موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > أقسام المنابر الإسلامية > المنبر الإسلامي العام

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 25-08-2012, 11:06 PM   #1
معلومات العضو
راجيه الجنة
إشراقة إشراف متجددة

افتراضي ملامح القيادة في الاسلام

مَلاَمِحُ اْلقِيَادَةِ في الإِسْلاَمِ
حسين بن شعبان وهدان




الحمد لله مدبر الأمر وعظيم الستر، وسابغ البركات والعطاء على خلقه بما يصلح حالهم، ومنزل الشرائع الهادية إلى صلاح دينهم ودنياهم، له الملك وله الحمد والفضل والمنَّ أبداً دائماً حتى يرضى.
يا أخا الإسلام:
توكَّل على الرحمنِ في الأمرِ كلِّه *** ولا ترغبنْ في العجزِ يوماً عن الطلبْ
ألم ترَ أنْ اللهَ قال لمريمٍ وهزِّي *** إليك الجذعَ يساقط الرطبْ
ولو شاء أدلى الجذعَ من غير هزِّهِ *** إليها ولكن كلُّ شيءٍ لهُ سببْ
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين، أحكم الحاكمين وإله الأولين والآخرين.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله، سيد الهداة الداعين إلى العدل والهادي بأمر ربه إلى صراطٍ مستقيم.
اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فقد بلغ الشوق مداه في فصول الأحداث السابقة من مصر الكنانة إلى رئيسها القادم اشتياقاً قد سجلته الليالي والأيام على تعدادها، وما من لحظةٍ كانت تمر بعصف الأحداث فيها إلا والشوق يزداد إلى من يلملمُ جِراحَها ويطعم جائعها ويكسو عاريها ويمهد للخلق فيها سبل الحياة الكريمة لحسن استخلاف الله - تعالى-في الأرض؛ لأنها قلبُ العرب النابض، وفيها كعبةُ العلم الأزهري الرَّصين، وحاويةُ الحضارات في مهدها وختامها، فلا غرو أن تستعيد مكانتها بالبررة الصالحين المصلحين من أبنائها، الذين يصلحون ما أفسده المفسدون ويضمدون الجراح السطحية والعتيقة بعقلٍ وحكمةٍ واتزانٍ.
ولهذا فإن الرسائل الملحفة مع هذا الشوق إلى بزوغ فجره وانتظار محياه، كانت تختصر الرجاء لصالح الوطن وأهله وتحشدُ عمق المعاني إلى الزمان أن يُسرع ولا يبطئ وأن ينشر البُشْرَى ليعُمَّ الاستقرار وينعم الخلق بالمنِّ والسَّلْوى ويعود إليها بقيةُ الأمان الذي كان مَأْنُوساً في سابق الأيام بإذن الله - تعالى-؛ لأن الأمان نعمةٌ لا يعادلها كثيرٌ من النعم، قال الله - تعالى -: ( الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) (قريش: 4)،وهو كذلك سمة أرضها وثقافة شعبها، فلا زالت مصر المسلمة تلهم الدنيا كلَّها دروساً عمليةً رائعةً في التسامح وحسن التعايش بين الأخلاط، وما نلحظه الآن من بعض التجاوزات ما هو إلا سحابة صيف ستنقشع إن شاء الله، قال الله - تعالى -: (ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ)(يوسف: من الآية99).
خطورة الأمانة وثقلها
والأمانةُ ثقيلةٌ والمسئوليةُ جسيمةٌ تحتاج إلى عزمات المخلصين من أشد الرجال المذخورين لهذه المرحلة الدقيقة، ومع هذا فإن هناك تهافتاً على المنصب في القيادة مع كثيرٍ من اللغب والتماجد وإرادة الاستحواذ على ناصية الحكم بأي وسيلةٍ، وعلى العموم فإن [أكثر الذين يتهافتون على الإمارة والمناصب العليا قومٌ غاب عنهم إدراك خطر المسئولية وسال لعابهم على ما تدره من خيراتٍ ماديةٍ وأدبيةٍ يقيسون بها مقاديرهم بين الناس، وما حسبوا أن الإمارة بكل أسمائها ومستوياتها تكليفٌ قبل أن تكون تشريفاً] (الإمام الأكبر الشيخ جاد الحق علي جاد الحق / بيانٌ للناس من الأزهر الشريف ص 264 ج1 ط1 2007م / دار الفاروق للاستثمارات الثقافية - القاهرة).
يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لصحابيه الكريم المقدام: ((أفلحت يا قُديم إن متَّ ولم تكن أميراً ولا كاتباً ولا عريفاً)) (السيوطي في الجامع الصغير 1314 بسندٍ حسنٍ عن المقدام بن معد يكرب)، وعندما كان النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - يتحدث عن طلاب الإمارة كان يرسل لأصحابه الكرام صيحة تحذيرٍ منها فيقول: ((إنكم ستحرصون على الإمارة، وإنها ستكون ندامة وحسرة يوم القيامة، فنعم المرضعة، وبئست الفاطمة) (الألباني في صحيح الجامع 2304 بسندٍ صحيحٍ عن أبي هريرة رضي الله - تعالى -عنه).
ويدخل سيدنا أبو ذر الغفاري على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويقول: " قلت: يا رسول اللهألا تستعملني؟ قال: فضرب بيده على منكبي ثم قال: (( يا أبا ذر إنك ضعيفٌ وإنها أمانةٌ وإنها يوم القيامة خزيٌّ وندامةٌإلا من أخذها بحقها وأدَّى الذي عليه فيها)) (صحيح مسلم 1828)، مع أنه قال - صلى الله عليه وسلم - مدحاً في أبي ذرٍ رضي الله - تعالى -عنه: ((ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق من أبي ذر)) (سنن الترمذي 3801 بسندٍ حسنٍ عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله - تعالى -عنهما) ولكنه مع هذه المواهب لا يقدر على الإمارة لعظمها وثقل أماناتها!
ويروي سيدنا أبو موسى الأشعري رضي الله - تعالى -عنه يقول: ((دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - أنا ورجلان من بني عمي فقال أحد الرجلين: يا رسول الله أمِّرْنَا على بعض ما ولاَّكَ الله - عز وجل-، وقال الآخر مثل ذلك، فقال: إنا والله لا نولي على هذا العمل أحداً سأله ولا أحداً حرص عليه)) (صحيح مسلم 1733 عن أبي موسى الأشعري رضي الله - تعالى -عنه)
ومن استشرف الإمارة ثم وهبها الله - تعالى- له فالتوفيق فيها موكولٌ إلى نفسه، أما من أوتيها بغير طلبٍ أعانه الله - تعالى- عليها، قال النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -: ((يا عبد الرحمن بن سمرة، لا تسأل الإمارة، فإنك إن أوتيتها عن مسألة وكلت إليها، وإن أوتيتها من غير مسألة أُعِنْتَ عليها، وإذا حلفت على يمين، فرأيت غيرها خيراً منها، فكفر عن يمينك وأتِ الذي هو خير))(متفقٌ عليه، صحيح البخاري 6622، وصحيح مسلم 1652 عن عبد الرحمن بن سمرة رضي الله - تعالى -عنه).
لهذا.. [كان علماء السلف يفرون منها أو يعزفون عنها ولا يقبلونها إلا تحت ضغطٍ من غياب الكفاءات خشية فسح المجال للانتهازيين والمفلسين من المؤهلات، ذكر السيوطي أن أبا بكرٍ الصديق رضي الله - تعالى -عنه خطب وقال: " والله ما كنت حريصاً على الإمارة يوماً ولا ليلةٍ قط ولا كنت راغباً فيها، ولا سألتها الله في سرٍّ ولا علانيةٍ ولكني أشفقت من الفتنة وما لي في الإمارة من راحةٍ، لقد قلدت أمراً عظيماً ما لي به من طاقةٍ ولا يدٍ إلا بتقوية الله".
وعندما أشار الصحابة على عمر بن الخطاب رضي الله - تعالى -عنه بتولية ابنه بعده قال: "بحسب آل الخطاب أن يُسأل منهم واحدٌ عن أمة محمد ولوددت أني نجوت من هذا الأمر كفافاً لا لي ولا عليَّ"] (السابق 264، 265 بانتقاء)، ولهذا.. فقد كان العقلاء والصالحون يفرون منها ولا يتهافتون عليها، وورد عن أحد الصالحين قوله " إن استطعت أن تسف التراب ولا تقضي بين اثنين في تمرةٍ فافعل "
لكنه من ساد الناس في ولايته بالعدل والتقى وانتقى البطانة الصالحة فله المعونة والمثوبة، قال النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -: ((من طلب قضاء المسلمين حتى يناله ثم غلب عدله جوره فله الجنة ومن غلب جوره عدله فله النار)) (ابن كثير في إرشاد الفقيه 2/390 وقال: إسناده حسن عن أبي هريرة رضي الله - تعالى -عنه)،وقد طلب الإمارة نبي الله يوسف - عليه السلام - حين قال: (اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) (يوسف: 55)، فهو مع مطلبه يأْنَسُ من نفسه الكفاءة والحفظ والعلم وقد كانت البلاد جميعها داخلةً على مرحلةٍ دقيقةٍ ومسغبةٍ لاحقةٍ وافتقادٍ لمجرد القوت فضلاً عن بقية المطالب، وعلى هذا فلم يكن مطلب النبي الكريم يوسف - عليه السلام - طلب تشريفٍ لنفسه أو غنيمةٍ دنيويةٍ وإنما كان تكليفاً محضاً، وكان من دعاء نبي الله سليمان - عليه السلام -: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) (ص: 35)، ومن مفاخر أمة الإسلام في رشدهم وعدالة حكمهم الخلفاء الراشدون الخمسة إضافةً إلى رموز الإسلام في إقامة العدل والنصح للرعية عبر الأزمان والقرون.
الحاكم الصالح نعمةٌ ورحمةٌ
والأمير العادلُ نعمةٌ كبرى ومِنَّةٌ عُظمى من الله - تعالى- لعباده؛ لأنه يقيم موازين العدل ويعين على الإنصاف للرعية ويعبِّدَ الحياة كلها لمرادات الشرع الحنيف، وبعدله وجهاده في حكمه يحظى بحب واحترام رعيته في الدنيا و يفوز بالذكر الجميل بعد رحيله المقدور وينال ظل الله - تعالى -ورحمته في الآخرة، قال النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -: (( سبعةٌ يظلهم الله يوم القيامة في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمامٌ عادلٌ، وشابٌّ نشأَ في عبادة الله... الحديث))(صحيح البخاري 6806 عن أبي هريرة رضي الله - تعالى -عنه)، والحاكم العادل هو ذياك الذي قد وقر في قلبه أن الإمارة مسئولية وعهدٌ كبيرٌ بين يدي الله - تعالى -يوم القيامة يجب أن يُصان، قال النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -: ((كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمامراعومسؤول عن رعيته، والرجلراعفي أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته. قال: وحسبت أن قد قال: والرجل راع في مال أبيه ومسؤول عن رعيته، وكلكم راع ومسؤول عن رعيته)) (صحيح البخاري 893 عن عبد الله بن عمر رضي الله - تعالى -عنهما)، و حذَّر النبي الكريم - عليه الصلاة والسلام - من خان أمانة الحكم والمسئولية فقال: ((ما من إمامٍ ولا والٍ بات ليلةً سوداءَ غاشّاً لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة وعرفها يوجد يوم القيامة من مسيرة سبعين عاماً)) (الصنعاني في سبل السلام 4/287 وقال: إسناده حسن)، وكان عمر بن الخطاب رضي الله - تعالى -عنه يقول: " لو أن بغلة عثرت بالعراق لسألني ربي عنها: لِمَ لَمْ تسوِّ لها الطريق يا عمر؟ "
وما ارتقب عمر - رضي الله عنه - الإمارةَ يوماً أو اشتاق أن يكون أميراً إلا يوم خيبر، ففي الحديث: (( أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال، يوم خيبر: " لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله، يفتح الله على يديه)). قال عمر بن الخطاب: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ، قال: فتساورت لها رجاء أن أدعى لها، قال: فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي بن أبي طالب، فأعطاه إياها، وقال: (( امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك))، قال: فسار عليٌّ شيئاً ثم وقف ولم يلتفت، فصرخ: يا رسول الله: على ماذا أقاتل الناس؟ قال: (( قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهمإلا بحقها وحسابهم على الله)) (صحيح مسلم 2405 عن أبي هريرة رضي الله - تعالى -عنه).
وقد كان ولا يزال من عذاب الله لعباده أن يجور عليهم سلطانهم بسبب تضييعهم للفرائض واجتراحهم للموبقات، قال النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -: ((... ولا نقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم...)) (الوادعي في صحيح دلائل النبوة 650 بسندٍ حسنٍ عن عبد الله بن عمر رضي الله - تعالى -عنهما).
ملامح هامة في اختيار الحكام والأمراء
وقد رسم القرآن الكريم صورة الحاكم المسلم في أخص صفاته الذاتية التي يحتويها بين جنبيه في مظهره ومخبره، وقد تجلت هذه الصفات في قياداتٍ ثلاثٍ؛ قيادة جيشٍ ومسئولية أقواتٍ لجلِّ الأحياء وقتها حول أرض النيل المباركة وقيادة أمة بني إسرائيل في مراحل مختلفة، أي قيادة طالوت، ومسئولية نبي الله يوسف - عليه السلام - في حفظ الأقوات، وقيادة نبي الله موسى - عليه السلام - لأمة بني إسرائيل في مراحل جهادها الأول مع نبيهم الأكبر.
إنها تجلياتٌ قرآنيةٌ كاشفةٌ لمن يروم معرفة الصفات الذاتية للحاكم المسلم، ولا بد من التأكيد على ذاتيتها بمعنى أنها ضروروةٌ ذاتيةٌ يجب أن تكون كامنةً في شخصيته لا في شخصيات وزرائه ومستشاريه، هكذا صوَّر القرآن.. وإلى تفاصيل الصورة:
ها نحن نطالع منظر الملك القائد "طالوت" في هيبته الموسومة درج الآية العطرة: (قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)(البقرة: من الآية247)، ولا شك أن الكلام يخصه لا يخص غيره فهو المعني بالزيادة في العلم والجسم لا غيره، والقرآن بهذا يصف ميزاتٍ شخصيةً للقائد في وسمه ووصفه لا يجوز إغفالها حين الاختيار.
وأما نبي الله يوسف - عليه السلام - فقد تحدث عن نفسه بعد طلب الإمارة بوصفين حين قال: (اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) (يوسف: 55)،إنه يؤكد المسئولية على نفسه في زمانٍ وجب الهروب منها لأنه سيكون مسئولاً عن خزائن الأرض وقتها، ثم ها هو يعود إلى تكرمة العلم في رفع أصحابه كما رفع الله طالوت من قبل ويزيد عليه قوله "حفيظٌ" أي حافظٌ للأمانة قائمٌ بها مدركٌ لحجمها، وعلى هذا فمن ملامح الحاكم والمسئول المسلم أن يكون على علمٍ سابغٍ يكفيه في مجال مسئوليته، وأن يكون حافظاً لأمانة حكمه وأبعاد مسئوليته.
ومن قصة نبي الله موسى - عليه السلام - نجد أن إحدى بنتي الرجل الصالح تنبه أباها إلى صفتين مرغوبتين في الرجال وقت تحمل الأمانات وجلائل الأعمال: (قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) (القصص: 26)، ويفهم من خلال الآية الكريمة وجوب التحري عند الاختيار أهل الأمانة والأقوياء الأشداء في تحمل البأس الذين مردوا على الخبرة والدأب في مجالاتهم أين ما كانوا في مناصبهم ومسئولياتهم.
وأخيراً:
إن الأمة الإسلامية بأسرها إلا من رحم الله - تعالى - تحتاج إلى عزمات الرجال الذين لا يمثلون من المظاهر الذكورة في أبهى حللها، ولكننا جد محتاجين إلى رجالٍ أشربوا معنى الرجولة الحقة في قلوبهم وقد تمنطقوا بالخبرة والدربة اللازمة في مجالاتهم ثم يحملون رسائل الإصلاح والتغيير الحتمي في كل قطرٍ وهيئةٍ ومؤسسةٍ لأمتنا أينما كانت في الداخل أو الخارج، فقد سئمنا تنطع الجاهلين وسمادة الثقلاء في مناصبهم كثقل الرصاص البارد.
إن منطق الأحداث ليُصَرّحُ بالمراد أنه التغيير لهذه الطغام اللاصقة بمناصبها من أزمان تناصب الأمة العداء في أعز ما تملك من ثروتها البشرية الغنية بالعطاء.
لا بد من التغيير حتى ينهض المقعد ويسرع المبطئ ونتقدم باسم الله الكريم إلى مراقي نهضتنا كي نبعث المجد اللائق بأمة القرآن من جديد..وما ذلك على الله بعزيز.
ونسأل الله - تعالى -أن يهبنا رجالاً صالحين مصلحين قائمين بالحق وعن الخير والهدى والإصلاح لا يفترون.
والحمد لله في بدءٍ وفي ختم
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 06:44 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com