وضع الضحك بحذاء الحياة، ووضع البكاء بحذاء الموت، والضحك أكمل من البكاء، ولذلك يضحك الله سبحانه وتعالى ضحكاً يليق بجلاله.
والضحك موقعه من سرور النفس عظيم، ومن مصلحة الطباع كبير، وهو شيء من أصل الطباع، وفي أساس التركيب؛ لأن الضحك أول خير يظهر من الصبي، وبه تطيب نفسه، وعليه ينبت شحمه، ويكثر دمه الذي هو علة سروره، ومادة قوته، والعرب لفضل الضحك تسمي أولادها: الضحاك والبسام وطلق المحيا، وقد ضحك عليه الصلاة والسلام، ولكن للضحك موضع ومقدار ونسبة وحد وحال ومقال، إذا تجاوزها ذم وإذا تعداها منع، والضحك جمام للروح، وراحة للقلب، ونزهة للنفس، يجدد النشاط، ويبعث على الأمل، ويزيد في الطاقة، ومعاودة العمل، وهو أشبه شيء بالجمال والفأل الحسن والبشرى، فهو شبيه بالفجر إذا تنفس، والبرق إذا لمع، والشمس إذا سطعت، والقمر إذا أضاء، والنجوم إذا لمعت، والزهر إذا تفتق، وهو يدل على سعة البال، ورحابة الصدر، وطول النفس، وقوة التحمل، وقلة الاكتراث، وفراغ الخاطر، وهو للمجهود كالبلسم، وللمتعب كالدواء، وللمهموم كالمسكن، وهو رفيق حسن الظن والتفاؤل، وعظيم الرجاء والرضا بالقضاء، والفرح بالمقدور.
وأما البكاء فيكون صالحاً للطبائع، محمود المغبة، حسن العاقبة، إذا وافق الموضع، ولم يجاوز المقدار، ولم يعدل عن جهة، وهو دليل على الخشية، والبعد عن القسوة، وهو من الوفاء، وشدة الوجد على الأولياء، وحفظ العهد للأصفياء، وهو من أعظم ما تقرب به العابدون، واسترحم به الخائفون، فإن كان من خوف الجليل، أظل صاحبه تحت عرشه الظليل، وإن كان لتذكر عذابه حرم عينه على عقابه، وقد لام الله من قرأ كلامه ولم يبك، فقال: ((أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ)).
والبكاء على الدنيا وذهابها دليل على الخور، وعلامة على الشح، وبرهان على اللؤم؛ لأن الدنيا أخس من أن يبكى عليها، وأحقر من أن يحن القلب إليها، قال الشاعر:
بسم اله الرحمن الرحيم
السلا م عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله عنا خير الجزاء أخى فى الله(الحال المرتحل)
واذكرك اخى بصيام تاسوعاء وعاشوراء السبت والأحد القادمين
لاتنسانى من الدعاء
السلا م عليكم ورحمة الله وبركاته