أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري 61\1
باب " الدين يسر "
وقول النبي صلى الله عليه وسلم أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة
قوله : ( باب الدين يسر )
، أي : دين الإسلام ذو يسر ، أو سمى الدين يسرا مبالغة بالنسبة إلى الأديان قبله ؛ لأن الله رفع عن هذه الأمة الإصر الذي كان على من قبلهم . ومن أوضح الأمثلة له أن توبتهم كانت بقتل أنفسهم ، وتوبة هذه الأمة بالإقلاع والعزم والندم .
قوله : ( أحب الدين )
أي : خصال الدين ؛ لأن خصال الدين كلها محبوبة ، لكن ما كان منها سمحا - أي : سهلا - فهو أحب إلى الله . ويدل عليه ما أخرجه أحمد بسند صحيح من حديث أعرابي لم يسمه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " خير دينكم أيسره " .
أو الدين جنس ، أي : أحب الأديان إلى الله الحنيفية .
والمراد بالأديان الشرائع الماضية قبل أن تبدل وتنسخ .
والحنيفية ملة إبراهيم ، والحنيف في اللغة من كان على ملة إبراهيم ، وسمي إبراهيم حنيفا لميله عن الباطل إلى الحق لأن أصل الحنف الميل ، والسمحة السهلة ،
أي : أنها مبنية على السهولة ، لقوله تعالى
( وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم )
وهذا الحديث المعلق لم يسنده المؤلف في هذا الكتاب ؛ لأنه ليس على شرطه .
نعم وصله في كتاب الأدب المفرد ، وكذا وصله أحمد بن حنبل وغيره من طريق محمد بن إسحاق عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس وإسناده حسن . استعمله المؤلف في الترجمة لكونه متقاصرا عن شرطه ، وقواه بما دل على معناه لتناسب السهولة واليسر .اهـ