الرضا والغضب والكراهة والمقت والأسف:
الرضا صفة من صفات الله مقتضاها محبة المرضي عنه والإحسان إليه، ودليلها قوله تعالى: (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) (المائدة: الاية119).
والغضب صفة من صفات الله مقتضاها كراهة المغضوب عليه والانتقام منه، وقريب منها صفة السخط، ودليل اتصاف
الله بهما قوله تعالى: (وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ) (النساء: الاية93). (ذَلِكَ بِأنهُمُ اتَّبَعُوا مَا اسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانهُ) (محمد: الاية28). والكراهة صفة من صفات الله الفعلية مقتضاها إبعاد المكروه ومعاداته، والدليل عليها قوله تعالى: (ً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ) (التوبة: 46). والمقت أشد البغض والبغض قريب من معنى الكراهية ودليل المقت قوله تعالى: (كَبُرَ مَقْتا عِنْدَ اللَّهِ أن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ) (الصف: 3)
والأسف له معنيان:
أحدهما: الغضب، وهذا جائز على الله، والدليل قوله: (فَلَمَّا اسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ). أي: أغضبونا. والثاني: الحزن، وهذا لا يجوز على الله، ولا يصح أن يوصف به؛ لأن الحزن صفة نقص والله منزه عن النقص.
ولا يجوز تفسير الرضا بالثواب، والغضب بالانتقام، والكراهة والمقت بالعقوبة، لأنه مخالف لظاهر اللفظ وإجماع السلف، وليس عليه دليل