بسم الله الرحمن الرحيم
مُكملا لما بدأت فيه ..
وبعد عودة ..
بسم الله الرحمن الرحيم
تحية إليكم جميعا وبارك الله فى ارائكم .
إقتباس
تعتقد أن عدم الحديث أو عدم تذكر مراحل الشفاء
حتى يبقى لهذا العالم الغيبي خصوصيته .
ربما لم يكن واضحا مقصودي من هذه العبارة :
طبعا الشفاء بيد الله وحين يكتبه الله تجد أنك قبل مرحلة الشفاء قد تجرب العديد من الطرق
ثم يأتي الشفاء فلا تستطيع أن تجزم أن أحد تلك الطرق هو الذي كان فعالا ... هذا مالاحظته وربما لاحظ غيري شيئا آخرا ...
وبارك الله فيك وسدد الله خُطاك انت وجميع المسلمين .
اللهم آمين
وفيك بارك الله وجزاك خير الجزاء
ولا تحرمنا من نصائحك وتوجيهاتك حفظك الله ونجاك من كل مكروه
وبيض وجهك والقارئين يوم تبيض وجوه وتسود وجوه
وكل من قال آمين .
...إن حديثك هذا يذكرنى بحادثة قد مررت بها فى مراحل صيباى ,عندما ذهبت إلى البحر برفقة صديق لى ,ولم يكن لذلك اليوم تواجد من الناس ,بسبب إرتفاع الامواج , وشاء الله لان نذهب ,وفى المنطقة الذى نزلنا بها كان هنالك مُنقذ مُشرف عليها, وإذا بمرور شخص والذي قدره الله لنا لأن يكون سبباَ في نزولنا البحر مشيرنا بيده نحو قارب صغير ( زينه ) لا يتعدى نصف متر
يتمايل في المياه الهادئيه من هذا الجانب قائلا اتعرفون السباحه فنظرت لصديقي نظرة وكانت نظرته اسرع من الهمسه وسرعان ما كان الواحد منا تلو الاخر
ليجد نفسه في البحر ولم نعرف انه بذلك يقول لنا هل تعرفون طعم الغرق ؟؟
وسرعان ما كان القدر سابق الحذر وكنت مستلقياً على ظهري عائماً فوق المياه اسير نحو الخلف وجهي متجه نحو السماء وعلى بعد حوالي 5 امتار من الشاطئ
واذا بي انظر نحو صديقي والذي هوا خلفي إلي الشاطئ واذا به يتخبط في المياه محاولا الخروج ولعدم وجود خطر اشعر به فإنني لم اكترث له وتصورت بأنه راى شيئا
قد اخافه ككائن بحري صغير ولم اكن اعلم انه حاول الوقوف في تلك المنطقه والتي لم يعرف لها قاع وهذا الذي جعله يتراجع خارجاً فواصلت العوّم ناظرا للسماء
سبحان الله هذه هي المنطقه الوحيده والتي لم ارى بها موجه واحده على الاطلاق , وعندما حاولت استدارة نفسي لارى الهدف الذي سعيت من اجله نزول البحر
وهوا القارب فوجدت نفسي ابعد مسافه غير متوقعه ومعقوله وكأنه شيء خطفني بلمح البصر بالرغم ان القارب كان يبعد حوالي 15 متر فمالذي جعلني اصل لاكثر من 100 متر ؟؟
نعم انه الخطر !! ولكنه ليس كآي خطر !! وسرعاان ما بدرت بالفرار ولكن ممن وانا محطاط من كل جانب واني متربع في احضانه واني احاول العوده إلي محطه الانطلاق
وكأني اسمع مناديا يقول ان القطار قد فات , فلم استسلم فقلت في نفسي انني اريد افعال واتحدى الاقوال وهي المهارة والقوة وبراعه السلاح هي المطلوبه لانني في اصعب ظروف الامتحان
وهي الحكم الفاصل في لحظات مصريه قد يكون العقل مشلولا تماما من شده اهوال احداثهاا فبدأت المعركه فبذلت قصار جهدي لان اقاوم هذه الامواج الهائجه من كل جانب
والتي جائت على غفله وكأنها انقذت على فريستها دون رحمه او انتظار وكوّن الجمهور يلعب دورا في نفوس المتعاركين فستصرقت نظرة إلى الشاطئ واذا بصديقي يبدو بالصراخ على ذك الشاب
واضعاً عليه اللوّم بأنه هوا السبب في هزيمتي وغرقي ولكن ما فائده هذا اللوّم الان ؟؟
نحن امام امتحان لا ينفع لوّم بعد فوات الاوان وبلمحة مجاورة الى المُنقذ وهوا السبيل الوحيد والصديق المنتظر لكل غريق فإذا به يحمل عصا مشيرا تارة نحو اليسار وتارة نحو اليمين
وهوا بذلك يحاول توجيهي إلى الخروج من هذه الدوامه .. أي توجيه هذا والذي بين فكي الاسد - البحر - !!؟
اي توجيه هذا بدون واقع مأشر يزيل الخطر عن عاجزه !!؟ حيث ازدات المواجع ولم يكن الناظر كالمنظور وفي وقت لا ينفع فيه النظر من شده الخطر كان الكرم وطابع الضيافة قد اخذ نصيبه الاكبر
وكان الاقوى من جهه البحر لتقديم الكأس تلو الاخر من مياهه المالحة التي لم تكن بالحسبان ؟
ومع ذلك اقاوم وكلما اردت اخذ قسط من الراحه وهي استراحه المجاهد اجد نفسي مشدودا الي داخل البحر امتار عده وحين العوده للإستمرار في السباحه اجد نفسي بدون تقدم
ولو لمتر واحد فليس هنالك استراحه بدون ثمن -كانك يابو زيد ما غزيت- ما بقي محاوله والا ان استخدمتها حتى وجدتُ نفسي لا حوْل لي ولا قوة .....إلا بالله
وفي لحظه لم اعرف لوصفها شرحاً وبإطمنئان اذا بي اتجه إلى الخالق ناطقاً الشهادة .. قائلا:اشهد ان لا إله إلا الله واشهد ان محمد رسول الله
وسلمت امري إليه كالطفل الصغير الذي تعب من شده البكاء حتى جائت غفوته !! فسبحان الله ما اعظم حكمتهُ وقدرتهُ واذا بالذي يدفعني من الخلف دفعة تلو الاخرى
انها الامواج , كيف ذلك وانها كانت للحظه تصارعني !؟؟ محاولتها في اغراقي !؟؟ والان هي من تدفعني وتعمل على انقاذي !!
فإذا وجدت نفسي على الشاطئ والحمدُ لله , خرجت مكابراً امام الجميع وكأنه موقف صعب وتجاوزته ولم اجد منهم من يخلصني مما انا فيه
فإذا بالمنقذ يشير إليه بأصابع يده الثلاثه قائلا: اريد ان اسألك , هل لك اخوة ؟ قُلت: نعم ! هل والدك على قيد الحياة ؟ قُلت : نعم !
هل والدتك على قيد الحيااة ؟ قُلت : نعم ! قال لي : اذهب الان وشاهدهم لقد كتب لك الله عمراً جديداً
اما بخصوص عدم نزولي لك البحر لإنقاذك , فواللهي لو دخلت تلك المنطقه الي كنت بها ليعلم الله وحده اذا خرجت حياً انا نفسي فكيف انا وانت ؟؟
العبرة من تلك الحادثه ..
انني واجهت مواقف كثيرة في البحر ولكن لم اتذكرها لاسباب كثيرة منها كنت اتصور بأن مهارتي ومعرفتي بالسباحه وبراعتي في العوْم هي كانت الدوافع الكافيه لكل المواقف الصعبه حتى جاوزتها
وهاهنا الامر كان كذلك في بادئ الامر في تصوري ولكن اختلف كُلياً في الموقف نفسه فبذلت كل مهاراتي ونفذت كل طاقاتي واستعملت كل محاولاتي حتى عجز البشر لإنقاذي
.. فنسيت الاهم في تلك المعركة ألا وهو الحاكم والذي هو وحده من بيده يستطيع ان ينصرني , والأن وكأنه يقول لي ابذلت كل ما عندك واستعنت بنفسك وعجزت
وبغيرك وفشلت , حتى غلبُت على امرك ؟؟ الأن لم يحين مناجاتي .. انسيتني وانا خالقك .. اعجزت عن ذكري وانت احوج الناس لقدري ؟
فلم اتوانى في لحظه يصعب بها العقل عن التدبير والجسم عن الحركه والذهن عن التفكير , فقد يقول البعض في تلك الظروف يا ابي ويا امي لانهم هم من يكونوا الاقرب له
لمصابه وآلامه واحزانه , ولكن بحمد الله نسيت الجميع ولم اتذكر سواه
حين قال : ( اذا دعوت فأدعُو الله وإذَا اسّتعْنت فاسّتعِنْ فِي الله ) فكان نعِم المجيب .
كذلك مراحل وطُرق العلاج ,فاذا قدر الله لك بالشفاء لسبب منها ,فلا تحتار كثيراً لتتعدى حكمة الخالق وتتارجح بالظن على التجارب وفى النهاية يكون السبب مجهول ؟! وكذلك تلك الحادثة هى قد أضن إن الموج هوالذى ساعدنى ؟؟؟!!!
ان مثل تلك اللحظات من المستحيل نسيانها , فمن الماكد الوقوف مع النفس من خلالها ولو كانت لحظات حزن وشجن وعذاب , لو ان إننى خرجت من تلقاء نفسى , او بمساعدة من المُنقذ, لتجاهلة حقيقة أمر نفسى !!؟؟
فإذا لم اتدارك كل خطوة من خطوات الماضي في لحظات عصيبة فمن السهل جدا ان افتقد لقيمتها
فيجب على الانسان ان لا يتذكر فقط السُبُل التي هي نقلته من واقع لواقع لان يحتار بين ذا وذاك
حتى يكن له الفضل الكبيروينسى السبيل الاهم وهو الذي اوصله من خلال هذه السُبُل الي خلاص السبيل
وهو رب العباد