من مواعظ الشيخ صالح بن عواد المغامسي وفقه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماهى أسباب الثبات فى الدين ؟
(((... العلم بالله ... )))
فليس هناك شيء يعين على الثبات في الدين مثل العلم بالله فمن عرف الله حقًا , نال لذة السجود , شعر بلذة التسبيح , يستحي من الله أن يرجع بعد أن وصل ..
جاء في الحديث في السلسلة الصحيحة (134) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما :
( إنَّ نبيَّ اللهِ نوحًا لما حضَرَتْه الوفاةُ قال لابنِه : إني قاصٌّ عليك الوصيَّةَ ،آمرُك باثنتَينِ و أنهاك عن اثنتَينِ ، آمرُك ( بلا إله إلا اللهُ ) ،فإنَّ السمواتِ السبعَ و الأرَضينَ السبعَ لو وُضِعَتْ في كِفَّةٍ ، و وُضِعَتْ لا إلهَ إلا اللهُ في كِفَّةٍ ، رجَحَتْ بهنَّ لا إلهَ إلا اللهُ ، و لو أنَّ السمواتِ السبعَ و الأرَضَينَ السبعَ كُنَّ حَلْقةً مُبهَمةً قصَمَتْهنَّ لا إلهَ إلا اللهُ ،و سبحانَ اللهِ و بحمدِه فإنها صلاةُ كلِّ شيءٍ ، و بها يُرزَقُ الخلقُ ،
و أنهاك عن الشركِ و الكِبرِ قال : قلتُ : أوْ قيل : يا رسولَ اللهِ هذا الشركُ قد عرفْناه فما الكِبْرُ ؟
- قال - : أن يكون لأَحدِنا نعْلانِ حسَنتانِ لهما شِراكانِ حسنانِ ؟
قال : لا قال : هو أن يكون لأحدِنا أصحابٌ يجلسون إليه ؟
قال : لا . قيل : يا رسولَ اللهِ فما الكِبْرُ ؟
قال : سَفَهُ الحقِّ و غَمْصُ الناسِ ) صحح إسناده الألباني
لو أتَيت بأى رجل عياذًا بالله شرب الشراب، نال من النساء مراده ، سهر في مواطنٍ يسهر فيها أهل الفجور فوقع منه هذا كله فى زمن مضى إن قدر أن هذا الرجل رزق توبه تاب ثم قُدِّر له - وهذا من لوازم التوبة - أن يسجد لله فلو كان منصفًا لأخبرك أنه لا لذه تعدل لذة السجود لله رب العالمين .
فالحمد لله على فضله وكرمه
أسأل الله حُسن الختام عصمنا الله من اللذات الحرام صغارًا وكبارًا لكن مع ذلك نحن نجزم يقينًا مع أن الله حفظنا كما حفظكم من اللذة الحرام لكن نجزم أن لاشيء يعدل لذة السجود لله جلا وعلا ..
أعز مافي الإنسان جبهته.. فإذا أرتضى أن يجعلها في الأرض في التراب إجلالا لله فإنه لن يعدم من الله رحمة ..
فرعون كان يقول أنا ربكم الأعلى، الله لما بعث موسى وهارون قال لهما" فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا " طه: (44)
هذا وهو يقول أنا ربكم الأعلى .. فكيف بعبد أظلم عليه الليل كأي شابٍ منكم
أصنعها الليلة أطفأت النور لتنام ثم أخذت فراشك ثم تذكرت جلال الله ولاسبيل إلى رؤية الله لكن هناك سبيل للقيام بين يديه فأعدت النور وذهبت لمكان وضوئكوتوضأت ثم وقفت تقرأ القرآن ثم سجدت
قسمًا بمن أحلَّ القسم لا يوجد شيء في الدنيا أعظم من لذة السجود
الله يقول لنبيه
" وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ * إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * "
الشعراء (217 : 220 )
وقال ربنا
" يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُ*هُمْ تَرْ*هَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ " القلم (42 : 43)
أنت الآن تُدعى للسجود وأنت سالم فحتى تستطيع أن تسجد يوم القيامة أسجد في هذه الدنيا اختيارًا وأنت تُريد وجه الله وطوبى لعبد أنار قبره قبل أن يدخله و أرضى الله قبل أن يلقاه وصلى قبل أن يُصلَّى عليه