آثار في فضل العلم
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: (العلم خير من المال، لأن المال تحرسه، والعلم يحرسك، والمال تفنيه النفقة، والعلم يزكو على الإنفاق، والعلم حاكم والمال محكوم عليه، مات خُزَّان المال وهم أحياء، والعلماء باقون مابقي الدهر، أعيانهم مفقودة وآثارهم في القلوب موجودة).
وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه: (عليكم بالعلم فإن طلبه لله عبادة، ومعرفته خشية، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لايعلمه صدقة، ومذاكرته تسبيح، به يُعرف الله ويُعبد، وبه يُمجَّد الله ويُوَحَّد، يرفع الله بالعلم أقواما يجعلهم للناس قادة وأئمة يهتدون بهم وينتهون إلى رأيه).
وقال ابن عباس رضي الله عنه: (العلم يزيد الشريف ويُجلس المملوك على الأسرة).
وعن ابن عباس: (تذاكر العلم بعض ليلة أحب إليّ من إحيائها).
وعن أبي هريرة: (لأن أجلس ساعة فأفقه في ديني أحب إليّ من أن أحيي ليلة إلى الصباح).
وقال أبو الأسود الدؤلي: (الملوك حكام على الناس، والعلماء حكام على الملوك).
وقال الشافعي رحمه الله: (كفى بالعلم فضيلة أن يدعيه من ليس فيه، ويفرح إذا نسب إليه، وكفى بالجهل شراً أن يتبرأ منه من هو فيه، ويغضب إذا نسب إليه).
وقال أيضًا رحمه الله: (طلب العلم أفضل من صلاة النافلة، وقال: من أراد الدنيا فعليه بالعلم ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم، وقال: ما تقرب إلى الله تعالى بشيء بعد الفرائض أفصل من طلب). وقال: (إن لم يكن الفقهاء أولياء الله في الآخرة فليس لله ولي).
وقال الإمام أحمد: (الناس إلى العلم أحوج منهم إلى الطعام والشراب لأن الرجل يحتاج إلى الطعام والشراب في اليوم مرة أو مرتين وحاجته إلى العلم بعدد أنفاسه).
وقال العلامة ابن القيم-رحمه الله تعالى: (أن العلم يرفع صاحبه في الدنيا والآخرة مالا يرفعه الملك ولا المال ولا غيرهما فالعلم يزيد الشريف شرفاً ويرفع العبد المملوك حتى يجلسه مجالس الملوك، كما ثبت في الصحيح من حديث الزهري عن أبي الطفيل أن نافع بن عبد الحارث أتى عمر بن الخطاب بعسفان وكان عمر استعمله على أهل مكة فقال له عمر: من استخلفت على أهل الوادي؟ قال: استخلفت عليهم ابن أبزى. فقال: من ابن أبزى؟ فقال: رجل من موالينا. فقال عمر: استخلفت عليهم مولى؟ فقال: إنه قارئ لكتاب الله عالم بالفرائض. فقال عمر: أما أن نبيكم قد قال:"إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين")
وقال الخطيب: (أنشدنى أبو يعلى بن الفراء أنشدنا عيسى بن على لنفسه:
رب ميت قد صار بالعلم حيا .... ومبقى قد حاز جهلا وغيا
فاقتنوا العلم كى تنالوا خلودا ... لا تعدوا الحياة في الجهل شيئا)
وعن الأعمش، عن، أبي سفيان، عن عبيد بن عمير، قال: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ويلهمه رشده فيه).
وعن إبراهيم النخعي، قال: (من طلب شيئا من العلم يبتغي به الله عز وجل آتاه الله عز وجل به ما يكفيه).
وعن عبد الله بن عبيد، قال: (العلم ضالة المؤمن، كلما أصاب منه شيئا حواه وابتغى ضالة أخرى).
وقال سفيان بن عيينة: (لم يعط أحد في الدنيا أفضل من النبوة، وما بعد النبوة شيء أفضل من العلم والفقه. فقيل عمن هذا فقال عن الفقهاء كلهم). وقال: (من طلب العلم فقد بايع الله عز وجل).
وقال الإمام ابن حزم رحمه الله: (لذة العاقل بتمييزه، ولذة العالم بعلمه، ولذة الحكيم بحكمته، ولذة المجتهد لله عز وجل باجتهاده = أعظم من لذة الآكل بأكله، والشارب بشربه، والواطيء بوطئه، والكاسب بكسبه، واللاعب بلعبه، والآمر بأمره، وبرهان ذلك أن الحكيم العاقل والعالم والعامل واجدون لسائر اللذات التي سمينا، كما يجدها المنهمك فيها، ويحسونها كما
يحسها المقبل عليها، وقد تركوها وأعرضوا عنها، وآثروا طلب الفضائل عليها، وإنما يحكم في الشيئين من عرفهما لا من عرف أحدهما ولم يعرف الآخر).
وقال: (لو لم يكن من فضل العلم إلا أن الجهال يهابونك ويجلونك، وأن العلماء يحبونك ويكرمونك = لكان ذلك سبباً إلى وجوب طلبه، فكيف بسائر فضائله في الدنيا والآخرة؟! ولو لم يكن من نقص الجهل، إلا أن صاحبه يحسد العلماء، ويغبط نظراءه من الجهال = لكان ذلك سبباً إلى وجوب الفرار عنه، فكيف بسائر رذائله في الدنيا والآخرة؟! لو لم يكن من فائدة العلم والاشتغال به، إلا أنه يقطع المشتغل به عن الوساوس المضنية، ومطارح الآمال التي لا تفيد غير الهم، وكفاية الأفكار المؤلمة للنفس، لكان ذلك أعظم داع إليه، فكيف وله من الفضائل ما يطول ذكره؟!).
وقال كعب الأحبار: (طالب العلم كالغادي الرائح في سبيل الله عز وجل).
وجاء عن بعض الصحابة رضي الله عنهم: (إذا جاء الموت طالب العلم وهو على هذا الحال مات وهو شهيد).
وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: (من رأى الغدو والرواح إلى العلم ليس بجهاد فقد نقص في عقله ورأيه).
وقال الإمام الحسن البصري رحمه الله في تفسير قوله تعالى: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً**:هي العلم والعبادة {وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً**: هي الجنة.
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: (وهذا من أحسن التفاسير فإن أجل حسنات الدنيا: العلم النافع والعمل الصالح).
وقال الحسن البصري رحمه الله: (يوزن مداد العلماء بدماء الشهداء فيرجح مداد العلماء. ذلك أن الجهاد لا يعرف فضله إلا بالعلم. ولا تتضح شروطه وحدوده إلا بالعلم. ولا يتبين الجهاد المشروع من القتال غير المشروع إلا بالعلم. ولا يتميز النقل فيه عن الفرض إلا بالعلم. ولا يعرف فرض الكفاية فيه من فرض العين إلا بالعلم).
وجاء في الأثر عن ابن عمر رضي الله عنهما: (فضل العالم على العابد سبعين درجة بين كل درجتين حضر الفرس سبعين عاماً، وذلك أن الشيطان يضع البدعة فيبصرها العالم فينهى عنها والعابد مقبل على عبادة ربه لا يتوجه لها ولا يعرفها).
قال الإمام ابن القيم: (وهذا معناه صحيح؛ فإن العالم يفسد على الشيطان ما يسعى فيه ويهدم ما يبنيه فكلما أراد إحياء بدعة وإماتة سنة حال العالم بينه وبين ذلك فلا شيء أشد عليه من بقاء العالم بين ظهراني الأمة ولا شيء أحب إليه من زواله بين أظهرهم ليتمكن من إفساد الدين وإغواء الأمة. وأما العابد فغايته أن يجاهد ليسلم منه في خاصة نفسه وهيهات له ذلك).
قال قتادة: (باب من العلم يحفظه الرجل لعلاج نفسه وصلاح من بعده أفضل من عبادة حول).
قال الثوري: (ليس بعد الفرائض أفضل من طلب العلم).
وعنه أيضاً: (ما أعلم اليوم شيئاً أفضل من طلب العلم، قيل له: ليس لهم نية! قال: طلبهم له نية).