الـفـرق بـيـن ( الـبـديـهـة ) ... و( الارتـجـال ) !
قال علي بن ظافر الأزدي في ( بدائع البدائه : 8 - 9 ) بتحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم :
الارتجال , هو أن ينظم الشاعر ما ينظم في أوْحَى [ أي : أسرع ] من خطف البارق , واختطاف السّارق , وأسرع من التماح العاشق , ونفوذ السهم المارق , حتى يُخال ما يعمَل محفوظًا , أو مرئيًّا ملحوظًا , من غير حاجة إلى كتابة , ولا تعلّل بتقفية . ......
والبديهة أن ينزل عن هذه الطبقة قليلًا , ويفكّر مُقْصِرًا لا مطيلًا , فإن أطال ذو البديهة الفكرة انعكست القضية , وخرجت من حدّ البديهة إلى حد الرويّة , وعند ذلك تقصر نهضة الاعتذار , عن بلوغ ذلك المقدار , إذ المرتجل والباده يُقنع منهما بالردئ اليسير , ولا يقنع من المروِيّ إلا بالجديّد الكثير , وكفاك في ذكرهما قول ابن المعتزّ :
القول بعد الْفِكْر يُؤمَنُ زَيْغهُ شتّان بين رويّةٍ وبَدِيهِ
. انتهى
قال ماجد :
فتحصّل من هذا أن الارتجال خالٍ من الفكرة , ثم هو أسرع من البديهة , وإن كان بينهما تقارب في الاشتقاق كما قرّره المصنّف في فصل سابق .
ويرى البعض أن الارتجال لا يخلو من البديهة . مصطلحات نقدية لمحمد عزام ص 92 .