27س : ما هي صفة المُغَسِّل ؟
27ج : ينبغي أن يتوفر فيمن يقوم بغسل الميت أمران:
1- الصلاح: لأن أهل الصلاح أعرف بحدود الله وشرائع دينه فيسترون على الميت، لقوله صلى الله عليه وسلم: (ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة).
ولا يتعرضون له بسبٍّ ونحوه فقد قال صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا الأموات، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدَّموا).( البخاري ومسلم ).
ويحفظون سرَّه ولا يغتابونه فقد روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الغيبة: (ذكرك أخاك بما يكره)
ورى مسلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهتَّه).
وعن أبي رافع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من غسَّل ميتًا فكتم عليه، غُفر له أربعين مرة، ومن كفَّن ميتًا كساه الله من السندس وإستبرق الجنة، ومن حفر لميت قبرًا فأجنَّه فيه
أرجى له من الأجر كأجر مسكن أسكنه إلى يوم القيامة» حسن: أخرجه الحاكم والبيهقي
فإن العالم بأمر الغسل يقيم فيه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيحسن إلى الميت ويحسن تغسيله، ولذا أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى أم عطية لتغسل ابنته وقد ذكر النووي -وجزم به ابن عبد البر أن أم عطية كانت غاسلة الميتات.
ويؤيد هذا أن عليًّا لما أراد تغسيل النبي صلى الله عليه وسلم: (ذهب يلتمس منه ما يلتمس).
28س : ما الدليل على صفة غُسل الميت ؟
28ج : حديث أم عطية رضي الله عنها لأنها شهدت غسل ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحكت ذلك فأتقنت، وكان جماعة من الصحابة وعلماء التابعين بالبصرة يأخذون عنها غسل الميت، وكذلك عوَّل عليه الأئمة في غسل الميت.
عن أم عطية رضي الله عنها قالت: دخل علنيا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نغسل ابنته (هي: زينب).
فقال: (اغسلنها ثلاثًا أو خمسًا أو أكثر من ذلك بماء وسدر، واجعلن في الآخرة كافورًا، فإذا فرغتن فآذنني) فلما فرغنا آذناه، فألقى إلينا حقوه فقال: (أشعرنها إياه).
وفي لفظ: (اغسلنها وترًا) وفيه: (ثلاثًا أو خمسًا أو سبعًا) وفيه: (ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها) وفيه أن أم عطية قالت: (ومشطناها ثلاثة قرون) (أخرجه البخاري).