موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > أقسام المنابر الإسلامية > منبر العقيدة والتوحيد

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 13-12-2023, 12:09 AM   #1
معلومات العضو
الماحى3

افتراضي أن أسلوب السؤال والجواب له مكانة كبيرة في المنهج التعليمي عموماً ، والمنهج النبوي

باسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد خاتم النبيين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد :
فمن المعلوم أن أسلوب السؤال والجواب له مكانة كبيرة في المنهج التعليمي عموماً ، والمنهج النبوي الشريف خصوصاً ؛ حيث إن هذا الأسلوب يعمل على استثارة تفكير الطالب ، وتحريك فطنته .
فمن هذا المنطلق ، خصوصاً بعد التجربة في تدريس هذين المقررين ( وهما مادة العقيدة للفصلين الأول والثاني/ دعوة[1] ) ، عزمتُ على إعداد مذكرة مشتملة على مضمون المقررين كاملاً ، لكن بأسلوبٍ مغاير ، وهو أسلوب السؤال والجواب ، رغبةً في زيادة في التسهيل والإيضاح لهذه المادة ، سائلاً الله سبحانه حسن النية وصلاح العمل ، والعفو عن التقصير والزلل .

كـتبه :
محمد أحمد العباد
فصل : من الإيمان باليوم الآخر الإيمان بما يكون في القبر

س : ما هو اليوم الآخر ؟ وما سبب تسميته بذلك ؟
ج : اليوم الآخر هو يوم القيامة ، وسمي باليوم الآخر لتأخره عن الدنيا .

***

س : ما معنى الإيمان باليوم الآخر ؟ وما هي منزلة هذا الإيمان ؟
ج : ذكر المؤلف رحمه الله ضابطاً شاملاً لمعنى الإيمان باليوم الآخر بأنه : الإيمان بكل ما أخبر به النبي r مما يكون بعد الموت، فيدخل فيه الإيمان بكل ما دلت عليه النصوص من حالة الاحتضار وحالة الميت في القبر والبعث من القبور وما يحصل بعده .
[ أما منزلته فهو ] أحد أركان الإيمان، وقد دل عليه العقل والفطرة، وصرحت به جميع الكتب السماوية ونادى به جميع الأنبياء والمرسلين .

***

س : كم أمراً أشار إليه المؤلف رحمه الله مما يجري على المرء في قبره ؟
ج : أشار إلى أمرين :
1 - الأمر الأول : ( فتنة القبر ) ، والفتنة لغة : الامتحان والاختبار، والمراد بها هنا سؤال الملكين للميت .
2 - الأمر الثاني : مما يجري على الميت في قبره ما أشار إليه الشيخ بقوله : ( ثم بعد الفتنة إما نعيم وإما عذاب إلى أن تقوم القيامة الكبرى ) هذا فيه إثبات عذاب القبر أو نعيمه .

***

س : حينما تطرق المؤلف إلى الأمر الأول قال : ( فأما الفتنة فإن الناس يفتنون في قبورهم فيقال للرجل ) فهل هذه الفتنة مقتصرة على الرجال ؟!
ج : بل المقصود : الميت سواء كان رجلًا أو امرأة، ولعل ذكر الرجل من باب التغليب .

***

س : ما هو حكم الإيمان بسؤال الملكين ؟
ج : الإيمان بسؤال الملكين واجب لثبوته عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أحاديث يبلغ مجموعها حد التواتر .

***

س : هل في القرآن الكريم ما يشير إلى سؤال الملكين ؟
ج : قوله تعالى : ** يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاء ** فقد أخرج الشيخان من حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما عن النبي r قال في قوله تعالى : ** يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ ** نزلت في عذاب القبر . زاد مسلم : ( يقال له : من ربك ؟ فيقول ربي الله ونبيي محمد ) فذلك قوله : ** يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ ** .

***

س : ما معنى القول الثابت في الآية السابقة ؟ وما معنى تثبيت المؤمنين به ؟
ج : القول الثابت : هو كلمة التوحيد التي ثبتت في قلب المؤمن بالحجة والبرهان .
وتثبيت المؤمنين بها :
أ - في الدنيا أنهم يتمسكون بها ولو نالهم في سبيلها ما نالهم من الأذى والتعذيب .
ب- وأما في الآخرة توفيقهم للجواب عند سؤال الملكين .

***

س : وما هو مصير المرتاب الشاك إذا أُدخل في قبره ؟
ج : أنه يقول إذا سئل : ( هاه هاه ) وهي كلمة تردد وتوجع ( لا أدري سمعت الناس يقولون شيئًا فقلته ، ( فيضرب بمرزبة من حديد ) وهي المطرقة الكبيرة ( فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الإنسان لصعق ) أي : لَخَرَّ ميتاً أو غشي عليه .

***

س : ما هو سبب هذا المصير ؟
ج : لأنه غير مؤمن بما جاء به النبي r فيستعجم عليه الجواب ولو كان من أعلم الناس وأفصحهم ، كما قال سبحانه {وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ** .

***

س : لماذا لا يحس الأحياء بما يجري على الميت في قبره ؟
ج : لأن الله تعالى جعله من الغيب، ولو أظهره لفاتت الحكمة المطلوبة وهي الإيمان بالغيب .

***

س : هل نعيم وعذاب القبر يقع على البدن أم الروح أم لكليهما ؟
ج : مذهب أهل السنة والجماعة : أن ذلك يحصل لروح الميت ولبدنه كما تواترت به الأحاديث عن رسول الله r .

***

س : لماذا لا ينبغي أن يُتكلم ويُخاض في كيفية عذاب القبر وصفته ؟
ج : لأن ذلك لا تدركه العقول، لأنه من أمور الآخرة، وأمور الآخرة لا يعلمها إلا الله، ومن أطلعهم الله على شيء منه وهم الرسل صلوات الله سلامه عليهم .

***

س : هل هناك من أنكر عذاب القبر ؟ وما هي شبهتهم ؟
ج : ممن أنكر عذاب القبر المعتزلة، وشبهتهم في ذلك : أنهم لا يدركونه ، ولا يرون الميت يعذب ولا يسأل .

***

س : بم يجاب عن هذه الشبهة :
ج : الجواب عن ذلك :
1 - أن عدم إدراكنا ورؤيتنا للشيء لا يدل على عدم وجوده ووقوعه، فكم من أشياء لا نراها وهي موجودة، ومن ذلك عذاب القبر أو نعيمه .
2 - أن الله تعالى جعل أمر الآخرة وما كان متصلاً بها غيباً وحجبها عن إدراك العقول في هذه الدار ليتميز الذين يؤمنون بالغيب من غيرهم .
3 - أن أمور الآخرة لا تقاس بأمور الدنيا ، والله أعلم .

***

س : هل عذاب القبر نوعٌ واحدٌ فقط ؟!
ج : كلا ، بل عذاب القبر على نوعين :
1 - النوع الأول : عذاب دائم وهو عذاب الكافر ، كما قال تعالى : ** النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ** .
2 - النوع الثاني : يكون إلى مدة ثم ينقطع وهو عذاب بعض العصاة من المؤمنين فيعذب بحسب جرمه ثم يخفف عنه . وقد ينقطع العذاب بسبب دعاء أو صدقة أو استغفار .
فصل : القيامة الكبرى وما يجري فيها


س : ما هو سبب تسمية القيامة بذلك ؟
ج : سميت قيامة ؛ لقيام الناس من قبورهم لرب العالمين .

***

س : قال المؤلف رحمه الله : ( إلى أن تقوم القيامة الكبرى ) فهل يُفهم من كلامه أن هناك قيامة صغرى ؟
ج : نعم ؛ فالقيامة قيامتان :
1 - قيامة صغرى : وهي الموت ، وهذه القيامة تقوم على كل إنسان في خاصته من خروج روحه وانقطاع سعيه .
2 - وقيامة كبرى : وهذه تقوم على الناس جميعًا وتأخذهم أخذة واحدة .

***

س : متى تعاد الأرواح[2]إلى الأجساد في القيامة الكبرى ؟
ج : عندما ينفخ إسرافيل في الصور قال تعالى : ** وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ** ، وقال تعالى : ** ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ ** .

***

س : ما هو غرض المؤلف رحمه الله بقوله : ( وتقوم القيامة التي أخبر الله بها في كتابه وعلى لسان رسوله وأجمع عليها المسلمون ) ؟
ج : غرضه : الإشارة إلى أدلة البعث، وأنه ثابت بالكتاب ، والسنة ، وإجماع المسلمين ، والعقل ، والفطر السليمة ؛ فقد أخبر الله عنه في كتابه وأقام الدليل عليه، ورد على المنكرين للبعث في غالب سور القرآن ، ولما كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين بيَّن تفاصيل الآخرة بيانًا لا يوجد في كثير من كتب الأنبياء .

***



س : نبه الله العقول إلى أن الجزاء ثابت في العقل والشرع في مواضع كثيرة من القرآن ، فكيف ذلك ؟
ج : أنه ذكر أنه لا يليق بحكمته وحمده أن يترك الناس سدى ، أو يخلقهم عبثاً ، لا يُؤمرون ، ولا يُنهَون ، ولا يُثابون ، ولا يعاقبون ! وأن يكون المحسن كالمسيء ! أو يجعل المسلمين كالمجرمين ! فإن بعض المحسنين يموت قبل أن يجزى على إحسانه ، وبعض المجرمين يموت قبل أن يجازى على إجرامه ، فلابد إذن أن هناك دارًا يجازى فيها كل منهما .

***

س : ما حكم من أنكر البعث ؟
ج : منكر البعث كافر ، كما قال تعالى : ** زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا ** .

***

س : ذكر المؤلف ثلاث صفات لهيئات الناس لحظة القيام من القبور ، فما هي ؟ وما معناها ؟
ج : هي الصفات الثابتة في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها ـ أن رسول الله r قال : (( إنكم تحشرون إلى الله يوم القيامة حفاة عراة غرلاً )) الحديث .
1 - (حفاة ) : جمع حاف وهو الذي ليس على رجله نعل ولا خف .
2 - ( عراة ) : جمع عار، وهو الذي ليس عليه لباس .
3 - ( غرلاً ) : جمع أغرل وهو الأقلف الذي لم يختن .


***


فصل : ما يجري في يوم القيامة


س : بم يمكن أن تعرف وتدرك تفاصيل ما يجري في هذا اليوم ؟ وهل يمكن إدراكها بالعقل ؟
ج : تفاصيل ما يجري في هذا اليوم مما لا يدرك بالعقل، وإنما يدرك بالنقول الصحيحة عن النبي r الذي لا ينطق عن الهوى {إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى ** .

***

س : اذكر حكمةً واحدة - فقط - في محاسبة الخلائق على أعمالهم ووزنها وظهورها مكتوبة في الصحف مع أن الله تعالى محيط بكل ذلك ؟
ج : لكي يرى عباده كمال حمده وكمال عدله وسعة رحمته وعظمة ملكه .

***

س : اذكر – إجمالاً - الأمور التي أشار المؤلف رحمه الله إلى وقوعها في هذا اليوم العظيم على العباد ؟
ج : 1 – الأمر الأول : دنو الشمس منهم .
2 – الأمر الثاني : نصب الموازين ووزن الأعمال بها .
3 – الأمر الثالث : نشر الدواوين ، وهي : صحائف الأعمال .
4 – الأمر الرابع : محاسبة الله تعالى للخلائق .
5 – الأمر الخامس : ورود المؤمنين حوض النبي صلى الله عليه وسلم
6 – الأمر السادس : المرور على الصراط .
7 – الأمر السابع : وقوف المؤمنين على القنطرة ثم دخولهم الجنة .
8 – الأمر الثامن : الشفاعة .

***

س : ما الدليل على أن الشمس تدنو من الخلائق ويلجمهم العرق فما دليل ذلك ؟ وما معنى ( يلجمهم العرق ) وهل يقع على الجميع ؟
ج : دليله : ما روى مسلم عن المقداد رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله r يقول : (( إذا كان يوم القيامة أدنيت الشمس من العباد حتى تكون قدر ميل أو ميلين )) .
وقوله : ( ويلجمهم العرق ) أي : يصل إلى أفواههم، فيصير بمنزلة اللجام يمنعهم من الكلام وذلك نتيجة لدنو الشمس منهم، وذلك [ ليس على الجميع وإنما هو ] بالنسبة لأكثر الخلق، ويستثنى من ذلك الأنبياء ومن شاء الله .

***

س : مما يحدث في يوم القيامة أنه تنصب الموازين وتوزن بها الأعمال ؟ فما معنى هذه الموازين ؟
ج : الموازين : جمع ميزان، وهو الذي توزن به الحسنات والسيئات .
وهو ميزان حقيقي له لسان وكفتان ، وهو من أمور الآخرة نؤمن به كما جاء ولا نبحث عن كيفيته إلا على ضوء ما ورد من النصوص .

***

س : ما هي الحكمة في وزن الأعمال ؟
ج : الحكمة في وزن الأعمال إظهار مقاديرها ليكون الجزاء بحسبه .
** فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ** أي : رجحت حسناته على سيئاته ** فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ** أي : الفائزون والناجون من النار المستحقون لدخول الجنة .
** وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ** أي : ثقلت سيئاته على حسناته ** فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم ** أي : خابوا وصاروا إلى النار ** فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ** أي : ماكثون في النار .

***

س : أفادت بعض النصوص أنه يوزن العامل ، وأخرى أنه يوزن العمل ، وأخرى أنه توزن الصحف ، فهل بين هذه النصوص منافاة ؟
ج : لا منافاة بينها ؛ فإن الجميع يوزن ، ولكن الاعتبار في الثقل والخفة يكون بالعمل نفسه لا بذات العامل ولا بالصحيفة والله أعلم .

***

س : تأولت المعتزلة النصوص الواردة في الميزان على أن المراد بالوزن والميزان : العدل ، فهل هذا تأويل صحيح ؟!
ج : بل هذا تأويل فاسد مخالف للنصوص وإجماع سلف الأمة وأئمتها ، قال الشوكاني : (( وغاية ما تشبثوا به مجرد الاستبعادات العقلية، وليس في ذلك حجة على أحد ؛ فهذا إذا لم تقبله عقولهم فقد قبلته عقول قوم هي أقوى من عقولهم من الصحابة والتابعين وتابعيهم ، حتى جاءت البدع كالليل المظلم، وقال كلٌّ ما شاء وتركوا الشرع خلف ظهورهم )) . اهـ ، وأمور الآخرة ليست مما تدركها العقول ، والله أعلم .
س : ومن الأمور التي تحدث يوم القيامة ( أنه تنشر الدواوين ) فما هي الدواوين ؟ وما معنى قوله ( تنشر ) ؟
ج : الدواوين أي : الصحائف التي كتبت فيها أعمال العباد التي عملوها في الدنيا وكتبتها عليهم الحفظة ؛ لأنها تطوى عند الموت ، وتنشر . أي : تفتح عند الحساب ليقف كل إنسان على صحيفته فيعلم ما فيها .

***

س : ما كيفية أخذ الناس لصحائفهم ؟
ج : كيفية أخذ الناس لصحفهم جاءت في القرآن الكريم على نوعين : آخذ كتابه بيمينه، وهو المؤمن ، وآخذ بشماله وهو غير المؤمن .

***

س : ورد في بعض النصوص أن الكافر يأخذ كتابه ** بشماله ** وفي نصوص أخرى أنه يأخذ كتابه ** من وراء ظهره ** فكيف نوفق بين الأمرين ؟
ج : [ بأن يقال : إن معنى أخذ الكافر ] كتابه بشماله أو من وراء ظهره بأن تلوى يده اليسرى من وراء ظهره ويعطى كتابه بها ، كما جاءت الآيات بهذا وهذا ، فلا منافاة بينهما .

***

س : من الأدلة على نشر صحائف الأعمال قوله تعالى : ** وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ ونُخرِجُ له يَوْمَ القِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنشُوراً اقْرَأ كِتابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ اليَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً ** فوضِّح معناها ؟ مبينا الشاهد منها ؟
ج : معنى الآية :
1 - ** طائره ** : ما طار عنه من عمله من خير وشر
2 - ** في عنقه ** أي : يلزم به ويجازى به لا محيد له عنه ، فهو لازم له لزوم القلادة في العنق .
3 - ** وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا ** أي : نجمع له عمله كله في كتاب يعطاه يوم القيامة، إما بيمينه إن كان سعيدًا، أو بشماله إن كان شقيًا .
4 - ** يَلْقَاهُ مَنشُورًا ** أي : مفتوحًا يقرؤه هو وغيره . وإنما قال سبحانه : ** يَلْقَاهُ مَنشُورًا ** تعجيلًا للبشرى بالحسنة والتوبيخ على السيئة .
5 - ** اقْرَأْ كَتَابَكَ ** أي : نقول له ذلك . قيل : يقرأ ذلك الكتاب من كان قارئًا ومن لم يكن قارئًا .
6 - ** كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ** أي : حاسبًا، وهو منصوب على التمييز . وهذا أعظم العدل حيث جعله حسيب نفسه ليرى جميع عمله لا ينكر منه شيئًا .
والشاهد من الآية الكريمة : أن فيها إثبات إعطاء كل إنسان صحيفة عمله يوم القيامة يقرؤها بنفسه ويطلع عليها هو لا بواسطة غيره .

***

س : يعتبر ( الحساب ) واحداً من الأمور التي تحدث يوم القيامة ، فما هو معناه ؟
ج : الحساب : هو تعريف الله عز وجل للخلائق بمقادير الجزاء على أعمالهم وتذكيرُه إياهم ما قد نسوه من ذلك .
أو بعبارة أخرى : هو توقيف الله عباده - قبل الانصراف من المحشر - على أعمالهم خيرًا كانت أم شرًا .

***

س : أشار المؤلف إلى أن الحساب له نوعان ، اذكرهما إجمالاً ؟
1 – النوع الأول : حساب المؤمن .
2 – النوع الثاني : حساب الكافر .

***

س : اذكر بعض الأدلة على النوع الأول ( وهو حساب المؤمن ) ؟
ج : قال الله تعالى : ** فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا ** .
وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله r يقول : (( إن الله يُدنِي المؤمن ، فيضع عليه كنفه ويستره من الناس ، ويقرره[3]بذنوبه ، ويقول له : ( أتعرف ذنب كذا ؟ أتعرف ذنب كذا ؟ أتعرف ذنب كذا ؟ ) حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أن قد هلك ، قال : ( فإني قد سترتها عليك في الدنيا ، وأنا أغفرها لك اليوم ) ، ثم يعطى كتاب حسناته )) .

***

س : وهل حساب المؤمنين على درجة واحدة ؟
ج : بل يختلف ، فمنه اليسير وهو العرض، ومنه المناقشة ، بل من المؤمنين من يدخل الجنة بغير حساب، كما صح في حديث السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب .

***


س : وما هو الدليل على تفاوت الحساب ؟
ج : ما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها : أن رسول الله r قال : (( ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك )) ، فقلت : يا رسول الله ! أليس قد قال الله تعالى : ** فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ** ؟! فقال رسول الله r : (( إنما ذلك العرض وليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا عذب )) .

***

س : وضح معنى النوع الثاني ( حساب الكفار ) ؟
ج : حسابهم معناه : أنهم يُخبَرُون بأعمالهم الكفرية ويعترفون بها ثم يجازون عليها ؛ لأنهم ليس لهم حسنات توزن مع سيئاتهم ؛ لأن أعمالهم قد حبطت بالكفر فلم يبق لهم في الآخرة إلا سيئات .

***

س : اذكر بعض الأدلة على ذلك النوع الثاني ؟
ج : قال تعالى : ** فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ ** ، وقال تعالى : ** وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ ** ، وقال : ** فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ ** .


***












حوض النبي r ومكانه وصفاته


س : ما معنى الحوض ؟ وما دليل ثبوته ؟
ج : الحوض لغة : مجمع الماء ، وقد أجمع أهل السنة والجماعة على إثبات الحوض ، كما ثبت ذلك عن النبي r ، قال الإمام ابن القيم : (( وقد روى أحاديث الحوض أربعون صحابيًا وكثير منها أو أكثرها في الصحيح )) . اهـ

***

س : اذكر بعض أوصاف هذا الحوض ؟
ج : من الأوصاف الثابتة في الأحاديث كحديث عبد الله بن عمرو المتفق عليه . قال : قال رسول الله r : (( حوضي مسيرة شهر، ماؤه أبيض من اللبن، وريحه أطيب من المسك وكيزانه كنجوم السماء، من شرب منه لا يظمأ أبدًا )) .

***

س : مَن مِن الفرق خالف أهل السنة والجماعة في إثبات حوض النبي r ؟
ج : خالفت في ذلك المعتزلة فلم تقل بإثباته ، وأولوا النصوص الواردة فيه وأحالوها عن ظاهرها .














الصراط ومعناه ومكانه وصفة مرور الناس عليه

س : ما هو معنى الصراط لغةً وشرعاً ؟ وأين يقع ؟
ج : الصراط في اللغة : هو الطريق الواضح . وأما في الشرع : فهو ( الجسر الذي بين الجنة والنار على متن جهنم ) أي : على ظهر النار .

***

س : ما هو موقف أهل السنة من إثبات وجود الصراط ؟
ج : أهل السنة والجماعة يؤمنون بالصراط المنصوب على متن جهنم ومرور الناس عليه ، لما ثبت فيه من الأحاديث الصحيحة عن النبي r .

س : ما سبب وجود ( الكلاليب[4]) على هذا الصراط ؟
ج : لكي تخطف[5]الناس بسبب أعمالهم السيئة ، بمعنى : أنه يكون اختطاف الكلاليب على صراط جهنم بحسب اختطاف الشبهات والشهوات لهم [ في الدنيا ]عن الصراط المستقيم .

***

س : وما هو وقت مرور الناس عليه ؟
ج : وقت المرور عليه بعد مفارقة الناس للموقف والحشر والحساب ؛ فإن الصراط ينجو عليه المؤمنون من النار إلى الجنة ، ويسقط منه أهل النار فيها ، كما ثبت في الأحاديث .

***

س : وما هي صفة مرور الناس على الصراط ( من حيث السرعة والبطء ) ؟
ج : يكونون في سرعة المرور وبطئه على حسب إيمانهم وأعمالهم الصالحة التي قدموها في الدنيا، فبحسب استقامة الإنسان على دين الإسلام وثباته عليه يكون ثباته ومروره على الصراط، فمن ثبت على الصراط المعنوي وهو الإسلام ثبت على الصراط الحسي المنصوب على متن جهنم ، ومن زل عن الصراط المعنوي زل عن الصراط الحسي ؛ لذلك أشار المؤلف رحمه الله إلى أحوال الناس في المرور على الصراط فقال :
أ - ( فمنهم من يمر كلمح البصر ).
ب – ومنهم من ( يعدو عدوًا ) أي : يركض ركضًا .
ج – ومنهم من ( يزحف زحفًا ) أي : يمشي على مقعدته بدل رجليه .

***

س : مَن مِن الفرق خالف أهل السنة في إثبات الصراط ؟ وما هو موقف تلك الفرق من الأحاديث الواردة فيه ؟
ج : خالف في ذلك القاضي عبد الجبار المعتزلي وكثير من أتباعه .
وموقفهم : أنهم قالوا : المراد بالصراط المذكور طريق الجنة المشار إليه بقوله تعالى : ** سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ ** وطريق النار المشار إليه بقوله تعالى : ** فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ ** .

***

س : وبم يُردُّ عليهم ؟
ج : بأن هذا قول باطل :
1 – لأنه ردٌّ للنصوص الصحيحة بغير برهان .
2 – أن الواجب حمل النصوص على ظاهرها .


***













القنطرة بين الجنة والنار


س : ما معنى القنطرة لغة وشرعاً ؟
ج : لغةً : الجسر وما ارتفع من البنيان .
وشرعاً قيل : هي طرف الصراط مما يلي الجنة ، وقيل : هي صراط آخر خاص بالمؤمنين .

***

س : ما هي الحكمة من وجود القنطرة ؟
ج : أنه قبل دخول الجنة لابد من إجراء القصاص بين المؤمنين حتى يدخلوا الجنة وهم على أكمل حالة ، فيؤخذ للمظلوم حقه ممن ظلمه ، ( فإذا هُذِّبوا ونُقُّوا ) أي : خلصوا من التبعات والحقوق ( أذن لهم في دخول الجنة ) وقد ذهب ما في قلوب بعضهم على بعض من الغل كما قال تعالى : ** وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ** .

















أول من يستفتح باب الجنة وأول من يدخلها ، وشفاعات النبيr


س : ما معنى كون أول من يستفتح باب الجنة هو محمدr ؟ ما أهمية ذلك ؟ وما دليله ؟
ج : والاستفتاح طلب الفتح .
وفي هذا تشريف له r وإظهار لفضله .
ودليله : ما في الصحيح عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله r : (( آتي باب الجنة يوم القيامة ، فأستفتح ، فيقول الخازن : من أنت ؟ فأقول : محمد ، فيقول : بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك )) .

***

س : ما هي أول الأمم دخولاً الجنة ؟ وما الدليل ؟
ج : أول من يدخلها من الأمم أمة r ؛ وذلك لفضلها على سائر الأمم ، ودليل ذلك : ما في حديث أبي هريرة الذي رواه مسلم من قوله r : (( ونحن أول من يدخل الجنة )) .

***

س : ما معنى الشفاعة ؟
ج : الشفاعة لغة : الوسيلة . وعرفًا : سؤال الخير للغير ، مشتقة من الشفع الذي هو ضد الوتر ، فكأن الشافع ضم سؤاله إلى سؤال المشفوع له بعد أن كان منفردًا .

***

س : ما هي أنواع الشفاعة ؟
ج : هي على سبيل الاستقصاء ثمانية أنواع [ يمكن إرجاعها إلى نوعين رئيسين ] :
1 - ما هو خاص بالنبي r.
2 - ما هو مشترك بينه r وبين غيره .

***


***

س : من هي الطائفة المنصورة ؟
ج : هي أهل السنة المذكورة في الحديث (( لا تزال طائفة من أمتي )) .

***

س : بم ختم المؤلف رحمه الله هذه الرسالة ؟
ج : ختم الشيخ رسالته المباركة بالدعاء والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم وهو خير ختام .






والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم









\Temp\msohtmlclip1\01\clip_image008.gif[/IMG]

مع تمنياتنا لكم بالنجاح والتوفيق

التعديل الأخير تم بواسطة الماحى3 ; 13-12-2023 الساعة 12:11 AM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 13-12-2023, 12:09 AM   #2
معلومات العضو
الماحى3

افتراضي

س : وما هي الشفاعات الخاصة بالنبي r ؟
ج : هي ثلاثة أنواع :
1 - الشفاعة الأولى : الشفاعة العظمى ( وهي المقام المحمود ) وهي أن يشفع النبي r أن يقضي الله سبحانه بين عباده بعد طول الموقف عليهم، وبعد مراجعتهم الأنبياء للقيام بها فيقوم بها نبينا r بعد إذن ربه .
2 - الشفاعة الثانية : شفاعته r في دخول أهل الجنة بعد الفراغ من الحساب .
3 - الشفاعة الثالثة : شفاعته r في عمه أبي طالب أن يخفف عنه العذاب وهذه خاصة به .

***

س : ولماذا كانت شفاعة النبي r في عمه خاصة به ؟
ج : لأن الله أخبر أن الكافرين لا تنفعهم شفاعة الشافعين، ونبينا أخبر أن شفاعته لأهل التوحيد خاصة . فشفاعته لعمه أبي طالب خاصة به وخاصة لأبي طالب .

***

س : وما هي بقية الشفاعات الأخرى التي يشترك فيها النبي r مع غيره من الأنبياء والملائكة والصديقون والشهداء ؟
ج : هي خمسة أنواع :
4 - الشفاعة الرابعة : فيمن استحق النار من عصاة الموحدين أن لا يدخلها .
5 - الشفاعة الخامسة : فيمن دخل النار من عصاة الموحدين أن يخرج منها .
6 - الشفاعة السادسة : في رفع درجات بعض أهل الجنة .
7 - الشفاعة السابعة : فيمن استوت حسناتهم وسيئاتهم أن يدخلوا الجنة، وهم أهل الأعراف على قول .
8 - الشفاعة الثامنة : في دخول بعض المؤمنين الجنة بلا حساب ولا عذاب .
فهذه هي الأنواع التي يشارك النبي r فيها غيره من الأنبياء والملائكة والصديقين والشهداء .

***

س : هل هناك شروط يجب أن تتوفر لتحقق هذه الشفاعة ؟
ج : نعم ؛ فهي لا تتحقق إلا بشرطين :
1 - الشرط الأول : إذن الله للشافع أن يشفع، كما قال تعالى : ** مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ** ، ** مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ **.
2 - الشرط الثاني : رضا الله عن المشفوع له كما قال تعالى : ** وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى ** .
ويجمع الشرطين قوله تعالى {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شيئًا إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى**.

***

س : ما هي أحوال الناس وأصنافهم مع موضوع الشفاعة ؟
ج : انقسم الناس في أمر الشفاعة إلى ثلاثة أصناف :
1 - الصنف الأول : غلوا في إثباتها وهم النصارى والمشركون وغلاة الصوفية والقبوريون حيث جعلوا شفاعة من يعظمونه عند الله كالشفاعة المعروفة في الدنيا عند الملوك، فطلبوها من دون الله كما ذكر الله ذلك عن المشركين .
2 - الصنف الثاني : وهم المعتزلة والخوارج غلوا في نفي الشفاعة ، فأنكروا شفاعة النبي r وشفاعة غيره في أهل الكبائر .
3 - الصنف الثالث : وهم أهل السنة والجماعة أثبتوا الشفاعة على وفق ما جاءت به النصوص القرآنية والأحاديث النبوية فأثبتوا الشفاعة بشروطها .

***

س : وهل نفي الشفاعات الذي يقول به الصنف الثاني هو نفي لجميع أنواع الشفاعات ؟ أم لبعضها ؟
ج : بل خالفوا في الشفاعة : لأهل الكبائر من المؤمنين فيمن استحق النار منهم أن لا يدخلها ، وفيمن دخلها أن يخرج منها ، أي : في النوع الخامس والسادس من أنواع الشفاعة .

***

س : وما هي حجتهم ؟ وبم يُجاب عنها ؟
ج : يحتجون بقوله تعالى : ** فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ** ، والجواب عنها : أنها واردة في حق الكفار فهم الذين لا تنفعهم شفاعة الشافعين ، أما المؤمنين فتنفعهم الشفاعة بشروطها .



***







إخراج بعض العصاة من النار برحمة الله بغير شفاعة واتساع الجنة عن أهلها


س : يشير عنوان هذا الفصل إلى أن الخروج من النار له سبب آخر غير الشفاعة ، فما هو ذلك السبب ؟ ( مع ذكر الدليل ) ؟
ج : السبب هو رحمة الله سبحانه وفضله وإحسانه ، فيخرج من النار من عصاة الموحدين من في قلبه مثقال حبة من إيمان .
قال الله تعالى : ** إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء ** .
وفي الحديث المتفق عليه : ( يقول الله : (( شفعت الملائكة ، وشفع النبيون ، وشفع المؤمنون ، ولم يبق إلا أرحم الراحمين )) ، فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قومًا لم يعملوا خيرا قط ) الحديث .

***

س : هل سيبقى في الجنة - بعد دخول أهل الجنة - فضلٌ ( أي : متسع ) ؟ وما الدليل ؟
ج : نعم ، بدليل : أن الله وصفها بالسعة فقال : ** عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ ** ، [ وكذلك ما وردَ في الحديث الصحيح أنه سبحانه ]( ينشئ ) أي : يخلق ويوجد ( أقوامًا فيدخلهم الجنة ) بفضله ورحمته ؛ لأن الجنة رحمته يرحم بها من يشاء ، وأما النار فلا يعذب فيها إلا من قامت عليه حجته وكذب رسله .

***

س : ما هي المصادر المعتمدة التي يُرجع إليها لمعرفة تفاصيل أحوال اليوم الآخر ؟
ج : لمعرفة تفاصيل ذلك – سواء ما ذكره المؤلف وما لم يذكره - يُرجع إلى الكتاب والسنة ، لأن ذلك من علم الغيب الذي لا يعرف إلا من طريق الوحي .



***






الإيمان بالقدر وبيان ما يتضمنه


س : ما هو معنى القدر لغةً وشرعاً ؟
ج : القدر : مصدر قدرت الشيء إذا أحطت بمقداره .
والمراد به هنا : تعلق علم الله بالكائنات وإرادته لها أزلًا قبل وجودها . فلا حادث إلا وقد قدره الله[6] .

***

س : ما هي منزلة الإيمان بالقدر ؟
ج : الإيمان بالقدر هو أحد أركان الإيمان الستة، وهو الإيمان بالقدر خيره وشره ، وفي قول المؤلف رحمه الله : ( وتؤمن الفرقة الناجية ـ أهل السنة والجماعة ـ بالقدر خيره وشره ) إشارة إلى أن من لم يؤمن بالقدر فليس من أهل السنة والجماعة .

***

س : اذكر دليلاً على هذه المنزلة ؟
ج : حديث جبريل حين سأل النبي r عن الإيمان، فقال : ( الإيمان : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ) فجعل r الإيمان بالقدر سادس أركان الإيمان فمن أنكره فليس بمؤمن ، كما لو لم يؤمن بغيره من أركان الإيمان .

***

س : ما هو المراتب الأربع التي يشتمل عليها الإيمان بالقدر ؟
ج : هي كما يلي :
1 - الأولى : علم الله الأزلي والأبدي[7]بكل شيء ، ومن ذلك عليه بأعمال العباد قبل أن يعملوها .
2 - الثانية : كتابة ذلك في اللوح المحفوظ[8] .
3 - الثالثة : مشيئته الشاملة وقدرته التامة لكل حادث .
4 - الرابعة : إيجاد الله لكل المخلوقات وأنه الخالق وما سواه مخلوق .


***

س : قال المؤلف في تفصيله مراتب القدر : (( فالدرجة الأولى : الإيمان بأن الله تعالى عليم بما الخلق عاملون بعلمه القديم الذي هو موصوف به أزلًا وأبدًا . وعلم جميع أحوالهم من الطاعات والمعاصي والأرزاق والآجال ، ثم كتب الله في اللوح المحفوظ مقادير الخلق )) .
وفي هذه الفقرة جمع بين مرتبتين - من مراتب الإيمان بالقدر - وجعلهما مرتبةً واحدة ، فما هما ؟
ج : المرتبتان هما :
1 - المرتبة الأولى : الإيمان بعلم الله[9]المحيط بكل شيء من الموجودات والمعدوماتومن ذلك علمه بأعمال الخلق من الطاعات والمعاصي وعلمه بأحوالهم من الأرزاق والآجال وغيرها .
2 - المرتبة الثانية : مرتبة الكتابة ، وهي أن الله كتب في اللوح المحفوظ مقادير الخلق فما يتحدث شيء في الكون إلا وقد علمه الله وكتبه قبل حدوثه .

***

س : أي مراتب القدر يدل عليها الحديث التالي :
قال رسول الله r : (( أول ما خلق الله القلم . فقال له : اكتب . قال : وما أكتب ؟ قال : اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة )) فما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه ، جفت الأقلام وطويت الصحف )) ؟
ج : أن هذا الحديث يدل على مرتبة الكتابة وأن المقادير كلها مكتوبة .

***

س : ما هو ضبط قوله : ( أول ما خلق الله القلم ) ؟
ج : 1 - روي بنصب ( أولَ ) و ( القلمَ ) على أن الكلام جملة واحدة ومعناه : أنه عند أولِ خلقِهِ القلمَ قال له : اكتب .
2 - وروي برفع ( أولُ ) و ( القلمُ ) على أن الكلام جملتان : الأولى ( أول ما خلق الله القلم ) ، و ( قال له اكتب ) جملة ثانية . فيكون المعنى : أن أول المخلوقات من هذا العالم القلم .

***

هل عبارة : ( فما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه . . إلخ ) في الحديث السابق هي من كلام النبيr ؟ وما معناها ؟
ج : كلا ، وإنما هي من كلام عبادة بن الصامت راوي الحديث ، ومعناها : أن ما يصيب الإنسان مما ينفعه أو يضره فهو مقدر عليه لابد أن يقع به ولا يقع به خلافه .

***

س : وما معنى قوله - في نفس العبارة السابقة - : ( جفت الأقلام وطويت الصحف ) ؟
ج : كناية عن سبق كتابة المقادير والفراغ منها ، وهو معنى ما جاء في حديث ابن عباس : ( رفعت الأقلام وجفت الصحف ) رواه الترمذي .

***

س : قال تعالى ** أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ** ما هو غرض الاستفهام في الآية ؟ وأين إشارة الآية إلى مرتبتي : العلم والكتابة ؟
ج : 1 – الاستفهام في قوله ** أَلَمْ تَعْلَمْ ** : للتقرير ، أي : قد علمت يا محمد وتيقنت .
2 – أشارت الآية إلى :
أ - مرتبة العلم : في قوله تعالى ** أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالأَرْضِ ** ، فيه إحاطة علمه بالعالم العلوي والعالم السفلي .
ب – مرتبة الكتابة : في قوله ** إِنَّ ذَلِكَ[10]فِي كِتَابٍ ** أي : أن إحاطة علمه بما في السماء والأرض وكتابته يسير عليه .

***

س : وما هو الشاهد من الآية السابقة ؟
ج : الشاهد من الآية الكريمة : أن فيها إثبات علم الله بالأشياء ، وكتابتها في اللوح المحفوظ، وهذا هو ما تتضمنه الدرجة الأولى التي ذكرها المؤلف رحمه الله ؟

***

س : قال تعالى ** مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ** ، اذكر أمثلة على المصائب في الأرض وفي النفس ؟ وما المقصود بـ ** الكتاب ** ؟ وما معنى ** نبرأها ** ؟
ج : 1 - ** مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ ** كقحط المطر وضعف النبات ونقص الثمار ** وَلا فِي أَنفُسِكُمْ ** كالآلام والأسقام وضيق العيش .
2 - ** فِي كِتَابٍ ** أي : مكتوبة في اللوح المحفوظ .
3 - ** مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ** أي : قبل أن نخلقها ونوجدها .

***

س : قال تعالى في الآية السابقة ** إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ** فما الذي يشير إليه قوله تعالى ** ذلك ** ؟
ج : أن إثباتها في الكتاب - على كثرتها - يسير على الله سبحانه .

***

س : ما هو الشاهد من الآية السابقة ؟ وهل هي تدل على مرتبة الكتابة فقط ؟
ج : الشاهد من الآية الكريمة : أن فيها دليلاً على كتابة الحوادث في اللوح المحفوظ قبل وقوعها ، ويتضمن ذلك علمه بها قبل الكتابة فهي دليل على مرتبتي العلم والكتابة .

***

س : أشار المؤلف رحمه الله إلى أن تقدير الله سبحانه على نوعين فما هما ؟
ج : 1 – النوع الأول : أشار إليه بقوله : ( وهذا التقدير التابع لعلمه سبحانه يكون في مواضع جملة ) أي : تقدير عام شامل لكل كائن ، وهو المكتوب في اللوح المحفوظ[11] .
2 – وأشار إليه المؤلف بقوله : ( وتفصيلاً ) أي : تقديرًا خاصًا ، وهو تفصيل للقدر العام .

***

س : ما هي أنواع التقدير الخاص ( مع ذكر دليل لكل منها ) ؟
ج : هو ثلاثة أنواع :
1 ـ التقدير العمري، كما في حديث ابن مسعود في شأن ما يكتب على الجنين في بطن أمه من أربع الكلمات : رزقه وأجله وعمله وشقاوته أو سعادته .
2 ـ تقدير حولي : وهو ما يقدر في ليلة القدر من وقائع العام كما في قوله تعالى : ** فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ** .
3 ـ تقدير يومي : وهو ما يقدر من حوادث اليوم من حياة وموت وعز وذل إلى غير ذلك . كما في قوله تعالى : ** كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ** ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما : (( إن الله خلق لوحًا محفوظًا من درة بيضاء دفتاه من ياقوتة حمراء قلمه نور وكتابته نور وعرضه ما بين السماء والأرض، ينظر في كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة، يحيى ويميت ويعز ويذل ويفعل ما يشاء . فكذلك قوله سبحانه : ** كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ** )) .[12]

***

س : هل هناك من ينكر القدر ( بنوعيه : العام والخاص ) ؟
ج : ( قد كان ينكره غلاة القدرية ) أي : المبالغون في نفي القدر فينكرون علم الله بالأشياء قبل وجودها وكتابته لها في اللوح المحفوظ وغيره، ويقولون : إن الله أمر ونهى وهو لا يعلم من يطيعه ممن يعصيه فالأمر أُنُف . أي : مستأنف لم يسبق في علم الله وتقديره ، وهؤلاء كفَّرهم الأئمة .

***

س : وهل هؤلاء الغلاة موجودون اليوم ؟
ج : بل إنهم انقرضوا ؛ ولهذا قال المؤلف : ( ومنكروه اليوم قليل ) وبقيت الفرقة التي تقر بالعلم ، ولكن تنفي دخول أفعال العباد في القدر وتزعم أنها مخلوقة لهم استقلالاً لم يخلقها الله ولم يردها .

***

س : ما هي الدرجة الثانية التي أشار إليها المؤلف ؟ وما الذي تتضمنه ؟
ج : هي الإيمان بمشيئة الله وخلقه وإيجاده لكل شيء .
وهذه الدرجة تتضمن مرتبتين :
1 - أشار إلى الثالثة[13]بقوله : ( فهي مشيئة الله النافذة[14]وقدرته الشاملة[15] ) والنافذة : هي الماضية التي لا راد لها، والشاملة : هي العامة لكل شيء من الموجودات والمعدومات .
2 - وقوله : ( فما من مخلوق في الأرض ولا في السماء إلا الله خالقه سبحانه ) هذا فيه إشارة إلى المرتبة الرابعة[16]وهي مرتبة الخلق والإيجاد ، فكل ما سوى الله فهو مخلوق وكل الأفعال خيرها وشرها صادرة عن خلقه وإحداثه لها ( لا خالق غيره ولا رب سواه ) .

***


س : أي الدرجات السابقة هي التي يكذب بها عامة القدرية الآن ؟
ج : هي عموم ( مشيئته وإرادته لكل شيء ) ، وعموم ( خلقه لكل شيء ) ، وأن العباد فاعلون حقيقة ( والله خالقهم وخالق أفعالهم ) ؛ حيث يزعمون أن العبد يخلق فعل نفسه بدون مشيئة الله وإرادته

***

س : أعد ذكر المراتب الأربع السابقة باختصار ؟
ج : مراتب الإيمان بالقدر أربع :
1 – العلم . 2 – الكتابة . 3 - المشيئة والإرادة . 4 - والخلق والإيجاد .
فما من شيء يحدث إلا وقد : علمه الله ، وكتبه ، وشاءه ، وأراده وأوجده .





***















لا تعارض بين القدر والشرع


س : ما هي الأقسام التي انقسم إليها أهل الضلال في مواقفهم من نفي وإثبات لـ ( قدر الله ) ولـ (شرع الله) سبحانه ؟
ج : يمكن توضيح هذه الأقسام من خلال الجدول الآتي :

الفرقة
موقفها من القضاء والقدر[17]
موقفها من الشرع والأمر والنهي[18]
ملاحظة توضيحية
1 – المجوسية
û
لم تؤمن بالقدر
ü
آمنت بالأمر والنهي
هذه الفرقة على درجتين :
أ – الغلاة : أنكروا علم الله وكتابته .
ب – المتوسطون : أنكروا عموم مشيئة الله وخلقه ( أي لأفعال عباده ) ، ووافقهم المعتزلة .
2 – المشركية
ü
آمنت بالقدر
û
لم تؤمن بالأمر والنهي
قال تعالى : ** سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ ** ، فمن احتج على تعطيل الأمر والنهي فهو من هؤلاء .

3 – الإبليسية
ü
آمنت بالقدر
ü
آمنت بالأمر والنهي
مع أن هذه الفرقة قد أقرت بالأمرين لكنها جعلت هذا تناقضًا من الرب سبحانه وتعالى وطعنوا في حكمته وعدله ، كما يذكر ذلك عن إبليس مقدمهم .

***

س : قال المؤلف رحمه الله : ( وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين ، ويرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، ولا يحب الكافرين . ولا يرضى عن القوم الفاسقين ، ولا يأمر بالفحشاء ، ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد )
ما هو غرض المؤلف من العبارة السابقة ؟
ج : يريد المؤلف رحمه الله بهذا الكلام : الرد على من زعم أن الإرادة والمحبة بينهما تلازم ، فإذا أراد الله شيئًا فقد أحبه وإذا شاء شيئًا فقد أحبه ! وهذا قول باطل .

***

س : وما هو القول الحق إذن ؟
ج : القول الحق : أنه لا تلازم بين الإرادة والمحبة أو بين المشيئة والمحبة - أعني الإرادة الكونية والمشيئة :
1 - فقد يشاء الله ما لا يحبه .
مثاله : مشيئة وجود إبليس وجنوده ومشيئته العامة لما في الكون مع بغضه لبعضه .
2 - وقد يحب ما لا يشاء وجوده .
ومثاله : محبته لإيمان الكفار وطاعات الكفار ولم يشأ وجود ذلك منهم ولو شاءه لوجد .



***











لا تنافي بين إثبات القدر وإسناد أفعال العباد إليهم حقيقة وأنهم يفعلونها باختيارهم


س : ما هي أقوال الطوائف الإسلامية - التي ضلت في باب القدر – في أفعال العباد ؟
ج : 1 - ذهبت طائفة منهم إلى الغلو في إثبات القدر حتى سلبوا العبد قدرته واختياره ، ويقال لهذه الطائفة : ( الجبرية ) ؛ لأنهم يقولون : إن العبد مجبر على ما يصدر منه لا اختيار له فيه .
2 - ذهبت الطائفة الثانية إلى الغلو في إثبات أفعال العباد واختيارهم حتى جعلوهم هم الخالقين لها ولا تعلق لها بمشيئة الله ولا تدخل تحت قدرته ، ويقال للطائفة الثانية : ( القدرية النفاة ) لأنهم ينفون القدر .

***

س : وما هو سبب ضلال هاتين الفرقتين ؟
ج : لزعمهم أن إثبات القدر بجميع مراتبه السابقة ، وإثبات كون العباد يفعلون باختيارهم ويعملون بإرادتهم ، يلزم منه التناقض!

***

س : ما هي الآية التي استدل بها المؤلف رحمه الله في الرد على الطائفتين ؟
ج : استدل الشيخ في الرد على الطائفتين بقوله تعالى : ** لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ** :
1 - فقوله تعالى : ** لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ** فيه الرد على الجبرية لأنه أثبت للعباد مشيئة وهم يقولون لا مشيئة لهم ، [كما أنه] لو كان كذلك لما صح وصفهم بها ؛ لأن فعل المجبر لا ينسب إليه ولا يوصف به ، ولا يستحق عليه الثواب أو العقاب .
2 - وقوله : ** وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ** فيه الرد على القدرية القائلين بأن مشيئة العبد مستقلة بإيجاد الفعل من غير توقف على مشيئة الله، وهذا باطل لأن الله علق مشيئة العباد على مشيئته سبحانه وربطها بها .

***





س : ما هي الفرق المخالفة والتي يشير إليها كلام المؤلف في العبارات التالية :
قوله : ( والعباد فاعلون حقيقة ) ، وقوله : ( والله خالقهم وخالق أفعالهم ) ، وقوله : ( والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلي والصائم، وللعباد قدرة على أعمالهم ولهم إرادة ) .
ج : 1 – قوله رحمه الله : ( والعباد فاعلون حقيقة ) :
إشارة إلى الطائفة الأولى وهم الجبرية لأنهم يقولون إن العباد ليسوا فاعلين حقيقة وإسناد الأفعال إليهم من باب المجاز .
2 - وقوله : ( والله خالقهم وخالق أفعالهم ) :
رد على الطائفة الثانية القدرية النفاة لأنهم يقولون : إن الله لم يخلق أفعال العباد وإنما هم خلقوها استقلالًا دون مشيئة الله وتقديره لها .
3 - وقوله : ( والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلي والصائم، وللعباد قدرة على أعمالهم ولهم إرادة ) :
هو إشارة إلى الجبرية أيضاً .

***

س : س : هل اقتصر مذهب الجبرية على اعتقاد نفي مشيئة العبد وإرادته ؟
ج : كلا ، بل إن الجبرية في مذهبهم هذا حينما نفوا أفعال العباد وسلبوهم القدرة والاختيار نفوا حكمة الله في أمره ونهيه وثوابه وعقابه، فقالوا : إنه يثيب أو يعاقب العباد على ما ليس من فعلهم ويأمرهم بما لا يقدرون عليه، [ فكان لا زم مذهبهم أن ] اتهموا الله بالظلم والعبث، تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا .

***

س : هل ثبت عن النبي r أنه سمى القدرية ( مجوس هذه الأمة ) ؟
ج : لم يثبت أن النبي r سماهم مجوس هذه الأمة لتأخر ظهورهم عن وقت النبي r فأكثر ما يجيء من ذمهم إنما هو موقوف على الصحابة .

***

س : وما هو سبب وصف القدرية بهذا الوصف ؟
ج : لمشابهتهم المجوس الذين يثبتون خالقين هما : النور والظلمة، فيقولون : إن الخير من فعل النور والشر من فعل الظلمة، فصاروا ثنويه . وكذلك هؤلاء القدرية جعلوا خالقًا مع الله حيث زعموا أن العباد يخلقون أفعالهم بدون إرادة الله ومشيئته، بل يستقلون بخلقها .

***

حقيقة الإيمان وحكم مرتكب الكبيرة

س : ما معنى الإيمان لغةً وشرعاً ؟
ج : ( الإيمان ) لغة : التصديق ، وشرعًا : ( قول وعمل : قول القلب واللسان ، وعمل القلب واللسان والجوارح ) هذا هو تعريف الإيمان عند أهل السنة والجماعة .

***

س : وضح معنى أن الإيمان قول عمل ؟
ج : يمكن توضيحه من خلال الشكل الآتي :
[IMG]file:///C:\Users\waled\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\ clip_image001.gif[/IMG]

***

س : ما الفرق الفرق بين أقوال القلب وأعماله ؟
ج : الفرق هو : أن أقوال القلب هي العقائد التي يعتبر فها ويعتقدها ، وأما أعمال القلب فهي حركته التي يحبها الله ورسوله، وهي محبة الخير وإرادته الجازمة وكراهية الشر والعزم على تركه ، وأعمال القلب تنشأ عنها أعمال الجوارح وأقوال اللسان . ومن ثم صارت أقوال اللسان وأعمال الجوارح من الإيمان .

***

س : اذكر اختلاف الفرق في تعريف الإيمان ؟
ج : أقوال الناس في تعريف الإيمان :
1 ـ عند أهل السنة والجماعة والمعتزلة : أنه اعتقاد بالقلب ، ونطق باللسان ، وعمل بالأركان .
2 ـ عند المرجئة : أنه اعتقاد بالقلب ونطق باللسان فقط .
3 ـ عند الكرامية : أنه نطق باللسان فقط .
4 ـ عند الجبرية : أنه الاعتراف بالقلب أو مجرد المعرفة في القلب .

***

س : وهل قول المعتزلة موافق تمام الاتفاق لقول أهل السنة في هذه المسألة ؟
ج : لا ، والفرق بينهم - أي : المعتزلة وبين أهل السنة - أن مرتكب الكبيرة يسلب اسم الإيمان بالكلية ويخلد في النار عندهم، وعند أهل السنة لا يسلب الإيمان بالكلية بل هو مؤمن ناقص الإيمان ولا يخلد في النار إذا دخلها . والحق ما قاله أهل السنة والجماعة لأدلة كثيرة .

***

س : هل الإيمان يزيد وينقص ؟
ج : نعم ، بل من أصول أهل السنة والجماعة أن الإيمان يتفاضل بالزيادة والنقصان فتزيده الطاعة وينقص بالمعصية .

***

س : اذكر بعض الفوائد المستفادة من قوله r : (( أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا )) ؟
ج : من فوائد الحديث :
1 - الحث على التخلق بأحسن الأخلاق .
2 - أن الأعمال تدخل في مسمى الإيمان .
3 - أن الإيمان يتفاضل .

***

س : ذكر المؤلف رحمه الله ثلاث صور تدل على الإحسان لمن أساء إليك ، فما هي ؟
ج : ( إلى أن تصل من قطعك ) .
( وتعطي من حرمك ) بالتبرع أو الهدية ونحوها لمن منع ذلك عنك .
( وتعفو عمن ظلمك ) فتسامح من تعدى عليك في مال أو عرض، لأن ذلك مما يجلب المودة ويكسب الأجر والثواب .

س : ما معنى كل من : ( بر الوالدين ) ، ( صلة الأرحام ) ، ( حسن الجوار ) ؟
ج : ( بر الوالدين ) أي : طاعتهما في غير معصية والإحسان إليهما بالقول والفعل .
( وصلة الأرحام ) أي : الإحسان إلى الأقربين، والأرحام : جمع رحم وهو من تجمعك به قرابة .
( حسن الجوار ) أي : الإحسان إلى من يسكن بجوارك يبذل المعروف وكف الأذى .

***



س : من أخلاق أهل السنة الإحسان إلى المحتاجين ، اذكر صوراً لأنواع المحتاجين مع كيفية الإحسان لكل منهم ؟
ج : المحتاجون على أنواع منها :
1 - ( اليتامى ) : جمع يتيم، وهو لغة : المنفرد، وشرعًا : من مات أبوه قبل بلوغه . والإحسان إليهما هو برعاية أحوالهم وأموالهم والشفقة عليهم .
2 - ( المساكين ) جمع مسكين، وهو المحتاج الذي أسكنته الحاجة والفقر، والإحسان إليهم يكون بالتصدق عليهم والرفق بهم
3 - ( ابن السبيل ) وهو المسافر المنقطع به الذي نفدت نفقته أو ضاعت أو سرقت، وقيل : هو الضيف .
4 - ( المملوك ) وهو الرقيق، ويدخل فيه من البهائم، والرفق ضد العنف وهو لين الجانب .

***

س : أهل السنة ينهون عن مساوئ الأخلاق ومنها : ( الفخر ، والخيلاء ، والبغي ) فما معنى هذه الأخلاق ؟
ج : ( الفخر ) وهو المباهاة بالمكارم والمناقب من حسب ونسب .
( والخيلاء ) بضم الخاء : الكبر والعجب .
( والبغي ) وهو العدوان على الناس .

***

س : يدخل ضمن الأخلاق السابقة ( الاستطالة على الخلق ) فما معنى ذلك ؟
ج : ( الاستطالة ) أي : الترفع عليهم واحتقارهم والوقيعة فيهم فينهى عنها سواء كانت ( بحق وبغير حق ) ؛ لأن المستطيل إن استطال بحق فقد افتخر، وإن استطال بغير حق فقد بغى، ولا يحل لا هذا ولا هذا .

***

س : ورد في الحديث : ( أن الله تعالى يحب معالي الأمور ويبغض سفسافها ) فما معنى ( سفسافها ) ؟
ج : ( سفاسفها ) أي : رديئها وحقيرها، السفساف : الأمر الحقير والرديء من كل شيء، وهو ضد المعالي والمكارم، وأصله ما يطير من غبار الدقيق إذا نخل والتراب إذا أثير .

***




س : ما قاله أو فعله أهل السنة من محاسن الأخلاق – المذكورة سابقاً وغير المذكورة – هل أتوا به من عند أنفسهم ؟
ج : كلا ، بل إنهم استفادوه من كتاب ربهم وسنة نبيهم، لم يبتدعوه من عند أنفسهم ولم يقلدوا فيه غيرهم ؛ فقد قال الله تعلى : ** وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شيئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ** والأحاديث في هذا كثيرة منها ما سبق ذكره .

***

س : وما هي المزية العظمى بين مزايا أهل السنة والجماعة السابقة ؟
ج : مزيتهم العظمى أن ( طريقتهم دين الإسلام ) أي : أن الإسلام المحض الخالص من الشوائب هو مذهبهم وطريقهم إلى الله .
وأنهم عند الافتراق الذي أخبر النبي r عن حدوثه في هذه الأمة ثبتوا على الإسلام وصاروا هم الفرقة الناجية من بين تلك الفرق ، وصاروا الجماعة الثابتة على ما كان عليه النبي r وأصحابه ؛ ولذلك فازوا بلقب أهل السنة والجماعة .

***

س : يدخل في أهل السنة : أعلام الهدى المتصفون بكل وصف حميد علماً وعملاً ، فاذكر أنواع هؤلاء الأعلام الذين ذكرهم المؤلف رحمه الله ؟
ج : 1 - ( الصديقون ) : المبالغون في الصدع والتصديق .
2 - ( والشهداء ) : القتلى في سبيل الله .
3 - ( والصالحون ) : أهل الأعمال الصالحة
4 - ( الأبدال ) وهم الأولياء والعباد، سموا بذلك قيل : لأنهم كلما مات منهم أحد أبدل بآخر . وفي رواية عن أحمد : أنهم أصحاب الحديث .
5 - ( أئمة الدين ) أي : في أهل السنة العلماء المقتدى بهم كالأئمة الأربعة وغيرهم .
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 02:04 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com