71)معنى :
#لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله
ع) تتمة شرح الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان حفظه الله على الأصول الثّلاثة وأدلتها
( ص 288 - 291 ) :
الاستعانة
قال ابن القيم رحمه الله مبينا معنى
« الاستعانة » [ مدارج السالكين ( ص ظ¥ظ¢ ) ] :
" الاستعانة تجمع أصلين :
الثقة بالله ،
والاعتماد على الله تعالى ، فإن العبد قد يثق بالواحد من الناس ،
ولا يعتمد عليه في أموره
– مع ثقته به –
لاستغنائه عنه ،
وقد يعتمد عليه
– مع عدم ثقته به –
لحاجته إليه ،
ولعدم من يقوم مقامه ،
فيحتاج إلى اعتماده عليه ،
مع أنه غير واثق به " .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله [ اقتضاء الصراط المستقيم ( ص 469 )
ط : دار الفضيلة ] :
" إذا أراد الله بعبد خيراً ألهمه دعاءه والاستعانة به،
وجعل استعانته ودعاءه سبباً للخير
الذي قضاه له،
كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : « إني لا أحمل همّ الإجابة،
وإنما أحمل همّ الدعاء،
فإذا أُلهمت الدعاء فإن الإجابة معه » .
كما أن الله تعالى إذا أراد أن يُشبع عبدا
أو يرويه ، ألهمه أن يأكل أو يشرب،
وإذا أراد الله أن يتوب على عبد ألهمه
أن يتوب فيتوب عليه،
وإذا أراد أن يرحمه ويدخله الجنة يسّره لعمل أهل الجنة .
والمشيئة الإلهية اقتضت وجود هذه الخيرات بأسبابها المقدرة لها،
كما اقتضت وجود دخول الجنة
بالعمل الصالح،
ووجود الولد بالوطء، والعلم بالتعليم،
فمبدأ الأمور من الله،
وتمامها على الله " .
وقد أرشدنا الله إلى الاستعانة به في كل صغير وكبير من الشؤون الدينية
والدنيوية ،
قال الله تعالى في الحَديثِ القدسي :
( يا عبادي كلكم ضال إلَّا من هديته ،
فاستهدوني أَهْدِكُم .
يا عبادي كلكم جائع إلَّا من أطعمته
فاستطعموني أُطعمكم ) .
رواه مسلم من حديث أبي ذَر
رضي الله عنه .
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي
رحمه الله [ جامع العلوم والحكم
( ص 424 ) ] :
" هذا يقتضي أن جميع الخلق مفتقرون إلى الله عزّوجلّ
في جلب مصالحهم ،
ودفع مضارِّهم في أمور دينهم ودُنياهم ،
وأَنَّ العباد لا يملكون لأنفسهم شيئا مِن ذلك كلِّه ، وأنّ مَن لم يتفضَّل الله عليه بالهدى والرزق ،
فإنّه يُحرمهما في الدنيا ،
ومن لم يتفضّل الله عليه بمغفرة ذنوبه ،
أَوْبَقَتْهُ خطاياه في الآخرة ،
قال الله تعالى :
** من يهد الله فهو المهتدِ ومَن يضلل فلن تجد له وليّا مُّرشدا **
[ سورة الكهف : 17 ] ،
ومثل هذا كثيرٌ في القرآن ،
وقال تعالى : ** مّا يفتح الله للنّاس
من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك
فلا مرسل له من بعده **
[ سورة فاطر : 2 ] ،
وقال : ** إنّ الله هو الرّزّاق ذو القوّة المتين **
[ سورة الذاريات : 58 ] ،
وقال :
** فابتغوا عند الله الرّزق واعبدوه **[ سورة العنكبوت : 17 ] ،
وقال : ** وما من دابّة في الأرض
إلاّ على الله رزقها **
[ سورة هود : 6 ] " .
قال ابن القيم رحمه الله [ طريق الهجرتين ( ص 171 - 172 ) ] :
" فالعبد لا ينفع ولا يضر ولا يعطي
ولا يمنع إلا بإذن الله ،
فالأمر كلّه لله أولا وآخرا ،
وظاهرا وباطنا ، وهو مُقلّب القلوب ومُصرّفها كيف يشاء ،
المتفرّد بالضرّ والنفع ،
والعطاء والمنع ،
والخفض والرفع
** مّا من دابّة إلاّ هو آخذ بناصيتها **
[ سورة هود : 56 ] ،
** ألا له الخلق والأمر تبارك الله
ربُّ العالمين **
[ سورة الأعراف : 54 ] .
ثم قال رحمه الله :
والقرآن مملوء من ذكر حاجة العبيد
إلى الله دون ما سواه ،
ومن ذكر نعمائه عليهم ،
ومن ذكر ما وعدهم به في الآخرة من صنوف النعيم واللذات ،
وليس عند المخلوق شيء من هذا ،
فهذا الوجه يحقِّق التوكل على الله ،
والشكر له ومحبته على إحسانه " .
يتبع -----------