حتي لا تقول الناس في عهدك ضاع الوفاء بالعهد
كان رجلا يمشي بإبل في طريق بجوار قصر ومد جمل فمه
إلي فرع شجرة وأخذ بعض الأوراق وأسفر ذلك عن قطع الفرع فأسرع الحارس أو البواب وضرب الجمل بحجر في رأسه فلقي مصرعه 0 فأخذ الرجل الذي يحرث الإبل نفس الحجر وضرب به حارس القصر في رأسه فلقي مصرعه
ورفع ذلك الي أمير المؤمنين وحكم علي حارس الإبل بالقتل
فقال حارس الإبل اعطني مهله اسبوعين حتي أعطي الأمانات إلي أهلها ( أرجع هذه الإبل لأصحابها فهي أمانه ) فقال امير المؤمنين شوف واحد يضمنك فنظر الرجل لكل الجالسين وأختار واحد منهم رأي فيه مروءة ونخوة فقال امير المؤمنين هل تقبل ضمان هذا الرجل فقال نعم وذهب حارس الإبل ليؤدي الأمانات إلي أهلها ومرت أيام وقالت الناس للذي ضمن الحارس إن لم يحضر حارس الإبل ستقتل مكانه !! لما وافقت علي ذالك وكان كلما رآه الناس يقولوا له ذلك ومر ت المهله المقررة اسبوعين ونصبت المحكمه والكل يلوم الرجل الذي وافق علي ضمانة هذا الحارس وتهيأ الرجل للقتل بدل الحارس إذ بالحارس يدخل ففرح الرجل الضامن وقال الحمد لله
وقبل ان يصدر امير المؤمنين بالحكم قال للحارس كان بإمكانك أن لا تحضر ويقتل الضامن فقال الحارس خفت ان يقال ضاع الوفاء بالعهد في عهدك يا أمير المؤمنين فسر أمير المؤمنين بذلك فقال أمير المؤمنين للضامن لما ضمنت هذا الحارس وكنت تستطيع ان تقول لا أضمنه فقال الضامن
خفت أن يقال ضاعت المروءة في عهد أمير المؤمنين
فسر امير المؤمنين بذلك 0
وحينما رأوا وسمعوا أهل القتيل هذه المواقف فقالوا ونحن عفونا عن القاتل يا أمير المؤمنين
حتي لا يقال ضاع العفو في عهد أمير المؤمنين
ففرح الناس جميعا وسر أمير المؤمنين بذلك