يرى كثير من أولياء الأمور أن تربية الاولاد واعدادهم ليتعودوا على تناول الاطعمة الصحية من دون تمييز مسألة مهمة وصعبة أيضا. ذلك لأن كثيرا من الأطفال يفضلون أكل اللحوم ويرفضون تناول الخضراوات والفواكه. فما سبب ذلك؟
تقول اذاعة الصين الدولية في تقرير لها حول هذه العادات ان الباحثين توصلوا مؤخرا من خلال أبحاث علمية الى نتيجة تمثل جوابا طريفا على هذا التساؤل.
فقد أشار الباحثون في احد مراكز الأبحاث العلمية الأجنبية للأمراض السرطانية مؤخرا الى أن تعود الاطفال على أكل اللحوم والأسماك يعود الى عوامل وراثية، أما تعود بعض الاطفال على أكل الخضراوات والحلويات فيعود الى الظروف البيئية التي يعيشونها منذ ولادتهم.
قد اختار العلماء مائتين وأربعة عشر توأما تتراوح أعمارهم بين أربعة وخمسة أعوام ليكونوا عينة هذا الاختبار.
وقاموا ببحث عاداتهم الغذائية مقارنة بعادات آبائهم وأمهاتهم في الأكل. وتوصلوا بعد ذلك الى نتيجة أن تعود الاطفال الذين يحبون أكل اللحوم سببه العوامل الوراثية من الأب والأم وربما من الجيل السابق للعائلة.
وأشار أحد هؤلاء الباحثين الى أن هذا الاختبار هو الأول من نوعه في العالم كما أنه أول اختبار تم التوصل من خلاله الى نتيجة أن الرغبة في تناول اللحوم تعود الى العوامل الوراثية.
وقال الباحث إن زملاءه وضعوا سبعة وسبعين نوعا من الأطعمة أمام آباء وأمهات هؤلاء التوائم ليقولوا ما المأكولات التي يفضلونها ويفضلها أولادهم أيضا.
ومن خلال هذا الاختبار وجد العلماء أن معظم هؤلاء الآباء والأمهات يحبون نفس أنواع المأكولات التي يفضلها أولادهم.
كما وجدوا أن الاطفال الذين يفضلون أكل الخضراوات والفواكه أكثر من اللحوم والأسماك قد تأصلت عادتهم هذه بتأثير من ظروفهم المعيشية وليس لذلك أية علاقة بعادات آبائهم وأمهاتهم في الأكل.
وقد وجد العلماء من نتائج الاختبار أن عادة تناول المأكولات الغنية بالزلال كلحوم البقر والغنم والاسماك والبيض وغيرها ترجع الى عوامل وراثية بنسبة أكثر من عادة تناول المأكولات الأخرى، خاصة أكثر من عادة أكل الخضراوات والفواكه والحلويات التي تتأصل من تأثير الظروف البيئية والمعيشية كما ذكرنا سابقا.
وأشار العلماء الى أن الآباء والأمهات إذا أحبوا أكل الخضراوات كالقرنبيط والجزر والحلويات كالكعك والمعجنات وأمثالها فإن الغالبية العظمى من أولادهم يحبون تناول هذه المأكولات أيضا.
وقال العلماء إن الاطفال إذا شاهدوا أباءهم وأمهاتهم يأكلون دائما نوعا معينا من المأكولات أو يبتعدون عنها كرها فإنهم يقتدون بهم ويتعلمون منهم ويأكلون هذه المأكولات أو لا يأكلونها. مثلا إذا لم يحب الأب أو الأم أكل نوع من الخضراوات أو الفواكه فقد لا يحب أولادهم أكله أيضا.
وأشار العلماء أيضا الى أنه إذا كان الأطفال يشاهدون أو يأكلون دائما منذ صغرهم نوعا من المأكولات سواء أكان من اللحوم أم من الخضراوات فقد يقبلونه ويتعودون على أكله تدريجيا الى أن يكبروا. مثلا إذا وُضعت سلة مليئة بالموز داخل غرفة طفل صغير ليراها كل يوم فقد يعتقد الطفل الصغير أن الموز هو طعام لذيذ بالنسبة له.
ولم يكتشف العلماء حتى الآن ما العوامل الملموسة التي تؤثر في الاطفال ليحبوا ويتعودوا على أكل الخضراوات والحلويات. إلا أنهم أكدوا على أن عادات آبائهم وأمهاتهم في الأكل وكثرة الفرص التي تتاح لهم لأكل هذه المأكولات بشكل دائم هو عامل أكيد لتشكيل عادة هؤلاء الاطفال الذين يحبون الخضراوات والحلويات.
وأشار العلماء أيضا الى أن اكتشاف عادات الاطفال الصغار في الأكل، وما المأكولات التي يحبونها أو يبتعدون عنها هي مسألة مهمة. لأن أولياء الأمور إذا حصلوا على هذه المعلومات فسيكون بإمكانهم السيطرة على أوزان أولادهم بشكل فعال للحفاظ على صحتهم. لأن الوزن المتجاوز للحد المعقول قد يؤدي الى الاصابة بأمراض عديدة منها أمراض القلب والشرايين والأورام السرطانية.
منقول ... مع تمنياتنا للجميع بدوام الصحة والسلامة والعافية .
&( الوراثة والبيئة تؤثران في عادات تغذية الأطفال )&
