ما حكم وضع خرقة على نعش الميت مكتوب عليها بعض آيات القرآن ؟
العلامة الشيخ العثيمين "رحمه الله "
السؤال :
ما حكم وضع خرقة على نعش الميت مكتوب عليها بعض آيات القرآن ؟
الجواب :
( أولا : النعش إن كان الميت مرأة ، فمن أحسن ما يكون ما يفعله كثير من الناس اليوم ، يجعلون على النعش قبة حتى ينستر بدن المرأة ، و هذا معروف من عهد السلف الصالح .
و إما إذا كان رجلا فيُغطى بكساء ، لكن هل نغطي هذه القبة ، و نغطي الميت بخرقة فيها كلام الله تعالى ؟!
الجواب : لا ، لا نغطيه لسببين :
السبب الأول : أنّ هذه التغطية لا تخلو من اعتقاد ، و هذا الاعتقاد هو :
أنّ الميت ينتفع بها أبدا ، لأن انتفاع الميت بالشيء لابد أنّ يكون له دليل من الكتاب و السنة ، و لا دليل من الكتاب و السنة على أنّ هذا الميت ينتفع بخرقة توضع عليه .
ثانيا : أنّ في وضع هذه الخرقة التي فيها أعظم آية في كتاب الله تعالى ، أو فيها سورة تعدل ثلث القرآن ، يُغطّى بها الميت ، و تكون حذاء قدميه ، لا شك أنه امتهان لكلام الله تعالى ، و أنّ الذين يفعلون ذلك آثمون ممتهنون لكتاب الله عزوجل ، كيف يليق بالمسلم أن يرى آية الكرسي و قد لُفّت بها قدم الإنسان ؟!!
و الله لو أن رجلا حيا – و الحي أكرم من الميت- لُفّت قدمه بآية الكرسي لانتقده كل أحد ، فكيف و هو ميت ؟!!
و أقول لكم : إن الحي أعظم حرمة من الميت ، أقول هذا ، لأنّ هكذا قال العلماء.
لو أنّ رجلا حيا اضطر لأكل ميت – و هذه ربما تقع- ربما يكون رجلان مسافران ، أدركهما الجوع ، فمات أحدهما قبل الآخر ، و بقي الآخر إن لم يأكل من صاحبه هلك!
هل يأكل أو ما يأكل؟!
يأكل ، لأنّ حرمة الحي أعظم من حرمة الميت.
فأقول : كيف يليق بالإنسان ، كيف تطيب نفسه أنْ يرى كلام الله عزوجل ملفوفا به رجل ميت؟!!
هذا غير لائق ، و لا يجوز ، سبحان أو : "قل هو الله أحد" ، يُلَف بها الميت!
فصار هذا مبنيا على عقيدة فاسدة ، ما هي العقيدة؟!
اعتقاد أنّ الميت ينتفع و هو لن ينتفع.
الثاني : أن فيه امتهانا لكلام الله ، أنْ تُلَفَّ القدم بالقرآن الكريم ! الله المستعان.)اهـ.
فتاوى الحرم المكي. شريط(2) وجه ب.
العلامة الشيخ العثيمين "رحمه الله "