§اختلف العلماء في معنى كون شدة الحرّ من فيح جهنم .فقيل : أن في الكلام تشبيهاً ، والمعنى أن شدة الحر تشبه نار جهنم ، وهذا غير صحيح لأنه خلاف ظاهر الحديث ، وقيل : إن شدة الحر فعلاً ليست من الشمس بل من النار ، وهذا غير صحيح ، لأنه مكابرة للحس والواقع ، وقيل : إن لشدة الحر سببين : سبب شرعي ، وسبب طبيعي ، فالسبب الطبيعي من الشمس ، والسبب الشرعي فهو من حر جهنم ووهجها ولا مانع من أن يتزامن السببان ، وقيل : هو على ظاهره ، قال النووي : ”هو الصواب ، لأنه ظاهر الحديث ولا مانع من حمله على حقيقته“ .
§ظاهر الحديث عدم الفرق بين الجماعة والمنفرد ،وقال أكثر المالكية : الأفضل للمنفرد التعجيل .
قال الشوكاني : ”والحق عدم الفرق ، لأن التأذي بالحر الذي يتسبب عنه ذهاب الخشوع يستوي فيه المنفرد وغيره“ .
§قال ابن رجب في شرح البخاري : ”اختلف في السبب الذي من أجله أمر بالإبراد : فمنهم من قال : هو حصول الخشوع فيها ، فلا فرق بين من يصلي وحده أو في جماعة ، ومنهم من قال : هو خشية المشقة على من بَعُدَ من المسجد بمشيه في الحرّ ، ومنهم من قال : هو وقت تنفس جهنم ، فلا فرق بين من يصلي وحده أو جماعة“ .