القصة الثالثة 
عاد لكم هذا القلم من جديد  ليخط لكم هذه المرة قصة مشرقة من قصص من أرض الواقع أعرف أصحابها  
قصتنا هذه فيها من الخير و العبر
التي تحدت و تتحدى كل المزاعم و التضليلات التي روجها الغرب الحاقد لديار المسلمين 
ليطعن بسيف حده الحقد فيضرب بقوة واهما أنه سيوجع قوام الأمة 
يريد أن يبث سمومه بل و أمراضه الفتاكة ليصيب تلك الدماء الطاهرة التي تسير في عروقه 
كم كتبت أقلامه بحبر الدناءة على الصفحات لتجد لها قراء تملء عقولها  و روادا تأخذ منهم أغلى ثمن 
لتسكنهم في داء الوهن و ليس عجبا أن جدت تلك السموم تعمل في السر و الخفاء  فوجد لها  من أتباعها 
الهواة الاهثين الراكضين خلف السراب يقتفون أثرها و يتتبعون خطاها صالوا و جالوا أرغوا و أزبدوا 
وفي الأخير لم يجدوا غير حقيقة صارخة أسكتت و أبكمت كل ناعق 
أما الزبد فيذهب جفاء و أما ما ينفع الناس قيمكث في الأرض  
صاحبة القصة إنسانة عاشت الحرية و المساواة  كما عاشها و يعيشها أهل بلدها 
الذي نشأت فيه و من جنباته أخذت و تعلمت و في أحضانه تربت و ترعرعت  
كانت تحث على أن  تعتمد على نفسها فتخرج و تسافر و تتعامل و تربط علاقاتها  متى تشاء و مع من تشاء 
بدون قيد و لا حد يضرب عليها
فيقلل من قدرها و ينقص من شأنها و يضعف من حقها قيد تراه كما يراه مجتمعها 
لا يوجد إلا في بلدان متخلفة متزمتة تعادي الحضارة التي يشهدها عالمها 
ذاك الذي جل أهله يمجدون الكلب و الخنزير و لا غرابة إن اعتبروا غيرهما من البشر حقيرا 
عالم يشجع العولمة و يقتات منها 
ربيت و علمت على العدالة و المساواة كما يراه مجتمعها فلا فرق بين الناس رجالا و نساء 
الكل يجد و يعمل و يجتهد ليحصل قوته لا أحد يستطيع ان يقول لها لا هذا ليس من اختصاصك و لا من حقك 
لأنك إمرأة هكذا عرفت الحرية و المساواة و هكذا عاشتها و مارستها 
عاشت في أسرة يعد تشتت أفرادها من الأمور الطبيعية  
ليس فيه بدعا لا مخالفا للمألوف و منافيا للمعروف  
أسرة لا تجتمع إلا مرات معدودات في السنة على مائدة طعام و قد  يكون  يوم عيد الميلاد و ما يسمونه( بالكرسمس) 
من الأيام الهامة  لتجديد التعارف بين أفراد الأسرة التي ساحت في الأرض تلهث وراء لعاعة من لعاعات الدنيا 
شيء طبيعي في بلد كهاذا فالكل منشغل بما يهمه في حياته الخاصة 
و تذكير الإخوة و الأباء بضرورة تأصيل الروابط بينهم شيء قد يعد غريبا و طالبه طالب مستحيل 
أو قد يتهم و يجرم إن أصر بتدخلاته فيما لا يخصه و تطاوله على حريات الآخرين
أصنف من البشر كهذا يتخلى عما تربى عليه
و طال اعتقاده به وانغرست معالمه لترسخ في الأعماق 
كجذور أحكمت بثبات في أرض أجذبت و أقحلت شحت من الخيرات أمطارها و قل غراسها   
لي عودة للمتابعة