،،،،،،
أورد تلك القصة الشيخ محمد رشيد رضا ، في كتابه " تفسير المنار " حيث يقول : ( وما لنا لا نذكر أنه قد وقع لنا من ذلك ما يعده كثير من الناس أمرا عظيما ، يستبعدون أن يكون من فلتات الاتفاق ، ونوادر المصادفات ، من ذلك : أنه كان في بلدنا ( القلمون ) في سورية رجل صياد اسمه ( عمر كسن ) رمى شبكته ليلة في البحر ،
فسمع صوتا غير مألوف ، فما لبث بعد ذلك أن صار يصرع ، ويخيل إليه هجوم فئة من الجن عليه ويضربونه ، متهمين إياه بإصابة فتاة لهم 0
ورآني وهو غائب عن الحس بالهيئة التي كنت أخلو فيها للعبادة وذكر الله في حجرة خاصة ، وبيدي مخصرة قصيرة من الأبنوس ، كنت اعتمد عليها- ولم يكن رأى ذلك قط- رآني أطرد الجن عنه بهذه المخصرة ، وكان أهله قد ذكروا لي أمره ، ثم دعوني إلى رؤيته ورقيته والدعاء له ، فذهبت فألفيته مغمى عليه ، لا يرى ولا يسمع ممن حوله شيئا ، ولكنه كان يقول : جاء سيدنا الشيخ رشيد 000 ، ولما رأيته على هذه الحالة توجهت إلى الله بإخلاص وخشوع ، ووضعت يدي على رأسه ، وقلت : بسم الله الرحمن الرحيم : ( 000 فَسَيَكْفِيكَهُمْ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) ( سزرة البقرة – جزء من الآية 137 ) ، فيفتح عينيه ، وقام كأنما نشط من عقال ، ثم عاد إليه هذا بعد زمن طويل لا أذكره ، وشفاه الله تعالى وأذهب عنه الروع ثانية بنحو ما أذهبه عنه في المرة الأولى ، ولكنني لم أر أولئك الجن الذين كان يراني أجادلهم وأذودهم عنه 0
والواقعة تحتمل التأويل عندي ، ولا أعدها دليلا قطعيا على كون صرعه كان من الجن ، كما أنه لا مانع عندي أن يكون منهم ، وقد ذكرت هذه الواقعة لشهرتها عندنا في البلد ، وكثرة من شهدها ) ( تفسير المنار - 8 / 372 ) 0
قلت : إن قراءة الشيخ محمد رشيد رضا - رحمه الله - لهذه الآية لم يكن القصد منه تخصيصها في الرقية والعلاج دونما سواها من آيات القرآن العظيم ، وتخصيص آيات معينة في الرقية والاستشفاء لا بد أن يكون مخصصا بنص آية أو حديث ، وقراءة هذه الآية بذاتها لم يرد به نص شرعي 0 والذي نقره بأن القرآن العظيم كله خير وشفاء ورحمة بإذن الله تعالى 0
وقراءة الشيخ لهذه الآية كان من قبيل التوجه بالدعاء لله سبحانه وتعالى لكفاية عبده وحفظه من هذه الروح الخبيثة ،
ومسألة تخصيص آيات معينة في الرقية والعلاج فيها نظر ، هذا وقد عرجت على هذه المسألة مفصلة في كتابي ( المنهج اليقين في بيان أخطاء معالجي الصرع والسحر والعين ) 0
تاريخ الاضافة : 30 / 4 / 2003 م