إثبات علو الله على مخلوقاته
س : قال تعالى ** يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ ** وفي آية أخرى ** بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ **
ما معنى وفاة عيسى عليه السلام ؟ وعلى من ترد الآيات الكريمة ؟ وما هو محل الشاهد منها ؟
ج : 1 – الذي عليه الأكثر أن المراد بالوفاة هنا النوم كما قال تعالى : ** اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ** الآية ( 42 ) من سورة الزمر .
2 - ترد على اليهود الذين يدعون أنهم قتلوا المسيح عيسى بن مريم فقال تعالى : ** وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ ** إلى قوله : ** وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ** الآية ( 157 ) من سورة النساء ** بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ** أي : رفع الله سبحانه وتعالى المسيح عليه السلام إليه وهو حي لم يقتل .
3 – الشاهد في قوله تعالى ** وَرَافِعُكَ إِلَيَّ ** وقوله : ** بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ** أي : رفعه الله إليه في السموات وهو حي . وهذا محل الشاهد من الآية وهو إثبات العلو لله لأن الرفع يكون إلى أعلى .
س : قال تعالى ** إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ **
ما معنى قوله تعالى ** وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ** ؟ وما هو الشاهد من الآية ؟
ج : ** وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ** أي : العمل الصالح يرفع الكلم الطيب ؛ فإن الكلم الطيب لا يقبل إلا مع العمل الصالح فمن ذكر الله تعالى ولم يؤد فرائضه رد كلامه، قال إياس بن معاوية : ولولا العمل الصالح لم يرفع الكلام . وقال الحسن وقتادة : لا يقبل قول إلا بعمل .
والشاهد من الآية : أن فيها إثبات علو الله على خلقه لأن والرفع يكونان إلى أعلى .
س : قال تعالى ** وقال فرعونُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِبًا **
ما معنى ** صرحاً ** ، ** أسباب السماوات ** ؟ وما غرض فرعون من ذلك الصرح ؟ وبماذا كذَّب فرعونُ موسى ؟ وما هو الشاهد من الآية الكريمة ؟
ج : 1 - ** صَرْحًا ** أي يبني له قصرًا منيفًا عاليًا ** أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ ** أي : طرق السموات أو أبوابها ** فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى ** بنصب
2 - [ وغرض فرعون هو كما قال ] ** فَأَطَّلِعَ ** بأن مضمرة بعد فاء السببية، ومعنى مقالته هذه تكذيب موسى عليه السلام في أن الله أرسله، أو أن إلهًا في السماء ، ولذلك قال : ** وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِبًا ** أي : فيما يدعيه من الرسالة أو فيما يدعيه بأن له إلها في السماء .
3 - الشاهد من الآية : أن فيها إثبات علو الله على خلقه، حيث أن موسى ـ عليه السلام ـ أخبر بذلك وحاول فرعون في تكذيبه .
س : قال تعالى ** أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ ** اذكر معنى كل من ** في السماء ** ، ** تمور ** ، ** حاصباً ** ، ** كيف نذير ** ؟ وما هو الشاهد من الآيتين ؟
ج : 1 – معاني الكلمات :
أ - معنى ** فِي السَّمَاء ** أي على السماء، كقوله تعالى : ** وَلأصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ** وهذا إن أريد بالسماء السماء المبنية، وإن أريد بالسماء مطلق العلو ففي للظرفية، أي : في العلو .
ب - ** تمور ** أي : تضطرب وتتحرك .
ج - ** حَاصِبًا ** أي : حجارة من السماء كما أرسلها على قوم لوط وأصحاب الفيل ، وقيل : سحاب فيها حجارة، وقيل : ريح فيها حجارة .
د - ** فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ ** أي : إنذاري إذا عاينتم العذاب ولا ينفعكم حينذاك هذا العلم .
2- الشاهد من الآيتين : أن فيهما إثبات علو الله على خلقه حيث صرحنا أنه سبحانه في السماء .
س : دلت هذه الآيات التي ذكرها المؤلف في هذا الفصل على إثبات العلو ، كما دلت هذه الآيات التي في الفصل السابق على إثبات استواء الله على العرش ، فما هو الفرق بين الأمرين ؟
ج : الفرق بين الاستواء والعلو :
1 ـ أن العلو من صفات الذات والاستواء من صفات الأفعال، فعلو الله على خلقه وصف لازم لذاته، والاستواء فعل من أفعاله سبحانه يفعله ـ سبحانه وتعالى ـ بمشيئته وقدراته إذا شاء ولذا قال فيه : ** ثُمَّ اسْتَوَى ** وكان ذلك بعد خلق السموات والأرض .
2 ـ أن العلو من الصفات الثابتة بالعقل والنقل . والاستواء ثابت بالنقل لا بالعقل .