إبحث عن:
القائمة الرئيسيه
البدايه
الأقسام

تسجيل الدخول
إسم المستخدم:

كلمة المرور:


تسجيل
هل نسيت كلمة المرور

أقسام الموقع


المقالات الأكثر قرائة
1 الشاب اليافع وكتاب ( شمس المعارف الكبرى ) !!!
2 قصة فتاتنا الخليجية ؟!!!
3 * ضعف جنسي يسببه السحر القوي !!!
4 أرادت أن تمارس الرقية الشرعية !!!
5 الدروس اليومية (36)

قراءة المقاله



الدروس اليومية (18)
كتبت بواسطة: أبو البراء - el 11/02/2004 - 1772 زوار        


الكتاب الثاني

الدروس اليومية في

السلسلة العلمية ـ نحو موسوعة شرعية في علم الرقى (2)
( القول المعين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين ـ من بداية صفحة رقم 28 ـ إلى نهاية صفحة رقم 41) .


* المبحث الثاني : التمسك بالعقيدة الصحيحة والتحذير من الابتداع - أي ( الاتباع وعدم الابتداع ) :- ...


إن من أنجع الوسائل وأنفعها في دحر كيد الشيطان ، صحة العقيدة وسلامتها ، وقوامة المنهج المستقى من الكتاب والسنة 0 وانحراف العقيدة والابتداع فيها ، أعمال يستأنس لها الشيطان فيغذيها في المجتمع ويؤجج نارها ، ولا داعي للخوض في الأمور المبتدعة والقضايا المتعلقة بها ، فقد أثرى العلماء المتقدمين والمتأخرين هذا الجانب وتكلموا فيه بإسهاب وشرح وتفصيل ، وبينوا خطورة البدعـة وأثرها على الفرد والأسرة والمجتمع المسلم وحذروا منها ، وأكتفي في هذا المقام بما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من حديث عائشة – رضي الله عنها – حيث قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ، ما ليس منه فهو رد ) ،0 ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده – 2 / 146 – متفق عليه – أخرجه الإمام البخاري في صحيحه – كتاب الاعتصام ( 20 ) - فتح الباري – 13 / 317 – وكتاب البيوع ( 60 ) - فتح البـاري – 4 / 355 ) – وكتاب الصلح ( 5 ) – برقم ( 2697 ) ، والإمام مسلـم في صحيحه - كتاب الأقضية ( 17 ، 18 ) - برقم ( 1718 ) ، وأبو داوود في سننه - كتاب السنة ( 6 ) - باب في لزوم السنة - برقم ( 4606 ) ، وابن ماجة في سننه - المقدمة ( 2 ) - برقم (14) ، أنظر صحيح الجامع5970 ، صحيح أبي داوود 3850 ، صحيح ابن ماجة 14 ) 0

قال المناوي :( " من أحدث " أي أنشأ واخترع وأتى بأمر حديث من قبل نفسه 0 قال ابن الكمال : الإحداث إيجاد شيء مسبوق بزمان 0 وفي رواية " من عمل " وهو أعم فيحتج به في إبطال جميع العقود المنتهية وعدم وجود ثمراتها المترتبة عليها " في أمرنا " شأننا أي دين الإسلام ، عبر عنه بالأمر تنبيها على أن هذا الدين هو أمرنا الذي نهتم به ونشتغل به بحيث لا يخلو عنه شيء من أقوالنا ولا من أفعالنا 0 وقال الطيبي : وفي وصف الأمر بهذا إشـارة إلى أن أمر الإسلام كمل واشتهر وشاع وظهر ظهورا محسوسا ، بحيث لا يخفى على كل ذي بصر وبصيرة " هذا " إشارة لجلالته ومزيد رفعته وتعظيمه من قبيل " ذلك الكتاب " وإن اختلفا في أداء الإشارة إذ تلك أدل على ذلك من هذا " ما ليس فيه " أي رأيا ليس له في الكتاب أو السنة عاضد ظاهر أو خفي ملفوظ أو مستنبط " فهو رد " أي مردود على فاعله لبطلانه من إطلاق المصدر على اسم المفعول ، وفيه تلويح بأن ديننا قد كمل وظهر كضوء الشمس بشهادة : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ )، ( جزء من سورة المائدة – الآية 3 ) 0
فمن رام زيادة حاول ما ليس بمرضي لأنه من قصور فهمه 0 أما ما عضده عاضد منه بأن شهد له من أدلة الشرع أو قواعده فليس برد ، بل مقبول كبناء مدارس وتصنيف علم وغيرها 0 وهذا الحديث معدود من أصول الإسلام وقاعدة من قواعده 0 قال النووي : ينبغي حفظه واستعماله في إبطال المنكرات وإشاعة الاستدلال به لذلك 0 وقال الطوفي : هذا يصلح أن يكون نصف أدلة الشرع ) 0 ( فيض القدير – باختصار – 6 / 36 ) 0


قال ابن منظور : ( والبدعـة : الحدث وما ابتدع من الدين بعد الإكمال 0 قال ابن السكيت : البدعة كل محدثة 0 وفي حديث عمر - رضي الله عنه – في قيام رمضان : ( نعمت البدعة هذه ) 0 قال ابن الأثير : البدعة بدعتان : بدعة هدى ( قال الدكتور الشيخ ابراهيم بن محمد البريكان – حفظه الله - : ليس في البدعة هدي بل كلها ضلالة ، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – " وكل بدعة ضلالة " ) 0 ، وبدعة ضلال ، فما كان في خلاف ما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم فهو في حيز الذم والإنكار ، وما كان واقعا تحت عموم ما ندب الله إليه وحض عليه رسوله فهو في حيز المدح ( وقال الشيخ البريكان ايضا : وإذا كان كذلك فلا يجوز اطلاق البدعة عليه لأنه والحالة هذه إما مصلحة مرسلة أو عقد شرعي فهو من السنة ) 0
، وما لم يكن له مثال موجود كنوع من الجود والسخاء وفعل المعروف ، فهو من الأفعال المحمودة ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما ورد الشرع به ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد جعل له في ذلك ثوابا فقال :
( من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها ( وقال : سماها سنة لأنها سن بها حال ما جاء قبلها مما ماثلته من الشرع ، أو أنها مما عمل به النبي – صلى الله عليه وسلم – والفاعل أحياها بعد نسيانها ) 0
( جزء من حديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب الزكاة (69) – برقم (1017) – وكتاب العلم ( 15 ) – برقم ( 2673 ) ، والنسائي في سننه كتاب الزكاة ( 64 ) ، وابن ماجة في سننه – المقدمة ( 14 ) – برقم ( 203 ، 207 ) ، أنظر صحيح الجامع 6305 ، صحيح النسائي 2394 ، صحيح ابن ماجة 168 ، 172 ) 0 ، وقال في ضده : من سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها 000 الحديث ) ( جزء من حديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب الزكاة (69) – برقم (1017) – وكتاب العلم ( 15 ) – برقم ( 2673 ) ، والنسائي في سننه كتاب الزكاة ( 64 ) ، وابن ماجة في سننه – المقدمة ( 14 ) – برقم ( 203 ، 207 ) ، أنظر صحيح الجامع 6305 ، صحيح النسائي 2394 ، صحيح ابن ماجة 168 ، 172 ) 0
وذلك إذا كان في خلاف ما أمر الله به ورسوله ، قال : ومن هذا النوع قول عمر – رضي الله عنه - : " نعمت البدعة هذه " فلما كانت من أفعال الخير وداخلة في حيز المدح سماها بدعة ( يقول الدكتور الشيخ ابراهيم البريكان – حفظه الله - : قول عمر - رضي الله عنه - محمول على البدعة اللغوية لا الشرعية ، أو وردت ردا على من ادعى بدعيتها شرعا ) 0
( وقال الشيخ البريكان ايضا : بل سنها وتركها خشية الفرضية عليهم ) 0
( عن العرباض بن سارية - رضي الله عنه - جزء من حديث أخرجه الإمام أحمد في مسنـده– 4 / 126 ، 127 ، وأبو داوود في سننه – كتاب السنة ( 5 ) – برقم ( 4607 ) ، والترمذي في سننه – كتاب العلم ( 16 ) – برقم ( 2828 ) ، وابن ماجة في سننه – المقدمة ( 6 ) – برقم ( 42 ) ، والحاكم في المستدرك – 1 / 96 ، 97 – 3 / 380 ، والدارمي في سننـه – المقدمة ( 16 ) ، وقال الألباني حديث صحيـح ، انظر صحيح الجامع 2549 ، صحيح أبي داوود 3851 ، صحيح الترمذي 2157 ، صحيح ابن ماجة 40 ) ومدحها لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسنها لهم ( وقال الشيخ البريكان ايضا : بل سنها وتركها خشية الفرضية عليهم ) 0
، وإنما صلاها ليالي ثم تركها ولم يحافظ عليها ولا جمع الناس لها ، ولا كانت في زمن أبي بكر ، وإنما عمر – رضي الله عنهما – جمع الناس عليها وندبهم إليها فبهذا سماها بدعة ، وهي على الحقيقة سنة لقوله صلى الله عليه وسلم : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ) ( عن العرباض بن سارية - رضي الله عنه - جزء من حديث أخرجه الإمام أحمد في مسنـده– 4 / 126 ، 127 ، وأبو داوود في سننه – كتاب السنة ( 5 ) – برقم ( 4607 ) ، والترمذي في سننه – كتاب العلم ( 16 ) – برقم ( 2828 ) ، وابن ماجة في سننه – المقدمة ( 6 ) – برقم ( 42 ) ، والحاكم في المستدرك – 1 / 96 ، 97 – 3 / 380 ، والدارمي في سننـه – المقدمة ( 16 ) ، وقال الألباني حديث صحيـح ، انظر صحيح الجامع 2549 ، صحيح أبي داوود 3851 ، صحيح الترمذي 2157 ، صحيح ابن ماجة 40 ) 0 وقوله صلى الله عليه وسلم :( اقتدوا باللذين من بعدي : أبي بكر وعمر ) ( عن حذيفة ، أخرجه الإمام أحمد في مسنده - 5 / 382 ، 385 ، 399 ، 402 ، والترمذي في سننـه – كتاب المناقب – برقم ( 3924 ) ، وابن ماجـة في سننه - المقدمة ( 11 ) - برقم ( 97 ) ، وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الجامع 1142 ، صحيح الترمذي 2895 ، صحيح ابن ماجة 80 ) 0
، وعلى هذا التأويل يحمل الحديث الآخر : ( كل محدثة بدعة ) إنما يريد ما خالف أصول الشريعة ولم يوافق السنة ) 0( لسان العرب - 8 / 6 ) 0

قلت : وقد تقصدت من عرض كلام صاحب لسان العرب تحت هذا العنوان فيما يتعلق " ببدعة الهدي " أن كثيرا من الناس اليوم ينادون بمثل ذلك دون فهم أو إدراك أو معرفة للعواقب الوخيمة التي قد تترتب على هذا النقل ، بل الأشد من ذلك أن بعض المحسوبين على أهل العلم أخذ ينادي بذلك ، بل وصل به الأمر إلى الدفاع عنه في المحافل والمجالس ، وتعقيبا على ما نقله ابن منظور على لسان ابن الأثير- رحمه الله - في قوله بأن البدعة : بدعة هدي أو بدعة ضلال مخالف للصواب ويحتاج لوقفة واعادة نظر ، فالبدعة هي ما استحدث في أمر الدين على أي صفة كانت وقد تكون بدعة حقيقية وهي ما استحدث في الدين أصلا ووصفا كالاحتفال بالمولد النبوي وأربعين الميت ونحو ذلك من أمور أخرى ، أو أن تكون بدعة إضافية وهي ما استحدث في الدين بوصفه دون أصله كالذكر الجماعي بصوت واحد ومعلوم أن للذكر أصل شرعي لكنه لم يرد على هذه الهيئة والصفة ، وأما فعل عمر – رضي الله عنه – فلا يندرج تحت هذا المسمى حيث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشار في الحديـث الصحيح بقوله : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ) وهذا
الفعل يعتبر من السنة كما أشار لذلك المفهوم الحديث الشريف آنف الذكر ، ونشر ما يسمى ببدعة الهدي يؤدي إلى اضمحلال الأصول الشرعية ناهيك عن الفروع ، ولن يعد بالمقدور بعد ذلك معرفة السنة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من البدعة والمحدثة فتتميع الأمور وتنتكس الفطر ، وقد قيض الله سبحانه وتعالى لهذه الأمة أعلاما للدفاع عن العقيدة والمنهج ، وإحياء سنة المعصوم صلى الله عليه وسلم وإماتة البدعة في مهدها ، وممن تصدر لذلك الأمر في عصرنا الحاضر العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله - ، والعلامة محدث بلاد الشام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله - ، فجزاهما الله وجزى كل من تصدر لذلك الأمر عنا وعنكم وعن سائر المسلمين خير الجزاء 0

قال ابن كثير – رحمه الله – في تفسير قوله تعالى : ( 000 فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ 000 ) ، ( سورة النور – جزء من الآية 63 ) 0
) ، أي : عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سبيله ومنهاجه ، وطريقته وسنته وشريعته ، فتوزن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله ، فما وافق ذلك قبل ، وما خالفه فهو مردود على قائله وفاعله ، كائنا من كان ، كما ثبت في " الصحيحين " وغيرهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) ، ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده – 6 / 270 ، والإمام مسلم في صحيحه – كتاب الأقضية ( 18 ) – برقم ( 1718 ) ، انظر صحيح الجامع 6398 ، مختصر مسلم 1237 ، غاية المرام – 5 ، الإرواء 276 ) 0
، أي : فليحذر وليخش من خالف شريعة الرسول صلى الله عليه وسلم باطنا وظاهرا ، ( 000 أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ 000 ) ( سورة النور – جزء من الآية 63 ) 0
، أي : في قلوبهم من كفر أو نفاق أو بدعة ، ( 00 أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ 00 ) في الدنيا ، بقتل أو حد أو حبس أو نحو ذلك ) 0 ( تفسير القرآن العظيم - 3 / 296 - 297 ) 0

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : ( فعلى كل مؤمن أن لا يتكلم في شيء من الدين إلا تبعاً لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا يتقدم بين يديه ، بل ينظر ما قال ، فيكون قوله تبعاً لقوله ، وعلمه تبعاً لأمره فهكذا كان الصحابة ومن سلك سبيلهم من التابعين لهـم بإحسان وأئمة المسلمين ، فلهذا لم يكن أحد منهم يعارض النصوص بمعقوله ، ولا يؤسس ديناً غير ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، وإذا أراد معرفة شيء من الدين والكلام فيه نظر فيما قاله الله والرسول ، فمنه يتعلم وبه يتكلم وفيه ينظر ويتفكر ، وبه يستدل ، فهذا أصل أهل السنة ، وأهل البدع لا يجعلون اعتمادهم في الباطن ونفس الأمر ما تلقوه عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، بل على ما رأوه أو ذاقوه ، ثم إن وجدوا السنة توافقه وإلا لم يبالوا بذلك ، فإذا وجدوها تخالفه أعرضوا عنها تفويضا أو حرفوها تأويلاً ) 0 ( مجموع الفتاوى – 13 / 62 – 63 ) 0

قال الشاطبي :( فالمبتدع إنما محصول قوله بلسان حاله أو مقاله : أن الشريعة لم تتم ، وأنه بقي منها أشياء يجب أو يستحب استدراكها ، لأنه لو كان معتقدا لكمالها وتمامها من كل وجه ، لم يبتدع ، ولا استدرك عليها ، وقائل هذا ضال عن الصراط المستقيم 0
وقال : قال ابن الماجشون : سمعت مالكا يقول : من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنـة ، فقد زعـم أن محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة ، لأن الله يقول : ( 000 الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ 000 الآية) ( جزء من سورة المائدة - الآية 3 ) 0
، فما لم يكن يومئذ دينا ، فلا يكون اليوم دينا 0

وقال أيضا : المبتدع معاند للشرع ، ومشاق له ، لأن الشارع قد عين لمطالب العبد طرقا خاصة على وجوه خاصة ، وقصر الخلق عليها بالأمر والنهي والوعد والوعيد ، وأخبر أن الخير فيها ، وأن الشر في تعديهـا – إلى غير ذلك - ، لأن الله يعلم ونحن لا نعلم ، وأنه إنما أرسل الرسول
صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين ، فالمبتدع راد لهذا كله ، فإنه يزعم أن ثم طرقا أخر ، ليس مـا حصره الشارع بمحصور ، ولا ما عينه بمتعين ، كان الشارع يعلم ، ونحن أيضا نعلم ، بل ربمـا يفهم من استدراكه الطرق على الشارع ، أنه علم ما لم يعلمه الشارع 0
وهذا إن كان مقصودا للمبتدع ، فهو كفر بالشريعة والشارع ، وإن كان غير مقصود ، فهو ضلال مبين ) 0 ( الاعتصام - 1 / 49 ) 0

وأنقل في هذا المقام كلاما جميلا لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - يبين فيه العلاقة المطردة بين المبتدع وتسلط الشيطان حيث يقول :

( فإذا كانت الشياطين تأتي الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لتؤذيهم وتفسد عبادتهم ، فيدفعهم الله عز وجل بما يؤيد به الأنبياء من الدعاء والذكر والعبادة ، ومن الجهاد باليد ، فكيف من هو دون الأنبياء ؟
فالنبي صلى الله عليه وسلم قمع شياطين الإنس والجن ، بما أيده الله تعالى من أنواع العلوم والأعمال ، ومن أعظمها الصلاة والجهاد ، وأكثر أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة والجهاد 0 فمن كان متبعا للأنبياء نصره الله سبحانه بما نصر به الأنبياء ، وأما من ابتدع دينا لم يشرعه الله فترك ما أمر به من عبادة الله وحده لا شريك له ، واتباع نبيه فيما شرعه لأمته ، وابتداع الغلو في الأنبيـاء والصالحين ، والشرك بهـم ، فإن هذا تتلعب به الشياطين ) 0( مجموع الفتاوى - 1 / 171 ) 0

قال ابن القيم :( وأنى بالتوبة منها لمن لم يعلم أنها بدعة ، أو يظنهـا سنة ، فهو يدعو إليها ، ويحض عليها ؟ فلا تنكشف لهذا ذنوبه التي تجب عليه التوبة منها ، إلا بتضلعه من السنة ، وكثرة اطلاعه عليها ، ودوام البحث عنها ، والتفتيش عليها ، ولا ترى صاحب بدعة كذلك أبدا 0
فإن السنة - بالذات - تمحق البدعة ، ولا تقوم لها ، وإذا طلعت شمسها في قلب العبد ، قطعت من قلبه ضباب كل بدعة ، وأزالت ظلمة كل ضلالة ، إذ لا سلطان للظلمة مع سلطان الشمس ، ولا يري العبد الفرق بين السنة والبدعة ، ويعينه على الخروج من ظلمتها إلى نور السنة ، إلا المتابعة ، والهجرة بقلبه كل وقت إلى الله ، بالاستعانة والإخلاص ، وصدق اللجوء إلى الله ، والهجرة إلى رسوله ، بالحرص على الوصول إلى أقواله وأعماله وهديه ) ( مدارج السالكين - 1 / 374 ) 0
0

قال الهراس في مقدمته على كتاب "السنن والمبتدعات" للشقيري :( أنه لا شيء أفسد للدين ، وأشد تقويضا لبنيانه من البدع ، فهي تفتك به فتك الذئب بالغنم ، وتنخر فيه نخر السوس في الحب ، وتسري في كيانه
سريان السرطان في الدم ، أو النار في الهشيم ) 0 ( السنن والمبتدعات - ص 3 ) 0


قال الدكتور إبراهيم بن محمد البريكان – حفظه الله - :( البدع : جمع بدعة ، وهي في اللغة الأمر المستحدث ،كما قال سبحانه : ( قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنْ الرُّسُلِ 000 ) ( سورة الأحقاف - جزء من الآية 9 ) 0 أي : لم يأت بجديد لم يأتوا به 0
وشرعا : هو الأمر المستحدث في الدين 0 وهي على قسمين :-
القسم الأول : بدعة حقيقية : وهي ما استحدث في الدين أصلا ووصفا ، وذلك كالطواف حول القبور وإسراجها ونحو ذلك 0
القسم الثاني : بدعة إضافية : وهي ما استحدث في الدين بوصفه دون أصله ، وذلك كالذكر الجماعي بصوت واحد ، فإن أصل
مشروعية الذكر جاء الشرع بها ولكنه على هذه الصفة لم يرد شرعا 0
والبدع بنوعيها مذمومة شرعا ، كما قال صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا
هذا ما ليس منه فهو رد ) 0( أخرجه الإمام أحمد في مسنده – 2 / 146 – متفق عليه – أخرجه الإمام البخاري في صحيحه – كتاب الاعتصام ( 20 ) - فتح الباري – 13 / 317 - وكتاب البيوع ( 60 ) - فتح الباري – 4 / 355 – وكتاب الصلح ( 5 ) – برقم ( 2697 ) ، والإمام مسلم في صحيحه – كتاب الأقضية ( 17 ، 18 ) – برقم ( 1718 ) ، وأبو داوود في سننه- كتاب السنة ( 5 ) – باب في لزوم السنة – برقم ( 4606 )، وابن ماجة في سننه – المقدمة ( 2 ) – برقـم ( 14 ) ، أنظر صحيح الجامع 5970 ، صحيح أبي داوود 3850 ، صحيح ابن ماجة 14 ) 0 وقوله صلى الله عليه وسلم : ( 000 كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار 000 ) ( جزء من حديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب الجمعة – ( 13 ) باب خطبة الحاجة – برقم ( 868 ) ، والنسائي في سننه – كتاب الجمعة ( 24 ) – وفي السنن الكبرى – 1 / 529 - كتاب الجمعـة ( 1 ) – برقم ( 1709 ) ، والحاكم في المستدرك - 2 / 182 – 183 ، والطيالسي في مسنده – برقم ( 338 ) ، والبيهقي في السنـن الكبرى - 3 / 214 - 7 / 146 ) ، وابن ماجـة في سننـه - كتاب النكاح ( 19 ) - برقم ( 1892 ، 1893 ) ( حديث صحيح ) ، أنظر صحيح النسائي 1331 ، صحيح ابن ماجـة 1535 ، 1536 ) 0 ، وقد حذر صلى الله عليه وسلم من البدع لخطرها على
الدين ، كما قال صلى الله عليه وسلم : ( وإياكم ومحدثـات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ) 0( جزء من حديث – أخرجه الإمام أحمـد في مسنـده 4 / 126 ، 127 ، وأبو داوود في سننه – كتاب السنة ( 5 ) – برقم ( 4607 ) ، والترمذي فـي سننه - كتاب العلم ( 16 ) = = - برقم ( 2828 ) ، وابن ماجـة في سننه - المقدمة ( 6 ) - برقم ( 42 ) ، والحاكم في المستدرك - 1 / 96 ، 97 - 3 / 380 ، والدارمي في سننه - المقدمة ( 16 ) ، وقال الألباني حديـث صحيح ، أنظر صحيح الجامع 2549 ، صحيح الترمذي 2157 ، صحيح ابن ماجة 40 ) 0

وأوضح أن المبتدع مغير للدين ، محروم من الشرب من حوضه كما قال صلى الله عليه وسلم : ( أنا فرطكم على الحوض ، وليختلجن رجال دوني فأقول :
ربي أصحابي 0 فقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ) 0 ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده-1/ 257 ، 384 ، 406 ، 425 ، 439 ، 453 ، 455 - 4 / 313 ، 351 - 5 / 41 ، 87 ، 89 ، 333 ، 339 ، 393 - واللفظ بنحوه - والإمام البخاري في صحيحـه – كتاب الرقاق ( 53 ) – برقم ( 6576 ) – وكتاب الفتن ( 3 ) – برقم ( 7049 ) ، أنظر صحيح الجامع 1470 ) 0 ( المدخل لدراسة العقيدة الإسلامية - ص 63 ) 0



وبعد هذا العرض الموجز فلا بد من إدراك مدى خطورة البدعة وعواقبها ونتائجها وآثارها السيئة في المجتمع ، ويتضح كذلك أهمية الالتزام بمنهج الكتاب والسنة ، فيتخلق المسلم بأخلاق السلف ، ويحذو حذوهم ، ويسير على نهجهم ، وهذا يعطي صفاء ونقاء في النفس البشرية ، فتسمو بصاحبها ، وترفع من شأنه عند خالقه سبحانه ، وتقيه من كيد الشيطان وأتباعه 0

يقول الدكتور عمر الأشقر :( أعظم سبيل للحماية من الشيطان هو الالتزام بالكتاب والسنة علما وعملا ، فالكتاب والسنة جاءا بالصراط المستقيم ، والشيطان يجاهد كي يخرجنـا عن هذا الصراط ، قـال تعالى :( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِى مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) ( سورة الأنعام - الآية 153 ) 0
، وقد شرح الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الآية وبينها فقد ( خط صلى الله عليه وسلمخطا بيده ، ثم قال :( هذا سبيل الله مستقيما ) وخط عن يمينه وشماله ثم قال : ( هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه ) ثم قرأ : ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطـِى مُسْتَقِيمـًا فَاتَّبِعـُوهُ ولا تَتَّبِعـُوا السُّبـُلَ فَتَفـَرَّقَ بِكُـمْ عَـنْ سَبِيلـِهِ ذَلِكُـمْ وَصَّاكُـمْ بِـهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) ( سورة الأنعام - الآية 153 ) 0
) 0 ( رواه عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه – وأخرجه الإمام احمد في مسنده–1 / 435 ، 465 ، والنسائي في "السنن الكبرى" – كما في تحفة الأشراف – 7 / 25 ، 49 ، وابن ماجة في سننه - المقدمة ( 11 )– برقم ( 11 ) ، وابن حبان في صحيحه – برقم ( 716 ، والحاكم في المستدرك – 2 / 318 ، والدارمي في السنن – المقدمة ( 23 ) ، وقال الألباني حديث صحيح ، انظر صحيح ابن ماجة ( 11 ) ، شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة لللآلكائي – 1 / 80 ، 81 ، السنة لابن أبي عاصم – 1 / 13 ، وشرح السنة للبغوي – 1 / 196 ، 197– وللمزيد من التفصيل في تخريج الحديث انظر " الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع " للسيوطي – تحقيق مشهور حسن سلمان – ص 33 – 36 ) 0


فاتباع ما جاءنا من عندالله من عقائد وأعمال وأقوال وعبادات وتشريعات وترك كل ما نهى عنه يجعل العبد في حرز من الشيطان ) 0 السلسلة العلمية ـ نحو موسوعة شرعية في علم الرقى (2) ( القول المعين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين ـ ص 41)






تعليقات حول هذه المقاله
العنوانالكاتبوقت الإضافه

تصويت
ما رأيك في هذا لموقع ؟
ممتاز
جيد جدا
جيد
نتائج التصويت



الحقوق محفوظة لكل مسلم راسلنا بشرط عدم الاستخدام التجاري
الصفحة الرئيسة