عذرا يا قلمي ويا وريقاتي ..
لقد حملتكما اكثر مما تستحقان من الآهات والأنات ..
حتى ضقتما من كثرة الشكوى والحزن ..
فما عادت حروف الحزن حروفكما..
وها انتما على مكتبي ..
تنتظران ابتسامة ترتسم على محياي ..
لاكتب اول حروفي السعيدة ..
ولكن من اين لي بالسعادة؟؟
والقلب موجوع
والعين لم تكف عن الدموع ..
ايها القلم ..رفقا بقلب محطم لا يجد صديقا غيرك يسمع شكواه دون ضجر ..
وانت ايتها الاوراق ..صبرا ..
واحملي بعضا من أسراري فلا أئتمن غيرك عليها..
قلمي العزيز ...لقد كنت تستمد مدادك من دموعي ....
فلم نفذ المداد؟؟هل جفت دموعي؟؟بعد ان طال الرحيل؟؟
وانت يا وريقاتي ..قد كنت تحملين بين سطورك اوجاع روحي ..
فلم اعد ارى تلك المسافات بين السطور ..
فهل زالت الاوجاع ؟؟ولا سبيل لها الى زوال؟؟
ارغمتني يا قلمي ذات يوم على الامساك بك..
لاكتب جراح قلبي على وريقاتك. .
فهل اندملت تلك الجراح؟؟
وكيف لها السبيل للشفاء ..بعد ان عز الدواء؟؟
امسكت بك بالامس فأبيت ..وادرت لي ظهرك
لم العناد!! وانت تعرف ان لا ملجأ لي للبوح بأسراري الا لك..
وانت يا اوراقي..هل نفذت سطورك ..
هل كانت كلماتي ثقيلة عليك ..
وهل حملتك عذابا لا قبل لك به؟؟
ما عدت احتمل الكتمان ..
بعد ان علمتني يا قلمي الصراخ والبكاء ..على سطورك الذهبية ..
انت رفيقي الوحيد في عالم الاحزان السوداء
وانت رفيقي بعد ان فقدت الاحباب ..
ان لم تكن انت من امتنع عن الكتابة
فهل نسيت انا طريقة الامساك بك؟؟
هل نسيت الكتابة؟؟
ام ان حروفي تاهت في تلك الدروب المتشابكة
ولم تجد سبيلا للعودة الى وريقاتك
ام هل ضقت ذرعا ونفذ صبري او سئمت؟؟
ارأفا بحالي ..فلربما يأتي ذلك اليوم الذي تنتظرانه
..فتختفي كلماتي مع اختفائي ..
وتمحى حروفي ..وتذوب في بحر الكتمان