هنا يقع كثير من الناس في التعويل على هذه الأبراج وربط حياتهم ومستقبلهم بها ، ولذلك فإن التعلق بهذه الأبراج على هذا النحو وبهذه الكيفية كفر وشرك بالله عز وجل ، وعلم الغيب أمر اختصه الله سبحانه وتعالى بعلمه وحده دون سائر الخلق 0

سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن حكـم بعض الجرائد والمجلات وغيرها والتي تحتوي على ما يسمى بأبراج الحظ ، وهل يعتبر هذا النوع من أنواع السحر ؟

فأجاب – حفظه الله - : ( يظهر أن هؤلاء الصحفيين يريدون بهذه الأبراج دعاية إلى صحفهم ، وإلى الإكباب عليها وترويجها واشتهارها بأنها حوت على كذا وكذا ، فينتشر لها ذكر في المجالس ، ويقبل الناس على شرائها لتحصل لهم الأرباح المضاعفة 0 ولا شك أن هذه الأبراج لا حقيقة لها ، وإنما هي كلمات يروجونها ويوهمون العامة أن فيها حظاً ونصيباً ، وأن من فعلها وطبقها فقد أحرز كذا وكذا ، وفي ذلك ما هو شبيه بالميسر المحرم ، وشبيه بما يسمى اليانصيب ، وكأنهم يرسمون تلك الأبراج ويحثون العامة على عملها ، وإذا كان فيها شيء من التخييل أو العمل الخفي ، فإن ذلك من الحيل التي يسير عليها بعض المشعوذين ، وأرى أنه لا يلحق بالسحر الذي هو من عمل الشيطان ، والذي يتوقف على أعمال شركية يتقرب بها أهلها إلى الشياطين ، وأرى أن هذه الأبراج لا يجوز عملها ولا الإكباب على شراء الصحف التي تروجها ، فذلك مما يسبب كسادها مع عدم صدقها في الحظ أو النصيب ، والله أعلم ) 0 ( مخطوطة بخط الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – بحوزة الشيخ علي بن حسين أبو لوز – ص 93 ) 0


تقول صاحبة كتـاب " عالم الجان من خلال القرآن والأحاديث الشريفة " : ( ومن الناس من يرفض السحر والسحرة عارفاً ببطلان قولهم وفعلهم لكن الشيطان لا ييأس أبداً فيأتيهم بأمور يدّعون أنهم إنما يفعلونها ويقبلون بها من باب التسلية ثم تصير بالتالي وسواساً يشغلهم أفكارهم ويسيطر على مشاعرهم 0
وذلك عن طريق ما يسمى بالأبراج ومعرفة الحظ بواسطة الأبراج وحظك اليوم ، وما شابه ذلك من أمور نرى الصحف تزخر حتى ليندر أن تجد صحيفة لم تخصص زاوية لهذه الأبراج 0
وتصديق هذه الأقوال يعني أن يؤمن الإنسان أن للأبراج الفلكية والكواكب دوراً في حياة الإنسان ، وأن ما يصيبه من خير وشر إنما هو ناتج عن حركاتها وعن دخول كوكب كذا في برج كذا ، وهذا شرك لا ريب فيه إلا أن كثيراً من الناس يستهلونه ويقبلون به ويقبلون عليه 0
ومن هنا نرى صور وأخبار المنجمين تملأ بعض صفحات الكتب داعية الناس إلى الضلالات والباطل زاعمة لهؤلاء المنجمين القدرة على فك المربوط وجلب الغائب وما شابه ذلك من أمور وما هم بالحقيقة إلا رسل إبليس إلى الناس بالشرك والغواية والضلال ، والأحرى بنا أن نمنع كل مجلة تنشر مثل هذه الأمور لأنها وسيلة من وسائل إبليس وتسهيل دخولها إلى أي بلد وأي بيت هو فتح للأبواب أمام إبليس وجنوده ) 0 ( عالم الجان من خلال القرآن والأحاديث الشريفة – ص 92 ) 0


4)- الخط على الأرض ( الطرق ) :-

قال الخطابي :( يأتي صاحب الحاجة إلى الحازي ، فيعطيه حلوانا
فيقول له : أقعد حتى أخط لك 0 وبين يدي الحازي غلام معه ميل ، فيأمره الحازي أن يخط خطوطا كثيرة على رمل ، أو تراب في خفة
وعجلة ، لئلا يلحقها العدد والإحصاء ، ثم يأمره فيمحوها خطين خطين على مهل ، وهو يقول : ابني عيان ، أسرعا البيان ثم ينظر آخر ما يبقى منها 0 فإن بقي خطان فهو علامة النجاح ، وإن بقي خط واحد فهو دليل الخيبة والحرمان ) 0 ( معالم السنن - ص 374 ) 0


وهناك صورة أخرى لهذا النوع كما اشار لذلك شمس الحق العظيم أبادي حيث يقول : ( الخط هو أن يخط ثلاثة خطوط ، ثم يضرب عليهن بشعير أو نوى ويقول : يكون كذا ، وكذا 0
والخط المشار إليه علم معروف ، وللناس فيه تصانيف كثيرة ، وهو معمول به ، ويستخرج به الضمير ، وغيره ، وفيه إصابة وخطأ ) 0
( عون المعبود - 1 / 405 ) 0

ويدعي البعض بمشروعية ذلك الفعل استنادا لحديث معاوية بن الحكم السلمي – رضي الله عنه - حيث قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا رسول الله إني حديث عهد بالجاهلية وقد جاء الله بالإسلام ، وإن منا رجالا يأتون الكهان 0 فقال النبي : صلى الله عليه وسلم لا تأتهم ، قال معاويـة : ومنا رجال يتطيرون 0 قال : وذلك شيء يجدونه في صدورهم ، فلا يصدنكم ، قال معاويـة : قلت : ومنا رجال يخطون ، قال صلى الله عليه وسلم : كان نبي يخط الخط ، فمن وافق خطه ، فقد أصاب ) 0( أخرجـه الإمـام أحمد في مسنده - 5 / 448 ، والإمام مسلم في صحيحه - كتاب الصلاة ( 33 ) - برقـم ( 537 ) - وكتاب السلام ( 121 ) - برقم ( 2227 ) ، وأبي داوود في سننه - كتاب الصلاة ( 172 )- برقم ( 930 )-وكتاب الطب ( 23 )- برقم ( 3909 ) ، والنسائي في سننه - كتاب السهو ( 20 ) ، أنظر صحيح أبي داوود 823 ، 3308 ، صحيح النسائي 1160 - الإرواء 390 ) 0


وقد رد على ذلك القول العلامة النووي - رحمه الله - بكلام مبدع موجز حيث قال : ( اختلف العلماء في معناه ، والصحيح : أن معناه من وافق خطه فهو مباح له ، ولكن لا طريق لنا إلى العلم اليقيني بالموافقة ، فلا يباح ، والمقصود أنه حرام ، لأنه لا يباح ، إلا بيقين الموافقة ، وليس لنا يقين بها ، وإنما قال صلى الله عليه وسلم فمن وافق خطه فذاك ولم يقل هو حرام بغير تعليق على الموافقة ، لئلا يتوهم متوهم أن هذا النهي يدخل فيه ذاك النبي ، الذي كان يخط 0 فحافظ النبي صلى الله عليه وسلم على حرمة ذاك النبي ، مع بيان الحكم في حقنا 0
فالمعنى أن ذلك النبي لا منع في حقه ، وكذا لو علمتم موافقته ، ولكن لا علم لكم بها ، وحصل اتفاق من العلماء على النهي عنه الآن ) 0 ( صحيح مسلم بشرح النووي - 4،5،6 / 192 ) 0

يقول فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله - : ( وأما الطرق فهو : الخط يخط في الأرض ، كما فسره عوف ، وهو من عمل الكهان ونحوهم ، حيث يذهب أحدهم إلى أرض لينة ويخط بها خطوطاً كثيرة بسرعة حتى لا يدركها الحاسب ، ثم يرجع يمحوها خطين خطين ، فينظر في الباقي ، فإن كان آخرها خطين أي شفعاً تفاءل خيراً وجزم به ، وإن كان الباقي واحد تشاءم وجزم بالشر ، وهو من عمل الكهان الذين يدعون العلم بالغيب ، والأمور المستقبلة الغيبية ، وبه يتدخلون في علم المستقبل ، مما تفرد الله تعالى بعلمه ، وكل ذلك من الجبت كما الحديث الذي رواه الإمام أحمد والبيهقي في السنن الكبرى عن قبيصة بن مخارق قال : قال رسول الله : " إن العيافة والطرق والطيرة من الجبت " ، ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده – 3 / 477 ، وأبو داوود في سننه – كتاب الطب ( 23 ) – برقـم ( 3907 ) ، والبيهقـي في " السنن الكبرى " – 8 / 139 ، والطبراني في " المعجم الكبير " – 18 / 369 ، والهيثمي في " موارد الضمآن " – برقم ( 1426 ) ، وعبدالرزاق في مصنفـه – برقـم ( 19502 ) ، وابن أبي شيبة في مصنفه – 9 / 43 ، والبغوي في " شرح السنـة " – 12 / 177 ، والتبريزي في " مشكاة المصابيـح " – برقـم ( 4583 ) ، والهندي في " كنز العمال " – برقم ( 28562 ) ، والمنذري في " الترغيب والترهيب " – 4 / 39 ، والخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد " – 10 / 425 ، وقال الألباني حديث ضعيف ، أنظر ضعيف الجامع 3900 ، ضعيف أبي داوود 842 ) 0
وقد فسر الحسن رحمه الله تعالى الجبت بأنه : الشيطان ، وروى ابن أبي حاتم في تفسيره عن عمر – رضي الله عنه – قال : الجبت : السحر 0 وعن ابن عباس قـال : الجبت : الشيطان 0 وقيل الجبت : الشرك أو الأصنام أو الذي لا خير فيه ، وهي كلمة تقع على الصنم والكاهن والساحر ونحو ذلك ) 0 ( مخطوطة بخط الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – بحوزة الشيخ علي بن حسين أبو لوز – ص 89 – 90 ) 0






5)- الضرب على الرمل :-

قال ابن عابدين :( علم الرمل هو : علم بضروب أشكال من الخطوط والنقط بقواعـد معلومة تجمع ويستخرج منها جملة دالة على عواقب الأمور ) 0 ( حاشية در المختار - 1 / 44 ) 0


يقول الأستاذ علي الطهطاوي : ( وطريقتها 00 أن يخطط الشخص في الرمل خطوطاً متقطعة ثم يعيدها بطريقة حسابية معروفة لديهم فينتهي إلى استخراج برج الشخص فيكشف عنه في كتاب استحضره لهذا الغرض 00 فيسرد عليه حياته الماضية والمستقبلية 000 وهذا الكلام بعينه الذي قيل له يقال لغيره ما دام برجهما قد اتفقا ) 0 ( أسرار السحر والاستخارة وضرب الرمل وقراءة الفنجان والكف – ص 22 ) 0


6)- الضرب بالحصى ( الودع ) :-

تعتمد هذه الطريقة على عدد محدد من الحصى أو أشكال معينة لحلزونات بحرية ، بحيث توضع في وعاء أو نحوه وتحرك لفترة وجيزة ثم ترمى على الأرض ويبدأ العراف في قراءة الطالع والحظ من خلال ذلك 0

يقول فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله - : ( وأما الودع فقد روى أحمد وأبو يعلى والحاكم وصححه عن عقبة بن عامر مرفوعاً : " 000 من تعلق ودعة فلا ودع الله له " ، ( جزء من حديث رواه عقبة بن عامر وأخرجه الإمام أحمد في مسنده - 4 / 154 ، 156 ، والحاكم في المستدرك – 4 / 216 ، 417 ، وقال الألباني حديث ضعيف – السلسلة الضعيفة 1266 – انظر كتاب " ذخيرة الحفاظ المخرج على الحروف والألفاظ " – برقم ( 5431 ) ، لأبو الفضل محمد بن طاهر بن علي بن القيسراني ) 0
قال الجوهري : الودعات : مناقف صغار تخرج من البحر وهي خرز بيض متفاوت في الصغر والكبر ، وفي النهاية : هو شيء أبيض يجلب من البحر يعلق في حلوق الصبيان مخافة العين ، وفي اللسان : وهي خرز بيض جوف في بطونها شق كشق النواة ، في جوفها دويبة كالحلمة 0 ومعنى " لا ودع الله له " أي لا جعله في دعة وسكون 0 وقد يستعملها بعض العجائز لاستجلاب الشياطين حتى تستخبر أحـوال الغائبين فتكون من التكهن المحرم ) 0 ( مخطوطة بخط الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – بحوزة الشيخ علي بن حسين أبو لوز – ص 91 ) 0

وقد يستخدم في هذا النوع من الضرب بالحصى أنواع غير المتعارف عليـه وهو الخرزات البيض ، كأن يستخدم نوع من الحصى أو من الحجارة ، وفي ذلك يقول فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله – وأما الضرب بالحصى : فهو ما يفعله الكهنة من رجال ونسـاء ، حيث تجمع عندها حجارة كثيرة ، فمتى جاء من يستشيرها في أمر من الأمور المستقبلة – رمت بذلك الحصى في زاوية ، ثم رجعت لتأخذه حصاتين حصاتين ، فإن بقي آخره اثنتان دل ذلك على السعد ، وإن بقي واحدة دل ذلك على النحس والشر ، كما في الخط في الأرض ، وهو كله حدس وتخمين ، ولا ينخدع بإصابتهم أحيانـاً ، فهو من باب المصادفة ، والله أعلم ) 0 ( مخطوطة بخط الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – بحوزة الشيخ علي بن حسين أبو لوز – 91 ) 0


يقول الأستاذ علي الطهطاوي : ( وهي لا تقوم بها إلا امرأة وهي تسمى في العرف " بالغجرية " يخرج الإنسان من حافظته شيئاً من النقود ويسر بحاجته إلى الودع ثم يطرحه على باقي الودع فتأخذه بيديها وتلقيه على الأرض بعد خلطه 00 وهي في الغالب تكون امرأة ذكية لها فراسة خاصة في ذوي الحاجات أصحاب العقول الضعيفة والأفكار التافهة القاصرة والقلوب المريضة البعيدة عن ذكر ربها 00
وهذه المرأة الذكية صاحبة الودع تسلك مع الواحد من هؤلاء سبيلاً في الكلام يتفق مع مزاج الشخص فيجيبها بالموافقة لما عنده ولو حتى موافقاً ومشابهاً لما عنده ، فتستمر هي في طريقها في الكلام له فلا يقوم من عندها إلا وهو مقتنع بصدقها لجهالته وضعف عقله وبصيرته وغباوته 00 وهو لا يعلم هذه أن بينها وبين الصدق كما بين المشرق والمغرب والسماء والأرض ) 0 ( أسرار السحر والاستخارة وضرب الرمل وقراءة الفنجان والكف – ص 23 ) 0


7)- قراءة الفنجان :-

إن هذه الوسيلة لقراءة المستقبل منتشرة جدا في الشرق العربي ، وتعتمد أساسا على استخدام ( القهوة التركية ) فبعد أن ينتهي الشخص الذي يريد أن يعرف " بخته " من احتساء القهوة ، يمسك القارئ - أو القارئة عادة - بالفنجان باليد اليسرى وتديره عدة مرات ثم تكفيه على حافته وبعد قليل ترفع الفنجان برفق ، وتنظر إلى الصور التي ترسمها خطوط القهوة على جدرانه وقاعه ، وتستخدم مخيلتها وحدسها في تفسير هذه الصور والتنبوء على أساسها ، ولكن هناك عدة قواعد يلتزم بها عادة الجميع فمثلا وجود قطرات من القهوة السائلة يدل على احتمال الدموع ، وإذا كانت سحابة كثيفة سوداء في قاع الفنجان فإنها تدل على متاعب أو حزن ، ويجب أن تتجه إذن الفنجان دائما ناحية الجنوب ، وأن يتذكر القارئ أن قاع الفنجان يمثل المستقبل القريب ، أما الحافة فتدل على الحاضر أو ما سوف يحدث فورا 0
والأشكال التي تتكون غالبا هي الثعابين والطيور والحيوانات ،
والثعبان يمثل الشر والإغواء ، والفأر الصغير يدل على متاعب مالية والفأر الكبير يدل على الخطر ، والحصان خاصة بالنسبة للمرأة هو رمز للحبيب أو الزوج ، والعنزة رمز للأعداء وسوء الحظ خاصة بالنسبة للبحار ، أما العنكبوت فهو علامة الحظ الحسن ، وإذا كان محاطا بالنقط فإنه يعني
الثراء الواسع ، والدجاجة تدل على زيادة عدد أفراد الأسرة ، والببغاء
يفيد زيادة الأملاك 000 الخ من الترهـات والخزعبلات التي ما أنزل الله بها من سلطان ، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على ضيق الأفق وانتكاس الفطر وتدمير العقيدة 0

سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن حكم القراءة في الفنجان والكف لإخبار الشخص عن أمور مستقبله ، وهل يدخل ذلك في حكم السحر ؟

فأجاب – حفظه الله - : ( الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى ، والوحي إنما نزل على الرسل عليهم الصلاة والسلام ، وآخرهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو أيضاً لا يعلم من الغيب إلا ما أطلعه الله عليه ، كما قال تعالى : ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلا مَنْ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ) ، ( سورة الجن - الآية 26 – 27 ) 0
وقد قالت عائشة – رضي الله عنها - : من حدثك أن محمداً يعلم ما في غد فلا تصدقه 0 ولا شك أن هؤلاء المتكهنين من الكذبة المتخرصين أهل الحدس والتخمين ، وإنما جعلوا هذه الحيل علامة عندهم 0 ويراد بالفنجان الكأس الصغير الذي تصب فيه القهوة والشاي ، فهؤلاء الكهنة يوهمون العامة معرفة مستقبل الأمور بالقراءة في الفنجـان ، سواء كتب في ظهره أو نظر في باطنه ، وخيل لغيره أنه وجد كتابة تفيده ما جزم به ، فتراه يقول بعد نظره في الفنجان سوف تموت بعد كذا وكذا ، أو سوف يموت أخوك أو سوف يولد لك كذا أو يمرض ابنك أو نحو ذلك ، وإذا قدر إصابتهم في بعض الأحيان فإن ذلك من باب المصادفة ، أو من إخبار الشياطين لهم بما تسترق من السمع ، وأكثرهم كاذبون ) 0 ( مخطوطة بخط الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – بحوزة الشيخ علي بن حسين أبو لوز – ص 92 ) 0


يقول الأستاذ علي الطهطاوي : ( ويعملها عادة غير صاحب الحاجة ويقوم بعملها رجل أو امرأة 00 وطريقتها 00 أن يشرب صاحب الحاجة القهوة المقدمة إليه ثم يقلب الفنجان وبعد قليل يقدمه لقارئه فينظر فيه بعد أن أحدثت فضلات القهوة به رسوماً وأشكالاً مختلفة شأنها في ذلك شأن كل راسب في أي إناء إذا انكفأ 00 بل إن مجرد صب الماء في أرض بها تراب يحدث بها صوراً 00 بل رسوماً وأشكالاً مختلفة هندسية يعجز عنها أصحاب الفن أنفسهم 00 فيخيل ما يريد ثم يأخذ في سرد حكايات كثيرة لصاحب الحاجة فلا يقوم من عنده إلا وقد امتلأت رأسه بهذه الأسطورة الخرافية ) 0 ( أسرار السحر والاستخارة وضرب الرمل وقراءة الفنجان والكف – ص 23 ) 0


8)- قراءة الكف :-

لقراءة الكف تاريخ طويل وانتشار هائل ، وهي من أكثر وسائل استطلاع الغيب شيوعا ، ويزاولها كثير من المتنبئين ومعظمهم من المبتدئين أو الأدعياء ، ولكن منهم من يكتسب شهرة عريضة باعتباره صادقا ، ومثل هؤلاء يقصدهم الناس من أماكن بعيدة وأحيانا من بلاد أجنبية وقارات أخرى بحثا عن معرفة مستقبلهم بزعمهم ، ويكتسب قراء الكف الهنود بصفة خاصة شهرة كبيرة 0
وتعتمد هذه الوسائل على تفسير خطوط الكف وما فيها من تقاطعات وتعرجات وانقطاعات واتصالات ، ويقال بأن خطوط الكف مثل بصمات الأصابع لا يمكن أن تتشابه فيما بينها بالرغم من أن خطوطها عريضة واحدة ، وقد وضعت في فن قراءة الكف آلاف المؤلفات بمختلف اللغات 0

يقول فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله – في قراءة الكف : ( وهكذا يقال في الكتابة في الكف ، أو النظر فيها ، حيث أنه من الكهنة من ينظر في كف الإنسان ، ويتأمل قليلاً ثم يخبره بوقت وفاته أو وفاة أقاربه ، أو بمرض أو شيء من الحوادث المستقبلة ، فينخدع العامة إذا وافق قوله الواقع ويصدقونه ، وتراهم يتهافتون إليه لاستخباره عن حظوظهم ومستقبل أمورهم ، ومعلوم أن الكف لا يوجد فيها إمارات ظاهرة للناس ، ولكن الشياطين يخبره بما علمه من حاله الغائبة ، أو بما يسترق من السمع ، وقد يلابسه الشيطان فينطق على لسانه بما يطلب منه ، وكل ذلك من عمل الشيطان ، ويدخل أهل ذلك في الكهان ، فمن أتاهم وصدقهم بما يقولون فقد كفر ، كما ورد ذلك في الأحاديث والله أعلم ) 0 ( مخطوطة بخط الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – بحوزة الشيخ علي بن حسين أبو لوز – ص 92 ) 0


يقول الشيخ حسن مسلم عضو لجنة الفتوى بالأزهر : ( إن قراءة الكف من الكهانات القديمة التي كانت موجودة عند الإغريق والهنود والصينيين والعرب قبل الإسلام وتعتمد على أشكال الخطوط على الكف وكيف تتقاطع ونوعية الجلد والأظافر ويعرفون عن طريقها " طالع " الإنسان وقد قال علماء التشريح إن هذه الخطوط وتسمى " خطوط الثني " أي نتجت عن أثر ثني الكف وفرده 00 وليس لها علاقة بحالة الإنسان الصحية والعقلية أو النفسية كما يزعم الكهان 00 ثم لماذا لا تأخذ هذه الخطوط كعلامة من علامات قدرة الله في خلقه ) 0 ( نقلاً عن أسرار السحر والاستخارة وضرب الرمل وقراءة الفنجان والكف – ص 73 - 74 ) 0


يقول الأستاذ علي الطهطاوي : ( وهي لا تخرج عن سابقتها - يعني الودع – من جهة قوة فراسة وذكاء قارئ الكف 00 يساعده على ذلك اختلاف خطوط باطن الكف وما يستخلصه من ميول الشخص وموافقته له على بعض الأشياء 00 وينخدع كثير من شبابنا في هذه الأيام بقارئ الكف ، وللأسف الشديد معظم هؤلاء الشباب متعلمون وفي الجامعات وفي كليات مرموقة ويلجئون إلى قارئ الكف الذي يتقاضى منهم أموالاً طائلة مقابل فعلته وتحايله على هؤلاء الشباب ) 0 ( أسرار السحر والاستخارة وضرب الرمل وقراءة الفنجان والكف – ص 22 ) 0


سئل العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز أن هناك بعض الناس يذكر أن الخطوط التي في كف الإنسان أنها على شكل رقمين 18 في اليد اليمنى و 81 في اليد اليسرى والمجموع 99 ويقول أنها بعدد أسماء الله فهل هذا صحيح ؟

فأجاب – رحمه الله - : ( هذا الذي قاله بعض الناس لا أصل له ، ولم يبلغنا عن أحد من أهل العلم أنه قاله ، فلا ينبغي التعويل عليه ) 0 ( مجموع فتاوى ومقالات متنوعة – ابن باز – 6 / 408 ) 0






تعليقات حول هذه المقاله
العنوانالكاتبوقت الإضافه

تصويت
ما رأيك في هذا لموقع ؟
ممتاز
جيد جدا
جيد
نتائج التصويت



الحقوق محفوظة لكل مسلم راسلنا بشرط عدم الاستخدام التجاري
الصفحة الرئيسة