القاعدة الأولى :
- باب الصفات أوسع من باب الأسماء . بمعني أن كل اسم يؤخذ منه صفة وليس العكس فالإسم أخص من الصفة والصفة أعم من الاسم . فالرحيم مثلا اسم نأخذ منه صفة الرحمة فنثبتها لله لكن صفة كصفة النزول ( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا ) لا نأخذ منها اسم فلا يجوز أن نقول من أسماء الله النازل تعالي الله عن ذلك .
والسبب أن الصفات يدخل فيها الأفعال وأفعال الله لا تتناهى أما أسماؤه فتوقيفية ،
- وأجاز البعض أن نسمي الله بأسماء تتضمن كمالا هو نفسه الذي يتضمنه الاسم الوارد في الكتاب والسنة ومثلوا لذلك بقولنا الستار لم يرد ولكن يتضمن الكمال نفسه الذي يتضمنه اسم الستير الذي ورد في السنة والقول الأول أولي.
- بل إن من الصفات ما لا يطلق إلا في موضع ورد فيه فإن أطلقته في غير هذا الموضع أوهم نقصا. ومثال ذلك ** ويمكرون ويمكر الله ** ** فيسخرون منهم سخر الله منهم ** ** إنما نحن المستهزءون الله يستهزئ بهم ** فلا يقال الله ماكر ومستهزئ أو مخادع ولا يقال الله يمكر أو يخادع أو يستهزئ ،بل يقال يمكر بمن يمكر بالمؤمنين ويستهزىء بمن يستهزىء بالمسلمين
- ومن أسمائه تعالي ما لا يطلق إلا مقترنا بضده كالضار تقول الضار النافع ، والمذل المعز .
القاعدة الثانية :
صفات الله نوعان :-
أ - ذاتية 0
ب- فعلية .
أما الذاتية : فهي التي لا تتعلق بالإرادة وإنما لم يزل الله ولا يزال متصفا بها كالعلم والقدرة والسمع والبصر فلا يصح أن نقول إن الله سميع إذا أراد وليس سميعا إذا أراد بل صفة السمع لا تعلق لها بالإرادة .
أما الفعلية : وهي التي تتعلق بالإرادة أن أراد فعلها وإن لم يرد لم يفعلها كالرحمة يرحم إذا شاء ويعذب إذا شاء يعطي إذا شاء ويمنع إذا شاء .
-من الصفات ما يجمع بين النوعين كالكلام ذاتي النوع فعلي الأفراد.
- وكمال الصفة الذاتية ألا تتعلق بالمشيئة وكمال الفعلية أن تتعلق بالمشيئة فلو اتصف الله بالسمع تارة وعكسه تارة لكان نقصا . وعلي العكس لو اتصف الله بالضحك دوما أو العطاء دوما لتعارض ذلك مع الحكمة.
القاعدة الثالثة :
دلالة الأسماء علي الذات والصفات تكون بالمطابقة والتضمن والالتزام. فالخالق تذل علي الذات بالمطابقة فاسم الله الخالق ليس فيه شئ زائد علي الذات ويدل علي الخلق بالتضمن وعلي باقي الصفات بالالتزام .
القاعدة الرابعة :
أسماء الله غير محصورة بعدد معين. لقول النبي e ( أسألك بكل هو اسم لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحد من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ) صحيح. أما قوله e ( إن لله تسعة وتسعين اسما مائه إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة ) فلا تدل علي أن أسماءه تعالي محصورة في التسعة والتسعين ولكن المعني أن الجزاء المذكور هو مختص بهذه الأسماء وهو دخول الجنة لمن أحصاها ولو أراد النبي e أن أسماء الله هي التسعة والتسعون فحسب لكان لفظ الحديث إن أسماء الله تسعة وتسعون اسما ).
وقد اجتهد كثير من العلماء في ذكر هذه الأسماء واختلفت روياتهم في ذلك مما يدل علي أنها ليست محددة أو مقطوع فيها. وهي كليلة القدر أخفاها الله ليجتهد الناس في العشر جميعا كذلك لم يحدد الله هذه الأسماء ليجتهد العبد في كل اسم يعلمه.
القاعدة الخامسة :
نصوص الصفات معلومة لنا باعتبار مجهولة باعتبار آخر فباعتبار المعني لنا معلومة وباعتبار الكيفية والحقيقة هي لنا مجهولة .
القاعدة السادسة :
التكييف منفي العلم لنا و التمثيل منفي الوجود فصفات الله لها كيفية ولكن نحن لا نعلمها. أما صفات الله فليس لها شبيه ولا نظير.
القاعدة السابعة :
أفعال الله هل يصح أن يقال إنها حادثة ؟
والجواب : يصح ذلك لأنه ورد في الكتاب والسنة كمابوب البخاري باب قول الله عز وجل ** وما يأتيهم من ذكر من ربهم محدثٍ إلا استمعوه وهم يلعبون **.قال ابن عباس ما لكم تسألون أهل الكتاب وعندكم كتاب الله أحدث الكتب عهدا بالله آي آخر ما تكلم الله من الكتب ، وكذا أفعاله تعالي حادثة بهذا المعني ولكنها ليست حادثة بمعني مخلوقة وليست بمعني حادثة بعد أن لم تكن
-وحدثه تعالي لا يشبه حدث المخلوقين كما قال النبي e( إنًّ الله يحدث من أمره ما يشاء وإنًّ مما أحدث الله من آمرة ألا تكلموا في الصلاة ) فالله قبل أن يحدث هذا الأمر موصوف به أزلا فالله موصوف بأنه يحي الموتى الآن مع أن القيامة لم تقم فأفعاله كلها هكذا لم يزل ولا يزال متصفا بها . فالله موصوف بأنه متكلم أزلا إذا شاء لأننا إذا قلنا بقول من يقول إن أفعاله تعالي حادثه بعد أن لم تكن نكون بذلك قد وصفنا الله بنقص. فهي محدثه بمعني كانت في وقت شاءه الله وهو موصوف بها أزلا وكلم الله موسى تكليما كلمه حين كلمه ولم يكن كلمه قبل ذلك وهو موصوف بالكلام أزلا وأبدا
-فكلامه سبحانه وتعالي صفة قديمة النوع حادثة الأفراد. أما من نفى كون صفات الله محدثة من أهل السنة فإنما يعنى أنها ليست مخلوقة أولم توجد بعد أن لم تكن وهذا ما عناه صاحب المعارج بقوله
-جلت صفات ربنا الرحمن عن وصفها بالخلق والحدثان
-فيقصد المعني الباطل للحدث بمعني الخلق أو كونها كانت بعد أن لم تكن.
القاعدة الثامنة :
هل يجوز لعن أمثال الجعدين درهم ؟
الجواب : أكثر أهل العلم يلعنونهم لأنهم قتلوا على الزندقة أو ماتوا عليها.
القاعدة التاسعة :
أسماء الله وصفاته حسني فلا توصف تعالي إلا بصفة حسني وإن كانت حسني في موضع واحد أما من الصفات مالا حسن فيه فلا يوصف به الله أبدا قال e ( إن الله لا يمل حتى تملوا ) معناه أن الله لا يقطع عنكم خيره حتى تنقطعوا عن عبادته وليس في الحديث إثبات الملل بل نفيه عنه تعالي وجاء بلفظ يمل لمناسبة اللفظ الثاني.
وعلي هذه القاعدة جاء لفظ يستهزئ يمكر يخادع لأنها قد تكون كمالا فيحال المقابلة ولم يأت لفظ يخون لأنه ذم في كل حال ولذلك قال النبي e ( ولا تخن من خانك ).
القاعدة العاشرة :
من الصفات ما يؤخذ من معانى النصوص .
مثاله نثبت لله عينين لقول النبي e ( إن ربكم ليس بأعور ). نثبت أن الله يسكت لقول النبي e ( وسكت عن أشياء فلا تسألوا عنها ).
قواعد يحسن ذكرها عند الحديث عن الأسماء والصفات
- كل من يدخل الجنة يري الله .
- القول الراجح في رؤية النبي e لربه أنه لم يره والذين قالوا إنه رآه كابن عباس قال رآه بقلبه وعليه تكون رؤية الله بالقلب خاص بالنبي eلذا يقال لمن رأي الله في المنام أنه رأي أمرا عظيما.
- جميع القرءان كلام الله.
- صفة الأسف لا تثبت لله إلا مقيدة بالمواضع التي تفيد معني الغضب لأن لها معني أخر وهو الحزن.
- الكتب التي أنزلها الله وتكلم بها لا تتبدل شرعا أما كونا فقد يقع التبديل فيها أما المتب التي عند الله فهذه لا يقع فيها التبديل كونا أيضا.
- من أراد أن يكلمه الله فليقرأ القرءان عبارة غير صحيحة لأن الله خص موسي بذلك وإنما يقال من أراد أن يسمع كلام الله فليقرأ القرءان .أما من أراد أن يكلم الله فليدخل فى الصلاة فصحيح فهو يناحي ربه .لا أن الله يكلمه.
- ينزل الله إلى السماء الدنيا ولا يلزم من ذلك أنه يحل فيها.
- لا نثبت أبدا أن الروح من صفات الله ولكنها من مخلوقاته.
- لفظ أن الله استوي علي العرش بذاته لم يرد في كتاب ولا سنة.
- " يمر الرب علي النار فيبقي أثر مروره علي النار دقيقا كحد السيف وهو الصراط الذي يمرون عليه " هذه النصوص يقال فيها معناها قراءتها فإن سألت فأنت تسأل عن الكيف والكيف مجهول . ولكن المعني معلوم.
- حديث ( أن الله خلق أدم علي صورته ) ضعفه الألباني ولو صح لكان معناه أن الله خلق آدم علي صورة آدم حيث يعود الضمير علي أقرب مذكور ولا يلزم من يضعفه أننا ننفي صفة الصورة عن الله ولكن نثبتها من أدلة أخري كأحاديث تكليم الله الخلق في الحشر بصورة بعد أخري.
- العين القائمة(1) بذاتها إذا أضيفت إلي الله فإنما تشريفا أو خلقا وإيجادا أو ملكية والسياق هو الذي يفرق بين تلك المعاني إن أرضي واسعة / ملك ، بيني للطائفين / تشريف.
- النور من أسمائه تعالي مثل الهادي فالله نور السماوات والأرض أي هادي أهل السماوات والأرض وهو أيضا جاعل النور فيها وجعل الظلمات والنور / أي خلق الظلمات والنور. فهو تعالي النور والنور من صفاته ولكن نور الخلق والشمس والقمر من آثار نوره وأثر الصفة مخلوق كأثر الفعل. كما كتب الله التوراة بيديه فالذي رآه بنو إسرائيل في الألواح هو أثر الفعل أثر الكتابة فالفعل غير مخلوق أماالأثر الذي رآه بنو إسرائيل فمخلوق .كالإنسان أثر فعل لذلك نراه ولا نري الخلق الذي هو الفعل نفسه.
- لا تأيسوا من روح الله / يعني رحمة الله وليست تأويلا فالروح غير الروح فالروح بفتح الراء هي الراحة والرحمة بخلاف الروح بضم الراء.
- أهل الجنة يرون وجه الله في الجنة وليس النور فقط لأن النور هو الحجاب.