أفضل الصدقة : " أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى "
  قال الإمام النووي في شرح مسلم 482\3 :
 
حدثنا زهير بن حرب حدثنا جرير عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي  هريرة قال
أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فقال : يا رسول الله أي الصدقة أعظم ؟
 
 فقالى : أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى  ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا ألا وقد كان  لفلان "
 
قوله : ( يا رسول الله أي الصدقة أعظم ؟ فقال : أن تصدق وأنت صحيح شحيح  تخشى الفقر وتأمل الغنى ، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا  ولفلان كذا ألا وقد كان لفلان )
قال الخطابي : الشح أعم من البخل ، وكأن الشح جنس  والبخل نوع ، وأكثر ما يقال البخل في أفراد الأمور ، والشح عام كالوصف  اللازم وما هو من قبل الطبع قال : فمعنى الحديث أن الشح  غالب في حال الصحة ، فإذا شح فيها وتصدق كان أصدق في نيته وأعظم  لأجره ، بخلاف من أشرف على الموت وآيس من الحياة ورأى مصير المال لغيره فإن  صدقته حينئذ ناقصة بالنسبة إلى حالة الصحة ، والشح رجاء  البقاء وخوف الفقر .
 
 ( وتأمل الغنى ) . بضم الميم أي تطمع به .
 
 ومعنى ( بلغت الحلقوم ) : بلغت الروح ، والمراد  قاربت بلوغ الحلقوم إذ لو بلغته حقيقة لم تصح وصيته ولا صدقته ولا شيء من  تصرفاته باتفاق الفقهاء .
 
 وقوله صلى الله عليه وسلم : ( لفلان كذا ولفلان كذا ألا وقد كان لفلان )  قال الخطابي : المراد به الوارث ، وقال غيره :  المراد به سبق القضاء به للموصى له ، ويحتمل أن  يكون المعنى أنه قد خرج عن تصرفه وكمال ملكه واستقلاله بما شاء من التصرف  فليس له في وصيته كبير ثواب بالنسبة إلى صدقة الصحيح الشحيح .اه