اختنا ازف الرحيل سوف نكمل ان شاء الله و لكن لاحقا لانني الان انقل ما كتبته قديما و ليس لدي الوقت لاكمال ما هو ناقص و لكن ان شاء ساكمل قصة الامتخانات في وقت قريب....
و لك النقل و النسخ و كل شيء و ليس هذا مقتصرا بل هو عاما في جميع رسائلي....
بارك الله فيك اختاه...
____________
اخي har بارك المولى في تواجدك و اليكما البقية:
وعندما أذّن المؤذنّ للرحيل..و ناد المنادي فيا للسامعين...
لهول الخبر و فظاعة الخُبر..فلا لحية بعد اليوم..و لا جماعة و لا جمعة...و لا حرية...
فالايام مرت كسرعة الرياح و فات الاوان...و لم يترك والدي بابا الا طرقه الا باب المنان...فذهب الى هنا و هناك..و هذا يعتذر و ذاك يبشّر بدنو المنال...
طرق احدى مكاتب النوّاب...فوعد خيرا و اقفل الجواب...اليوم و غدا و بعد غد و لا ثواب...
و في نهاية المطاف...ابنك يريده قائد الجيش...و كنت قد وضعت شخصي على بطاقة الخدمة الاجبارية بشكل لا يحلو لهم المقام...فاللحية كثّة و الثوب قصير و الكحل ملأ الاجفان...
و هذا يواعد و آخر يماطل...و اندمج الحق بالباطل...
فكان الامل الاخير...و بعد لا عذر و لا تبرير...
انتظرت قدوم الوالد فمن النافذة الى الشرفة...فغابت شمس الحق و سطع القمر كالبدر...
همسات مرت بجانب باب المدخل...و الجرس رنّ و القلب غاب في وجل...ما الخبر و اين المفر...
انه الوالد و فؤاده انكسر...فلا تلومني فالمعاين ليس كالخبر...
لا فائدة نطق الفم...و غدا الذهاب الى المعسكر...فقائد الجيش الرأيس الحالي وضع ابهامه على الصورة ...و خالج قلبه اسئلة مطمورة...اريده و لو توسّط له جميع من على المعمورة...
و جاء من يواسيني و يودعني...و احتفل الجمع و اخفيت منديلي...و علا المزاح...و قلت غدا سوف اصلي اماما بمن استدعاني...مازحا...
ذهب المشيعون و نام الاهلون و تجمدت الجفون...كيف انام و ان الصبح لقريب...الله الكبر...الصلاة خير من النوم...و كانت آخر صلاة بلحية الاسلام...فذهبت الى المسجد و صليت اماما فلا الخشوع القى سلامه و الا الطمأنينة عرفت مكانها...فلا تلومني...
و عدت الى البيت و اذا بعتاد القص بجواري...فحملت المقص فكان الحمل ثقيلا...و اخذت من هنا و هناك و وضعت الشعيرات في ملف قماشي اعتاد قلبي فتحه يوميا ثم اسبوعبا...
و اتيت بالشفرة...و الشفرة لا ترحم...فقضت على الشعرة تلو الشعرة...
و نظرت الى المرآة فامسكت دمعي...فلا تلومني...
و ارتديت ملابسي و انتظرني الوالد في السيارة...كيف اجرؤ على الخروج حافيا...فتخمرت بقبعة مثقوبة العين
و خرجت...فالى أين...
و هنا ارتاحت نفسي...و عبرت عن ذلك بدمعها...لطالما امسكت حباتها خشية خوف امي...و الان لم تعد تراني فانني ملثم...
و ما ان وصلنا الى قرية للنصارى تدعى البترون فترجلت بعد نزع غطاء وجهي و قبل ان ادخل الى المصور ليلتقط صوره الفوتوغرافية المطلوبة مني...و اذا افاجأ برجل ضمني الى صدره...نعم انه زوج اختي...فاغرورقت عيناي بنهر جارف...
و جلست امام الكاميرا و اخذت صوري و خرجت...
و ها نحن قد وصلنا الى بيروت...ها هو المعسكر...و هذه هي هوسة المجندين...و كان معي رفيقي يدعى وليدا يرافقني في هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر...
فترجلنا من السيارة و كانت آخر قبلة طبعتها على وجنتي والدتي و كذلك والدي...و سرنا و رفيقي...فنظرة الى الامام و عشرات الى الوراء...فلا تلومني...
و دخلنا المعسكر في وقت شتاء قارص...و اجتمعنا في غرفة كبيرة الحجم حوالي الفي مجند او اكثر...
و كنت احدق النظر بمن اتى...و اراقب الكهل و الفتى...
و اذا بزمرة ارادت مفاجأتي...بسخرية و عرض العضلات...و تدخل من يفرقنا عن بعضنا و الا لكانت بداية السجن...
و كان عمي ذو رتبة رائد لا يريد بالخير ان يدركني....فعندما اهتديت الى منهج الحق عرضت ذلك على نجله الوحيد فوافق...و حضرنا سويا جلسات علم عند شيخي معين حفظه الله...و كنا نتسابق الوصول الى المسجد...
و عندما احسّ والده الغيور...فالزمه مقاطعتي حتى بات فاسقا و لم اره منذ سنين و ان شئت فقولوا لم يعد يود رؤيتي....
و ارد هذا العم ان يعرض خدماته الصورية و التي لا تنفع بل تضر و سوف اذكر من ذلك ما لحقني بسببها من ضرر جسدي و نفسي...
و لولا حياؤه من والدي لما التجأ الى خدمته هذه...و عرض على والدي انه يعرف نقيبا يدرّب في المعسكر و هذا قبل ذهابي...و حددنا موعدا للقائه في بيته و خرجت و زميلي وليد و بعض اقاربي...
و دخلنا فاختلطنا رجالا و نساء...فلا تلومني...و كان الضابط متواضعا احسن الله اليه فقد نفعني اكثر من صنو ابي علما ان عمي اعلى درجة...
و جاءت زوجته بالعصير و مكملات الضيافة....و عندما وصلت اليّ القيت قبلة لم تزعج غير عمي...فانني صائم...
و هكذا جرى التعارف على خير...
و قبل هذا بقليل قالوا ...عليك بالذهاب الى مفتي منطقة الجبيل الشيخ غسان فهو ذو معارف على جميع المستويات علّه ينفعك....
فاخترت يوم الجمعة و ذهبت مع صديق تتطوع بالذهاب...و ما ان انتهت الصلاة افتتح صديق وجدي الحديث مع الشيخ و ما آلت اليه نفسي و ادرجنا المساعدة....
فقال مهلا ان النقيب حمود يصلي هنا...فاستدعاه و كان ذو خلق رفيع...و تبادلنا تحية الاسلام و عرض الشيخ محور كلامي على ذاك الضابط....
فاسألني عن رسمي و شخصي و تفاجأ عندما ادرك اني انتمي الى عائلة ( سليم) و قال لي ماذا عن.........سليم
لا احب ان اذكر اسمهفاعذروني_ فقلت عمي...فقال و هنا انزعجت كثيرا...ان عمك قد توسط باعفاء آخرين و قد نجع بذلك فلما لا تذهب اليه؟؟؟
فشكرته و استغرب صديقي و رجعنا و لا فائدة تذكر....
و لنعد الى معسكرنا....
و بين هذا الصياح و العويل اخذت اسأل عن ذاك الضابط و هو يدعى النقيب (مراد) الذي تعرفنا اليه في منزله و كان هو ايضا يبحث عنا....و لكن نفسه تأبى النزول فقد ارسل مساعده للبحث...
و عندما سألنا جاء الجواب ان اصعدوا في الشاحنة مع الصاعدين من دون تمييز!!!
و كانت هذه الشاحنة تقلّ المجندين على دفعات لاجراء لهم الفحوصات و الانضام الى سريّاتهم...
و دخلنا قاعة تجمع الضباط و اذا بضابط شرير يدعى النقيب( سنجر) عاقبه الله بما يستحق...
قال...هنا...تعالى...الى هنا...ايها المجند....وليه....فجئته فسئلته عن الضابط مراد فانتهرني و صاح بوجهي
و امرني بالالقاء بطاقني على الطاولة ليدوّن مكان سريّتي...و اذا بي يضحك هو و زميله...فانتبهت انهم يضحكون على صورتي ذي لحية التي ارفقتها في البطاقة....و نظرا اليّ و قالا...وليه..سوف نهلكك...
كيف انت مع الركض...فقلت اتعب قليلا...فقال سوف اهلكك...
و سنكمل ان شاء الله