حينمـا التقيت جدتي ..!
"
اتيتها زائره من سفر
وطول غياب..
ودٌ وولــه وسلام
بعد وصْال طاله الفتر
اخبروها بمقدمي
أقبلت مستبشرة..
ووقفت حيرى
تنتظر يقين الخبر
فكم طال انتظارها
وكم نخلف الوعد
فتعود بقلب كسر
حاولتُ ربط جأشي
بحبس أدمعي فلا مفر
فماأن رأيتها الا
واغروقت عيناي
من وقعة اللقاء المنتظر
ترمقني بنظرات ملأها اللهفة
يعتريها شوقٌ دفين
تحملني على البكاء لحظة
فاتجرع عبرتي
اتصامد بصبر
أأنا الحفيدة التي تنتظر ؟
اتراني كبرت ؟
فما تذكرني ؟
ام ماذا ؟
اصدقوني يابشر..
لم يطل صمتنا
لارتمي بين حناياها
اطلب الصفح
وارجوا منها العذر ..
فضمتني اليها بحنان
تتمتم بصوت وأنين
يفتت الصخر
احضانها ينابيع عطف
وعيناها انهار تنساب ..
ذاقت صنوف الدهر
ووجه رغم تجاعيد السنين
ارتسمت عليه
ملامح الحب والطهر
وضفائر ابصرتها
يفوح منها المسك العطر
وراحة كفيها مخضبة
تحكي الايام والصبر
ومسباح بين يديها
تردد فيه تراتيل الفجر
ايا جده .. ايا جده
اتيتك لا أحمل الا لهفة
وشوقـا في الاعماق
وروح تأن من وجع
وجرح لايستقر
فاحتضنتني بدمع
وقلب حزين
هي مثلي تعاني الفقد
بل أشد قهر..
بيدا أنها تأبى ان تفضي
تُسِّر الوجد
تجيد الكتمان..فلا تُظهر
لله درهـا من أمُّ عطوف
تمنح الحب فلا ترجي
جزية او فخر..
تأمل دعوة بظهر غيب
تنجيها عذاب قبر..
رحماك ربي لاسواك ارجوا
عفوا منك ومغفرة
وجنة تجري ذات نهر ..