قال تعالى : (( لَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ )) [ الإسراء:36] وقال الحق سبحانه : (( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )) [ق:18]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قالَ : (( كفى بالمرءِ كَذِباً أنْ يُحدِّثَ بِكُلَّ ما سمِعَ)) رواه مسلم.
وعن سَـمُـرة رضي الله عنـه قال: قال رسول الله صلى الله عليـه وعلى آله وسلم: (( مَنْ حدَّثَ عنِّي بحديثٍ يرى أنَّه كذبٌ فهو أحدُ الكاذبيـن )) رواه مسلم.
قال العلامـة العثيمين رحمه الله رحمةً واسعـة:
" (( كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع)) يعني أن الإنسان إذا صار يحدث بكل ما سمع من غير تثبت وتأن, فإنه يكون عرضـة للكذب, وهذا هو الواقع ولهذا يجيء إليك بعض الناس يقولون: صار كذا وكذا, ثم إذا بحثت وجدتَ أنه لم يكنْ, أو يأتي إليك ويقول: قـال فُلان كذا وكذا, فإذا بحثت وجدتـه لم يقلْ, وأعظـم شيء أن يكون هذا فيما يتعلق بحكم الله وشريعـته, بأن يكذب على الله فيقول في القرآن برأيـه, يفسـر القرآن بغير ما أراد الله أو يكذب على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كذا, وهو كاذب, أو ينقل حديثاً يرى أنه كذب وهو لم يكذبـه ولكن يقول: قال فلان كذا وكذا عن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو يرى أنه كذب فإنـه يكون أحد الكاذبين كما بيّن ذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم"
ثم قال رحمـه الله : " والحـاصل أنه يجب على الإنسـان أن يتثبت فيما يقول ويتثبت فيمـن ينقل إليه الخبر, هل هو ثقـة أو غير ثقـة كما قال الله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ )) [ الحجرات: 6 ], ولاسيما إذا كثرت الأهواء وصار الناس يتخبطون ويكثرون القيل والقال بلا تثبت ولا بيّنـة, فإنـه يكون التثبّت أشد وجوباً, حتى لا يقع الإنسـان في المهلكـة. والله الموفق" انتهى كلامـه رحمـه الله.
منقوول