الأصل الثالث: معرفة نبيكم محمد - صلى الله عليه وسلم -) من الأصول الثلاثة التي يجب على العبد معرفتها، وهي مدار العلم.
وتقدم ذكر المرسِل: وهو الله تعالى، والرسالة: وهي دين الإسلام، والآن يتحدث الشيخ عن المرسَل أو الرسول وهو محمد - صلى الله عليه وسلم -، فمعرفته واجبة.
ثم ذكر الشيخ تعريفاً موجزاً عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومن ذلك ذكر نسبه قال: (وهو: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وهاشم من قريش) ولهذا يُقال له هو وقبيلته: بنو هاشم، وهاشم من قريش، وهو: هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، إلى أن ينتهي نسب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى عدنان.
يقول: (وقريش من العرب، والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام) إذاً؛ نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ينتهي نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم الخليل، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: " إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم
وستون سنة، منها أربعون قبل النبوة، وثلاث وعشرون نبياً رسولاً) مضى عليه أربعون وهو لا يعلم شيئاً مما جاءه {وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ** [يوسف:3]، {قُل لَّوْ شَاء اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ** [يونس:16] وثلاثة وعشرون سنة كان نبياً رسولاً - صلى الله عليه وسلم -.
ثم ذكر الشيخ ما نُبئ به وأرسل به من القرآن، فيقول رحمه الله: (نبئ بـ "اقرأ") أي أنه أوحي إليه فصار نبياً بنزول أوائل سورة العلق، جاءه جبريل عليه السلام ـ وهو يتعبد في غار حراء ـ فقال: "اقرأ. قال: ما أنا بقارئ. قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجَهْد ثم أرسلني فقال: اقرأ. قلت: ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ. فقلت: ما أنا بقارئ. فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال:** اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم" (1)، وبهذا صار نبياً. ... (2)
(وأرسل بـ "المدثر")؛ لأن فيها التنصيص على الأمر بالنذارة.
(وبلده مكة وهاجر إلى المدينة) ثم ذكر الشيخ بلد الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وهي مكة، البلد الحرام وأفضل بلاد الله، وأحب البلاد إلى الله، إذاً؛ فالله تعالى اصطفى أفضل الرسل من أفضل البلاد، وأفضل الشعوب وأشرف القبائل - صلى الله عليه وسلم -