ثواب الإيمان والعمل الصالح
قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ سورة البقرة آية 277.
يخبر الله تعالى أن الذين صدَّقوا بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والحساب والجزاء والصراط والميزان وصحف الأعمال والجنة والنَّار والوعد والوعيد والثواب والعقاب، وصدقوا بفتنة القبر وعذابه ونعيمه، وصدقوا بالقدر خيره وشره، وصدقوا بكل ما أخبر الله به في كتابه وأخبر به رسوله وعملوا بمقتضى هذا التصديق أعمالا صالحة من صلاة وصدقة وزكاة وصيام وحج وبر والدين وصلة أرحام وإحسان إلى جيران ويتامى ومساكين وأبناء سبيل، وذكر الله ودعاء واستغفار، وعملوا بكل ما يستطيعون من الأعمال الصالحة التي أمر الله بها ورسوله وأقاموا الصلاة المفروضة في وقتها وجماعتها بشروطها وأركانها وواجباتها ومستحباتها، وأعطوا الزكاة المفروضة لمستحقيها فهؤلاء الذين قاموا بهذه العقائد الصحيحة والأعمال الصالحة المتضمنة للإخلاص لله والإحسان إلى خلقه هؤلاء المؤمنون الصادقون في إيمانهم المخلصون لربهم سيجدون ثوابهم مدخرًا لهم عند الله أحوج ما يكونون إليه ولا خوف عليهم فيما يستقبلونه ولا هم يحزنون على ما خلفوا من أموال وأولاد وضيعة لأنهم أتوا بأسباب الأمن والراحة والطمأنينة والسعادة هؤلاء السعداء سوف تنزل عليهم الملائكة عند الموت تبشرهم وتطمئنهم وتهنئهم كما قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ( ) فنسأل الله الكريم أن يجعلنا منهم وأن لا يزغ قلوبنا بعد إذ هدانا وأن يهب لنا من لدنه رحمة إنه هو الوهاب.
ما يستفاد من هذه الآية:
1- أنه لابد مع الإيمان من العمل الصالح، وهو الخالص لله الموافق للسنة.
2- فضل الإيمان والعمل الصالح.
3- فضل إقام الصلاة وإيتاء الزكاة.
4- بيان ثمرة الإيمان والعمل الصالح وهو الثواب العظيم والأمن من الخوف مما يستقبل وعدم الحزن على ما فات.
5- أنه لا اعتبار للعمل ولا ثواب عليه ما لم يكن صالحًا.
6- أن الله تعالى مدح المؤمنين المطيعين لأمره المحسنين إلى خلقه وأخبر عما أعد لهم من الكرامة يوم القيامة.#
الكواكب النيرات عبد الله بن جار الله