أحيانا نتحسرعلى شيء مضى
أو لذة فاتت
ونقول ليت هذا لم يذهب
وليت تلك لم تحصل
أو نقول أحيانا ليتنا لم نمرض أو نقول ضاع عمرنا في المرض
لا ليس كذلك
فهو لم يضع بل ستجد أجره إن صبرت ستجد الخير والأجر في الجنة
لنتأمل ما قاله بعض السلف : ( لو قرض لحمي بالمقاريض
كان أحب إلي من أن أقول لشيء قضاه الله ليته لم يقضه )
وقال بعض العارفين : ذنب أذنبته ، أنا أبكي عليه ثلاثين سنة
. قيل : وماهو ؟ قال : قلت لشيء قضاه الله : ليته لم يقضه أو ليته لم يكن .
...
انظروا كيف حاسب نفسه على هذا الذنب وبكى عليه
ثلاثين سنة في حين بعضنا يقول هذه الكلمات بشكل عادي
ولا يهتم أدني اهتمام
ونظر رجل إلى قرحة في رجل محمد بن واسع فقال : إني لأرحمك
من هذه القرحة فقال : ( إني لأشكرها منذ خرجت إذا لم تخرج في عيني )
....
وكان الربيع _ رحمه الله – يقول في شدة مرضه : ما أحب أن الله نقصني منه قلامة ظفر )
...
مات ابن للفضيل بن عياض فشاهده الناس في جنازة ابنه ضاحكا فقيل له :
أتضحك وقد مات ابنك ؟ فقال : إن الله قضى بقضاء فأحببت أن أرضى بقضائه
....
عن إبراهيم النخعي : ( أن أم الأسود قعدت من رجليها فجزعت ابنة لها فقالت لاتجزعي اللهم
إن كان خيرا فزد )
....
قال شقيق البلخي : ( من ير ثواب الشدة لا يشتهِ المخرج منها )
...
عن الحسن قال : ( كان رجل بالمصيصة ذاهب النصف الأسفل لم يبق إلا روحه في
بعض جسده ضرير على سرير مثقوب فدخل عليه داحل فقال له : كيف أصبحت يا أبامحمد
قال : ملك الدنيا منقطع إلى الله مالي إليه من حاجة إلا أن يتوفاني على الإسلام )
...
جاء رجل إلى سعد بن أبي وقاص وكان قد كف بصره وقال له : ياعم أنت تدعو للناس فلو دعوت
لنفسك فرد عليك بصرك فتبسم سعد بن أبي وقاص وقال : يابني قضاء الله سبحانه أحسن من بصري
.....
ولنتذكر قوله تعالى : ( وماكان لمؤمن ولامؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة
من أمرهم )