،،،،،،
الأخت الفاضلة ( mmnn ) حفظها الله ورعاها
لا يليق بنا إلا أن نحتفل بقدومكم وانضمامكم لأسرة المنتدى ، فنقول :
بكم في منتداكم ( منتدى الرقية الشرعية )
احدى الصروح الرائدة المتواضعة في عالم المنتديات الصاعدة
والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة
ونتمنى لكم فيها قضاء أسعد الأوقات وأطيبها
ونحن بانتظار إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .
ونتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم.
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه ، وجنبكم مايبغضه ويأباه .
مع أمنياتي لكم بالتوفيق
أما سحر التخييل فإليكم تفاصيله :
أثبتت النصوص القرآنية والحديثية هذا النوع من أنواع السحر :
- الدليل من كتاب الله عز وجل :
قال تعالى في محكم كتابه :
[align=center]( قَالُوا يَامُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِىَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ * قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ * وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِىَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ * وَأُلْقِىَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا ءامَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى َوهَارُونَ )[/align]
[align=center]( الأعراف – 115 ، 122 )[/align]
وقال تعالى :
[align=center]( قَالُوا يَامُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِىَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى * قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى )[/align]
[align=center]( طه – الآية 65 ، 66 )[/align]
قال الطبري : ( وذكر أن السحرة سحروا عين موسى وأعين الناس قبل أن يلقوا حبالهم وعصيهم ، فخيل حينئذ إلى موسى أنها تسعى ) ( جامع البيان في تأويل القرآن - 8 / 433 ) 0
- الدليل من السنة المطهرة :
وقد ثبت من حديث عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت :
[align=center]( سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم ، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله 0 حتى إذا كان ذات يوم -أو ذات ليلة- وهو عندي ، لكنه دعا ودعا ثم قال : ( يا عائشة ، أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه ؟ أتاني رجلان ، فقعد أحدهما عند رأسي ، والآخر عند رجلي ، فقال أحدهما لصاحبه : ما وجع الرجل ؟ قال : مطبوب – أي مسحور - ، قال : من طبه ؟ قال : لبيد بن الأعصم ، قال : في أي شيء ؟ قال : في مشط ومشاطة ، وجف طلع نخلة ذكر 0 قال : وأين هو ؟ قال في بئر ذروان فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه 0 فجاء فقال : يا عائشة ، كأن ماءها نقاعة الحناء ، وكأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين ، قلت : يا رسول الله أفلا استخرجته ؟ قال : قد عافاني الله ، فكرهت أن أثير على الناس فيه شرا 0 فأمر بها فدفنت )[/align]
[align=center]( متفق عليه )[/align]
[align=center]وقد روي مثل ذلك الحديث عن أم المؤمنين - رضي الله عنها - بأسانيد مختلفة 0[/align]
قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( قال المازري : - عن إنكار بعض المبتدعة لهذا الحديث - وهذا كله مردود ، لأن الدليل قد قام على صدق النبي e فيما يبلغه عن الله تعالى وعلى عصمته في التبليغ ، والمعجزات شاهدات بتصديقه ، فتجويز ما قام الدليل على خلافه باطل ، وأما ما يتعلق ببعض أمور الدنيا التي لم يبعث لأجلها ولا كانت الرسالة من أجلها فهو في ذلك عرضة لما يعترض البشر كالأمراض ، فغير بعيد أن يخيل إليه في أمر من أمور الدنيا ما لا حقيقة له مع عصمته عن مثل ذلك في أمور الدين ، قال : وقد قال بعض الناس أن المراد بالحديث أنه كان صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه وطئ زوجاته ولم يكن وطأهن ، وهذا كثير ما يقع تخيله للإنسان في المنام فلا يبعد أن يخيل إليه في اليقظة ) ( فتح الباري – 10 / 227 ) 0
وقد ثبت من حديث عائشة – رضي الله عنها – أنها قالت :
[align=center]( سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أنه ليخيل إليه أنه فعل الشيء وما فعله )[/align]
[align=center]( متفق عليه )[/align]
قال ابن القيم : ( وفي الموطأ عن كعب قال : كلمات أحفظهن من التوراة ، لولاها لجعلتني يهود حمارا : أعوذ بوجه الله العظيم ، الذي لا شيء أعظم منه ، وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر ، وبأسماء الله الحسنى ، ما علمت منها وما لم أعلم 0 من شر ما خلق ، وذرأ وبرأ ) ( بدائع التفسير - 5 / 412 ) 0
قلت : وليس المقصود من قول الإمام مالك - رحمه الله - تعالى أن لسحر اليهود قدرة على تغيير الأمور وقلب حقيقتها التي خلقت عليها ، ولكن قد يكون القصد من الكلام آنف الذكر إما التهويل وقدرة سحرة اليهود وبراعتهم في هذا الأمر ، وإما أن يكون القصد قدرة سحرة اليهود على قلب الحقيقة في نظر الرائي دون المرئي وهو ما يسمى بسحر التخييل والله تعالى أعلم 0
يقول ابن خلدون : ( سحر التخيل هو أن يعمد الساحر إلى القوى المتخيلة فيتصرف فيها بنوع من التصرف ، ويلقي فيها أنواعا من الخيالات والمحاكاة وصوراً مما يقصده من ذلك ، ثم ينزلها إلى الحس من الرائين بقوة نفسه المؤثرة فيه ، فينظر الراؤن كأنها في الخارج وليس هناك شيء من ذلك ) ( مقدمة ابن خلدون – 498 ) 0
[align=center]( قصة واقعية )[/align]
يقول فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - حفظه الله - : ( حكى لنا بعض العامة أن ساحراً أتى إلى صاحب غنم ومعه شاه يقودها بأذنها ، وطلب من صاحب الغنم أن يعطيه بدلها كبشاً ليذبحه لرفقته ، ففعل ذلك صاحب الغنم ، فبعد أن ذهب بالكبش تبين أن تلك الشاة التي جاء يقودها كانت حشرة من دواب الأرض قد لبس بها على عين الراعي الذي ذهب في أثره حتى أدركه مع رفقته وقد ذبحوا الكبش ، فسألهم عن صاحب الكبش الذي لبس عليه ، فدلوه على الساحر فجعل يوبخه ، ثم مد يده إليه ليبطش به ، وقبض على رأسه فانقلع رأسه في يده وتعلق بحنجرته ، فذهل الراعي وهرب معتقداً أنهم من الشياطين ) ( الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة – ص 113 ، 114 ) 0
* تعريف سحر التخييل :
ويسمى كذلك " سحر التخييل " وهو عمل وتأثير يسعى الساحر من خلاله إلى قلب الحقائق ، فيرى المسحور الشيء على غير حقيقته 0
قال الدكتور محمد محمود عبدالله مدرس علوم القرآن بالأزهر : ( سحر التخييل : هو أن ترى الثابت متحركاً ، والمتحرك ثابتاً ، والكبير صغيراً ، والعكس ، والمريض صحيحاً ، وعكسه ، والقبيح حسناً 0
وخلاصته : أن الأشياء ترى على غير حقيقتها على سبيل المثال : ما رآه الناس من سحرة الزمان : الحجر طفلاً ؛ والعصا ثعباناً 0 فكل زمان له سحرة ، لكنهم يختلفون في منهجية السحر التنفيذية : يقوم الساحر بإحضار شيء يعرفه الناس ، ثم يتلو عزيمته وطلاسمه الشيطانية ؛ فيرى الناس الشيء على غير حقيقته ) ( إعجاز القرآن في علاج السحر والحسد ومسّ الشيطان – ص 85 ) 0
* أنواع سحر التخييل :
قد يأخذ " سحر التخييلات " شكلا من الأشكال التالية :
أ )- سحر تخييل بشري :
وفيه تقلب الحقائق المتعلقة بالأفراد في نظر المسحور ، فيرى الشخص على غير شاكلته سواء كان الأمر يتعلق بالصورة أو الصفة ، كأن يرى محمد بشكل أحمد ، أو أن يرى الصغير كبيرا والكبير صغيرا ، والطويل قصيرا والقصير طويلا ، وقس على ذلك الكثير من الصفات البشرية الأخرى 0
ب )- سحر تخييل حيواني :
وفيه تقلب الحقائق المتعلقة بالحيوانات في نظر المسحور فيرى الحيوان على غير شاكلته ، سواء كان الأمر يتعلق بالصورة أو الصفة ، كأن يرى القط فأرا ، أو أن يرى القط الهزيل بشكل ضخم مرعب ، وقس على ذلك الكثير من الصفات الحيوانية الأخرى 0
ج)- سحر تخييل الأمور العينية :
وفيه تقلب الحقائق المتعلقة بالأشياء العينية في نظر المسحور ، فترى الأشياء العينية على غير شاكلتها ، كأن يرى الصندوق حجرا ، أو أن يرى المسمار سيفا ، وقس على ذلك الكثير من الأمور العينية الأخرى 0
د)- سحر التخييل للانتقال من صفة بشرية أو حيوانية أو عينية لصفة مضادة أخرى :
فيرى المسحور من خلال هذا النوع من أنواع السحر الإنسان حيوانا ، كأن يرى الزوج بشكل حمار أو قرد أو أن يرى كأحد أعمدة المنزل ، وقس على ذلك الكثير للانتقال من صفة إلى صفة مضادة أخرى 0
هـ)- سحر تخييل إيحائي :
وفيه تقلب الحقائق المتعلقة ببعض الأمور بطرق إيحائية بحيث يرى الشخص وكأنه يأكل نارا ، أو يطعن نفسه بخنجر ، أو يدخل سيفا في بطنه ويخرجه من ظهره ، أو سماع أصوات تنادي عليه وتكلمه ، وقس على ذلك الكثير من الإيحاءات المختلفة 0
* أعراض سحر التخييل :
[align=center]1)- قلب الحقائق دائما في نظر المسحور ، مما يؤدي في بعض الأحيان لاعتقاد الآخرين بإصابة الشخص بالجنون 0
2)- الشرود والنظرات غير الطبيعية ، وعادة ما يلاحظ ذلك من قبل الآخرين 0
3)- كثيرا ما يلاحظ في نظرات المسحور الدهشة والاستغراب ، وهذا أمر طبيعي ، نتيجة لما يراه المسحور من قلب للحقائق والأمور 0
4)- محاولة الصدود عن الآخرين والعزلة عن الناس خوفا من قذفه بالجنون ونحو ذلك من أمور أخرى 0[/align]
هذا ما تيسر لي ، بارك الله فيكم أخيتي الفاضلة ( mmnn ) ، وحياكم الله وبياكم في منتداكم ( منتدى الرقية الشرعية ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0