[size=3.5]الموت موت القلب
قال بعض السلف: ((واعجبا للناس، يبكون على من مات بدنه، ولا يبكون على من مات قلبه، وهو أشد)).
على ضوء هذا أن الموت نوعان:
ألأول:موت الأبدان:فهذا وان كان مصيبة كما سماه المولى تعالى فقال: ****فإصابتكم مصيبة الموت****، فانه يعم الجميع ويتساوى فيه الكل ولا يسلمون منه كما قال تعالى:****كل نفس ذائقة الموت****.
النوع الثاني:موت القلوب:وهذا أشد والمصيبة به أعظم، لان الموت الأول:يترتب عليه فساد دنيا الإنسان وانقطاعه عنها،
إما الموت الثاني:فيترتب عليه فساد الدارين، و{**ذلك هو الخسران المبين****.
جاء في الرسالة القشيرية(ص19)عن عبد الله بن خبيق انه قال: ((إنما هي أربع لا غير:
عينك،
ولسانك،
وقلبك،
وهواك:
فانظر عينك، لا تنظر بها إلى ما لا يحل.
وانظر لسانك لا تقل به شيئا يعلم الله تعالى خلافه من قلبك.
وانظر قلبك لا يكن فيه غل ولا حقد على أحد من المسلمين.
وانظر هواك لا تهوى به شيئا من الشر.
فإذا لم يكن فيك هذه الأربع من الخصال، فاجعل الرماد على راسك فقد شقيت!!!!!!)).
وقال ابن مسعود-رضي الله عنه-: ((اطلب قلبك في ثلاثة مواطن:
عند سماع القران،
وفي مجالس الذكر،
وفي الخلوة،
فان لم تجده في هذه المواطن فسل الله-تعالى-إن يمن عليك بقلب فانه لا قلب لك!!!!!)).الفوائد لابن القيم(14.
من علامات موت القلب، أو شدة مرضه:
إقباله على الدنيا،
وأدباره عن الآخرة.
ذكر القرطبي-رحمه الله- في التفسير(13\130)عن الزهري-رحمه الله-، -انه-قال: ((كان عمر بن عبد العزيز-رحمه الله-إذا أصبح امسك بلحيته، ثم قرأ:****افرايت إن متعناهم سنين.ثم جاءهم ما كانوا يوعدون.ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون****.ثم يبكي ويقول:
نهارك يا مغرور سهو وغفلة**وليلك نوم والردى لك لازم
فلا أنت في الإيقاظ يقظان حازم ولا أنت في النٌوَام ناج فسالم
تُسَرُ بما يفنى وتفرحُ بالمنى كما سُر باللذات في النوم حالم
وتسعى إلى ما سوف تكره غبه
كذلك في الدنيا تعيش البهائم)
[/size]