بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على من أرسل رحمة للناس أجمعين سيدنا و حبيبنا و قدوتنا و رسولنا محمد الصادق الأمين و على آله الطاهرين و صحابته أجمعين و على من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
إن الإسلام يدعو إلى الأخلاق الفاضلة و القيم النبيلة التي بها تسمو النفس البشرية إلى المراتب العليا في الفضائل ، و من أهم الفضائل التي جاء بها الإسلام و دعا إلى التحلي بها هي الإباء و عزة النفس .
يقول الله تعالى ( من كان يريد العزة فلله العزة جميعا ) و يقول أيضا ( يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ، و لله العزة و لرسوله و للمؤمنين ، و لكن المنافقين لا يعلمون ) ، من هنا نرى أن العزة لله أولا و للرسول ثانيا و للمؤمنين ثالثا .
إن الله سبحانه و تعالى لا يرضى لعباده الذل و المهانة ، لذا فالإسلام يزرع في الفرد بذرة الكرامة و الشجاعة ، لأن قوة الفرد مرهونة بعزته و كرامته ، فإذا فقدهما رضي بالذل و المهانة ، و عندها يخسر نفسه و قيمته .
و العزة تكون في التطلع إلى معالي الأمور و التغاضي عن سفاسفها ، و تكون في التخلق بالفضائل و الترفع عن الرذائل ، و تكون في التشبث بالشرف و عدم التفريط فيه ، و تكون في دفع الظلم و عدم قبول الإهانة و الرضا بها ، و تكون في الغضب للحق و للحق فقط .