عندما تنمو المشاعر السلبية ،
نميل مؤقتا الى فقدان المشاعر الودية من الثقة والرعاية،
والتفهم والتقبل والتقدير والاحترام.
في مثل هذه الاوقات .....حتى مع افضل النيات يتحول الحديث الى مشاجرة ،
وتحت ضغط تلك اللحظة ،
لا نتذكر كيف نتواصل باسلوب مفيد بالنسبة الينا او الى من حولنا.
وعندها نبدأ باللوم ، ونفترض الاسوأ ونبدو انتقاديين ومستائين.
عندما نشعر بموجة المشاعر السلبية ،
يكون من الصعب علينا ان نتكلم بإسلوب يوحي بالثقة والتقبل والتقدير،
ونبدأ بإصدار الاحكام...
ان تدوين المشاعر السلبية اسلوب رائع لتصبح واعيا بمدى البشاعة التي تبدو بها ،
وتدوين الانفعالات السلبية يخفف من حدتها ،
ويفسح المجال للمشاعر الايجابية للظهور مرة أخرى.....
وعندها تصبح اكثر توازنا بطريقة آلية....
استمع الى مشاعرك السلبية وانظر الى انفعالاتك قبل ان تنقلها لغيرك...
حتى يكون اسلوبك اقل تعسفا ولوما،
وتكون فرصتك في ان تكون مقبولا ومتفهما اعظم بكثير.
ان تدوين المشاعر..... سواء بالكتابة او ذهنيا...عملية مهمة
استعرض في ذهنك ما حدث وتخيل انك تقول ما تشعر به وتريده من دون تنقيح..!!
ان ادارة الحوار الداخلي يعبّر عن الحقيقة الكاملة عن صورتك الداخلية
وستصبح بعدها متحررا من قبضتها السلبية...
لأنها تفقد قوتها تلقائيا حيث تبدأ المشاعر الايجابية بقوة وفعالية.
الحوار الداخلي.... يتيح لك التعبير الكامل والفهم لكل مشاعرك ،
ونتيجة لذلك ستكون اكثر قدرة على التواصل بإسلوب مقبول ...
لأنك ستعبر براحة عن المشاعر السلبية الاساسية الاربعة
الغضب.......الحزن..........الخوف.........والندم
بعد هذه الخطوة ستبدأ المشاعر الايجابية بالظهور وتخفف من قوة وحدة هذه الانفعالات.
ان تدوين ما نريده كتابيا او ذهنيا يزيد انفتاحنا عما نحتاج اليه حقا،
ومن المهم ان نحسن الظن بمن حولنا ،
ونتوقع دوما انهم سيستجيبون بود وبإيجابية.
علينا ان لا نتوقع دوما ان من حولنا يعرفون ما يجب عليهم ان يقدموه نحونا من قول او فعل!
البعض يحتاجون الى ان يُخبَروا
وثقافتنا الاجتماعية في أغلب الاحوال.. لا تعلمنا ما يحتاج اليه الغير،
وتركز فقط على ما نحتاج اليه نحن !!!
ولنتذكر دوما ان الحلم وكظم الغيظ من الاخلاق الاسلامية
ضبط النفس إزاء مثيرات الغضب.
وهي من أشرف السجايا، وأعز الخصال،
ودليلا سمو النفس، وكرم الأخلاق، وسببا المودة والإعزاز.
وقد مدح الله الحكماء والكاظمين الغيظ، وأثنى عليهم في محكم كتابه الكريم.
فقال تعالى: ((وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما))(الفرقان: 63).
وقال تعالى: ((ولا تستوي الحسنة ولا السيئة، ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، وما يلـقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها ألا ذو حظ عظيم))(فصلت: 34 ـ 35).
وقال تعالى: ((والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)) (آل عمران : 134).
ينبغي فورا ان نكف عن القول ........ لو كان ماضينا مختلفا !!!
وان نحرر انفسنا من قبضة المشاعر السلبية غير المحررة من عهد الطفولة.
وان نكف عن وضع لافتة......... انا عصبي !!!
لأن هذا يشجعنا على الانفعال دوما حتى في امور لا تستحق....
فقط لأن هذا متوقع منّا
واخيرا..................
ان نتوقع دوما ان يكون الاتصال بالآخرين أمرا سهلا........... فهذا غير واقعي