موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

تم غلق التسجيل والمشاركة في منتدى الرقية الشرعية وذلك لاعمال الصيانة والمنتدى حاليا للتصفح فقط

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > الساحات العامة والقصص الواقعية > العلاقات الأسرية الناجحة وكل ما يهم الأسرة المسلمة

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 15-03-2007, 07:10 AM   #1
معلومات العضو
أبو فهد
موقوف

افتراضي ( && هل ضرب الزوجة إمتثالا للأمر الشرعي && ) ؟؟؟!!!

يضربني ولا يحترمني.. أنت السبب!

السؤال:


حياتي الزوجية بخطر،هل اطلب الطلاق!! كل المتزوجات يساعدنني
سوف ادخل بمشكلتي مباشرة.. (أنا امرأة متزوجة مند سنة ونصف تقريباً، والآن عندي طفل لا يتجاوز عمره الستة أِشهر، زوجي يكبرني بـ12سنة، ونحن الآن في إحدى الدول الأوروبية، لقد سئمت حياتي مع زوجي في بدء حياتنا كان مشاكلنا كثيرة ولكنها طبيعية، أي لا يتعدى الأمر على النقاش الحاد وبعد يومين ثلاثة ترجع الأنهار إلى مجاريها،ولكن مشكلة عن مشكلة بدأت تتطور الأمور وأصبح يقل الاحترام وأصبح زوجي يشتمني ويرفع يده علي، وحتى في حملي اذكر انه مرة ضربني، وأنا لا أخبئ عنكم أنا اعتقد أنني ضعيفة مع زوجي وانهزامية ولا تحصل المشكلة إلا أنني أسارع في المسامحة والصلح حتى ولو كنت أنا المظلومة والمجروحة، ولقد اكتشفت قبل عدة أيام! أن الرجل يكره المرأة الضعيفة ويحب القوية ذات الشخصية الواثقة من نفسها، وقلت لنفسي إذا الدي يدع زوجي يعذبني ويأخذ بالتمادي بمعاملته السيئة معي هو أنني ضعيفة ادا سوف ابدأ بمعاملة جدية ولكن صدقوني قبل أن تخطر ببالي هده الفكرة حاولت جاهدة أن اعرف ما في زوجي وان أغيره،مرة يقول لي لا أحب زوجتي ان تغلط بحقي ومرة يقول لي لا أحب الصوت المرتفع ومرة يقول لي اهتمي بطفلك ومرة يقول لي: اهتمي جداً جداً بنظافة البيت.
وأنا كل أمر يقوله لي أحاول أن افعله حتى يحسن معاملته معي لو تسمعون طريقة تكلمه معي انها خالية من كل أنواع الاحترام والتقدير والرحمة، وبعد أن فكرت بتغير نفسي من الضعيفة الى القوية أصبحت أالبه بحقوقي وبداً صوتي يرتفع بعض الشيئ وأتكلم بثقة وبإرادة، إلا أن من عدة أيام حصلت مشكلة ورفع يده علي وشتمني وأنا حاولت أن أرد بعض الضربات التي وجهها علي،ولكن ضربني أكثر، وأوجعني ثم قلت له حاول أن تعمل مند هده اللحظة بأوراق الانفصال وأنا لست صادقة مع نفسي أريده فقط ان يتحسب للأمر أن يأخد حذره مني أن يفكر أن تزوج امرأة لها كرامة، قرري كما تشاءين، ماذا افعل هل احكي لي أهلي عندما نذهب زيارة إلى بلدنا، هل أحكي لهم وتحصل المشاكل والخلافات هل ستحل المشاكل هكذا أم أخبر أهله بكل ما يجري بيننا،انه مرة عن مرة يتمادى أكثر في الكلام والضرب، هل هو متعب من مشاغل الحياة والدراسة والحدث والمسؤولية الجديدة التي حصلت في حياتنا ألا وهي طفلنا، لا ادري هل هو يراني إنني الوحيدة التي ممكن أن تتحمله ويفرغ بي كل شحنه أنا لا اريد الطلاق أريد حياة هادئة، أريد زوجا حنونا يحترمني واحترمه يكرمني وأكرمه، ونربي طفلنا تربية سليمة بعيدة عن كل أنواع الانحراف، ما هو رأيكم بالله عليكم انا انتظر وإذا كان عندكم أي اقتراح تفضلوا وساعدوني؟..)
السلام عليكم بانتظار ردودكم وأنا اعلم أنكم لن تردوني خائبة يا إخوتي في الله

اختكم في الله


الاجابة :

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
فنسأل الله تعالى أن يوفقك للحفاظ على كيان هذه الأسرة من الانهيار بسبب خلافات تتكرر يوميا بين الزوجين.

لا تخلو أسرة مهما كانت سعيدة من المشكلات، وغالباً ما تتكرر نفس المشكلة عند الكثير من الأسر. فقد تحدث مشكلة في أسرة ما لكنها تنتهي بعد ساعات ويعود الصفاء إلى جو البيت، وتحدث نفس المشكلة في أسرة أخرى فتستمر شهور وننتهي بالطلاق أو بحلول مأساوية، نتساءل ما الأسباب قد تكون الفروق الفردية من مستوى التعليم أو الثقافة أو المستوى الاجتماعي و المادي أو التصرف برفق وحب، أو بعض الناس عنده القدرة على مواجهة الصعاب، وبعضهم لا يحسن التصرف.
لكن هناك سببا رئيسياً يجعل بعض الناس عنده القدرة على مواجهة المشكلات والتغلب عليها، ألا وهو قرب الشخص من الله.
فالاستقامة على دين الله تعطي الإنسان قوة يواجه بها جميع المشكلات وليس فقط المشاكل الزوجية فقراءة القرآن والمحافظة على الأذكار تبعد الشيطان الذي هو سبب أغلب المصائب إن لم يكن كلها.
فليتفكر كل من لديه مشكلة مدى استقامته على دين الله حتى تحل المشكلة بإذن الله، وليبادر بالاستغفار والتوبة ويلتزم تقوى الله، ويقبل على طاعة أوامر الله تعالى ويحرص على التخلق بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم، مع التضرع إلى الله تعالى بالدعاء خصوصا في أوقات الإجابة، مع مراعاة آداب الدعاء، والمحافظة على الصلوات، ومحاولة زيادة جرعة الإيمان، وذلك بالتقرب إلى الله تعالى بسائر الطاعات، وحضور جلسات العلم والذكر، أو الاستماع للأشرطة المفيدة والنافعة، والبعد عن أصدقاء السوء، وتجنب المعاصي والمنكرات.
ولا تخافي من وقوع المشكلات مع الزوج، فالحياة الزوجية لا تخلو من المشكلات بل الحياة عموما لا يكون لها الطعم المحبب للنفس إلا بوجود المشكلات.
فإذا أردت حياة هنيئة تماما خالية من المشكلات والصعوبات فهذا حلم لا يتحقق إلا في الجنات نسأل الله تعالى أن نكون من أهلها.
فالمشاكل تجعل للحياة طعما وروعة خصوصا إذا خرج منها الإنسان منتصرا، ويشعر، فيشعر بالفخر والنجاح لأنه تمكن من التغلب عليها؛ لأن حل المشكلات تزيد الإنسان قوة وصلابة، وتكسبه خبرة وعقلا يتمكن من حل المشكلات مستقبلا والوقوف في وجه الصعوبات غالبا، وتمكنه من تجاوز العقبات، والصبر على المحن والابتلاءات.
فجزاك الله خيرا أختي الفاضلة على حرصك على طاعة ربك وإرضاء زوجك والحمد لله يتضح من كلامك حسن الاستعداد على الرغم من قوة الصدمة في الزوج و الجرح الأليم من بعض تصرفاته، واعلمي أن هذا الأمر ابتلاء واختبار، وأحس فيك بحبك لاستمرار الحياة الزوجية، ولكن عليك بالصبر على هذا الزوج الذي ابتلاك الله تعالى به، فمن السن الإلهية المعروفة : الابتلاء :فمِن سننِه سبحانه أن يبتليَ عبادَه ويمحِّصَهم،ثمّ يجعل العاقبة لهم، وأذكرك ونفسي: بقول الله تعالى :
(أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ لْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ لْبَأْسَاء وَلضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ ءامَنُواْ مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) البقرة:214،و بقول الله تعالى: (ألـم،أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءامَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ،وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَـاذِبِينَ) العنكبوت.
قال تعالى: (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا)، فعليكما أو علينا بالصبر والصلاة ثم تذكرِ مصيبة غيرك تهون عليكِ مصيبتك، تفكري فيمن حرمت من الزواج، أو من تتمنى الإنجاب، وفي الحديث الصحيح: (انظروا لمن هو أسفل منك ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، ذلك أجدر ألا تذدروا نعمة ربكم عليكم) رواه مسلم.
هذه مقدمة مهمة لتعرفي الحياة على حقيقتها وتعيشي الواقع , و تعلمي أن الحياة كما فيها الورود فلا بد من وجود الأشواك , و أريد منك أن تخرجي من هذه المشكلة بكمية قوية من الخبرات وأنت فعلا والحمد لله خرجت من المشكلة قوية متماسكة واكتسبت قدرات وخبرات، وتوصلت إلى بعض النتائج والأفكار وحصلت على قوة وصلابة تستطيعي أن تواجهي غيرها من المشكلات في المستقبل.
لكنك وقعت في بعض الأخطاء سأعرفك عليها وإن شاء الله ستصلي لعلاقة طيبة مع شريك حياتك لكن عليك أن تصلحي ما أفسدت.
فأولا:
أنت فهمت العلاقة الزوجية فهما غير صحيح، فهمت أنها تحدي، و مواجهة، أو توصلت أن شخصيتك الضعيفة لا تعجب زوجك، بل على العكس هو يرغب في شخصيتك الضعيفة، والرجل عموما يكره المرأة المتسلطة، ويبغض الزوجة المعاندة و يحب الزوجة المنكسرة المطيعة، أو يحب المرأة السلسة المستسلمة، إلا في حالات شاذة يحب فيها الرجل المرأة القوية وهذه الحالات تحتاج لعلاج نفساني.
فزوجك لم يستجب للحل الذي توصلت إليه بأنه يحبك قوية أو متسلطة، وازداد زوجك عنادا ودخل معك في التحدي وفي النهاية أنت الخاسرة، ولا يمكن للمرأة المستسلمة أو الضعيفة أن تتحول بسرعة لامرأة قوية أم معاندة أو متسلطة، فالذي حدث منك مجرد رد فعل فقط على ضربه لكِ.
اعتذري إذن لزوجك وان كان هو المتسبب بالخطأ، وتذكري قول الرسول صلى الله عليه واله وسلم (نسائكم من أهل الجنة: الودود، الولود، العؤود على زوجها؛ التي إذا غضب جاءت تضع يدها في يد زوجها، . قالت: هذه يدي في يدك. لا اذوق غمضاً حتى ترضى) النسائي .
ثانيا:
أرجو أن تتراجعي عن المفاهيم المغلوطة، وتتنازلي لزوجك وتتذللي له، وكما جربت حل التحدى الذي فشل، فجربي أن تقابلي زوجك بمزيد من الحب والمودة، وقدمي له الولاء والطاعة، ولا تنس أن الحياة الزوجة تقوم على المودة والرحمة، لا على المواجهة والتصدى والتحدي وقد وصف الله تعالى أخلاق المؤمنين الذين يحبهم بأنهم أذلة، قال تعالى في سورة المائدة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).
ومدح المولى سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم و الصحابة الكرام لأن الخلق السائد بينهم هو الرحمة، قال تعالى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا) الفتح.
فما بالك بالعلاقة بين الزوجين والتي تقوم أساسا على السكينة والمودة والرحمة قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم
ثالثا:
حاولي أن تبحثي عن طرق مبتكرة وحلول عملية لتجذبي زوجك إلى حبك و احترامك، اعلمي ان زوجك في حقيقته – طفل كبير – فهو يحب التشجيع، ويرغب في المدح، ويشتاق للكلمة الطيبة، بل : أقل كلمة حلوه تسعده؛ بل الكلمة الطيبة صدقة عموما كما ورد في الحديث، وورد في قول الله تعالى: (وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً) فعامليه على هذا الأساس اغمريه بكلمات الحب مثل: (حبيبي) (روحي).. وحاولي أن تمدحيه وتشكريه و تبيني له حسناته ومواقفه الرجولية وأنك سعيدة بأن الله جعله زوجا لك.
وحاولي أن تهيئى له الجو العاطفي والرومانسي ولا تحاولي صده إذا ما طلبك للفراش، تحري رضا زوجك لقول الرسول صلى الله عليه واله وسلم (أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة) رواه الترمذي.
ولا تمتنعي عن النوم معه بحجج واهية أو لخلافات مستمرة خاصة، فالعلاقة العاطفية الجنسية قد تصلح ما انكسر إضافة إلى تقديم طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: (إذا دعا الرجل امرأته إلى الفراش فلم تأته فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى الصبح) متفق عليه.
واجتهدي أن تحسني التعامل معه، ووفري له كل ما يحتاج بقدر المستطاع. ابدئي ببعض الحلول العملية مثلا :عليك وقت خروجه أن تلبيسه و تعطيره وتبخيره لقول عائشة رضي الله عنها (كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم – لإ هلاله – بأطيب ما أجد) رواه البخاري ومسلم.
وبيني لزوجك بأنك تشتاقين له في خلال اللحظات التي يغيب فيها عن البيت لينجذب لك ويشتاق إلى رجوعه بسرعة لعش الزوجية و بذلك تقوى علاقتكما.
أبهجي قلب زوجك حينما يعود من العمل بمظهرك الجميل، وابتسامتك العذبة ومنزلك المعطر المرتب وطعامه الجاهز وأطفاله بالملبس النظيف، و اجلي كل ما يضايقه من طلبات وأخبار إلى وقت غير هذا الوقت، واعلمي أن هذا الوقت هو مفتاح سعادة يومك.
امدحي أهله وأصدقائه ولا تحقريهم وأحسني استقبال ضيوفه وشجعيه على صلة رحمه ولا تحاولي التفريق بينه وبين أهله وخاصة أمه، فلا تأمني لرجل خذل والديه أو عصى أوامرهما أن لا يخذلك.
رابعا:
أنت تسرعت وطلبت الطلاق حزنا على كرامتك أو غضبا لإهانتك، ولكن عليك أن تعلمي أن الإسلام حذر المرأة من طلب الطلاق بدون سبب قوي، وإن كان زوجك يضربك، فهذا الأمر يحتاج إلى علاج، ففتشي في نفسك أولا فقد تكوني أنت السبب في انفعالاته ووصوله لدرجة من الغضب لا يملك فيها نفسه فيضربك، وعليك أن تتبعي النصائح السابقة و بأن تقابلي إساءته بإحسانك.
فاتقى غضب الله ولا تطلبي الطلاق بسبب بعض الأمور لقوله (صلى الله عليه وسلم): (أيما امرأة سـألت زوجها طـلاقاً من غير بأس ؛ فحرام عليهـا رائحة الجنة) رواه أبو داود والترمذي وغيرهما.
خامسا:
مرة أخرى لا تظني أن الحياة ستخلو يوما من الصعوبات بل لا بد فيها من الابتلاءات ومن المصائب أو من العقبات، وإذا كان زوجك فيه بعض العيوب فكلنا كذلك والكمال لله وحده، تطبعي بطبع زوجك وأطيعيه في كل شيء ولا تخالفيه إلا في معصية الله ورسوله، وافعلي ما يريد ولو كان مالا تحبين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حق الزوج على زوجته ؛ لو كانت به قرحه، أو انتثر منخراه صديداً أو دماً، ثم بلعته؛ ما أدت حقه) رواه ابن حبان و الحاكم وغيرهما. وقوله أيضاً (لـو كنـت آمر أحــداً أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها) رواه ابن حبان وابن ماجه وغيرهما.
وتذكري قول السيدة الحكيمة التي تنصح ابنتها العروس قائلها: (يا بنية، إنك خرجت من العش الذي فيه درجت، فصرت إلى فراش لا تعرفينه، وقرين لا تألفينه، فكوني له أرضاً يكن لك سماءً، وكوني له مهــادً يكن لك عمــــادً، وكونــي له أمـة يكن لك عبـــــداً، لا تلحـفي به فيقــلاك (يبغضـك)، ولا تباعدي عنه فينساك، إن دنا منك فاقربي منه، و إن نأى (ابتعد ) فابعدي عنه، واحفظي أنفه وسمعه وعينه، فلا يشمن منك إلا ريحاً طيباً، ولا يسمع إلا حسناً، ولا ينظر إلا جميلاً ) .
وابتعدي عن المقارنة بين زوجك وبين غيره، واذكري محـاسنه ولا تنبشي في عيوبه لقــول الله تعالى (وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) البقرة اية221 و تذكري قول الرسول صلى الله عليه وسلم وهو عام للرجل والمرأة ليصبر كل منهما على عيوب الآخر: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر) رواه مسلم .
وابحثي إذن عن سبب غضبه أو ضعف احترامه لك، فلماذا يغضب؟
لعل صوتك عليه مرتفع، فلا ترفعي صوتك في وجه زوجك فهذا أكره ما يكون لنفس الزوج. ولا تكثري أو لا تلحي على الطلبات التي فوق قدرته.
سادسا:
ينبغي أن تتفقا على بعض القواعد للسير عليه عموما وعند وقوع الخلاف خصوصا، و الاتفاق في حالة نشوب أي مشكلة ألا ننقلها للآخرين أو الأهل، فحاولي أن تحلي المشكلة بينك وبين زوجك دون أن يتدخل أي أحد، وإذا فشلتم فيكون التدخل في أضيق الحدود, ولا تسربي خلافاتكم الزوجية حتى للأهل، لأن المشكلة ممكن أن تتعقد.
وإذا عجزتما عن الحل يتم: تحديد طرف ثالث يتم الاتفاق عليه بينكما وتقبلا بحكمه، قال الله تعالى: (وان امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير) النساء128
وكذلك لا تفشِ سراً لزوجك، ولا تبوحِ بأسرار الفراش فتكوني من شر الناس عند الله يوم القيامة، و قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم (فلا تفعلوا؛ فإنما ذلك مثل الشيطان لقي شيطانةً في طريق، فغشيها والناس ينظرون) رواه أحمد.
ثامنا:
ساعدي زوجك على حسن معاملتك فإذا كنت تستطيعي أن تنصحيه برفق فافعلي أو قدمي لها شرائط هدية تعالج هذا الخلل في أخلاقه، أو اهديه بكتاب أو أكثر في كيفية الإحسان للزوجة، أو اطلبي _دون علمه_ ممن يؤثر فيه من الأقارب أو الأصدقاء أن ينصحه بالتلميح ويبتعد عن التصريح، وفي أثناء ذلك لا تتوقعي أن يتغير بسرعة إلى الأحسن، بل الأمر يحتاج لوقت وجهد، فاصبري واحتسبي.
وأخيرا:
فقد حصلت مشكلة مشابهة لإحدى الزوجات الصالحات وزوجها كان صالحا، وانقلب حاله، وحاولوا بعدة حلول، وفي النهاية لم ينجح إلا هذا الحل وهو الحل الأكيد وقد يكون السبيل الوحيد.
فعليك بالدعاء في جوف الليل بأن يهدي الله زوجك، فالدعاء لهذا الزوج في قيام الليل هو الأداة لتفريج الهم، وكشف الكرب، وإصلاح أموره وتهذيب حاله، فالمواظبة على الدعاء في جوف الليل مع معرفة شروط استجابة الدعاء وآدابه. هو النجاة خصوصا في أشد الظروف وفي أحلك اللحظات فركعات السحر تسكب في القلب أنساً وراحة وشفافية، فما أحوج الإنسان لخلوة بربه، ومولاه، لكي يناجيه، ويدعوه، ويتلذذ بالتعبد بين يديه، والتقرب إليه، يستمد منه العون والتأييد، يستلهم منه التوفيق، ويطلب منه حل المشكلات.
فكم من مشكلة لم نجد لها حل إلا باللجوء إلى الله وقت السحر يعني في الثلث الأخير من الليل.
فعَنْ بِلَالٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: \"عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ دَأَبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَإِنَّ قِيَامَ اللَّيْلِ قُرْبَةٌ إِلَى اللَّهِ وَمَنْهَاةٌ عَنْ الْإِثْمِ، وَتَكْفِيرٌ لِلسَّيِّئَاتِ وَمَطْرَدَةٌ لِلدَّاءِ عَنْ الْجَسَدِ \" حديث صحيح رواه الترمذي وغيره.
وقد جاء في الحديث الذي رواه البخاري ومالك ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسولنا صلى الله عليه وسلم قال: \"ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟! من يسألني فأعطيه؟! من يستغفرني فأغفر له\" فهل بعد هذا الإغراء والتشويق نتراخى ونتكاسل؟! ألسنا الفقراء إلى الله؟! ألسنا الضعفاء والمحتاجين إليه؟! إننا بأمسِّ الحاجة لإجابة الله وعطائه وغفرانه.؟
نسأل الله تعالى لنا ولكم التوفيق والسداد وأن يمنحنا جميعا القدرة على الوقوف في وجه المشكلات ومواجهة العقبات وتجاوز الصعوبات.
هذا والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

المستشار : علي بن مختار بن محمد بن محفوظ

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 15-03-2007, 07:11 AM   #2
معلومات العضو
أبو فهد
موقوف

افتراضي

ضرب الزوجة الناشز (الهدى) تغضب وتعقب!



السؤال:

السلام عليكم :عاجلة للمستشار : علي بن مختار بن محمد بن محفوظ حفظه الله لفت انتباهي استشارة منشورة بتاريخ: 26 شوال 1426 هـ: 27- نوفمبر -2005 للسائلة : اختكم في الله ((أعانها الله على ماهي فيه))
http://www.lahaonline.com/index-coun...ew&sectionid=2
حقيقة سبب إرسالي بهذه المشكلة هو إجابتك عليها واخص بها بعض النقاط الاخيرة منها فقط.. شيخي الكريم هل قرأت المشكلة كما هي وبإحساس حيادي يقف على حقيقة مكانة المرأة في الاسلام ام انه كان ردا نابعا من رغبة في اكمال هذه الحياة بأقل الاهانات والتنازلات والتي للاسف تتحمل الزوجة اغلبها؟!
هل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لو كان حيا إلى يومنا هذا وعرضت عليه مثل هذه المشكلة من رجل (يضرب) امرأته ويهينها قولا وفعلا.. هل كان عليه الصلاة والسلام سيرد بهذه الطريقة التي لا تخلو من ظلم صريح واجحاف في حق هذه المسكينة؟!
هل ضرب المرأة في الإسلام مباح؟!
هل يحق للزوج ضرب امرأته متى شاء واهانتها متى شاء وعلى الزوجة التغاضي والتذلل والاعتذار ايضا كما ذكرت يا شيخي الجليل؟!
استحلفك بالله ان تكون منصفا ولا اعني بذلك ان تدعو هذه الزوجة إلى طلب الطلاق ولكن على الاقل لا تلقي بكل الحمل عليها هي وهي فوق كل هذا المظلومة والملكومة؟!
وتقول: (ويحب الزوجة المنكسرة المطيعة، أو يحب المرأة السلسة المستسلمة، إلا في حالات شاذة يحب فيها الرجل المرأة القوية وهذه الحالات تحتاج لعلاج نفساني.. فزوجك لم يستجب للحل الذي توصلت إليه بأنه يحبك قوية أو متسلطة، وازداد زوجك عنادا ودخل معك في التحدي وفي النهاية أنت الخاسرة) هل ترى أن تقبل المرأة للزوج الذي يتجرأ ليمد يده عليها ويهينها يعد من الطاعة للزوج؟
هل هذا ما أمر الله به.. ولماذا تقول إنها ستكون الخاسرة إن هي اعترضت على هذه المعيشة الضنكة ويكفي اهانته لها!.. والله لو فعل ما فعل فهو قابل للتحمل إلا أن يصل الأمر إلى الضرب او حتى مجرد التفكير فيه؟ ما أكرمهن الا كريم وما أهانهن الا لئيم
ولا تمتنعي عن النوم معه بحجج واهية أو لخلافات مستمرة خاصة، فالعلاقة العاطفية الجنسية قد تصلح ما انكسر إضافة إلى تقديم طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: (إذا دعا الرجل امرأته إلى الفراش فلم تأته فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى الصبح) متفق عليه.
لِمَ تغض البصر عن المشاعر.. فحين يقوم زوج بضرب زوجته أو التقليل من احترامها وإسماعها ما لا تحب من القول هل تتصور كيفية هذه العلاقة الجنسية بينهم حينها؟؟ كيف تستطيع أن تضغط على كل هذه المشاعر المنهارة وتستجيب له في الفراش...؟؟ وان لم تفعل كذلك تصبح مذنبة وهو الضحية؟!
هل هذا هو الزواج الذي أمر به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟؟
هل كل الأمور تقع على عاتق المرأة حتى ان اهينت وظلمت وسحقت اسماعها بغلظة القول وبشاعة الالفاظ!
وافعلي ما يريد ولو كان مالا تحبين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حق الزوج على زوجته؛ لو كانت به قرحه، أو انتثر منخراه صديداً أو دماً، ثم بلعته؛ ما أدت حقه)هل هذا الحديث صحيح؟ وان كان صحيح فهو لا يقصد به الا الزوج الصالح الذي يكرم زوجته كما يجب قولا وفعلا.. اليس كذلك ياشيخ ؟لماذا حملت المرأة إلى جانب ماهي عليه من البلاء.. سبب كل اعمال زوجها تجاهها؟ هل اصبح كل زوج يضرب زوجته ويهينها محكوم عليه بالاعفاء سلفا ومحكوم على المجني عليها تهمة ماحدث لها؟ والله اني اصبت بالكثير الحيرة والحزن من اجابتك على هذه المشكلة خصوصا في جانب ماعلقت انا عليه
اما ما بداية اجابتك ونهايته فهو من البديهيات طبعا عند اي مشكلة او حتى من باب التقرب لله عز وجل والعلم للآخره...
أتمنى أن لا يقابل استفهامي بالغضب أو سوء الفهم من إني فتاة قوية متمردة عصبية او او...الخ من صفات هي والله غير حقيقتي بل انا ولله الحمد على دين وخلق وعلى اتصال دائم بالله عز وجل قلبا وقالبا.. والله يثبتنا على ذلك ماحيينا.. ولكن اشعر بغصة وبنوع من الظلم وقع على المرأة حين يقبل أن تضرب وتعامل هكذا معاملة ومن ثمة تحمل هي كل عبء القيام بموجبات الإصلاح التي يجب ان تقوم عليه اسرتها والزوج يصبح في هذه الحالة هو من يجب ان تفهمه الزوجة دائما وابدا وهو من يجب ان يدلل ويحافظ على مشاعره وتعمل كل ما يحبه وتنتهي عن كل مالا يحبه..وفي المقابل.. في المقابل الزوج له حرية ان يقوم بما (يحبه هو فقط) وان قصرت المرأة في شي من راحته النفسية او الجسدية فآذاها او اهانها تصبح هي السبب في ماحدث لها؟! اريد ان افهم هل حفظ الاسلام للمرأة كرامتها وكينونتها كأنثى ووكإبنة وكاخت وكزوجة وكام وكجدة ؟؟ فان كان نعم..فلماذا لم تنصف هذه المرأة حينما وضعت جل الثقل عليها في حين انها هي المتألمة؟!
واسال الله تعالى ان يوفقكم لما فيه الخير والصلاح ويجزاكم كل خير على ماتقدمونه من استشارات نافعة باذن الله تعالى
واسال الله ان يغفر لي ان كنت اغضبته في شي مما قلته
واسالكم أن تسامحوني إن كنت سببت لكم ضيقا أو إزعاجا
وبالتوفيق.

الهدى



الاجابة :

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
الأخت الفاضلة صاحبة الرد الشيق: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
جزاك الله خيرا على رسالتك اللطيفة، وعلى شكرك وثنائك ودعاءك, وأشكرك على حرصك واهتمامك، وأبشرك أن ردك لم يسبب لي أي إزعاج بل لقد فرحت لشخصيتك الإيجابية، وأفكارك المنوعة، وكنت أتمنى لو جاء رد من صاحبة المشكلة الأصلية لنعرف رأيها، وهل انتفعت بالحل أم لا؟
وأحب أوضح لك أننا حينما نحل المشكلة التي تعرض علينا لا ندعي العصمة بل نطلب من الله التوفيق والسداد والوصول للحق والصواب، ونحاول إتباع كتاب ربنا سبحانه وتعالى، والسير على هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم، وبحسب ما تعلمنا من علمائنا ومشايخنا، ومع كل هذا نعلم أن هذه الأمور غالبيتها اجتهادية، وقد نصل للحل الصواب أو الأصوب أو الأمثل، وإن وصلنا إليه ونجحنا حمدنا الله تعالى، وإلا فنرحب بأي تعليق ونفتح صدورنا لأي نقد أو تصويب، ونفرح بكل نصح أو توجيه، وإذا وقع طالب العلم منا في خطأ فنجد أنه يبادر للتصحيح، ويعلن ذلك للجميع. ويستغفر الله تعالى ويتوب إليه.
وقد تعلمت من خبرتي في حل المشكلات أن أقبل الآراء الأخرى حتى لو كانت متعارضة، فالخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، ولكن هذه المشكلة فتحتها وقرأتها مرة أخرى فلم أجد شيئا خالفت فيه الكتاب أو السنة، أو خبرات العلماء أو المصلحين في حل المشكلات الزوجية.
ومع ذلك فقد حاولت أن أكون منصفا كما طلبت في رسالتك، فعرضت الموضوع (المشكلة والحل) على طالب علم آخر غيري، وعلى خبير في حل المشكلات للتأكد من سلامة الرأي الذي ذهبت إليه، فوجدت الثناء على الحل الذي ذكرته.
واعلمي مرة أخرى أنني أحب النقد و أقبل النصائح خصوصا إذا كانت سديدة، وأرحب بالتوجيهات الرشيدة، خصوصا من شخص بعيد، أو قارئ دقيق مثلك أي ممن لا تربطني به زمالة أو صداقة أو أي علاقة، لأن النصائح ستكون خالية من المجاملات، أو مراعاة العلاقة أو الصداقات.
والحل الذي ذكرته في حل المشكلة من تفضيل مد جسور المودة والحفاظ على كيان الأسرة، وتقديم التنازل للزوج، ومحاولة معالجة الزوجة لزوجها بخطوات محددة، واستجابة الزوجة للعلاج المتواصل كل هذا مستمد من قصة أبناء آدم ويكفي قراءة الآيات لتعرفي الهدف، وتعي الدرس: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ، لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ، إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ، فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ، فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ {المائدة من 27إلى31**.
وقد استغربت من قولك: (هل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لو كان حيا إلى يومنا هذا وعرضت عليه مثل هذه المشكلة من رجل ((يضرب)) امرأته ويهينها قولا وفعلا..هل كان عليه الصلاة والسلام سيرد بهذه الطريقة التي لا تخلوا من ظلم صريح وإجحاف في حق هذه المسكينة!؟؟
هل ضرب المرأة في الإسلام مباح!..؟؟ هل يحق للزوج ضرب امرأته متى شاء واهانتها متى شاء وعلى الزوجة التغاضي والتذلل والاعتذار ايضا كما ذكرت ياشيخي الجليل ؟؟؟!)
وعليك أن تعرفي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أمر زيد بن حارثة زوج أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش (في البداية قبل زواج النبي صلى الله عليه وسلم منها لإقرار تشريع معين) أمره بالصبر والتقوى في المشكلة التي كان يعاني منها أليس كذلك؟ فمنهج النبي صلى الله عليه وسلم في حل المشكلات معروف وهو باختصار يعتمد على إيقاظ الإيمان في النفوس، والأمر بالتقوى والصبر والرضا
قال الله تعالىوَإِذْ تَقُولُ لِلّذِيَ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتّقِ اللّهَ وَتُخْفِي فِي نِفْسِكَ مَا اللّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النّاسَ وَاللّهُ أَحَقّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمّا قَضَىَ زَيْدٌ مّنْهَا وَطَراً زَوّجْنَاكَهَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِيَ أَزْوَاجِ أَدْعِيَآئِهِمْ إِذَا قَضَوْاْ مِنْهُنّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً) سورة الأحزاب
وأرجو أن تقرأي المشكلة والحل مرة أخرى لكن بحيادية وبتجرد، و أرجو أن تسألي الله تعالى أن يوفقك للوصول لأسلم الحلول وأفضل النصائح، ولكن اقرئيها هذه المرة بعين العقل لا بعاطفتك الجياشة، أو بنظرتك كزوجة أو امرأة غاضبة من الرجال بسبب ظلمهم أو اعتدائهم المتكرر بالضرب على الزوجات.
ثم بالنسبة للموضوع الذي تحدثت عنه وهو تكريم الإسلام للمرأة، وعدم ضربها أو إهانتها، فلا أختلف معك في هذا الأمر، ولكني أريد أوضح لك أن الإسلام أباح الضرب في حالة خاصة سأذكرها بالتفصيل بعد قليل في مقال مستقل، ولكن قبل ذلك أرجو أن تقرأي المشكلة وتركزي على:
لب الموضوع أو السبب الرئيس في الرسالة وستجدي أن الزوجة السائلة صاحبة الشخصية الضعيفة أو الطيبة، تحب الحياة الزوجية، و لا ترغب في الطلاق وكررت ذلك مرات، فقط تريد نصائح لتحل مشكلتها، وتسأل هل يمكنها أن تتحول لزوجة مختلفة قوية أو متسلطة، تتبادل الضرب مع زوجها، وتتحداه وتناطحه، ثم هي جربت هذا الحل ولم تنجح، فلا بد من تقديم النصائح التي أرشدتها إليها، وبينت لها أن عليها أن تبحث إن كانت هي السبب في لجوء زوجها لضربها، وقدمت لها الحلول المناسبة لتلافي وصول زوجها لهذه الحالة، ولتحافظ على كيان الأسرة من الانهيار، ولم أخجل من تقديم الأحاديث الصحيحة التي تنفر منها الزوجات لأنها تأمر بالمبالغة في طاعة المرأة لزوجها.
ثم أعطيت للزوجة بعض الحلول للوصول لقلب الزوج أو قدمت لها بعض الأساليب لسرعة العلاج مع هذا الزوج، ومنها طبعا عدم الامتناع عن الفراش واستخدام الأساليب المناسبة التي تغفلها بعض النساء أحيانا، و التي تحسن استخدامها الكثير من النساء المتدربات على كيفية قيادة الحياة الزوجية بسلاسة، واعلمي أن بعض النساء تستطيع استخدام مجموعة من الأساليب المؤثرة في امتصاص غضب الرجل، و استخدام أسلحتها الأنثوية الخارقة التي تعجل من حل المشكلات وعدم استمرارها أو تفاقمها.
وقد ركزت على ترسيخ مبدأ الهدف من الحياة الزوجية فارجعي له، وحاولت أن أبين للزوجات أن يلجأن لأساليب نسائية من تذلل وخضوع، إضافة للأسلحة الأنثى التي لا يملكها الرجل، فخير للزوجة أن تستخدم ذكاءها الاجتماعي والعاطفي، وتستخدم ما لديها من أنوثة وحنان وعاطفة وذلة وتواضع وانكسار، فستكسب قلب الرجل وحبه، بدلا من أن تتسايق معه على حب السيطرة، أو تدخل معه في سباق لقيادة الأسرة والسيطرة عليها التي هي من خصائص الرجل، فهو قائد السفينة وإذا تنازل عنها غرقت السفينة.
مع العلم أنني سبق وقد قمت بحل مجموعة من المشكلات المشابهة في بعض المواقع التي نرى فيها تأثير الحل،ونقرأ ردود الأعضاء وتحصل المداخلات التي تنصح الزوجة بالعناد وطلب الطلاق، و في كل هذه المشكلات المشابهة نصحت تقريبا النصائح نفسها، ووجدت وبحمد لله أنها هي التي نجحت، واختارت أكثر من زوجة الحل السلمي مع الزوج، بدلا من تصعيد المشكلة وفشلت الحلول التي تأمر بالتنازع على قيادة الأسرة من المرأة.
مع العلم أن المرأة تشعر بالسعادة أكثر إذا نجحت في حل مشكلة استخدمت فيه أنوثتها، أو سعت في حل المشكلة بطرق وأساليب تستخدم فيها وظيفتها التي تؤكد على أنوثتها أو شعورها بأنها امرأة.
ومن خلال قراءتي أو مشاركتي في حلول لمشكلات متشابهة، وجدت أن الأزواج عموما من رجال ونساء ينقصهم جميعا حسن التعامل وجودة العشرة، وعدم معرفة الحقوق والواجبات، أما القدرة على معالجة المشكلات فالحصيلة مرعبة، وحالات الطلاق مذهلة، و أرقام العوانس مخيفة، واستخدام الحلول السلمية معدوم، واللجوء للعنف والغضب والانفعال هو المرغوب، والتخلق بالرفق والحلم، أو التحلي بالصبر هو المهجور، والأسرة المسلمة تتعرض لعدد من الغارات المنظمة والمتواصلة من الأعداء وضعاف النفوس لأن هدم الأسر، وانهيارها، يؤدي ولا شك إلى انهيار المجتمع، الذي يعاني حاليا من التمزق الداخلي بسبب السوس الذي ينخر في عظامه، و إذا لم يتدارك المخلصون والمصلحون الأمر فسوف نجد نتائج خطيرة نسأل الله تعالى أن يوفق الجميع للإصلاح.
فالمطلوب تكاتف عدة جهات، حكومية وأهلية لحل هذه المشكلات، و عمل دورات مكثفة لكل من يرغب في الإقدام على الزواج حتى تحدث الوقاية قبل الوقوع في المشكلات.
وقد اشتكت المحاكم في عدة بلدان من كثرة المشكلات بين الأزواج، ومن حجم القضايا الهائل، ودرس بعض المصلحين هذه الأمور ومن الحلول المقترحة تأسيس محاكم خاصة للأسرة تختص بحل المشكلات قبل رفعها للقاضي، وتهتم بتعريف الحقوق والواجبات للأزواج.
فهل الأفضل أن نلم الشمل أم نتوسع في توسيع دائرة الانشقاقات، ؟ و هل نستمر بسبب كسب موقف لزوجة مقهورة بزيادة حالات الطلاق و الانفصال؟ وهل نترك التعقل بسبب الدفاع عن حقوق المرأة المعروفة بصورة عاطفية أو مندفعة و التي لا نزاع عليها(أي حقوق المرأة) إلا من قلة جاهلة، والزوجات غالبا لم تشتكِ من هضم حقوقهن في الإسلام، لأن الإسلام حفظ للمرأة حقها، والأخطاء تقع من الأزواج، بسبب ضعف الإيمان أو ضعف المراقبة أو بسبب جهل الرجال بحقوق الزوجة أو بسبب عدم المطابقة بين القول والعمل، أو لأسباب كلها من التطبيق وليس الخطأ في أصل المنهج.
فهل ننصح بالحب والتنازل والرحمة و نبتعد عن بذر حبوب النزاعات، و لا نتوسع في تكبير حجم الخلافات لمجرد الحصول على الفوز في موقف تنتصر فيه المرأة أو الرجل ثم يندم في بقية الأعمار؟
يا ابنتي أو يا أختي الفاضلة نحن نحل المشكلات بطريقة نستخدم فيها نور العلم الذي يتبعه عمل، و نحاول البناء، ونبتعد عن الهدم، وهو ما أسهله. نحاول البعد عن خراب البيوت، وهذا الإعمار يحتاج لمجهود متواصل ومشقة وصبر، من أصحاب المشكلة، حتى يصلوا للحل المناسب.
وأحب أن أوضح أنني لم أتوسع في بيان موضوع أن الإسلام كرم المرأة، أو لم أبين متى يجوز ضربها، أو لم أتكلم في هذا الموضوع بالتفصيل كما ذكرتِ أنتِ لأن الموضوع منتشر ويحتاج لجهود كبيرة ذكرت شيئا منها، و مع العلم أن الإسلام أباح للزوج ضرب زوجته بطريقة رفيقة للتأديب في حالة معينة سأذكرها بتوسع كما وعدت، ولكن بعد قليل.
ثم أوصيت الزوجة صاحبة المشكلة بأمر مهم لم تنتبهِ أنت له في ردك أو تعقيبك، فقد أوصيت الزوجة صاحبة المشكلة أن تنصح زوجها برفق، وتستعين بالصبر والدعاء وقيام الليل، وإن لم يقبل الزوج النصح ترسل له رسالة أو شريط أو تهديه كتابا مناسبا لبيان حقوق الزوجة، أو تشتكي لمن يؤثر فيه، بالنصح أو التوجيه أو يضغط عليه ليحسن معاملة زوجته. أو ترفع الأمر لمن يستطيع أن يحله إذا لم ينجح النصح معه أو إذا لم ينجح الحل من جهة خارجية مؤثرة.
لكن هل سألت نفسك لماذا لم أتوسع في هذا الموضوع؟ أليس لسبب وجيه أو لأسباب مقنعة: ومنها: عدم وجود الزوج لكي أنصحه، ولسب آخر مهم أن هذا الأمر مشهور ومعروف ويخجل الرجل منه، ولا يحب أن يذكره، وكل من يضرب زوجته يندم خاصة إذا كان صاحب خلق متين، أو يحاول أن يتخلق بأخلاق الأنبياء والمرسلين، ولسبب أكثر أهمية أنني أحل المشكلة الخاصة بهذه الزوجة، وأعالج قضية محددة، ولا أناقش قضية مخالفة الرجال لأخلاق الإسلام ومبادئه، وإذا أردت معرفة المعلومات الموسعة في تكريم المرأة، ومتى يجوز ضربها، وبأي طريقة فعليك بقراءة الموضوع المرفق، وجزاك الله خيرا.

علي مختار محفوظ
الخميس 13/11/1426هـ=15/12/2005م

والآن اقرأي بتمهل هذا الموضوع لتتعرفي على:
كيف كرم الإسلام المرأة
و متى الزوج يضرب زوجته
وقد كتبت بعضه ونقلت بقيته من بعض المواقع المهتمة بالحياة الزوجية:
بسم الله الرحمن الرحيم

العلاقة بين الزوج وزوجته تقوم على المودة والرحمة والسكينة، والزوج الذي يضرب زوجته يحتاج إلى تربية وتهذيب، ومعرفة متى يضرب ، وكيف يضرب، وبأي شيء يضرب كما أوضحت السنة المطهرة يقول الله تعالى :
(الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا {4/34** وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا {4/35** وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا)
قال الإمام الكاساني في هذه الآية: \"أمر الله تعالى بتأديبهن بالهجر والضرب عند عدم طاعتهن، ونهى عن ذلك إذا أطعن أزواجهن. بقوله عز وجل: (فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً) فدل أن التأديب كان لترك الطاعة، فدل على لزوم طاعتهن للأزواج.
وقال تعالى: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف)، قال الرازي في تفسير هذه الآية: \"إن الزوج كالأمير والراعي، والزوجة كالمأمور والرعية، فيجب على الزوج بسبب كونه أميرًا وراعيًا أن يقوم بحقها ومصالحها، ويجب عليها في مقابلة ذلك إظهار الانقياد والطاعة للزوج.
والزوجة الصالحة هي التي تطيع زوجها، قال تعالى: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم، فالصالحات قانتات..). قال الإمام الرازي في تفسير قوله تعالى: (فالصالحات قانتات) ما يأتي: \"واعلم أن المرأة لا تكون صالحة إلا إذا كانت مطيعة لزوجها؛ لأن الله تعالى قال: (فالصالحات قانتات) وحرف الألف واللام في الجمع يفيد الاستغراق، فهذا يقتضي أن كل امرأة تكون صالحة فهي لا بد أن تكون قانتة مطيعة. قال الواحدي رحمه الله: لفظ القنوت يفيد الطاعة، وهو عام في طاعة الله وطاعة الأزواج\".أ.هـ

الإسلام وتكريمه للمرأة ومنع الرجال من إهانتها:

ومن صور تكريم الإسلام للمرأة أن نهى الزوج أن يضرب زوجته بلا سبب، وجعل لها الحق الكامل في أن تشكو حالها إلى أوليائها، أو أن ترفع للحاكم أمرها؛ لأنها إنسان مكرم تدخل في قوله-تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) الإسراء: 70.
وليس حسن المعاشرة أمراً اختيارياً متروكاً للزوج إن شاء فعله وإن شاء تركه، بل هو تكليف واجب.
قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: \"لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد، ثم يضاجعها \"رواه البخاري ومسلم.
فهذا الحديث فهي التشنيع الشديد والإنكار البليغ لمن يضرب النساء؛ إذ كيف يليق بالزوج أن يجعل امرأته - وهي كنفسه- مهينة كمهانة عبده بحيث يضربها بسوطه، مع أنه يعلم أنه لا بد من معاشرتها وملاطفتها قبل الجماع، لما في ذلك من تنفيذ لوصية النبي صلى الله عليه وسلم :\" ليكن بينك وبينها رسول\" من كلام جميل أو تقبيل أو حسن تهيئة بمدح وثناء ، وغير ذلك لتصل مع الزوج للنشوة والاستمتاع، ولتتجاوب في جودة الأداء.
وليس معنى ذلك الاعتراض على مشروعية ضرب الزوجة بضوابطه، ولا يعني هذا أن الضرب مذموم بكل حال.
فلا يجوز الطعن في مشروعية الضرب حتى ممن لم يطلع على ضوابط ذلك أو لم يقف على الحكم من ذلك، فالضرب مشروع بضوابط وقواعد ولحكم تشريعة لم يطلع عليها أعداء الإسلام وأتباعهم ممن نبتوا من حقل الغرب، وتربوا على مائدته، ورضعوا من لبنه، ونشأوا في ظله.
هؤلاء الذين يتظاهرون بتقديس النساء والدفاع عن حقوقهن؛ فهم يطعنون في هذا الحكم، ويتأففون منه، ويعدونه إهانة للمرأة.
وما ندري من الذي أهان المرأة؟ أهو ربّها الرحيم الكريم الذي يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير، أم هؤلاء الذين يريدونها سلعة رخيصة تمتهن وتهان، فإذا انتهت مدة صلاحيتها ضربوا بها وجه الثرى؟!
إن هؤلاء القوم يستنكفون من مشروعية تأديب المرأة الناشز، ولا يستنكفون أن تنشز المرأة، وتترفع على زوجها، فتجعله -وهو رأس البيت- مرؤوساً، وتصر على نشوزها، وتمشي في غلوائها، فلا تلين لوعظه، ولا تستجيب لنصحه، ولا تبالي بإعراضه وهجره.
تُرى كيف يعالجون هذا النشوز؟ وبم يشيرون على الأزواج أن يعاملوا به الزوجات إذا تمَرَّدْنَ ؟
لعل الجواب تضمنه قول الشنفرى الشاعر الجاهلي حين قال مخاطباً زوجته:

إذا ما جئتِ ما أنهاكِ عنه فلم أنكر عليك فطلقيني
فأنتِ البعلُ يومئذٍ فقومي بسوطك-لا أبا لك- فاضربيني

نعم لقد وجد من النساء -وفي الغرب خاصة- من تضرب زوجها مرة إثر مرة، والزوج يكتم أمره، فلما لم يعد يطيق ذلك طلَّقها، حينئذٍ ندمت المرأة، وقالت: أنا السبب؛ فلقد كنت أضربه، وكان يستحيي من الإخبار بذلك، ولما نفد صبره طلَّقني!
وقالت تلك المرأة القوامة: أنا نادمة على ما فعلت، وأوجه النصيحة بألا تضرب الزوجات أزواجهن!
لقد أذن الإسلام بضرب الزوجة كما في قوله -تعالى-: (وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ) [النساء: 34
وكما في قوله - عليه الصلاة والسلام - في حجة الوداع: \"ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مُبَرِّح\".
ولكن الإسلام حين أذن بضرب الزوجة لم يأذن بالضرب المبرح الذي يقصد به التشفي، والانتقام، والتعذيب، وإهانة المرأة وإرغامها على معيشة لا ترضى بها.

وإنما هو ضرب للحاجة وللتأديب، تصحبه عاطفة المربي والمؤدب؛ فليس للزوج أن يضرب زوجته بهواه، وليس له إن ضربها أن يقسو عليها؛ فالإسلام أذن بالضرب بشروط منها:

أ- أن تصر الزوجة على العصيان حتى بعد التدرج معها.
ب- أن يتناسب العقاب مع نوع التقصير؛ فلا يبادر إلى الهجر في المضجع في أمر لا يستحق إلا الوعظ والإرشاد، ولا يبادر إلى الضرب وهو لم يجرب الهجر؛ ذلك أن العقاب بأكثر من حجم الذنب ظلم.
ج- أن يستحضر أن المقصود من الضرب العلاجُ والتأديب والزجر لا غير؛ فيراعي التخفيف فيه على أحسن الوجوه؛ فالضرب يتحقق باللكزة، أو بالمسواك ونحوه.
د- أن يتجنب الأماكن المخوفة كالرأس والبطن والوجه.
هـ - ألا يكسر عظماً، ولا يشين عضواً، وألا يدميها، ولا يكرر الضربة في الموضع الواحد.
و- ألا يتمادى في العقوبة قولاً أو فعلاً إذا هي ارتدعت وتركت النشوز.
فالضرب - إذاً - للمصلحة لا للإهانة، ولو ماتت الزوجة بسبب ضرب الزوج لوجبت الدية والكفارة، إذا كان الضرب لغير التأديب المأذون فيه.
أما إذا كان التلف مع التأديب المشروع فلا ضمان عليه، هذا مذهب أحمد ومالك.
أما الإمام الشافعي و الإمام أبو حنيفة فيرون الضمان في ذلك، ووافقهم القرطبي - وهو مالكي.
وقال النووي -رحمه الله- في شرح حديث حجة الوداع السابق: \"وفي هذا الحديث إباحة ضرب الرجل امرأته للتأديب، فإن ضربها الضرب المأذون فيه فماتت وجبت ديتها على عاقلة الضارب، ووجبت الكفارة في ماله\".
ومن هنا يتبين لنا أن الضرب دواء ينبغي مراعاة وقته، ونوعه، وكيفيته، ومقداره، وقابلية المحل، لكن الذين يجهلون هداية الإسلام يقلبون الأمر، ويلبسون الحق بالباطل.
ثم إن التأديب بالضرب ليس كل ما شرعه الإسلام من العلاج، بل هو آخر العلاجات مع ما فيه من الكراهة؛ فإذا وجدت امرأة ناشز أساءت عشرة زوجها، وركبت رأسها، واتبعت خطوات الشيطان، ولم ينجع معها وعظ ولا هجران-؛ فماذا يصنع الرجل في مثل هذه الحال؟
هل من كرامته أن يهرع إلى مطالبة زوجته كل ما نشزت؟ وهل تقبل المرأة ذلك، فينتشر خبرها، فتكون غرضاً للذم، وعرضة للَّوم؟
إن الضرب بالمسواك، وما أشبهه أقلُّ ضرراً على المرأة نفسها من تطليقها الذي هو نتيجة غالبة لاسترسالها في نشوزها، فإذا طُلِّقت تصدع بنيان الأسرة، وتفرق شملها، وتناثرت أجزاؤها.
وإذا قيس الضرر الأخف بالضرر الأعظم كان ارتكاب الأخف حسناً جميلاً، كما قيل:
وعند ذكر العمى يستحسن العورُ.
فالضرب طريق من طرق العلاج يجدي مع بعض النفوس الشاردة التي لا تفهم بالحسنى، ولا ينفع معها الجميل، ولا تفقه الحجة، ولا تقاد بزمام الإقناع.
ثم إذا أخطأ أحد من المسلمين سبيل الحكمة، فضرب زوجته وهي لا تستحق، أو ضربها ضرباً مبرحاً- فالدين براء من تبعة هذه النقائص، وإنما تبعتها على أصحابها.
هذا وقد أثبتت دراسات علم النفس أن بعض النساء لا ترتاح أنفسهن إلا إذا تعرضن إلى قسوة وضرب شديد مبرح؛ بل قد يعجبها من الرجل قسوته، وشدته، وعنفه؛ فإذا كانت امرأة من هذا النوع فإنه لا يستقيم أمرها إلا بالضرب.
وشواهد الواقع والملاحظات النفسية على بعض أنواع الانحراف تقول: إن هذه الوسيلة قد تكون أنسب الوسائل لإشباع انحراف نفسي معين، وإصلاح سلوك صاحبه، وإرضائه في الوقت ذاته؛ فربما كان من النساء من لا تحس قوة الرجل الذي تحب أن يكون قواماً عليها إلا حين يقهرها عضلياً.
وليست هذه طبيعة كل امرأة، ولكن هذه الصنف من النساء موجود، وهو الذي يحتاج إلى هذه المرحلة الأخيرة؛ ليستقيم على الطريقة.
والذين ينبهرون بالغرب، أو من تربى على مائدته يوحون إلينا أن نساء الغرب ينعمن بالسعادة العظمى مع أزواجهن ولكن الحقيقة الماثلة للعيان تقول غير ذلك؛ فتعالوا نطالع الإحصاءات التي تدل على وحشية الآخرين الذين يرمون المسلمين بالوحشية.
أ- نشرت مجلة التايمز الأمريكية أن ستة ملايين زوجة في أمريكا يتعرضن لحوادث من جانب الزوج كل عام، وأنه من ألفين إلى أربعة آلاف امرأة يتعرضن لضرب يؤدي إلى الموت، وأن رجال الشرطة يقضون ثلث وقتهم للرد على مكالمات حوادث العنف المنزلي. (انظر دور المرأة المسلمة في المجتمع إعداد لجنة المؤتمر النسائي الأول ص45).
ب- ونشر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي عام 1979م أن 40% من حوادث قتل النساء تحدث بسبب المشكلات الأسرية، وأن 25% من محاولات الانتحار التي تُقْدم عليها الزوجات يسبقها نزاع عائلي [انظر دور المرأة المسلمة في المجتمع ص46].
ج- دراسة أمريكية جرت في عام 1407هـ-1987م أشارت إلى 79% يقومون بضرب النساء وبخاصة إذا كانوا متزوجين بهن.
وكانت الدراسة قد اعتمدت على استفتاء أجراه د.جون بيرير الأستاذ المساعد لعلم النفس في جامعة كارولينا الجنوبية بين عدد من طلبته.
وقد أشارت الدراسة إلى أن استعداد الرجال لضرب زوجاتهم عالٍ جداً، فإذا كان هذا بين طلبة الجامعة فكيف بمن هو دونهم تعليماً؟
د- وفي دراسة أعدها المكتب الوطني الأمريكي للصحة النفسية جاء أن 17% من النساء اللواتي يدخلن غرف الإسعاف ضحايا ضرب الأزواج أو الأصدقاء، وأن 83% دخلن المستشفيات سابقاً مرة على الأقل للعلاج من جروح وكدمات أصبن بها كان دخولهن نتيجة الضرب.
وقال إفان ستارك معد هذه الدراسة التي فحصت (1360) سجلاً للنساء: إن ضرب النساء في أمريكا ربما كان أكثر الأسباب شيوعاً للجروح التي تصاب بها النساء، وأنها تفوق ما يلحق بهن من أذى نتيجة حوادث السيارات، والسرقة، والاغتصاب مجتمعة.
وقالت جانيس مور-وهي منسقة في منظمة الائتلاف الوطني ضد العنف المنزلي ومقرها واشنطن-: إن هذه المأساة المرعبة وصلت إلى حد هائل؛ فالأزواج يضربون نساءهم في سائر أنحاء الولايات المتحدة، مما يؤدي إلى دخول العشرات منهن إلى المستشفيات للعلاج.
وأضافت بأن نوعية الإصابات تتراوح ما بين كدمات سوداء حول العينين، وكسور في العظام، وحروق وجروح، وطعن بالسكين، وجروح الطلقات النارية، وما بين ضربات أخرى بالكراسي، والسكاكين، والقضبان المحماة.
وأشارت إلى أن الأمر المرعب هو أن هناك نساء أكثر يُصبن بجروح وأذى على أيدي أزواجهن ولكنهن لا يذهبن إلى المستشفى طلباً للعلاج، بل يُضمِّدن جراحهن في المنزل.
وقالت جانيس مور: إننا نقدر بأن عدد النساء اللواتي يُضربن في بيوتهن كل عام يصل إلى ستة ملايين امرأة، وقد جمعنا معلومات من ملفات مكتب التحقيقات الفيدرالية، ومن مئات الملاجئ التي توفر المأوى للنساء الهاربات من عنف وضرب أزواجهن.انظر من أجل تحرير حقيقي ص16-21 وانظر المجتمع العاري بالوثائق والأرقام ص56-57.
هـ - وجاء في كتاب ماذا يريدون من المرأة لعبد السلام البسيوني ص36 -66 ما يلي:
-ضرب الزوجات في اليابان هو السبب الثاني من أسباب الطلاق.
-772 امرأة قتلهن أزواجهن في مدينة ساوباولو البرازيلية وحدها عام1980م.
-يتعرض ما بين ثلاثة إلى أربعة ملايين من الأمريكيات للاهانات المختلفة من أزواجهن وعشاقهن سنوياً.
-أشارت دراسة كندية اجتماعية إلى أن ربع النساء هناك-أي أكثر من ثمانية ملايين امرأة- يتعرضن لسوء المعاملة كل عام.
-في بريطانيا تستقبل شرطة لندن وحدها مئة ألف مكالمة سنوياً من نساء يضربهن أزواجهن على مدار السنين الخمس عشرة الماضية.
-تتعرض امرأة لسوء المعاملة في أمريكا كل ثمان ثوان.
-مئة ألف ألمانية تضرب أزواجهن سنوياً، و مليونا فرنسية.
-60% من الدعوات الهاتفية التي تتلقاها شرطة النجدة في باريس أثناء الليل-هي نداءات استغاثة من نساء تُساء معاملتهن.
وبعد فإننا في غنى عن ذكر تلك الإحصاءات؛ لعلمنا بأنه ليس بعد الكفر ذنب، ولكن هذه هي المجتمعات المتقدمة كما يزعمون.
ولكن نفراً من بني جلدتنا غير قليل لا يقع منهم الدليل موقعه إلا إذا نسب إلى الغرب وما جرى مجراه؛ فها هو الغرب تتعالى صيحاته من ظلم المرأة؛ فهل من مدكر؟!
إذا لم يكن للمرء عين صحيحة… فلا غرو أن يرتاب والصبح مسفر.
وأخيرا أنقل لك المشكلة السابقة والحل السابق لتتأكدي بنفسك من صحة كلامي وشكرا.

المستشار : علي بن مختار بن محمد بن محفوظ

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 15-03-2007, 07:12 AM   #3
معلومات العضو
أبو فهد
موقوف

افتراضي

الخلاف في الرأي مقبول حول الطرق التربوية لعلاج الزوجة

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: لشيخ علي بن مختار بن محمد بن محفوظ..
أولا جزاك الله كل خير على ردك الحليم الذي جاء بعنوان: ضرب الزوجة الناشز الهدى.. تغضب وتعقب....
وحقيقة شيخي الفاضل لم أكن أريد التعقيب مرة أخرى لأني أوجست خيفة أن يدخل ببالكم أني مجادلة والمجادلة مذمومة في ديننا الإسلامي كما تعلم.... ولكن في نفس الوقت كانت تراودني رغبة في الرد عليك والاستفهام منك بما تحمله من علم غزير وعقل كبير حول نفس الموضوع طبعا واطمع منك أيضا بمزيد من سعة الصدر والحلم ولا أظنك إلا كذلك إن شاء الله تعالى, سأبدأ في اقتباس بعض فقرات ماورد في ردك وإبداء ما يجول برأسي من فهم (محدود) حولها.
(وتركزي على: لب الموضوع أو السبب الرئيس في الرسالة وستجدي أن الزوجة السائلة صاحبة الشخصية الضعيفة أو الطيبة، تحب الحياة الزوجية، و لا ترغب في الطلاق وكررت ذلك مرات، فقط تريد نصائح لتحل مشكلتها، وتسأل هل يمكنها أن تتحول لزوجة مختلفة قوية أو متسلطة، تتبادل الضرب مع زوجها، وتتحداه وتناطحه، ثم هي جربت هذا الحل ولم تنجح، فلا بد من تقديم النصائح التي أرشدتها إليها، وبينت لها أن عليها أن تبحث إن كانت هي السبب في لجوء زوجها لضربها، وقدمت لها الحلول المناسبة لتلافي وصول زوجها لهذه الحالة، ولتحافظ على كيان الأسرة من الانهيار، ولم أخجل من تقديم الأحاديث الصحيحة التي تنفر منها الزوجات لأنها تأمر بالمبالغة في طاعة المرأة لزوجها).
(بدلا من أن تتسابق معه على حب السيطرة، أو تدخل معه في سباق لقيادة الأسرة والسيطرة عليها، التي هي من خصائص الرجل، فهو قائد السفينة وإذا تنازل عنها غرقت السفينة).
الحياة الزوجية التي أراها انا هي حياة تكامل وود وسكينة كما جاء في القرآن الكريم وكما كان عليه الصلاة والسلام يعامل به نساءه وهو خير قدوة لنا..هذا هو الزواج بمعناه الحقيقي والذي امر به رب العزة وبه نتقرب إليه عز وجل وليس حياة تسلط وتجبر وفرض سيطرة لمجرد الظهور فتترجم القوامة بطريقة خاطئة من قبل الكثير والكثير من الرجال المسلمين للأسف الشديد!! والمشاكل من جراء ذلك تزخر بها البيوت التي ينخر في أساسياتها هكذا مفهوم منحرف لدور كل من الزوج والزوجة في تسيير حياتهم الزوجية ! ولم أكن اقصد يا شيخي أن تصير هذه الحياة إلى حلبة مصارعه وتحدي كما فهمته من تلك الفقر.
فتتبادل الزوجة الضرب مع زوجها او الشتائم والعياذ بالله عافانا الله وعافى بيوت المسلمين من هذه المشاكل والمحن, انما كان جل حيرتي واندفاع حروفي منبعة ماوصل لمفهومي الناقص من القاء كل الثقل على المرأة التي تهان من قبل زوجها وتحملها فوق كل ذلك مسؤولية الاسباب التي تدفع الزوج إلى ضربها او سبها !!! فمهما وصلت المشاكل بين الزوجين وسوء الفهم وتقلبات المزاج والفتور الذي يحصل كعادة دائمة في أي حياة زوجية حتى وان اختلفت مدته بين اسره واخرى ...الا انه لا يجب ان تصل الامور إلى ضرب الزوج لزوجته فوالله مجرد الدفع البسيط باليد او حتى مجرد رفع اليد لضربها ثم التراجع عن ذلك والله فيها من الألم والانكسار في داخل المرأة ما لا استطيع أن أصفه لك . ..انا هنا لا اعني مشكلة تلك الاخت بالتحديد ولكني اعني الكثير من الأزواج الذين يلجأون لذلك اثنتين وثلاث او دون ذلك او أكثر وليتها على أمر عظيم او شرف رفيع انما لامور لم تكن تستجدي ذلك الفعل ولكن كما قلت لك المفهوم الخاطئ والمنحرف لقوامة الرجل في الإسلام>
وبخصوص الاحاديث التي تأمر بطاعة الزوج ...والتي تقول انها احاديث تنفر منها الزوجات قد لا تكون كذلك الا للبعض منهن ..لانه من طبيعة المرأة اساسا حب وطاعة زوجها الذي يصبح لها الدنيا ومافيها ولا يغني عنه لا اهل ولا ولد ...والحديث عن ذلك يطول , بلاشك.
طاعة الزوج واجبة وهي محببة اصلا للزوجة لانها من الفطرة التي خلقها الله في حواء واحساس الأنثى بقوة الرجل وسيطرته في إدارة دفة الحياة الاسرية يشعرها بالسعادة البالغة والامان والراحة ....انما مااعنيه هنا بالقوة هي القوة التي تحركها ثلاثة اشياء هي : الحكمة و الحنان والحلم , والسيطره التي اعنيها ليست الدكتاتورية كما يفهما معظم الرجال بل هي باختصار ( سيطرة حب ) وليست حب السيطرة , بحيث يفتح للحوار وتبادل الآراء بين الزوجين حول أي أمر من امور حياتهم الزوجية بابا واسعا لا يقفل أبدا ! بتهور الزوج في ساعة غضب او خطأ الزوجة في تصرفها معه في أمر وجب..
وبالطبع اوافقك في ما قلته بخصوص استخدام الزوجة لماحباها الله اياها من انوثه في القول والعمل والشكل حين يواجهها بعض التوتر مع زوجها وهو ايضا من فطرة المرأة اساسا ولكن ربما تزايد المعاملة الجافة او التمادي لدرجة استخدام الضرب معها يحطم او لنقل يلجم في نفسها الكثير من الامور الجميله فيطغى عليها الحزن والكآبه والاحساس بالقهر والظلم ..فتسير الحياة إلى هاوية الطلاق , ليت الكثير من الازواج فقط يعرفون حقوق زوجاتهم كما يعرفون حقوقهم فيرددون الآيات او الاحاديث التي تدعو المرأة إلى حسن طاعة زوجها ويتغاضون عن الآيات والاحاديث التي تدعو الرجل إلى حسن معاملة زوجته قولا وعملا (( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف )) واستغفر الله ان اخطأت في نص الآية ؟؟؟!!!انا لم أكن انتقد ابدا رغبتك الصادقة في الاصلاح قدر الأمكان ولكني فقط استفهمت عن بعض النقاط والفقرات التي اوردتها وكانت تحمل ثقلا ومسؤولية عليها في حين هي من تعاني الويلات من معاملة زوجها لها ( هداه الله وغفر له.
واخيرا ... لي تعليق على موضوعك المرفق عن ضرب الزوجة كيفية ووقتا!!)
اولا طاعة الزوجة لزوجها أمر لا خلاف عليه وهو كما قلت لك سابقا هو فطرة طبيعية في كل انثى ولكن قد يتكدر احيانا بعوامل خارجية من افكار أو تربية او تقليد او قد يكون من عوامل داخلية كسوء معاملة الزوج لها او اهانتها واهدار كرامتها ...وارجو ان لاتقول ان لا شيء اسمه كرامة بين الزوج وزوجته !!! لأن المرأة هي انسان مكرم قبل ان تكون زوجة ولها حقوق كما عليها واجبات ولو ان كل شخص منهم علم علم اليقين بجميع حقوقه وواجباته تجاه الطرف الآخر كما جاء بها كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لكان التفاهم والاستقرار والاحسان هو عنوان حياتهم للأبد , وقد يكون الغرب او ممن يدعون انهم من مناصري حقوق المرأة عندنا او في الخارج قد رأى تمادي بعض الازواج في ضربهم لزوجاتهم بشكل وكان الأمر أصبح عادة لا بد منها فأساء المسلمون انفسهم لدينهم واعطو صوره خاطئة عن الاسلام وهو الدين الذي ينبغي ان يكون دين كل انسان على وجه البسيطة , ففهم هؤلاء االازواج لمعنى القوامة حقيقة هو السبب الرئيسي وله عدة خلفيات خاطئة أدت إلى تعمق هذا المفهوم المنحرف منها التربية المنحازه بما تحويه من موروث قومي ذكوري تخصصت به امة العرب اكثر من غيرها وخصوصا عندما تعاقبت العصور الاسلامية المتاخره وابتعد الناس عن تطبيق الاسلام كما يجب فطغت عليهم النعرات والعادات الجاهلية علينا مره أخرى باستثناء (( الوأد )) فكانت الأرضية خصبة لاستقبال بذور الإدعاءات الغربية بمايسمى ( تحرير المرأة ) او بالاصح ( استعباد المرأة ) وكان ماكان من موجات الانحلال التي استبدت بالأمة منذ سنوات وحتى وقت قريب ...
والآن ان شاء الله نرى المزيد من انتشار الوعي الديني وتفقه الآباء والامهات بحقوق ابنائهم وبناتهم كما انزله رب العزه من فوق سبع سموات.
حينما أفردت موضوعا كاملا ومتكاملا عن مشروعية ضرب المرأة ..ألم يدر بخلدك أن الكثير من الرجال قد يقرأة بطريقته الخاصة! ...وهل ترى ان ما يجري هذه الايام من اعتداءات على النساء بالضرب والعنف حتى وان كانت المرأة ناشز ...هل تراه مبررا لهم !!! الله يقول (( فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان )) ؟! وارجو ان تصلح لي الآية ان أخطأت في صياغتها.
هل ما نحتاجه الآن هو تدارس مشروعية الضرب على نصف المجتمع وعلى من تهز المهد بيد وباليد الاخرى تهز العالم ...!!! لم لا يكون للضرب معنى آخر ...هل توقف الاجتهاد على هذا المعنى ؟؟ فإن كان نعم فوالله اننا ندافع عن كل آية وكل امر من الله عز وجل او مما جاءت به السنة النبويه الشريفة ولا نعترض عليها ولكن نعترض على من يطبقون هذا الأمر لأسباب أخرى اخذو من هذا التشريع سلما لنزولهم من قمة الرجوله الحقة إلى وحل اللؤم والظلم دون رادع من عقل أو دين !
نحن نعلم مايحدث في الغرب من اعتداءات ضد النساء ولم ولن ناخذ الغرب كقدوة والعياذ بالله في أي امر سواء هذا االامر او في غيره لسبب واحد فقط ...لان ديننا ولله الحمد كفل حرية وكرامة الرجل والمرأة والطفل وحتى الحيوان اكرمك الله
ولسنا بحاجة لخواء هذا الغرب وعوائه المتشدق بكفالة الحرية للجميع وهو في الحقيقة لا يكفل سوى عبودية الإنسان لشهواته وماديته !شيخي الفاضل ..ارجو منك ان لا تستنزف علمك وقدراتك في البحث عن حق الرجل في ( ضرب ) المرأة ...
ولكن اتمنى منك ومن جميع علمائنا أن يبحثوا عن تنمية المشاعر التي اهدرت وجفت منابعها مع مرور الوقت ..مشاعر الود والتراحم والألفة والسكينة بين الزوجين ...وتعزيز حسن التعامل ورقيه بينهما والبعد عن! استخدام الجوارح في إيذاء من استحلها بشرع الله ومن استأمنه عليها الرسول صلى الله عليه وسلم ...ولا يجب ان تصل الامور بينهم إلى هذه الانحدار البغيض
!جزيت خيرا على توضيحك المفصل لوقت وكيفية ضرب الزوجة والذي جاء ما شاء الله كاملا متكامل ... هو ضرب للحاجة وللتأديب، تصحبه عاطفة المربي والمؤدب؛ فليس للزوج أن يضرب زوجته بهواه، وليس له إن ضربها أن يقسو عليها؛ فالإسلام أذن بالضرب بشروط منها
أ‌- أن تصر الزوجة على العصيان حتى بعد التدرج معها.
ب- أن يتناسب العقاب مع نوع التقصير؛ فلا يبادر إلى الهجر في المضجع في أمر لا يستحق إلا الوعظ والإرشاد، ولا يبادر إلى الضرب وهو لم يجرب الهجر؛ ذلك أن العقاب بأكثر من حجم الذنب ظلم.
ج- أن يستحضر أن المقصود من الضرب العلاجُ والتأديب والزجر لا غير؛ فيراعي التخفيف فيه على أحسن الوجوه؛ فالضرب يتحقق باللكزة، أو بالمسواك ونحوه.
د- أن يتجنب الأماكن المخوفة كالرأس والبطن والوجه.وهل أكثر الاماكن وأولها تلقيا للإيذاء الا الوجه والرأس !! ))
هـ - ألا يكسر عظماً، ولا يشين عضواً، وألا يدميها، ولا يكرر الضربة في الموضع الواحد.
إن بدأ الرجل بالضرب فلا تنفع معه لا قوانين ولا حدود ...وانت تعلم ان الغضب في هذه المواضع يعمي البصيره والضحية في هذه الحالة هي هذه الزوجة )) !!
و- ألا يتمادى في العقوبة قولاً أو فعلاً إذا هي ارتدعت وتركت النشوز.فالضرب - إذاً - للمصلحة لا للإهانة، ولو ماتت الزوجة بسبب ضرب الزوج لوجبت الدية والكفارة، إذا كان الضرب لغير التأديب المأذون فيه.
هل يعقل هذا ....كيف ؟؟؟ يعني ان ماتت الزوجه المضروبه هذه لا يلزم الرجل الإ الدية والكفارة فقط !!؟ هذا ان ماتت فقط بالضرب لغير التأديب المأذون فيه ؟؟ وان ماتت للضرب المأذون فيه لا يلزمه شي ؟؟!!! ؟؟ لا يمكن ان يكون الامر هكذا ....
اشك ان القتل في هذه الحالة يمر مرور الكرام ان صح التعبير ؟؟ ثم ان هذا الضر ب الذي يفضي للموت هو ضرب مبرح اساسا ؟؟!! هل يعقل ان يصل الأمر إلى هذه الدرجه من التهوين مع انه أدى لتقل نفس ؟؟! )) أما إذا كان التلف مع التأديب المشروع فلا ضمان عليه، هذا مذهب أحمد ومالك.التلف والضمان )) !!!!!أما الإمام الشافعي و الإمام أبو حنيفة فيرون الضمان في ذلك، ووافقهم القرطبي - وهو مالكي.وقال النووي -رحمه الله- في شرح حديث حجة الوداع السابق: \\\"وفي هذا الحديث إباحة ضرب الرجل امرأته للتأديب، فإن ضربها الضرب المأذون فيه فماتت وجبت ديتها على عاقلة الضارب، ووجبت الكفارة في ماله\".
ومن هنا يتبين لنا أن الضرب دواء ينبغي مراعاة وقته، ونوعه، وكيفيته، ومقداره، وقابلية المحل، لكن الذين يجهلون هداية الإسلام يقلبون الأمر، ويلبسون الحق بالباطل. ثم إن التأديب بالضرب ليس كل ما شرعه الإسلام من العلاج، بل هو آخر العلاجات مع ما فيه من الكراهة؛ فإذا وجدت امرأة ناشز أساءت عشرة زوجها، وركبت رأسها، واتبعت خطوات الشيطان، ولم ينجع معها وعظ! ولا هجران-؛ فماذا يصنع الرجل في مثل هذه الحال؟ هل من كرامته أن يهرع إلى مطالبة زوجته كل ما نشزت؟ وهل تقبل المرأة ذلك، فينتشر خبرها، فتكون غرضاً للذم، وعرضة للَّوم؟ إن الضرب بالمسواك، وما أشبهه أقلُّ ضرراً على المرأة نفسها من تطليقها الذي هو نتيجة غالبة لاسترسالها في نشوز ها، فإذا طُلِّقت تصدع بنيان الأسرة، وهل بقاء هذه الأم الناشز على هذه الحالة سيفيد الأولاد والزوج وسيكون مردوده جيد على أجواء هذه الأسره ؟؟؟ (( فإمساك بمعروف او تسريح بإحسان . ))
واخيرا .......كفيت ووفيت في شرحك الرائع عن حدود و وقت وكيفية هذا العلاج المهم جدا في بناء الاسر الاسلامية في حين انك لو كثفت جهودك في البحث عن أسباب تفكك الاسر وانحراف الشباب وازدياد عمق الهوة بين كل من الزوج الزوجة والبعد عن هكذا أمور مثل مشروعية استخدام الضرب التي اصبحت تحتاج إلى رجل ( ( من زمن الصحابة )) ليحسن تطبيقها في وقتها وكيفيتها وحدودها.
لا نريد عنف وضرب واعطاء صوره خاطئه عن الاسلام الذي دعى للتكافل وحسن الجواربين المسملين فمابالك بين الزوجين انفسهم ...نحن نريد الآن توعية الرجال بحقوق زوجاتهم من عطف وحنان وتفهم ولين وصبر وحسن معشر ...فالرجوله لا تعني! القوة البدنية والاستئساد الخارجي ..انما هي في حقيقتها حنان وعطف واحتواء وحكمة ..وهذه الاخيره هي مانفتقدها الآن وبشدة ...والحكمة ضالة المؤمن !!وللعلم ...انا لست بمتزوجة ولم يسبق لي الزواج أي اني لم اكتب من واقع عشته ولكني كتبت من دافع احساس لا يخلوا من عقل وايمان وقناعة ....وادعو ! الله ان يغفر لي زلتي وتطاولي ان كنت فعلا قد وقعت فيها حرفا اوكلمة او عبارة ...لاشك أني انجرفت للمجادلة التي توجست منها بداية الأمر , ولكن عزائي في ذلك ان لكم عقلا واعيا وصدرا واسعا وحلما جامعا...فاتحملني للمره الثانيه وجزاك الله خيروهدانا جميعالسواء السبيل.

الاجابة :

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
من يرغب في قراءة هذه المشاركة لا بد أن يرجع للتفاصيل السابقة والمنشورة مرتين مرة تحت عنوان:
يضربني ولا يحترمني أنت السبب
و مرة أخرى تحت عنوان:
ضرب الزوجة الناشز( الهدى) تغضب وتعقب
أو متى وكيفية الضرب لتأديب الزوجة الناشز

فنسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للوصول لأسلم الحلول، ونسأله تعالى أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.
الأخت الفاضلة( الهدى من الإمارات) صاحبة النفس الطويل، صاحبة المستقبل المشرق في حل المشكلات، ونسأل الله تعالى أن تزداد خبراتك في الحياة وأن يكلل الله تعالى نجاحك بزوج صالح، وأن يهبك الذرية الطاهرة. آمين
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
جزاك الله خيرا على رسالتك اللطيفة، وردودك الجميلة، أشكرك على ثناءك ودعاءك, وشكرا على حرصك واهتمامك، وقد فرحت برسالتك وتعقيبك وعلمت أنك شخصية إيجابية ينبغي أن نشجعك، وندعو لك.
و مرة أخرى أحب أوضح لك أننا حينما نتعرض لحل مشكلة لا ندعي العصمة بل نطلب من الله التوفيق والسداد والوصول للحق والصواب، ونحاول اتباع كتاب ربنا سبحانه وتعالى، والسير على هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم، و بحسب ما تعلمنا من علمائنا ومشايخنا، وخبرات الحياة.
و أوكد لكِ أن حل المشكلات وغيرها من هذه الأمور اجتهادية، وقد نصل للحل الأصوب، وإن وصلنا إليه حمدنا الله تعالى، وإلا فنرحب بأي تعليق و نفتح صدورنا لأي نقد أو تصويب، ونفرح بكل نصح أو توجيه، وإذا وقع طالب العلم منا في خطأ فسوف يبادر بالتصحيح، ويعلن ذلك للجميع. ويستغفر الله تعالى ويتوب إليه.
و نحن الآراء الأخرى ونسعد بها حتى لو كانت متعارضة، فالخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
والحمد لله بعد استعراض كلماتك فقرة فقرة وجدت أن نقاط الاتفاق كثيرة بل نكاد نتفق في كل شيء ماعدا فقرة واحدة أو فقرتين، وهما محل اجتهاد بين التربويين.
والآن سأستعرض كلماتك من خلال ذكر ملخض لجميع الفقرات بالترتيب، وسأذكر التفصيل في النقاط الاجتهادية، وتقريبا نقاط الاختلاف في الاجتها هي رقم:13، و16.
أولا: نقاط الاتفاق:
الفقرة الأولى: تم فيها توضيح المفهوم الصحيح لحياة الزوجية ولا خلاف حول هذا المفهوم
الفقرة الثانية: التفريق بين هذه الحالة الخاصة التي تحاج لإرشادات معينة للزوجة التي تدفع زوجها للانفعال، وبين النصح العام لجميع الرجال، أو للنساء.
الفقرة الرابعة: بيان المقصود من فهم أحاديث طاعة الزوج.
الفقرة الخامسة: سيطرة حب وكيفية الوصول إليها من الرجل الحكيم، وكيف تصل المرأة لما تريد باستخدام أسلحة الأنثى الفتاكة.
الفقرة السادسة: دعوة الرجال لأداء حقوقهم الزوجية.
الفقرة السابعة: التعقيب على الموضوع الخاص بضرب الزوجات (ضرب الزوجة كيفية ووقتا )، من خلال تحليل الكلمات الخاصة بابتعاد المسلمين عن تعاليم دينهم الحنيف.
الفقرة الثامنة:عودة الوعي للمسلمين.
الفقرة التاسعة:السبب في إفراد موضوع كامل ومتكامل عن مشروعية ضرب المرأة، والفهم الخطأ من بعض الرجال.
التعليق المطلوب هو: هذا الأمر خاص بمن ينكر مشروعية الضرب عموما، نبين له أنه مشروع لكن بضوابط وبكيفية معينة.

الفقرة العاشرة: لا نعترض على الشرع بل على التطبيق.

الفقرة 11: الفهم الصحيح للتصريح بالضرب.

الفقرة 12: أمنية غالية لا نختلف عليها، من نشر حسن المعاملة من الأزواج والتدريب عليها.

الفقرة 13:هذه الفقرة قد تكون محل اجتهاد، وفيها التفريق بين الضرب المؤدب وبين غيره، وما ورد من ضرب يؤدي للعقوبة يرهب الرجل من اللجوء للضرب أصلا خصوصا من لا يضبط انفعاله أو غضبه، وبالطبع لن يمر هذا مرور الكرام. والفقهاء يضعون جميع الاحتمالات، ويفترضون جميع الصور، ويضعون العقوبات اللازمة، مع بيان خطورة الضرب وسوء عاقبته.

الفقرة 14: لا مانع من وجود رجال يطبقون تعاليم الإسلام مثل العصور الزاهرة الأولى.

الفقرة 15: لا خلاف أننا لا نريد استخدام العنف أو الضرب، واعتباره آخر الدواء كالكي.

الفقرة 16: قد تكون محل اجتهاد: وإذا كان الهدف إعطاء صورة صحيحة عن الإسلام، وتجنب ذكر موضوع الضرب حتى نتجنب إعطاء صورة خاطئة عن الإسلام.
فأعداء الإسلام لا تخفى عليهم تعاليمه، والمستشرقون قد تصيدوا كل شبهة في التطبيق ليستغلوها، وواجبنا عدم إخفاء شيء من حقائق الدين، قد يكون الأفضل في كثير من الحالات أن نمنع نشر هذا الأمر أي كيفية الضرب ومشروعيته. أو لا يحسن أن نذكر للمسلمين مشروعية الضرب أساسا لأنهم سينحرفون في التطبيق، لكن ما المانع من نشر الحقيقة الكاملة، أي بالضوابط المطلوبة لتنتشر المفاهيم الصحيحة.
فالموضوع اجتهادي فمن الناس من يرغب في إغلاق الباب تماما، ويمتنع عن ذكر الحقيقة فلا يذكر أبدا هذا الأمر، وقد يصل الأمر إلى إنكار مشروعية الضرب، ومنهم من يفتح الباب لهذا الأمر، ويعلن أنه حق دون ذكر الضوابط والآداب، وأن الضرب آخر الدواء. وكلا الأمرين خطأ، ومنهم من يعتدل وينصف ويذكر المشروعية ويبين الضوابط والآداب والكيفية.
أنت تريدين نشر الرأي الأول _بسبب التجاوز في التطبيق_ وهو يشبه مذهب أهل التربية والتعليم في المدارس بمنع الضرب تماما نظرا للتجاوزات التي تمت في الماضي، ولكن ومن خلال الخبرة في العمل بالمدارس نجد أن اللائحة أجازت الضرب لكن جعلته بيد المسؤول الإداري كالوكيل والمدير، لمنع التجاوز الذي قد يحدث من المدرس بسبب الإسراف في الضرب، وإذا أردنا أن نطبق ذلك في الحياة الزوجية، فهل نحتاج لطرف خارجي يتدخل بين الزوجين ليقوم بالتأديب للمخطيء الذي لم تنفع معه طرق التأديب المتدرجة. وطبعا هذه طريقة صحيحة ممكن أن يستعملها الزوج ليتعلم التدرج، لأن بعض الطلاب يكفيه النظر وبعضهم يكفيه التكشير أو العبس بتقاطيع الوجه، وبعضهم يحتاج للزجر أو النهي برفع الصوت، فإن لم يستقم الطالب احتاج للتنبيه، ثم لرفع الصوت، أو اللجوء للنصح بالكلام الشديد أو التوبيخ، أوالصوت المرتفع والإرشاد المستمر ثم الطرد والإبعاد، أو العقاب بالحرمان من بعض الأمور المحببة للطالب.

الفقرة 17: لا خلاف حول الاهتمام بتوعية الجميع خصوصا توعية الرجال بحقوق زوجاتهم من عطف وحنان وتفهم ولين وصبر وحسن معشر.
هذا و الله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
اللهم احفظنا وارحمنا وأسأل الله تعالى لكما التوفيق والسداد وأن يمنحنا جميعا القدرة على الوقوف في وجه المشكلات ومواجهة العقبات.

المستشار : علي بن مختار بن محمد بن محفوظ

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 15-03-2007, 07:13 AM   #4
معلومات العضو
أبو فهد
موقوف

افتراضي

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد : فقد كثر الكلام هذه الأيام عن مدى مشروعية تأديب الزوج زوجته وانقسم المتحدثون في ذلك على اختلاف مشاربهم ما بين مؤيد ومنكر ونظرا لكون هذه المسألة من المسائل الشرعية التي لابد من بيان الحكم الشرعي فيها وفق ما تقتضيه الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة وبُعدا عن الأهواء لذا أحببت الكتابة في ذلك مبينا ما أراه حقا في هذه المسألة فأقول مستعينا بالله تعالى :
قال تعالى ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي المَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ) (النساء:34) وهذه الآية آية محكمة غير منسوخة ولكن كثيرا من الناس لم يفهم المراد منها فعمل بفهمه الخاطئ من تعدٍّ واضح على المرأة وظن أن هذا من الدين وإذا رجعنا للمنهج الإسلامي في تعامل الزوجين تبين لنا جليا أنه لا يحث على ما يظنه البعض العنف الزوجي بل يحث على الألفة والمحبة والعشرة بالمعروف وذلك في آيات وأحاديث نبوية كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر :
أولا : قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آَتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ) (النساء:19) .
قال الشافعي -رحمه الله تعالى- : " وجماع المعروف بين الزوجين كف المكروه وإعفاء صاحب الحق من المؤنة في طلبه لا بإظهار الكراهية في تأديته فأيهما مطل بتأخيره فمطل الغني ظلم " ا.هـ أحكام القرآن للشافعي 1/204 الأم 5/89 وقال الطبري - رحمه الله تعالى - : " يعني جل ثناؤه بقوله ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمَعْرُوفِ ) وخالقوا أيها الرجالُ نساءَكم وصاحبوهن (بِالمَعْرُوفِ ) يعني بما أمرتم به من المصاحبة وذلك إمساكهن بأداء حقوقهن التي فرض الله جل ثناؤه لهن عليكم إليهن أو تسريح منكم لهن بإحسان " ا.هـ تفسير الطبري 4/312
وقال ابن قدامة – رحمه الله تعالى - : " وقال بعض أهل العلم التماثل هاهنا في تأدية كل واحد منهما ما عليه من الحق لصاحبه بالمعروف ولا يمطله به ولا يظهر الكراهة بل ببشر وطلاقة ولا يتبعه أذى ولا منة لقول الله تعالى ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمَعْرُوفِ ) وهذا من المعروف ويستحب لكل واحد منهما تحسين الخلق مع صاحبه والرفق به واحتمال أذاه لقول الله تعالى ( وبالوالدين إحسانا وبذي القربى ) إلى قوله ( والصاحب بالجنب ) قيل : هو كل واحد من الزوجين " ا.هـ المغني 7/223
وقال ابن كثير -رحمه الله تعالى- : " وقوله تعالى ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمَعْرُوفِ ) أي طيبوا أقوالكم لهن وحسنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم كما تحب ذلك منها فافعل أنت بها مثله كما قال تعالى ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالمَعْرُوفِ ) ( البقرة:228) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) وكان من أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه جميل العشرة دائم البشر يداعب أهله ويتلطف بهم ويوسعهم نفقة ويضاحك نساءه حتى إنه كان يسابق عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها يتودد إليها بذلك قالت : سابقني رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبقته وذلك قبل أن أحمل اللحم ثم سابقته بعد ما حملت اللحم فسبقني فقال : ( هذه بتلك ) ويجتمع نساؤه كل ليلة في بيت التي يبيت عندها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأكل معهن العشاء في بعض الأحيان ثم تنصرف كل واحدة إلى منزلها وكان ينام مع المرأة من نسائه في شعار واحد يضع عن كتفيه الرداء وينام بالإزار وكان إذا صلى العشاء يدخل منزله يسمر مع أهله قليلا قبل أن ينام يؤانسهم بذلك صلى الله عليه وسلم وقد قال تعالى ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) (الأحزاب:21) " ا.هـ تفسير ابن كثير 1/467وانظر : زاد المعاد 1/150
وقال الذهبي – رحمه الله تعالى - : " وإذا كانت المرأة مأمورة بطاعة زوجها وبطلب رضاه فالزوج أيضا مأمور بالإحسان إليها واللطف بها والصبر على ما يبدو منها من سوء خلق وغيره وإيصالها حقها من النفقة والكسوة والعشرة الجميلة لقول الله تعالى ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمَعْرُوفِ ) " ا.هـ الكبائر 1/178
ثانيا : قال تعالى ( وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) (الرُّوم:21) قال ابن كثير - رحمه الله تعالى - : " فلا ألفة بين روحين أعظم مما بين الزوجين " ا.هـ تفسير ابن كثير 2/ 275
ثالثا : قال تعالى ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) (البقرة:228) قال ابن عباس -رضي الله عنهما – " إني لأحب أن أتزين للمرأة كما أحب أن تزين لي لأن الله عز وجل يقول ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالمَعْرُوفِ ) وما أحب أن أستوفي جميع حق لي عليها لأن الله عز وجل يقول ( وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ) . رواه ابن أبي شيبة 4/196 وابن جرير 2/453 والبيهقي 7/295 .
رابعا : عن أبي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَن كان يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فلا يُؤْذِي جَارَهُ وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ من ضِلَعٍ وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ في الضِّلَعِ أَعْلَاهُ فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ وَإِنْ تَرَكْتَهُ لم يَزَلْ أَعْوَجَ فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا ) رواه البخاري ( 4890 ) ومسلم ( 1468 ) قال النووي - رحمه الله تعالى - : " فيه الحث على الرفق بالنساء والإحسان إليهن والصبر على عوج أخلاقهن واحتمال ضعف عقولهن وكراهة طلاقهن بلا سبب وإنه لا مطمع في استقامتهن " ا.هـ مرقاة المفاتيح 6/356 وقال المناوي - رحمه الله تعالى- : " وفيه ندب المداراة لاستمالة النفوس وتألف القلوب وسياسة النساء بأخذ العفو عنهن والصبر عليهن وأن من رام تقويمهن فاته النفع بهن مع أنه لا غنى له عن امرأة يسكن إليها " ا.هـ فيض القدير 2/388
خامسا : عن أبي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -قال : قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مؤمنة إن كَرِهَ منها خُلُقًا رضي منها آخَرَ ) رواه مسلم ( 1469 ) . قال الحافظ النووي - رحمه الله تعالى - : " أي ينبغي أن لا يبغضها لأنه إن وجد فيها خُلقا يُكره وجد فيها خُلقا مرضيا بأن تكون شرسة الخلق لكنها دينة أو جميلة أو عفيفة أو رفيقة به أو نحو ذلك " ا.هـ شرح صحيح مسلم 10/ 58 الديباج للسيوطي 4/80
سادسا : قال النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع ( اتَّقُوا اللَّهَ في النِّسَاءِ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللَّهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ فَإِنْ فَعَلْنَ ذلك فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غير مُبَرِّحٍ وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) رواه مسلم (1218) من حديث جابر -رضي الله عنه- .
وعن عَمْرِو بن الْأَحْوَصِ - رضي الله عنه - أَنَّهُ شَهِدَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ مع رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عليه وَذَكَّرَ وَوَعَظَ فذكر الحديث وفيه : ( ألا وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ ليس تَمْلِكُونَ مِنْهُنَّ شيئا غير ذلك إلا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ فَإِنْ فَعَلْنَ فَاهْجُرُوهُنَّ في الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غير مُبَرِّحٍ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ألا إِنَّ لَكُمْ على نِسَائِكُمْ حَقًّا وَلِنِسَائِكُمْ عَلَيْكُمْ حَقًّا فَأَمَّا حَقُّكُمْ على نِسَائِكُمْ فلا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ من تَكْرَهُونَ ولا يَأْذَنَّ في بُيُوتِكُمْ لِمَنْ تَكْرَهُونَ ألا وَحَقُّهُنَّ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحْسِنُوا إِلَيْهِنَّ في كِسْوَتِهِنَّ وَطَعَامِهِنَّ ) رواه ابن أبي شيبة 2/56 و النسائي في الكبرى (9169) وابن ماجه (1851) والترمذي (1163 ) وقال : حسن صحيح .
سابعا : عن عبد اللَّهِ بن زَمْعَةَ -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لَا يَجْلِدُ أحدُكم امْرَأَتَهُ جَلْدَ الْعَبْدِ ثُمَّ يُجَامِعُهَا في آخِرِ الْيَوْمِ ) رواه البخاري ( 4908 ) قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى - : " وفي سياقه استبعاد وقوع الأمرين من العاقل أن يبالغ في ضرب امرأته ثم يجامعها من بقية يومه أو ليلته والمجامعة أو المضاجعة إنما تستحسن مع ميل النفس والرغبة في العشرة والمجلود غالبا ينفر ممن جلده فوقعت الإشارة إلى ذم ذلك وأنه إن كان ولا بد فليكن التأديب بالضرب اليسير بحيث لا يحصل منه النفور التام فلا يفرط في الضرب ولا يفرط في التأديب ... ولأن ضرب المرأة إنما أبيح من أجل عصيانها زوجها فيما يجب من حقه عليها " ا.هـ فتح الباري 9/303 عمدة القاري 20/192
ثامنا : عن إياس بن أبي ذباب - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تضربوا إماء الله ) قال فذئر - أي نشز - النساء وساءت أخلاقهن على أزواجهن فقال عمر بن الخطاب : ذئر النساء وساءت أخلاقهن على أزواجهن منذ نهيت عن ضربهن فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( فاضربوا ) فضرب الناس نساءهم تلك الليلة فأتى نساء كثير يشتكين الضرب فقال النبي صلى الله عليه وسلم حين أصبح : ( لقد طاف بآل محمد الليلة سبعون امرأة كلهن يشتكين الضرب وأيم الله لا تجدون أولئك خياركم ) رواه النسائي في الكبرى ( 9167 ) وصححه ابن حبان (4189) قال الإمام الشافعي -رحمه الله تعالى - : " فجعل لهم الضرب وجعل لهم العفو وأخبر أن الخيار ترك الضرب "ا.هـ الأم 5/112
وقال الحافظ ابن حجر – رحمه الله تعالى - : " فيه دلالة على أن ضربهن مباح في الجملة ومحل ذلك أن يضربها تأديبا إذا رأى منها ما يكره فيما يجب عليها فيه طاعته فإن اكتفى بالتهديد ونحوه كان أفضل ومهما أمكن الوصول إلى الغرض بالإيهام لا يعدل إلى الفعل لما في وقوع ذلك من النفرة المضادة لحسن المعاشرة المطلوبة في الزوجية الا إذا كان في أمر يتعلق بمعصية الله " ا.هـ فتح الباري 9/304 وانظر : عون المعبود 6/128
تاسعا : عن عَائِشَةَ - رضي الله عنه - قالت : ما ضَرَبَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شيئا قَطُّ بيده ولا امْرَأَةً ولا خَادِمًا إلا أَنْ يُجَاهِدَ في سَبِيلِ اللَّهِ وما نِيلَ منه شَيْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ من صَاحِبِهِ إلا أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ من مَحَارِمِ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عز وجل . رواه مسلم (2328) قال النووي -رحمه الله تعالى- : " فيه أن ضرب الزوجة والخادم والدابة وإن كان مباحا للأدب فتركه أفضل " ا.هـ شرح صحيح مسلم 15/84
وقال القاري -رحمه الله تعالى- : " خصا بالذكر اهتماماً بشأنهما ولكثرة وقوع ضرب هذين والاحتياج إليه وضربهما وإن جاز بشرطه فالأولى تركه قالوا بخلاف الولد فإن الأولى تأديبه ويوجه بأن ضربه لمصلحة تعود إليه فلم يندب العفو بخلاف ضرب هذين فإنه لحظ النفس غالباً فندب العفو عنهما مخالفة لهواها وكظماً لغيظها " ا.هـ مرقاة المفاتيح 10/ 488 وانظر : كشاف القناع 5/209
عاشرا : عن عائشة -رضي الله عنها- قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) رواه ابن حبان ( 4177) والبيهقي 7/468 قال المناوي -رحمه الله تعالى- : " ولهذا كان على الغاية القصوى من حسن الخلق معهن وكان يداعبهن ويباسطهن ... ( وأنا خيركم لأهلي ) أي برا ونفعا لهم ديناً ودنيا أي فتابعوني ما آمركم بشيء إلا وأنا أفعله " ا.هـ فيض القدير 3/496
الحادي عشر : عن جَابِرٍ -رضي الله عنه- قال : نهى رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن الضَّرْبِ في الْوَجْهِ . رواه مسلم (2116 ) .
قال النَّوَوِيُّ -رحمه الله تعالى - : " وأما الضرب في الوجه فمنهي عنه في كل الحيوان المحترم من الآدمي والحمير والخيل والإبل والبغال والغنم وغيرها لكنه في الآدمي أشد لأنه مجمع المحاسن مع أنه لطيف لأنه يظهر فيه أثر الضرب وربما شانه وربما آذى بعض الحواس " ا.هـ شرح النووي على صحيح مسلم 14/97 وانظر : عمدة القاري 21/140 التيسر بشرح الجامع الصغير 2/470 نيل الأوطار 8/250عون المعبود 7/ 167 وعن معاوية بن الحكم السلمي - رضي الله عنه - قال : كَانَتْ لي جَارِيَةٌ تَرْعَى غَنَمًا لي قِبَلَ أُحُدٍ وَالْجَوَّانِيَّةِ فَاطَّلَعْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فإذا الذِّئبُ قد ذَهَبَ بِشَاةٍ من غَنَمِهَا وأنا رَجُلٌ من بني آدَمَ آسَفُ كما يَأْسَفُونَ لَكِنِّي صَكَكْتُهَا صَكَّةً فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَعَظَّمَ ذلك عَلَيَّ قلت : يا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا أُعْتِقُهَا قال : ( ائْتِنِي بها ) فَأَتَيْتُهُ بها فقال لها : ( أَيْنَ الله ) ؟ قالت : في السَّمَاءِ قال : ( من أنا ) ؟ قالت : أنت رسول اللَّهِ . قال : ( أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ ) رواه مسلم ( 537)
الثاني عشر : عن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي وكان بيده سواك فدعا وصيفة له أو لها حتى استبان الغضب في وجهه وخرجت أم سلمة إلى الحجرات فوجدت الوصيفة وهي تلعب ببهمة فقالت : ألا أراك تلعبين بهذه البهمة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوك فقالت : لا والذي بعثك بالحق ما سمعتك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لولا خشية القود لأوجعتك بهذا السواك ) رواه أحمد وأبو يعلى (6944) والبخاري في الأدب (184) قال المنذري : "أحمد بأسانيد أحدها جيد " ا.هـ الترغيب والترهيب 3/153 وقال الهيثمي : "وإسناده جيد عند أبي يعلى والطبراني " ا.هـ مجمع الزوائد 10/353
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَن ضرب سوطا ظلما اقتص منه يوم القيامة ) رواه البزار والطبراني في الأوسط (1445) وإسنادهما حسن . مجمع الزوائد 10/353
وبعد هذه الجولة في تلك الآيات والأحاديث المباركة وما هي إلا فيض من غيض يتبين معنى الآية ويظهر لنا ما يلي :
أولا : وجوب معاشرة كل واحد من الزوجين الآخر بالمعروف .
ثانيا : أن القوامة بيد الرجل ومما يدخل في القوامة تقويم سلوك الزوجة متى أساءت أو نشزت بترفعها عليه أو غلظتها معه أو معصيته بما يجب عليها له فيُقوِّمها بالنصح أولا وذلك بتذكيرها بحرمة النشوز ووجوب طاعتها له في غير معصية مع ذكر الأدلة على ذلك كحديث أبي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قال : قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( إذا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلى فِرَاشِهِ فَأَبَتْ فَبَاتَ غَضْبَانَ عليها لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حتى تُصْبِحَ ) رواه البخاري (3065) فإن لم يُجْدِ ذلك هجر فراشها أو الحديث معها في البيت ولا يتعدى ذلك خارج البيت لحديث حَكِيمِ بن مُعَاوِيَةَ الْقُشَيْرِيِّ عن أبيه - رضي الله عنه - قال : قلت : يا رَسُولَ اللَّهِ ما حَقُّ زَوْجَةِ أَحَدِنَا عليه ؟ قال : ( أَنْ تُطْعِمَهَا إذ طَعِمْتَ وَتَكْسُوَهَا إذا اكْتَسَيْتَ أو اكْتَسَبْتَ ولا تَضْرِبْ الْوَجْهَ ولا تُقَبِّحْ ولا تَهْجُرْ إلا في الْبَيْتِ ) رواه أحمد ( 20036) وأبو داود ( 2142) والنسائي في الكبرى ( 11431) وحسنه النووي في رياض الصالحين (277) ومدة الهجر لا تزيد على ثلاثة أيام لحديث أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ) رواه البخاري ( 5718) ومسلم ( 2559) فإن لم ينفع ذلك معها جاز له ضربها ضربا غير مبرح بسواك أو بمنديل ملفوف لا بسوط ولا بعصى أو نحوه - والسواك كما لا يخفى دقيق وقصير طوله غالبا طول القلم – ( انظر : كشاف القناع 5/210 ) عن عطاء قال : قلت لابن عباس : ما الضرب غير المبرح ؟ قال : السواك وشبهه يضربها به . رواه ابن جرير 5/68 وانظر : الدر المنثور 2/523 ويحرم عليه ضرب الوجه والمقاتل ( فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ) ( النساء:34 ) قال ابن كثير - رحمه الله تعالى - : " وقوله تعالى ( فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا ) أي إذا أطاعت المرأة زوجها في جميع ما يريده منها مما أباحه الله له منها فلا سبيل له عليها بعد ذلك وليس له ضربها ولا هجرانها وقوله ( إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ) تهديد للرجال إذا بغوا على النساء من غير سبب فإن الله العلي الكبير وليهن وهو منتقم ممن ظلمهن وبغى عليهن " ا.هـ تفسير ابن كثير 1/493 فإن تلف من الزوجة شيء بسبب الضرب ضمن ما وقع منه لتبين أنه إتلاف لا إصلاح .( شرح زبد ابن رسلان 1/259)
ثالثا : يحرم على الزوج ضرب زوجته ظلما بلا سبب ولو كان الضرب يسيرا فالظلم ظلمات يوم القيامة قال ابن جرير - رحمه الله تعالى - : " إنه غير جائز لأحد ضرب أحد من الناس ولا أذاه إلا بالحق لقول الله تعالى ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ) (الأحزاب:58) سواء كان المضروب امرأة وضاربها زوجها أو كان مملوكا أو مملوكة وضاربه مولاه أو كان صغيرا وضاربه والده أو وصي والده وصاه عليه " ا.هـ تهذيب الآثار مسند عمر بن الخطاب 1/418. وقال تعالى ( وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ) ( البقرة:231) فقد نهى الرجل عن الإضرار بمطلقته فكيف بزوجته .
رابعا : أن يقصد الزوج من ذلك تأديبها وتقويمها لا التشفي والانتقام منها .
خامسا : أنه لا يحل له ضربها أكثر من عشر ضربات بحال من الأحوال لحديث أَبَي بُرْدَةَ الْأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه - قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( لَا تَجْلِدُوا فَوْقَ عَشْرَةِ أَسْوَاطٍ إلا في حَدٍّ من حُدُودِ اللَّهِ ) رواه البخاري ( 6458) ومسلم ( 1708) .
سادسا : أن التأديب متى ما كان في الحدود المشروعة آتى أُكُله ولا يصح تسميته عنفا أسريا أما لو تجاوز الحدود الشرعية فهو محرم شرعا وسمِّه ما شئت بعد ذلك عنفا أسريا أو غير ذلك .
سابعا : أن الترفع عن الضرب أفضل وأكمل إبقاء للمودة ( الفروع 5/258 المبدع 7/215 كشاف القناع 5/210 ) حتى مع وجود الداعي له لحال النبي صلى الله عليه وسلم فإنه ما ضرب خادما ولا امرأة . قال شريح -رحمه الله تعالى- :
رأيت رجالا يضربون نساءهم فشلَّت يميني حين أضرب زينبا
وزينب شمس والنساء كواكب إذا طلعت لم تبق منهن كوكبا
( تاريخ دمشق 23/52 سير أعلام النبلاء 4/106 الطبقات الكبرى 6/143 )
ثامنا : أنه لا يحل للرجل أن يضرب زوجته إن استدعى الأمر ذلك أمام أطفالها أو غيرهم لكون ذلك زيادة في التأديب لم يأذن بها الشارع وينتج عن ذلك أمور لا تحمد عقباها .
تاسعا : أرى أنه لا يحل للرجل أن يضرب زوجته في حال الغضب ولو مع وجود ما يستدعي ضربها لكونه والحال هذه سيتجاوز الحد المأذون به .
فإن امتثل الزوج ذلك فإنه لا يسأل عن ضربه زوجته ويحمل عليه حديث عمر -رضي الله عنه - إن صح - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يسأل الرجل فيم ضرب امرأته ) رواه أبو داود ( 2147) والنسائي في الكبرى ( 9168) وابن ماجه ( 1986) وهو حديث ضعيف قال ابن المديني - رحمه الله تعالى - : " فإن إسناده مجهول رواه رجل من أهل الكوفة يقال له داود بن عبد الله الأودي لا أعلم أحدا روى عنه شيئا غير عبد الرحمن المسلي وهو عندي أبو وبرة المسلي " ا.هـ العلل لابن المديني 1/93 أما إذا تعسف الزوج وتجاوز حده في التأديب فإنه يقتص منه لزوجته بلا خلاف أعلمه .
ومع الأسف أن العنف الأسري ليس قاصرا على الزوج بل امتد ليصدر من الزوجة ضد زوجها وليس بالقليل فقد سمعت المحامي ( ...) يقول : إن دراسة في (...) تثبت أن عشرين في المائة من الزوجات يضربن أزواجهن ضربا مبرحا !!
وهذا قليل من كثير وإلا فالموضوع بحاجة إلى تحرير وإيضاح وتفصيل ومناقشة الشبه التي يطرحها بعض المغرضين ولعل ما ذكرته يكون نواة لذلك .
وأخيرا : يجب على المسلم التأدب مع كلام الله تعالى فلا يليق بمسلم أن يعترض على حكم من الأحكام التي أذن الله تعالى بها وهو الحكيم العليم بمثل هذه الشبه الباردة وبمثل هذا الكلام الذي يتكلم به كثير ممن لا خلاق لهم بل الواجب على كل مسلم ومسلمة التسليم المطلق لما جاء عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم قال تعالى ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ) (الأحزاب:36) وقال تعالى ( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) (النساء:65) والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .

الشيخ د . نايف بن أحمد الحمد

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 15-03-2007, 07:13 AM   #5
معلومات العضو
أبو فهد
موقوف

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


ضرب الزوجة في القرآن . . . . فهم آخر [img]http://nazme.net/photos/2**4*4968***3.jpg[/img]



يقول الدكتور نظمي خليل دار حول الآية الحوار في العصر الحديث قوله تعالى ** وَاضْرِبُوهُنَّ ** ( النساء : من الآية34 ) ، وفهم الناس أن معنى ذلك حق الزوج في ضرب زوجته بالمعنى الدارج والشائع لمفهوم الضرب

* وقد أدى هذا الفهم الخاطئ للأمر الإلهي إلى التناقض بين هذا الأمر والهدي النبوي في معاملة المرأة ، ومن أغرب ما شاهدت وسمعت هذا الدكتور في إحدى الفضائيات العربية الذي يقول إنني أوجع زوجتي ضرباً امتثالاً للأمر الإلهي ، والمعلوم أن المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يضرب زوجة من زوجاته قط ، وأنه قال : ( خيركم من لا يضرب ) وعندما حدث خلاف كبير بين الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونسائه لم يضرب واحدة منهن ، بل ترك لهن الحُجُرات واعتكف في المسجد .

* وقد نشرت مجلة إسلامية المعرفة في العدد الرابع والعشرين الصادر في ( 2**1م ) بحثاً قيماً في هذا الموضوع خلص الباحث فيه إلى أن الضرب الوارد في معالجة الخلاف ليس بمعنى الإيلام البدني والضرب الذي فهمه الناس ، ولكن معناه ترك بيت الزوجية من جانب الرجل ، والبعد الكامل عن الدار كوسيلة لتمكين الزوجة الناشز من إدراك مآل سلوك النشوز والتقصير والنفور في الحياة الزوجية ليوضح لها أن ذلك لا بد أن ينتهي إلى الفراق والطلاق وكل ما يترتب عليه من آثار خطيرة خاصة إذا كان بينهما أطفال .

فإذا خاف الزوج نشوز زوجته عالج ذلك بطريقة متميزة رفيعة المستوى ، حيث يبدأ وعظها وبيان خطورة طريق النشوز ثم عليه إن لم تمتثل أن يهجرها في المضجع فإن لم يصلح الهجر في المضجع يأتي الهجر الكلي في البيت ، ( أو ترك البيت للزوجة وخروج الرجل منه كما فعل المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) .

فإن معنى الترك والمفارقة في قوله تعالى ** وَاضْرِبُوهُنَّ ** أولى عن معنى الضرب أي الأذى الجسدي والقهر والإذلال النفسي ، لأن ذلك ليس من طبيعة العلاقة الزوجية الكريمة ، ولا من طبيعة علاقة الكرامة الإنسانية ، وليس سبيلاً مفهوماً إلى تحقيق المودة والرحمة والولاء والسكن واللباس بين الأزواج .

* والفهم المقاصدي المتناسق مع المقاصد العامة لعلاج النشوز وخطواته ، والمقاصد الشرعية من الحياة الزوجية تؤيده السنة النبوية المطهرة الفعلية حين فارق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم منازل نسائه واعتزلهن مدة شهر ليدركن النتائج المترتبة على العصيان دون أن يلجأ صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى أي شيء من اللطم أو الإهانة ، أو الضرب كما فهم هذا الدكتور الذي يشفي حاجة في نفسه تحت غطاء تطبيق أمر الله بضرب زوجته وإيلامها .

* وهذا الفهم المقاصدي فتح غاب عن الرجال سابقاً لأنهم يرون أن الضرب بمعنى الإيلام الجسدي يحقق لهم أهدافا ذاتية ويشبع رغباتهم النفسية والبدنية والاجتماعية التي غلفوها بهذا الفهم الخاطئ لمعنى الضرب في قوله تعالى ** وَاضْرِبُوهُنَّ **

* وقد أحصى الباحث وجوه المعاني التي جاء فيها لفظ ( الضرب ) ومشتقاته في القرآن الكريم فوجدها ستة عشر وجهاً كما يلي :

1* ** وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا ** [النحل : 76]



2* ** وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ ** [النساء : 1*1]

3 * ** فَضَرَبْنَا عَلَى آَذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا ** [الكهف : 11]

4 * ** أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ ** [الزخرف : 5]

5* ** كذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ** [الرعد : 17]

6* ** وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ** [النور : 31]

7* ** أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا ** [ط*ه : 77]

8* ** فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ** [الأنفال : 12]

9* ** وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ** [البقرة : 61]

1** ** وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ ** [ص : 44]

11* ** فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ ** [محمد : 4]

12* ** فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ ** [الحديد : 13]

13* ** وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ** [النور : 31]

14* ** فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ** [محمد : 27]

15* ** فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ ** [البقرة : 6*]

16* ** فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ ** [الصافات : 93]

* فإذا أمعنا النظر في الآيات السابقة نجد أن معنى الضرب فيها : العزل ، والمفارقة والإبعاد ، والترك

* فالشيء يضرب مثلا : أي يستخلص ويميز حتى يصبح جلياً واضحاً .

*والضرب في الأرض هو السفر والمفارقة .

* والضرب على الأذن : هو منعها من السماع .

* وضرب الصفح عن الذكر : هو الإبعاد والإهمال والترك .

* وضرب الحق والباطل تمييزهما وتجليتهما مثلاً .

* وضرب الخُمُر على الجيوب : هو ستر الصدر ومنعه من الرؤية .

* وضرب الطريق في البحر : شق ودفع الماء جانباً .

* والضرب بالسور بينهم : عزلهم ومنعهم عن بعضهم بعضاً .

* وضرب الذل والمسكنة عليهم : نزولهما بهم .

* وضرب الأعناق والبنان : بترها وفصلها ، وأبعادها عن الجسد .

* أما باقي ما ورد من كلمة ( الضرب ) ومشتقاتها فيما سبق من ضرب الأرجل ، والوجوه ، وضرب الحجر ، وضرب الضغث ، وضرب الأصنام باليمين ، فهي بمعنى دفع الشيء بقوة وخبطة ولطمه .

* وهكذا فإن عامة معاني كلمة ( الضرب ) في السياق القرآني هي بمعنى العزل والمفارقة والإبعاد والدفع .

* فما هو المعنى المناسب لكلمة الضرب في سياق فض النزاع بين الزوجين واستعادة روح ### غير مفهوم هذه الجملة ### في قوله تعالى ** وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا &وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا ** [النساء : 34* 35] .

* والمعنى المناسب للضرب هنا هو الإصلاح والوفاق هو الهجر في البيت بعد الهجر في المضجع .

* ويلاحظ أن القرآن الكريم لم يعبر بلفظ ( الضرب ) ولكن عبر بلفظ الجلد ( بفتح الجيم وتسكني اللام ) حين قصد إلى الأذى الجسدي بقصد العقاب أو التأديب كما في قوله تعالى : ** الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ ** [النور : 2] وذلك من الجلد ( بكسر الجيم وتسكين اللام ) لأنه موضع الإحساس بالأذى والألم الخارجي ، وهو المقصود بالضرب .

* البحث مُدلل بالأدلة العلمية الشرعية على أن الفهم السائد بين الناس لكلمة الضرب للزوجة في القرآن الكريم لا يتناسب مع سياق العلاج والمودة والرحمة ومقاصد الشريعة الإسلامية من الحياة الزوجية .

وهذا فتح جديد يحل إشكالية كبرى لمعاملة الزوجة في الإسلام .

* هذا البحث يجب أن يوضع في مكتبات جمعيات المرأة ، ومقاومة العنف ضد المرأة لتوضيح الفهم الصحيح لضرب الزوجة في القرآن الكريم ، وإزالة أهم الشُّبه التي يثيرها الجاهلون والمرجفون حلول الإسلام ، وتصحيح الفهم الخاطئ الذي ساد بين الرجال عن ضرب الزوجات ، وهناك العديد من الأحاديث التي ساقها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في النهي عن ضرب المرأة وتقبيح هذا الفعل لا يتسع المجال لعرضها وشرحها خاصة أن معظمها معلوم لمعظم الناس .

موضوع جيد اردت نقله لكم

والسلام

المعالج1_راااااقي

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 07:59 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com