الضحك ذلك الصوت المميز والحركة المميزة المعروفة بين الناس بالضحك؛ ذلك الهدير الصاخب الذي يبدأ من ضعف إلي قوة إلي ضعف؛ أو يكون مجرد ابتسامة تضيء لها صفحة الوجه..
الإنسان حيوان يضحك؛؛ هكذا قال الفلاسفة الأوّلين؛ ميزوا الإنسان عن باقي الحيوان بأنه حيوان ضاحك فلم نري من قبل كلب أو قط أو أي حيوان آخر يضحك.. والسؤال: هل الضحك إذا صفة إنسانية محضة؟؟
الإجابة: نعم؛ وهذا بالنسبة إلي الجانب المنظور من الموجودات؛
والإجابة: لا؛ فهناك كائنات أخري تضحك ولكننا لا نراها في أغلب الأحيان ولا ندرك وجودها بحواسنا الخمسة التي نتشارك فيها مع بقية حيوان الأرض؛ كالنظر والسمع واللمس والشم والتذوق.
بل هناك من هو أعظم من كل هذا يضحك؛ رب الكائنات سبحانه وتعالي يضحك..
كل إنسان يضحك؛ حتي الطفل الرضيع تجد الأركان تردد أصوات ضحكاته في كل إتجاه؛ وقد يضحك فلا أعلم لماذا يضحك ومما يضحك؟ ولا أحد يعلم علي ما أعتقد السر وراء هذا الضحك إلا أمي السيدة البسيطة التي كانت تقول عندما يضحك طفلا رضيع: إن الملائكة تداعبه وهو نائم..
الجان كذلك يضحكون؛ فقد قال رسل الله صلي الله عليه وسلم: إن الشيطان -وهو الخبيث من الجن- يضحك عندما يتثاءب أحدنا؛ وأمرنا أن نرد ذلك التثاؤب ما استطعنا أو كما قال عليه السلام: إذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع ولا يقولن هاه هاه فإنما ذلك من الشيطان يضحك منه. (خرجه الترمذي عن أبي هريرة وصححه الألباني)
والملائكة تضحك؛ فعن أنس بن مالك عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال لجبريل: ما لي لا أري ميكائيل ضاحكا قط؟! قال: ما ضحك جبريل قط منذ خلقت النار. (رواه أحمد من رواية إسماعيل بن عياش وبقية رواته ثقات وحسنه الألباني لغيره)
الله سبحانه وتعالي يضحك؛ قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: يتجلي لنا ربنا ضاحكا يوم القيامة. (خرجه السيوطي عن أبي موسي وصححه الألباني) وقال عليه السلام: ضحك الله من رجلين؛ قتل أحدهما صاحبه وكلاهما في الجنة. (خرجه السيوطي عن أبي هريرة وصححه الألباني)
مع تأكيدنا أن ضحكه سبحانه وتعالي لا شبيه له ولا نظير ولا نعلم فيه كيفية ولا مثيل؛ ولولا أنه بلغنا وصح من قول رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه تعالي يضحك ما قلنا به ولا تجرأنا عليه.
إذا الله يضحك؛ والإنس والجن والملائكة يضحكون؛ فهذا الخالق يضحك وهؤلاء ثلاثة مخلوقات قد انحصر الضحك بينهم فلا ضاحك غيرهم..
من كتاب الضحك في الإسلام. بقلم: إسماعيل مرسي أحمد
الضحك في الإسلام
