بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بلغنا رمضان و الصلاة و السلام على خير خلق الله أجمعين , أما بعد :
معاشر الأحبة بالأمس القريب استقبلنا شهر رمضان المبارك وعما قريب سوف نودعه , فهل قمنا بحق هذا الشهر حق القيام ؟؟؟
الآن نحن في أفضل ليالي العام على الإطلاق وغدا سوف تنتهي هذه الليالي الكريمات, فهي ليالي معدودات .
فينبغي علينا أن ننتهز هذه الفرصة التي قد لا تتكرر و هذا الموسم الذي قد لا يتعوض .
و ينبغي للمؤمن أن يسارع في هذه الليالي إلى الطاعات و يحذر السيئات و يجتهد في أداء ما افترضه الله عليه لاسيما الصلوات الخمس فإنها عمود الإسلام و أعظم ما افترضه الله على عبادة بعد شهادة ان لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم , فالواجب على كل مسلم و مسلمة المحافظة عليها و أداؤها في أوقاتها بخشوع و طمأنينة و من أهم واجباتها في حق الرجال أداؤها في الجماعة في بيوت الله .
و الملاحظ على بعض المسلمين أصلحنا الله و إياهم أنهم يتأخرون و يتخلفون عن صلاة الظهر و العصر في شهر رمضان و العذر في ذلك السهر , و على ماذا يسهرون ؟؟؟؟
عبد الله لا يراك الله أو احد ذويك على معصية أو على مسلسل ساقط أو على معصية تسخط الله سبحانه و تعالى .
هذه الليالي فيها ليلة القدر, ليلة ذات قدر و مكانه ,كيف لا و هي خير من ألف شهر قال تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر. وما أدراك ما ليلة القدر. ليلة القدر خير من ألف شهر. تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر. سلام هي حتى مطلع الفجر), من قامها إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه كما قال عليه الصلاة و السلام .
كان عليه الصلاة و السلام يعتكف في هذه الليالي حتى مات, كان يلزم المسجد للطاعة يتحرى ليلة القدر, كانت تضرب له قبة بالمسجد, فيلزم الطاعة و يعتزل الناس عليه الصلاة و السلام .
عباد الله سارعوا في هذه الليالي إلى التوبة النصوح ( يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا ) و قال تعالى : ( وتوبوا إلى الله جميعاً أيه المؤمنون لعلكم تفلحون) .
و السعيد في هذه الليالي من يتغير إلى الأحسن , هذه الليالي مدرسة يألف فيها العبد الطاعة و البعد عن المعصية يألف فيها قيام الليل وقراءة القران وكف اللسان عن القيل والقال .
ولا تنسى عبد الله أن النبي صلى الله علية وسلم كان أجود الناس وكان أجود مايكون في رمضان عليه الصلاة و السلام , فانفق في سبيل الله ( وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ ( و قال تعالى : ( إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ( 29 ) ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور )
اسأل الله لنا و لكم التوفيق و السداد و القيام و الصيام إيمانا و احتسابا انه على كل شي قدير و صلي اللهم و سلم على سيدنا محمد و على آله و صحبة أجمعين
تحذير الغافل و تذكير الناسي !!!!
