موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > أقسام المنابر الإسلامية > منبر التزكية والرقائق والأخلاق الإسلامية

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 20-03-2010, 10:22 AM   #1
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي ريحَانَةُ القُلُوْب


ريحَانَةُ القُلُوْب

بدر الحسين


السعادة

السعادة ريحانةُ القلوب، ومطلبُ الخلائق المنشود، ومركب النور المتلألئ الذي يوصل النفوسَ إلى شواطئ الأمان، وصدى عبارات التفاؤل التي تخطُّها أقلام المخلصين على سطور الحياة فتعمرها بالأمل، وتزينها بالإشراق، وتُلبسها قلائدَ الجمال الفاتنة.

السعادة مجدٌ شامخٌ، تحيك خيوطَه المتماسكة السجايا الحميدةُ، التي تثمر محبة الإنسان وخالق الإنسان.

السعادة سكينةُ النفس وطمأنينتها، ونقاءُ السريرة وروعتها، وطُهْرُ القلوب ونُبلها، وتمنِّي الخير للناس، وتحرِّي الإخلاص في الأفعال والأقوال.

إن أعذب ينابيع السعادة، وأصفى مواردها، تلك التي تنبثق من طاعة الخالق - عز وجل - قال تعالى: **مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ** [النحل: 97].

ليست السعادة محطةً نستريح فيها، أو شاطئًا جميلاً نستجم عنده؛ ولكن السعادة شعورٌ بالرضا يغذي القلوبَ المؤمنة ما كرَّ الجديدانِ.

ما أسماها من سعادةٍ عندما نمنحها للآخرين، عندما نتقاسمها مع الآخرين!

السعادة أنفسُ من أن تُشترى بمالٍ، وأسمى من أن تمتلك بجاهٍ أو سلطانٍ، وأبْلغُ من أن تُنال بكلماتٍ معسولةٍ، وأشعارٍ متكلفةٍ، وأكبرُ من أن توجد في الولائم المدهشة، والأطعمة والأشربة اللذيذة، وأعزُّ من أن تنال بتشييد القصور والزواج من الحسان.

ورحم الله الحطيئة إذ يقول:
وَلَسْتُ أَرَى السَّعَادَةَ جَمْعَ مَالٍ وَلَكِنَّ التَّقِيَّ هُوَ السَّعِيدُ
وَتَقْوَى اللَّهِ خَيْرُ الزَّادِ ذُخْرًا وَعِنْدَ اللَّهِ لِلأَتْقَى مَزِيدُ

لقد تفنَّن المغالون في حبِّ الدنيا، والمبتدعون في تمجيدها وتقديسها في الحصول على السعادة، فأبتْ أن تمكِّنهم من حقيقتها؛ ولكنها قدَّمت لهم صورتَها.

وما أثَرُ صورة السعادة تلك إلا كصورة الشمس التي يرسمها الرسامون على القراطيس، إذ تبدو جميلةً بشكلها الدائري، وألوانها الزاهية؛ ولكنها لا تحمل من حقيقة الشمس شيئًا.

أعمَلَ العباقرةُ والأثرياء والعظماء من ذوي الجاه والكنوز عقولَهم للحصول على السعادة، فهربتْ منهم، ولم تعبأ بهم، وأدارتْ لهم ظهرها؛ لتسكب وَدْقَها طمأنينةً وأنسًا في قلوب العابدين والمصلحين، ومربيات الأيتام وكافلي المعوقين، والصابرين على البلايا، والعاكفين على الإبداع والعطاء والاستزادة من العلم النافع.

حطَّتِ السعادة بروعتها في قلوب المؤلِّفين الذين يؤلفون بين القلوب والقلوب، وليس بين السطور والسطور، أو بين العبارات المفسدة والصور الهدامة.

أيُّ سرٍّ في السعادة وأي لغزٍ فيها؟! تتوقع وجودها في القصور الفارهة؛ ولكنها تفضل سكنى خيام الرعاة وأكواخ البسطاء، وتغفو فوق خيامهم الحالمة!

تنأى عن قلوب السلاطين والملوك، وتتلذَّذ في المُكوث في قلوب من لا يجدون في بيوتهم قوتًا لغدهم؛ غيرَ أن أقواتهم قد تحرَّوا فيها الحلال، وثيابًا غير ثيابهم التي يلبسونها إلا أنها تدفئ، وتستر، وتزين الجسوم؛ لأنهم حاكوها بأناملَ متوضئةٍ مخلصةٍ.

السعادة كينابيع المياه العذبة، التي تهرب من الأرض اللينة الخصبة، لتتفجر من أصلب الصخور، ومن أقسى الحجارة، وكالنجاح الباسم الذي لا ينال إلا بإخلاص النية لله - عز وجل - وكدِّ الذهن، وإعمال العقل، وتسخير الجوارح، وطرْق أبواب الظفر، وخوض كل الصعاب في سبيل تحقيقه.

السعادة بريقٌ ساطعٌ، ترسله العيون الحالمة، عبر كل نظرةٍ حانيةٍ إلى الكون، وخالق الكون، ومن في الكون.

السعادة أندى من نسيم الفجر، وأنقى من سنا الأصيل، وأشهى من المنِّ والسَّلْوى.

قمة السعادة تكمن في فهم الإنسان لحقيقة الحياة الفانية، وسرمدية الحياة الآخرة.

السعادة تتأتى للإنسان عندما يتحرر من عبادة الهوى، وعبادة المال.

إن أناسًا تعصف بهم نوائبُ الدهر، ويدير لهم ربيع الحياة ظهرَه، ولكنهم سعداء من الداخل؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن لم يكن بك غضبٌ عليَّ، فلا أبالي، لك العتبى حتى ترضى))[1].

وإن أناسًا رمتِ الدنيا بحظوظها وسَعَتِها، وألَقِها ورغدها بين أيديهم، ما تذوَّقوا طعم السعادة؛ لأنهم يعيشون لذواتهم وأبنائهم وأزواجهم، وغاب عنهم أن السعادة تكمن في العطاء، وليس في الأخذ.

"السعادة في التضحية وإنكار الذات، وبذل الندى وكف الأذى، والبعد عن الأنانية والاستئثار"[2].

السعادة سلوة خاطرٍ بحق يحمله، وانشراح صدرٍ لمبدأٍ يعيشه، وراحة قلبٍ لخيرٍ يكتنفه"[3].

وقال سومرست موم: "ننشأ وفي اعتقادنا أن السعادة في الأخذ، ثم نكتشف أنها في العطاء"[4].

وقال أوغوست كونت : "لكي تحتفظ بالسعادة؛ يجب أن تتقاسمها مع الآخرين"[5].

وقال عباس محمود العقاد: "أعطني بيتًا سعيدًا، وخذ وطنًا سعيدًا"[6].

ويقول سنيكا: "لا سعادة تعادل راحة الضمير"[7].

وقال راندل: "ازرع البسمة في وجهك، تحصد السعادة في قلوب الناس"[8].

عرف إبراهيم بن الأدهم - رحمه الله - حقيقة السعادة، فوجَّه حبَّه وقلبه ونفسه ومشاعره للخالق، فأسكن الخالقُ في قلبه نفحةً من نفحات السعادة، وقطرةً من بحرها الكبير، فقال: "لو علم الملوكُ وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم، لجالدونا بالسيوف"[9].

إن الألم ليتحول إلى سعادةٍ عندما نتقاسم أعباءه.

ويقال - كما ورد في "لسان العرب" - إن ميسون البحدلية، زوج معاوية بن أبي سفيان، حنَّت ذات يومٍ إلى بيئتها الصحراوية، على الرغم من القصر الفاره الذي كانت تسكنه في أحضان طبيعة الغوطة الساحرة في الشام، ومع ذلك نجدها تعبر عن عدم سعادتها وتقول:
لَبَيْتٌ تَخْفِقُ الأَرْوَاحُ فِيهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ قَصْرٍ مُنِيفِ
ولُبْسُ عَباءَةٍ وَتَقرَّ عَيْنِي أَحَبُّ إِليَّ مِنْ لُبْسِ الشُّفُوفِ
وَأَكْلُ كَسِيرَةٍ فِي رُكْنِ بَيْتِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَكْلِ الرَّغِيفِ
وأَصْواتُ الرِّياحِ بكُلِّ فَجٍّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَقْرِ الدُّفُوفِ
وَكَلْبٌ يَنْبَحُ الطُّرَّاقَ دُونِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ هِرٍّ أَلِيفِ

وعرَف السعادةَ أبو هريرة - رضي الله عنه - عندما لازَمَ خيرَ الخلق، وحبيب الحق، محمدًا - صلى الله عليه وسلم - ومما رواه عنه في ذلك: "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لأنْ أقولَ: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، أحبُّ إليَّ مما طلعت عليه الشمس))[10].

ويقول المنفلوطي: "أسعد الناس في هذه الحياة من إذا وافتْه المنية، تنكَّر لها، ونظر إليها نظرة المستنير بها، وترقَّب في كل ساعةٍ زوالها وفناءها، فإن بقيت في يده، فذاك، وإلا فقد أعدَّ لفراقها عُدَّته من قبل"[11].

ويقال: إن علامة السعيد أربعٌ: إن أُعطي شكر، وإن ابتُلي صبر، وإن قال صدق، وإن حكم عدل"[12].

وختامًا أقول: السعادة الدافئة تلك التي تُجنى من برِّ الوالدين وطاعتهم، وزرع البسمات الدائمة فوق وجوههم.

السعادة الحقة ثمرةٌ من ثمرات إخلاص النية لله في كل قولٍ أو فعلٍ يقوم به الإنسان في الحياة الدنيا، فطوبى للسعداء.

ــــــــــــــــــــ
[1] "الرحيق المختوم"، صفي الرحمن المباركفوري، ص: 114.
[2] "حتى تكون أسعد الناس"، د. عائض القرني، ص: 26.
[3] "لا تحزن"، د. عائض القرني، ص: 302.
[4] "موسوعة روائع الحكم والأمثال والأقوال المأثورة"، حسين علي الطويل، ص: 227، 228، 229.
[5] "موسوعة روائع الحكم والأمثال والأقوال المأثورة"، حسين علي الطويل، ص: 227، 228، 229.
[6] "موسوعة روائع الحكم والأمثال والأقوال المأثورة"، حسين علي الطويل، ص: 227، 228، 229.
[7] "موسوعة روائع الحكم والأمثال والأقوال المأثورة"، حسين علي الطويل، ص: 227، 228، 229.
[8] "موسوعة روائع الحكمة والأقوال الخالدة"، د. روحي البعلبكي، ص: 339.
[9] "البداية والنهاية"، ابن كثير، ج10، ص: 138، و"الزهد الكبير"، للبيهقي رقم 80، و"تاريخ دمشق"، لابن عساكر، ج6، ص: 366.
[10] "الكلم الطيب"، ابن تيمية، ص: 20.
[11] "الأعمال الكاملة"، مصطفى لطفي المنفلوطي، ص: 35.
[12] "العالم والمتعلم"، الترمذي، ص: 34.
 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 21-03-2010, 08:02 AM   #2
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

كلمات جميلة وموضوع يستحق التوقف عنده

ولكن السعادة سراب يسعى ابناء الدنيا لنيلها
ولكن هيهات ..ما هي الا سراب سرعان ما نكتشف انه وهم لا حقيقة

برأي السعادة ليست في الدنيا ...لكن في كل ما يزهد فيها ويقربك للآخرة ..

فالسعادة ..مشاعر آنية لحظية وقتية سرعان ما تزول ولا يبقى اثرها ...

قد يكون هناك وجه آخر للسعادة برأي وهو (الرضى )بما قسمه الله لنا
وان نستشعر نعمه علينا دائماً وأبداً ...

بارك الله فيك مشرفتي المبدعة ...والتألقة دائماً

لا حرمنا الله من مشاركاتك المتميزة دائماً

جزاك الله كل خير

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 21-03-2010, 09:06 AM   #3
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وإياكِ ..اللهم آمين ...

وفيكِ بارك الله أختي الحبيبة الحال المرتحل

سررت بإطلالتكِ العطرة ومروركِ المميز وجميل قولكِ

وأحسنتِ لمداخلتكِ الرائعة

رزقكِ الله أعلى عليين ونزل الصديقين


في حفظ الله ورعايته
 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 21-03-2010, 12:26 PM   #4
معلومات العضو
البلسم*
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

السعادة الحقة ثمرةٌ من ثمرات إخلاص النية لله في كل قولٍ أو فعلٍ يقوم به الإنسان في الحياة الدنيا، فطوبى للسعداء...

بارك الله فيكم أختي أم سلمى...كلمات رائعة...

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 21-03-2010, 12:32 PM   #5
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وفيكِ بارك الله أختي الحبيبة البلسم

سررت بإطلالتكِ العطرة ومروركِ المميز وجميل قولكِ

وأحسنتِ لمداخلتكِ الرائعة

رزقكِ الله أعلى عليين ونزل الصديقين


في حفظ الله ورعايته
 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 03:51 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com