قال صلى الله عليه وسلم :" وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا " 			
 			 			 		  		 		 			 			قال صلى الله عليه وسلم :" وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا "  إذا جنى عليك أحد وظلمك في مالك ، أو في بدنك ، أو في أهلك ، أو في حق من  حقوقك ، فإن النفس شحيحة تأبى إلا أن تنتقم منه ، وأن تأخذ بحقك ، وهذا لك .  قال تعالى : (( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم )) [  البقرة : 194 ] . 
وقال تعالى : (( وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به )) [ النحل : 126 ] . 
ولا يلام الإنسان على ذلك ، لكن إذا هم بالعفو وحدث نفسه بالعفو ، قالت له نفسه الأمارة بالسوء : إن هذا ذل وضعف ، كيف تعفو عن شخص جنى عليك أو اعتدى عليك !وهنا يقول الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ :" وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا " والعز  : ضد الذل ، وما تحدثك به نفسك أنك إذا عفوت فقد ذللت أمام من اعتدى عليك ،  فهذا من خداع النفس الأمارة بالسوء ونهيها عن الخير ، فإن الله تعالى  يثيبك على عفوك هذا عزّا ورفعة في الدنيا والآخرة . ثم قال صلى الله عليه وسلم : " وما تواضع أحد لله إلا رفعه " . والتواضع من هذا الباب أيضا ، فبعض  الناس تراه متكبرا ويظن أنه إذا تواضع للناس نزل ، ولكن الأمر بالعكس ،  إذا تواضعت للناس فإنك تتواضع لله أولا ومن تواضع لله فإن الله يرفعه ويعلي  شأنه . 
وقوله : " تواضع لله " لها معنيان : 
المعنى الأول : أن تتواضع لله بالعبادة وتخضع وتنقاد لأمر الله . المعنى الثاني : أن  تتواضع لعباد الله من أجل الله ، وكلاهما سبب للرفعة ، سواء تواضعت لله  بامتثال أمره واجتناب نهيه وذللت له وعبدته أو تواضعت لعباد الله من أجل  الله لا خوفا منهم ، ولا مداراة لهم ، ولا طلبا لمال أو غيره ، إنما تتواضع  من أجل الله عز وجل ، فإن الله تعالى يرفعك في الدنيا وفي الآخرة . فهذه الأحاديث كلها تدل على فضل الصدقة والتبرع ، وبذل المعروف والإحسان إلى الغير ، وأن ذلك من خلق النبي صلى الله عليه وسلم .
رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله 
الشرح لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله [ ج 2 ص 201 ] .