بسم الله الرحمن الرحيم
أختاه هل تريدين الجنة ؟
وما أظنك إلا كذلك فلتسمعي النصيحة والعتاب من أخ يرجو لك حسن الثواب ويخشى عليك من العذاب ولا تغضبي فالحق أولى أن يجاب فهذه محض نصيحتي لك قصدت بها نفعك ودفع ما يضرك والدين النصيحة
( إن أريد إلا الإصلاح ما استعطت وما توفيقي إلا بالله ) .
فبصوت الأخ المشفق وكلام الناصح المنذر أقول لك :-
أختــــاه قفي مـــــع نفســـــــــك لحظة صدق وقولي لها يا نفس ........................
كيف أنت منى غداٌ وقد رأيت ركاب أهل الجنة يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم .
كيــــــف بـــــــك وقد حيــــــــــل بينـــــــك وبينــــــــــهم . هل سينفـــــــــع النـــدم ؟
هــــــــل ستغـــــــنى الحســــــــرات ؟ أم هــــل سينفع طلب الرجوع عند الممـات .
يا نفس ....
أما نظرت اعتبرت بمن هم تحت الثرى من أهل الدنيا كيف كانوا وكيف صاروا . كيف جمعوا كثيرا فصار جمعهم بورا , وبنوا مشيدا فأصبح بنيانهم قبورا , وأملوا بعيداٌ فصار أملهم غروراٌ , افتظنين أنهم دعوا إلى الآخرة وأنت من المخلدين . أما لك إليهم نظرة ؟! أما لك بهم عبرة ؟
ويحك يا نفس ما أعظم جهلك أما تعرفين أن بين يديك جنة أو نار وأنت سائرة إلى إحداهما فما لك تمرحين وتفرحين وباللهو تنشغلين وأنت مطلوبة لهذا الأمر الجسيم فعساك اليوم أو غداٌ بالموت تختطفين
يا نفس ....
كيــــف بـــــك إذا جاءتك السكـــــــرات وبلغــــــت الــــــروح منــــــــك التـــــــراق ؟
كيف وقد صــار إلى الله المساق يا لهـــــف نفسي أم كيف بك إذا وقفت مع العباد يوم التـــلاق
(يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء) (يوم تأتى كل نفس تجادل عن نفسها )
ليتني أعرف بأي رجل سأخطو إليه إذا نوديت على رؤوس الأشهاد ؟
وبأي بدن ســأقف بين يديه يوم التناد ؟ وبأي لســـــان سأجيب علية ؟
ما حـيلتي وقد حل القضاء وكيـــــف احتيالي إذا شهـــدت الأعضاء ؟
مــــــــن سيلهمــــــــــني حجـــــتي ؟ مـــــن سيــــــــــــدافع عــــــنى؟
قد تبرأ الأصحاب .... فلا أصحاب . وتقطعت الأسباب ... فلا أنساب
الـــــدنيـــــا الغـــــــــــرارة قد ولت عنى والشيطان الرجيم تبرأ مني .
كيـــــف لم أقــــــــم لله حســـــــــابـــــاٌ ؟! ولم أخـــــــــش له عقاباٌ؟!
من لي إذا حجبت في ذلك اليوم عن ربي ؟ فلم يزكيني ..... ولم ينظر إلى ... ولم يكلمني .
من لي إذا نادى المنادي بمن عصى إلى أين إلجائي؟ إلى أين أهرب؟
فيا طول حزني ثم يا طول حسـرتي لإن كنت في قعر جـــهنم أعذب.
إنها النار..........يا نفس إنها النار فهل لك قدرة على النار؟ أم هل لك صبر على غضب الجبار؟ ويبقى هنا سؤال هل أنتهي بي الأمل؟ هل كتب علي أن أجازى بسوء العمل؟ لا وربي بل لا يزال في العمر فسحة. وباب التوبة مفتوح ؟
فدعيني يا نفس ! دعيني أمضي بما تبقى من إيماني لعل الله أن يلحقني بأهل الجنة .
دعيني أبادر اليوم بعدما فرطت في أمسى......دعيني قبل أن تغيب عن الدنيا شمسي .
يا نفس قد أزف الرحيل وأظـــلك الخـطب الجليل
فتأهبي يا نفس لا يلـعب بـــــــك الأمـل الطـــويل
فلتنــزلـــن بمنزل ينسي الخـــــليل فيه الخــــــليل
وليــركبن عــــــليك فيه مــن الثــــــرى ثقل ثقيل
فانظري يا نفس واعتبري بمن سكن القبور بعد القصور واعلمي أن الفرصة واحـدة لا تتكرر فإذا جاءت السكرة فلا رجعة ولا عودة فأنت في دار المهلة فجاهدي قبـــل النقلة قبل أن تقولي
( رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت ) .
أو (تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة – رجعه- فاكون من المحسنين ) .
يا نفس ....
هي جنة أو نار ..... فوز أو خسار .......نعيم أو جحيم ......سعادة أو عذاب .........
كأنك بالتعـــــب قـــــد مضى وبذر الصبر قـــــــد أثمر حلاوة الرضا ......ثم ماذا ؟
جنات تجري من تحتها الأنهار فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر... من يدخلها لا يفنى شبابه ولا تبلى ثيابه ......ينعم ولا ييأس .......يحيا ويموت..... هناك حيث اللذة ..... حيث الحبور ...... حيث النعيم ..... والسرور ..... والحور .
( فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون )
هناك حيث نرى الله رب العالمين .................. ونلقي سيد المرسلين .
لذلك أدعوك أختاه أن تتذكري .
أختاه ........................ تذكري
تذكري
أن الله لم يخلقك عبثا ولم يتركك سدي بل أن الله خلقك لغاية جليلة ألا وهي عبادته قال
الله تعالى
( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) .
والله سبحانه وتعالى أوجدنا في هذه الدار للاختبار فبعد انقضاء الأعمار الكل سيقف بـين يديه ليس بينه وبين الله حجاب فيسأله عن الصغير والكبير والنقير والقطمير.
قال تعالى في الحديث القدسي :
( يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها عليكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرًا
فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ) أخرجه مسلم
أختاه ..........تذكري أن الموت قادم
قال تعالى:
( كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) .
ولك أن تتخيلي أيتها الأخت الفـــاضلة أن ملك المـوت قد دخل عليك الآن وسينادي عليك ويقول
( يا أيتها النفس الـ....................) وأنت بين تلك الكربات وتلك الحسرات تسألي نفسك يا ترى بأي نداء سوف ينادي علي ؟
هل سيقول يا أيتها النفس المطمئنة أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان ؟
أم سينادي ويقول يا أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلى سخط من الله وغضب؟!
فـــإذا جــــــاء النداء الأول فذاك هو الفوز الذي لا فوز بعده وتلك هي البشرى التي لا تدانيها الـدنيا بما عليها وأما إذا جاء النداء الثاني عياذاً بالله فتلك هي الحسرة التي لا تدانيها حسرة في هذه الدنيا .
المـــوت باب وكل الناس داخلة يا ليت شعـري بعد المـوت ما الــدار
الـــــــدار جنــــة خلد إن عملت بما يــرضي الإله وإن خالفـت فالنار
هــــما محلان ما للناس غيرها فــانظـــر لنفسـك أي الـــــــدار تختار
أختـــاه اختاري لنفسك قبل ألا تستطيعي فأمامك الفرصة والسوق مقامه ( الدنيا ) ومعك رأس مــــــالك ( عمرك ) .
وكان يزيد الرقاشي يحدث نفسه ويقول ( ويحك يا يزيد من ذا الذي يصلي عنك بعد الموت ؟
ومن الذي يصوم عنك بعد الموت ؟ من ذا الذي يترضى عنك ربك بعد الموت ثم يقول : آيها الناس ألا تبكون وتنحون على أنفسكم باقي حياتكم ؟ من الموت مصرعه والتراب مضجعه، والدود آنيسه ومنكر ونكير جليه ، والقبر مقره ، وبطن الأرض مستقره ، والقيامة موعده والجنة والنار مورده كيف يكون حاله ؟ ثم يبكي حتى يسقط مغشيا عليه.
أختاه ............... تذكري لحظة دخولك القبر
عنـــدما يأتيك ملكان فيسألانك من ربك ؟ وما دينك ؟ وماذا تقولين في الرجل الذي بعـــــــث فيكم؟ فمن عاشت في طاعة الله غير متبرجة بزينة فتقول بلسان الواثق بوعد الله ربي الله وديني الإسلام ومحمد رسول الله فيفسح لها في قبرها مد البصر وتفتح لها باب من أبواب الجنة ويأتيها من روحها ونعيمها أما الأخرى العاصية المتبرجة والتي جعلت إلهها هواها يأتيها الملكان فيسألانها من ربك ؟ وما دينك؟ وماذا تقولين في هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فلا يجدوا منها إجابة إلا قولها هــا .....ها.....ها....لا أدري فيضيق عليها قبرها حتى تختلف أضلاعها ويفتح لها باب من النار فيأتيها من حرها وسمومها .
العين تبكي على الدنيا وقد علمت أن الســــلامة فيها تـرك ما فيها
لا دار للمرء بعد المــوت يسكنها إلا التي كانت قبل الموت يبنيها
فــلا تركن إلى الـدنيا وزخرفهــا فأن الموت لا شك يفنينا ويفنيها
أختاه .......... تذكري ...... شدائد يوم القيامة
فكيف بك يا أمة الله إذا رجعت الأرض وبست الجبال وشخصت الأبصار وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسها وتقطعت الأسباب وزفرت النار فشاب الصغير وصاح الكبير وشيبتاه وصاح المفرط وخيبتاه وأزفت الآزفة وبلغت القلوب الحناجر وتوالت المحن على العباد ونودي باسمك من بين الخلائق للحساب أين فلانة بنت فلان ؟ هلمي إلى العرض على الله عز وجل فوثبتي على قدميك ترتعد فرا نصك وتضطرب جوارحك متغير لونك فزعه مرعوبة من الوقوف بين يدي الله الواحد القهار للسؤال والحساب فبأي لسان تجيبينه حين يسألك عن قبيح فعلك وعظيم جرمك عندما كنت متبرجة وبأي قدم تقفين غداً بين يديه وبأي نظر تنظرين إليه وبأي قلب تتحملين كلامه العظيم الجليل ومساءلته إياك يوم يقول لك يا أمة الله جسمك لماذا عــريتيه ؟ ولماذا لم تستريه ؟ لماذا لم تتقي الله فيه ؟ والشباب لماذا فتنتيه؟ أما أجللتيني ؟ أما استحييت مني ؟ ما حالك عندها يا أمة الله أين عدتك أيتها الغافلة كم في كتابــــك من حسنات وكم فيه من السيئات هل تنفع الأزياء والموديلات وهل تنفع الأغاني والمسلسلات . فتأملي هذا اليوم وكيف سيقف الناس في أرض المحشر خمسين ألف سنة حفاة عراة غرلاً لا طعام ، ولا شراب, ولا ظل تدنو فوق رؤوسهم الشمس قدر ميل فهو أعظم يوم تنكشف فيه العورات ويؤمن فيه مع ذلك النظر والالتفات.
أخرج الأمام مسلم من حديث عائشة قالت :-
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلاً.
قلت : يا رسول الله النساء والرجال جميعا ًينظر بعضهم إلى بعض ؟
قال : يا عائشة الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض .
فيا من أبيت إلا التعري ستقفين عارية يوم القيامة كيوم ولدتك أمك ومع ذلك لا يأبه بـــك ولا يلتفت إليك فالآمر خطير جد خطير.
ويا من أطلقتَ عينك لتنهش في أجساد وعورات النساء ستقف بينهن يوم القيامة وهن عـرايا ولكنك لا تستطيع النظر إليهنّ لأَنك ساعتها مشغول بنفسك .
( يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم . يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعـت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد).
أختاه ......تذكري مجيء جهنم
أخرج الإمام مسلم من حديث عبد الله بن مسعود أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( يؤتى بجهنم لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها ) .
فيا له من مشهد مهيب تنفطر منه القلوب ...فإذا جيء بجهنم زفرت زفرة فلا يبقى ملــك مقرب ولا نبي مرسل إلا جثي على ركبتيه والكل يقول اللهم سلم سلم ......... والكل يقول نفسي نفسي حتى أن عيسى بن مريم عليه السلام يقول من هول ذلك اليوم لا اسأله اليوم إلا نفسي لا اسأله مريم التي ولدتني.
تفسير بن كثير
يقول الحق تبارك وتعالى :
( كلا إذا دكت الأرض دكا دكا. وجاء ربك والملك صفا صفا . وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى . يقول يا ليتني قدمت لحياتي ) . (الفجر)
تأملي معي هذه الحسرة الشديدة لكل من فرط في طاعة الله جل وعلا إذا رأى جهنم فإنه يصرخ ويقول
( يا ليتني قدمت لحياتي ) كلمة يقولها كل من فرط في الصلاة وكل من عق والديه وكــــــل من ظلم العباد وتقولها كل من تركت حجابها وخرجت سافرة متبرجة ناسية قول الله جل وعلا.
(يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفور رحيما ً) . ( الأحزاب)
تذكري أنها النار يا أختاه التي أوقد عليها ألف عام حتى احمرت وألف عام حتى ابيضت وألف عام حتى اسودت فهي الآن سوداء مظلمة !! لو القي حجر فيها لظل يهوى سبعين خريفا حتى ينتهي إلى قعرها فاتقوا النار فإن حرها شديد ومقامعها حديد وقعرها بعيد.
تذكري أن نعيم الدنيا كله لا يساوي غمسة في جهنم .
أخرج مسلم من حديث أنس – رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في النار صبغة ثم يقول : هل رأيت خيراَ قط ؟ هل مر بك نعيم قط ؟ فيقول لا والله يا رب ؟ ويؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهـــل الجنة فيصبغ صبغة في الجنة فيقال له يا أبن آدم هل رأيت بؤساً قط ؟ هل مر بك شدة قط ؟ فيقول لا والله ما مر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط ).
أختاه ......... ( أعلمي انك ستموتى وحدك ......وستحشري وحدك.....وستبعثي وحدك ..... وستحاسبي وحدك وأعلمي لو أن أهل الأرض جميعا ً أطاعوا الله وعصيت أنت فلن تنفعك طاعتهم) .
واعلمي لو أن أهل الأرض جميعا عصوا الله وأطعت أنت فلن تضرك معصيتهم
أختاه............. ذنبك ..... ذنبك إنما هو دمك ولحمك .
فإن سلمت من ذنبك سلم لك دمك ولحمك وأن تكن الأخرى فإنما هى نار لا تطفأ وجسم لا يبلى ونفس لا تموت .
قال تعالى :
( أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة أعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير )
أختاه .........تذكري وقوفك بين يدي الله الجليل
عندما يأتيك النداء أين فلانة بنت فلان فيلقى الله في روعك انك أنت المقصودة من بين الخلائق فتقبلي على عرش الواحد الديان ياله من موقف عصيب .
أخرج البخاري ومسلم من حديث عدي بن حاتم انه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ما منكم من أحد إلا وسيكلمه الله يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى ألا ما قدم وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر بين يديه فلا يرى إلاّ النار تلقاء وجهه فأتقو النار ولو بشق تمرة ولو بكلمة طيبة ) .
أختاه ..........تذكري يوم تشهد عليك الجوارح والأركان
قال تعالى : ( يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعلمون ) ( النور )
قال تعالى: ( اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون ) (يس)
بل ستشهد عليك الأرض التي تمشين عليها متبرجة متعطرة.
أخرج الترمذي من حديث أبي هريرة أنه قال :- قرأ النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية
( يومئذ تحدث أخبارها )
قال: أتدرون ما أخبارها ؟ قالوا الله ورسوله أعلم . قال فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمه بما عمل على ظهرها أن تقول . عملت كذا وكذا في يوم كذا وكذا فهذه أخبارها.
أختاه .........تذكري تطاير الصحف
والناس في هذا المشهد صنفين لا ثالث لهما . صنف يأخذ صحيفته بيمينه فيصرخ بأعلى صوته وهو يجري في ارض المحشر ويقول ( هاؤم اقرءوا كتابيه إني ظننت أنى ملاق حسابية فهو في عيشة راضية في جنة عالية ) . فتنادي عليه الملائكة وعلى أمثاله من أهل الجنة وتقول
( كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية ) .
الصنف الآخر – نسأل الله ألاّ نكون منهم – يأخذ صحيفته بشماله أو من وراء ظهره فيصرخ بأعلى صوته في حسرة شديدة ويقول (يا ليتني لم أوت كتابية ولم أدر ما حسابية يا ليتها كانت القاضية ما أغني عني مالية هلك عني سلطانية ) فيأمر الله الملائكة ويقول لهم
( خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ) .
يقول القرطبي : فيبتدره مائة ألف ملك ثم تجمع يده إلى عنقه فذلك قوله ( فغلوه) ثم الجحيم صلوه أي أدخلوه النار العظيمة المتأججة ليصل حـرها ( ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فأسلكوه ) أى ثم أدخلوه فى سلسلة طولها سبعون ذراعاٌ تدخل من دبره وتخرج من حلقه .
أختاه .............تذكري الميزان
قال تعالى : ( فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون ) . ( المؤمنون)
أختاه ................تذكري الصراط وأهواله
فالناس بعد هذه الأهوال يساقون إلى الصراط وهو جسر ممدود على متن النار أحد من السيف وأدق من الشعر فمن استقام في هذا العالم على الصراط المستقيم خف على صراط الآخرة ونجا . ومن عدل عن الاستقامة في الدنيا تعثر وتردى فتفكري الآن فيما يحل من الفزع بفؤادك إذا رأيت الصراط ودقته ثم وقع بصرك على سواد جهنم من تحته ثم قرع سمعك شهيق النار وتغيظها وقد كلفت أن تمشي على الصراط مع ضعف حالك واضطراب قلبك وتزلزل قدمك وثقل ظهرك بالأوزار المانعة لك عن المشي على بساط الأرض فضلاً عن حدة الصراط فكيف بك إذا وضعت عليه إحدى رجليك فأحسست بحدته وأضررت إلى أن ترفعي القدم الثانية والخلائق بين يديك يزلون ويتعثرون وآخرون يخطفون بالخطاطيف وبالكلاليب وتسمعي العويل والبكاء وتنظرين إلى الذين ينتكسون على رؤوسهم وآخرين على وجوههم فيا له من منظر فظيع ومرتقي ما أصعبه تتلفتي يميناً وشمالاً إلى من حولك من الخلق وتديري فيهم بصرك وهم يتهافتون أمامك على جهنم والنبي يقول اللهم سلم سلم . فتصوري لو زلت قدمك فهل ينفعك ندمك وتحصرك في ذلك الوقت كلا ٌ
( يومئذ يتذكر الإنسان وأن له الذكرى ) .
وأخيراً أختاه ..........جنة نعيمها مقيم أو نار عذابها أليم .
وتذكري قوله تعالى ( لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة . أصحاب الجنة هم الفائزون )
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الجنه
قـصـــة :-
جاءت آمراه باغية تراود الربيع أبن خثيم عن نفسه فتعرضت له في ساعة خلوة وأبدت مفاتنها فنظر إليها ثم صرخ في وجهها وقال لها : يا أمه الله كيف بك لو نزل بك ملك الموت فقطع منك حبل الوتين (الشريان المتصل بالقلب ).
أم كيف بــــــك يــــــــــوم يسائلك منكر ونكير ؟؟
أم كيف بـــــك يــوم تقفين بين يدي الله الجليل ؟؟
أم كيف بــك أن لم تتوبي فتلقين في نار الجحيم؟؟
فلما ذكرها بالموت وسؤال الملكين والوقوف بين يدي الله الجليل فرت هاربة تائبة عابدة تصوم من النهار ما تصوم وتقوم من الليل ما تقوم حتى أنها سميت بعابدة الكوفة .
فيا أيتها الأخت المسلمة :-
قد علمت أن الموت مصير كل حي سوى الله وانك ستصلين يوماٌ إلى اليوم الأخير في حياتك صبح ليس بعده مساء أو مساء ليس يليه صبح وتبدأ تلك السلسلة الرهيبة من الأحداث العظام عبر الموت ( بوابة الدار الآخرة ) وما ينتظر المرء بعد موته إلاّ جنة نعيمها مقيم أو نار عذابها اليم فماذا يجب عليك أن تفعلي أترك لك الإجابة وأسأل الله أن يلهمك إيه .
أختاه .............لا أرضى لك
1- أختاه ...........لا أرضى لك أن تكوني ملعونة :-
أخرج البخاري بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
( لعن النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل كما لعن المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال ).
واللعن (هو الطرد من رحمة الله تعالى)
2- أختاه ...............لا أرضى لك أن تكوني زانية :-
أخرج أهل السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إن المرأة إذا استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية ) .
3- أختاه......لا أرضى لك أن تكوني من المجاهرات بالمعصية:-
أخرج البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( كل آمتي معافى إلا المجاهرين ) وهل هناك مجاهرة أشد من خروج الفتاة أو المرأة متبرجة عارية تبارز الله بالمعصية .
أختاه تعالي فانظري إلى هذه المرأة السوداء العفيفة الطاهرة التي جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت له يا رسول الله إني اصرع وإني أتكشف فادع الله لي قال : إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله عز وجل أن يعفيك قالت اصبر . ولكن لماّ بشرها النبي بالجنة لم ينسيها هذا الأمر أمرا أخر وهو غاية الخطورة وهي أن تتكشف عندما تصرع فطلبت من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله لها ألا تتكشف عندما تصرع فدعا لها . (الحديث عند البخارى ).
فكيف بك يا أمة الله تتكشفين فتلبسين ما شف وما خف وما قصر دون علة أو مرض .
4- أختاه.....لا أرضى أن تكوني سلاحاً وأداة هدم يستخدمه دعاة التقدم لهدم الإسلام :-
أتعجب من استجابتك لدعاة التبرج والسفور وإعراضك عن الرب الغفور فأنت اليوم تواجهين حرباً شعواء ماكرة يشنها أعداء الإسلام بغرض الوصول إليك وإخراجك من حصنك الحصين .
قال أحدهم : كأس وغانية تفعلان بالأمة المحمدية أكثر مما يفعله ألف مدفع فأغرقوها في حب المادة والشهوات .
وقال آخر : لا يستقيم حال الشرق ما لم يرفع الحجاب عن وجه المرأة ويغطى به القرآن .
وقال آخر : إن الإيمان في القلوب لا في ستر الوجه والجيوب.
وقال آخر :
ارفعي عنك الحـجــاب أو مـا كفاك به احتــجابــــا
واستقبلي عهـد السفور اليوم واطرحي عنك النقابا
عهد الحجاب لقد تباعد يــــــــــومـــه عنـا وغـابـا
فيا أختاة أفيقى ولا تنخدعى بهذه الشعارات البراقة وسارعي إلى مغفرة من ربك وجنه عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين واقتحمي حصن الشيطان الرجيم وأنسفية بالذكر الحكيم وأرتدى الحجاب طاعة لرب العالمين
(وما كان لمؤمن ولا مؤمنه إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ) ( الأحزاب)
5- أختاه ....... لا أرضى لك أن تتبرجي تبرج الجاهلية الأولى :-
قال تعالى : (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) . ( الأحزاب)
ومعنى الآية كما جاء في تفسير السعدي ......... لا تكثرن الخروج متبرجات متجملات أو متطيبات كعادة أهل الجاهلية الأولى الذين لاعلم عندهم ولا دين .
وانظري كيف قرن النبي صلى الله عليه وسلم التبرج بالشرك والزنى والسرقة وغيرها من المحرمات التي تغضب رب الأرض والسماوات .
أخرج الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهم – قال :
( جاءت اميمة بنت رقيقة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تبايعه على الإسلام فقال أبايعك على ألا تشركي بالله شيئا ولا تسرقي ولا تزني ولا تقتلي ولدك ولا تأتي ببهتان تفترينه بين يديك ورجليك ولا تنوحي ولا تتبرجي تبرج الجاهلية الأولي ) .
6- أختاه ....... لا أرضى لك أن يثقل ميزان سيئاتك :-
لان التبرج يجعل عداد السيئات في حركة مستمرة كعداد الكهرباء لا يتوقف إلا إذا دخلت المرأة لبيتها أو لبست حجابها . فصوني أيتها الشريفة المؤمنة جسدك الطاهر من اعتداء الأعين الباغية وحصينه بالاحتشام لتذودي عنه السهام الباغية فليست الشريفة الطاهرة من تسمح لرجل أن يتمتع ببدنها وأن يلامسه بل الطاهرة الحق هي التي لا تسمح لعين أن تقع على جسمها الطاهر .
أخرج البخاري بسنده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( رُب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة ) .
ومعنى ذلك أن تكون المرأة كاسية في الدنيا لغناها وكثرة ثيابها وعارية في الآخرة من الثواب لعدم العمل الصالح في الدنيا أو تكون المرأة كاسية بالثياب ولكنها ثياب شفافة أو ضيقة أو قصيرة لا تستر عورتها فتعاقب في الآخرة بالعُري جزاء وفاقا.
قــصــة :-
جاءت فتاة إلى شيخ ترجو منه أن يعظ الشباب أن يكفوا أعينهم ونظراتهم المسمومة نحو الفتيات فقال لها الشيخ في ثقة ارأيت لو كان عندك إناء مكشوف فيه لحم وتحوم الكلاب حوله ماذا تفعلين قالت أهش الكلاب وادفعهم جهدى فقال لها وإن عادوا فقالت ادفعهم أيضا فقال لها هذا سيطول عليك ولكن الحل بسيط وهو أن تغطي هذه اللحمة المكشوفة فينصرفوا عنها ولا يستطعون الوصول إليك .
7- أختاه.... لا أرضى لك بان تكوني بمن رضي بهذه الحياة الدنيا دون الآخرة:-
وأياك أن تكوني ممن رضي بها واطمأن إليها وقد حذرهم الله تعالى فقال في كتابه:
( أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل ) (سورة التوبة)
والنبي صلى الله عليه وسلم يبين لنا مدى نعيم الدنيا بالنسبة للآخرة فيقول فيما يرويه الإمام مسلم ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليم (البحر) فلينظر بم يرجع .
فلو وضع إنسان منا إصبعه في البحر ثم نزعه فانه سيتعلق به قطرات بسيطة فهذه القطرات هي متاع الدنيا وهذا البحر هو متاع الآخرة . فلا تكوني أختاه ممن رضي بهذه القطرات وترك هذا اليم فالله يحذرنا أن نكون من هذا الصنف .
قال تعالى : ( بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخره خير وأبقى) ( الأعلى )
قال تعالى : ( كـلا بل تحبون العــــاجــــلة وتـــــذرون الآخرة ) ( القيامة )
قال تعالى : ( ألهــــــــــــــاكم التكاثر حتى زرتــم المــقابر ) ( التكاثر )
أي شغلكم حب الدنيا ونعيمها وزهرتها عن طلب الآخرة وابتغائها وتمادى بكم ذلك حتى جاءكم الموت وزرتم المقابر وصرتم من أهلها ....... ( مختصر تفسير ابن كثير )
ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول كما عند البخاري :
( اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة ) .
وكان ينام على الحصير حتى أثر في جنبه الشريف فقيل له لو اتخذنا لك وطاء فقال مالي وللدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها ) ( الترمذي ).
فشبه الرسول الدنيا بالظل الذي سرعان ما يزول أو ستزول أنت عنه ولذلك كان
النبي عليه الصلاة والسلام يقول لابن عمر كما في الصحيح
( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) .
أختاه ............ يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالما أو متعلماً ) ( الترمذي )
وإنها ( لا تساوي عند الله جناح بعوضة) كما اخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم .
قال تعالى : (يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرانكم الحياة الدنيا ولا يغرانكم بالله الغرور إن الشيطان لكم عدواً فاتخذوه عدواَ . إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ) . ( فاطر )
فيا أيتها الدرة المصونة لا تعظمي ما حقر الله ولا ترفعي ما وضع الله واعلمي أن الدنيا إلى الجنة أو النار طريق والليالي متجر الإنسان والأيام سوق .
وأعلمي أن تبرجك علامة على إعراض الله عنك .
أخرج الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إن الله إذا أحب عبدا حماه من الدنيا كما يحمي أحدكم سقيمه من الطعام والشراب تخافون عليه ).
فلا تـــــــركني إلى الـــدنيـا وزخرفهــا والمــــــــوت لا شك يفنينا ويفنيها
وأعملي لــــــدار غد رضـوان خازنهــا والجار أحمـــــــد والرحمن ناشيها
قصورها ذهـــــــب والمــسـك طينتهــا والزعفران حشـــــيش نابـت فيها
أنهارها لبـن مصـــــفى ومـــن عســــل والخمر يجري رحيقاً في مجاريها
والطير تجري على الأغــصان عاكفهـا تسبـح لله جهـــــــراً فــي مغانيهـا
فمن يشترى الدار في الفردوس يعمرها بركعة في ظـلام اللـــــــيـل يحييها
8- أختاه لا أرضى أن تطيلي الأمل فتسيئي العمل :-
قال تعالى : (ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون ) .
أي دعهم يعيشوا كالأنعام ولا يهتمون بغير الطعام والشراب ويشغلهم طول الأمل عن الاستقامة والأخذ بطاعة الله . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخاف علينا طول الأمل فقال فيما يرويه الحاكم
( إن أخوف ما أخاف على أمتي الهوى وطول الأمل فأما الهوى فيضل عن الحق وأما الأمل فينسي الآخرة ) .
فإياك أختاه من السين وسوف فإنهما من أكبر جنود إبليس فلا تقولي سأتحجب أو سوف أتحجب أو سأصلي ولكن يجب عليك المبادرة .
فلا ترجي فعل الخير يوم غد لعل غد يأتي وأنت فقيده
واعلمي أن كل يوم يمر عليك يقربك إلى الآخرة كما قال الحسن البصري يا بن آدم أعلم أنك أيام معدودة كلما مر يوم مر جزء منك وكما قيل .
نســير إلى الآجال في كل لحظة وأيــامنا تطـوي وهن مراحل
فأرحل من الدنيا بزاد من التقي فعــــمرك أياماً وهـن قلائل
قال ابن قدامه أغتنم يرحمك الله حياتك النفيسة واحتفظ بأوقاتك العزيزة واعلم أن مدة حياتك محدودة وأنفاسك معدودة فكل نفس ينقص به جزء منك والعمر كله قصير والباقي منه هو اليسير ، وكل نفس جوهرة نفيسة لا عدل لها ولا خلف منها فان بهذه الحياة اليسيرة خلود الأبد في النعيم المقيم أو العذاب الأليم فلا تضع جواهر عمرك بغير عمل وتذهبها بغير عوض واجتهد أن لا يخلو نفس من أنفاسك إلا في عمل طاعة أو قربة تتقرب بها إلى الله فانه لو كان معك جوهرة من جواهر الدنيا لساءك ذهابها فكيف تفرط في ساعاتك وأوقاتك وكيف لا تحزن على عمرك الذاهب بغير عوض .
أختاه............انظري إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم كما عند الترمذي :
( من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخله في الجنة ) .
فأي مجهود بذلتيه وأي وقت استغرقته وأنت تقولي هذا الكلام فالمبادرة المبادرة أختاه فعند دخول القبر يتمنى الإنسان الرجوع إلى الدنيا ليقول سبحان الله أو الحمد الله أو يركع بين يدي الله ركعة ليزيد في حسناته أو يمحا من سيئاته ولكن هيهات هيهات رفعت الأقلام وجفت الصحف فلا هو في حسناته زاد ولا إلى دنياه عائد .
ألست معي أن الأمر خطير ويحتاج إلى وقفة ؟!
9- أختاه .........لا أرضى لك أن تنخلعي في حيائك :-
فان الحياء بالنسبة للفتاه كالسياج الذي يكون سبباً في عصمة المرأة وصيانتها وفعل ما يجملهــا
ويزينها واجتناب ما يدنسها ويشينها والحياء يكسب المرأة بهاء وجلال وجمال فعندما تتبرج المـــرأة تفقد حيائها ويقل أيمانها . لان النبي صلى الله عليه وسلم يقول كما
في الصحيح ( الحياء من الإيمان ) .
حب السفور وحــب إيمان في قــلب أخت ليس يجتمعان
ولله در القائل :-
لعمــــرك ما في العيش خير ولا في الدنيا إذا ذهـب الحياء
يعيش المرء ما استحيا بخير ويبقى العـــــود ما بقي اللحـاء
10 – لا أرضى لك أن تحشري مع الكافرات يوم القيامة :-
أخرج الإمام أحمد بسنده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( من تشبه بقوم فهو منهم )
وأخرج الأمام مسلم عن عمر بن الخطاب – رضى الله عنه أنه قال :
( إياكم والتنعم وزى أهل الشرك ).
11- لا أرضى لك أن تكوني من أهل النار :-
أخرج الأمام مسلم بسنده أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :
( صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها توجد على مسيرة كذا وكذا )
والنساء الكاسيات العاريات هن اللآتي يلبسن ثيابا شفافة أو ضيقة أو قصيرة لا تستر عورتهن .
أختاه إذا كنت تجدين لذة في هذه الثياب العارية أو التي تبرز مفاتن جسدك وذلك لما تجدينه من نظر الناس إليك وإعجابهم بك فتذكري نظر الله إليك فلا تجعلي الله أهون الناظرين إليك وأقـــــــــول لك ( لا خير في لذة من بعدها النار ) .
أختاه ......التوبة والعمل قبل انقضاء الأجل
أختاه .....التوبة والحجاب قبل الحساب
أختاه
أعلمي أن الله غفور رحيم يغفر الذنب ويقبل التوبة ويستر العيب وهو القائل :
( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم )
وهو القائل : ( ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ) .
أختاه فما عليك إلا أن ترفعي يديك في ذل وانكسار وخضوع وتقولي
( اللهم أسألك بعزك وذلي وبقوتك وضعفي وبغناك عني وفقري إليك أن تغفر لي وترحمني هذه ناصيتي الكاذبة الخاطئة بين يديك عُبيدك سواي كثير وليس لي سيد سواك لا ملجأ ولا منجي منك إلا إليك ) .
ساعتها يغفر الله بمشيئته ما تقدم من ذنبك مهما كان .
فيقول الله تعالى في الحديث القدسي : ( يابن آدم ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي ، يابن آدم إنك لو آتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ) ( الترمذي )
قراب الأرض ( أي مــــــــــا يقــــــــــارب مـــــــــــلء الأرض ) .
العنــــــــــــان ( ما عن منها أي ما ظهر والمقصود هو السحاب ) .
فيا كــبير الذنب عفو الله من ذنبك أكبر
أعظـم الأشياء في جانبك عفــو الله تغفر
فعليك أختي بالمبادرة فإنما هي الأنفاس لو حبُست عنكِ انقطعت عنك أعمالك التي تقربك من الله
سمع الفضيل بن عياض رجلا يقول إنَّ لله وإنَّ إليه راجعون قال يا هذا أتعرف ما معناها ؟ قال نعم أعلم أنى لله عبد وأنى إليه راجع ، قال الفضيل من علم أنه لله عبد وانه إليه راجع علم أنه موقوف بين يديه ومـن علم أنه موقوف علم أنه مسئول ومن علم أنه مسئول فليعد للسؤال جوابا فبكى الرجل وقال ما الحيلة ؟ قال الفضيل يسيره قال الرجل ما هي يرحمك الله ؟ قال الفضيل أن تتقي الله فيما بقي يغفر الله لك ما قد مضى .
فالتوبة أختاه قبل أن يدهمك الموت ويهجم الدود وينخر العود وتسيل المآقى على الخدود وعندها لابد من سؤال وهو لماذا تبرجت ؟ ولابد أيضاً من الجواب فماذا تقولين ؟ أتقولين تبرجت حباً في معصية الله ورسوله أم تقولين تبرجت كراهية للحجاب الذي فرضه الله تعالى ؟ أم ماذا تقولين فلابد أخت من الجواب ولا ينجي عندها إلا الصواب فأعدي للسؤال جواباً وللجواب صواباً هداك الله .
يـــا ذا الجـلال ويا ذا الجود والكـــرم إني أتيــتــــك أخشـــــى زلة القــدم
ذنــــــبي عظـيم وأرجو منك مغفــرة يــــا واسـع العفو والغفران والكرم
دعوت نفســي إلى الخيرات فامتنعت وأعرضت عن طريق الخير والنعم
خسرت عمري وقد فرطت في زمني في غير ما طاعة المولى فيما ندمى
ذي حـــالتــــــي وانكساري لا تخيبي أرجو الرضا منك بالغفران والكرم
فعليك أخت أن تلزمي ولا تتوانى في الطرق على بابه علهُ يفتح لك ويشملك برحمته الواسعة فلو أغلق بابه دونك فإلى من ستذهبين .
وأعلمي أن التوبة عبارة عن ندم يورث عزماً وقصداً وعلامة الندم طول الحزن والبكاء فإن من استشعر عقوبة نازلة لولده أو من يعز عليه لطال بكائه واشتدت مصيبته وأي عزيز أعز عليه من نفسه ؟ وأي عقوبة أشد من النار ؟ وأي سبب أدل على نزول العقوبة من المعاصي ؟ وأي مخبر أصدق من الرسول صلى الله عليه وسلم .
شروط التوبة :-
1- الإقــــــــلاع عن المعصية .
2- النــــــــدم على فعــــــــلها .
3- العزم على عدم العودة إليها.
وإذا كانت المعصية تتعلق بآدمي فشروطها أربعة هي الثلاثة السابقة والرابعة هي رد المظالم إلى أهلها سواء كان مال رده أو مظلمة من غيبة أو نميمة مكنه من نفسه وطلب الصفح
أختاه فإذا أردت أن تخلعي عنك ثوب الجاهلية وتلبسي ثوب الحياء ثوب العفيفات الطاهرات فعليك أن تعرفي شروطه .
شروط الحجاب
1- أن يكون مستوعب لجميع البدن بلا استثناء لقوله صلى الله عليه وسلم
( المرأة عورة ) رواه الترمذي
2- ألا يكون الحجاب زينة في نفسه أو ذا ألوان جذابة تلفت الأنظار لقوله تعالى :
( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها )
كما ينبغي على المرأة ألا تلفت أنظار الرجال بثوبها وتغريهم بألوانه .
3- أن يكون صفيقا لا يشف لقولـه صلى الله عليه وسلم :-
( سيكون في آخر آمتي نساء كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العنوهن فإنهن ملعونات ) رواه الطبراني
قال بن عبد البر :- أراد النساء اللواتي يلبسن من الثياب الشيء الخفيف الذي يصف ولا يستر فهن كاسيات بالاسم عاريات فى الحقيقة .
4- أن يكون واسعا فضفاضا غير ضيق فيصف شيئا من جسمها أو يظهر أماكن الفتنة في الجسم .
5- ألاّ يكون مبخراَ مطيباً لقولـه صلى الله عليه وسلم
( أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية ) . أخرجة النسانى
6- ألا يشبه لباس الرجل لقول أبى هريرة رضى الله عنه ( لعن النبى صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل ). رواة داود .
7- ألا يشبه لباس الكافرات لقوله صلى الله عليه وسلم ( من تشبه بقوم فهو منهم )
( رواه أحمد ) مثل أن يكون قصيرا أو سافرا ويحسن تعويد الفتاة الحشمة وارتداء الطويل من الملابس .
8- ألا يكون لباس شهرة وهو كل ثوب يقصد به الاشتهار بين الناس سواء كان الثوب نفيساً يُلبس تفاخرا أو خسيسا يلبس إظهارا للزهد والرياء .
لقوله صلى الله عليه وسلم
( من لبس ثوبا شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة ثم ألهب فيه نارا ).
أختــــــاه يا أمــــة الإله تحشـــــــمي لا تــــرفـــعي عنك النقاب فتندمي
صـــوني جمالك إن أردت كرامــــــة كــي لا يصول عليك أدنى ضـــيغم
لا تعــرضي عن هدى ربك ســـــاعة عضــي عليه مدى الحياة لتنـعمـــي
مـــا كان ربـك جـائرا فـــــي شرعه فــــــاستمسكي بعـراه حتى تنعمــي
ودعـــي هــراء القـــــائــلين سفاهة إن التــــقدم في السفور الأعـجمـــي
حـــلل التـــبرج إن أردت رخيـصة أمــــــــا العفــاف فدونه سفك الــدم
لا تعــرضي هذا الجمال على الورى إلا لــــــــــزوج أو قــريب مُحــرم
أنــــــــــا لا أريــد بأن أراك جهولة إن الجـــــــــــهـــالة مرة كــالعلقـم
فـتـــــعـــلمي وتثــــــــقفي وتنـوري والحــــــق يا أختـــــــاه أن تتعلمي
ولكـــــني أمســــــــي وأصبح قائلاُ أختــــــــــاه يا أمة الإلــــه تحشمـي