الجواب
                                                                                                                                   
الحمد لله.
القرآن كله هدى وشفاء ورحمة للمؤمنين ، قال الله تعالى : ( وَنُنَزِّلُ مِنَ  الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) الإسراء/ 82 ، وقال  تعالى : ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ) فصلت/ 44 .
هو شفاء لأمراض القلوب والأبدان .
قال الشوكاني رحمه الله :
" اختلف أهل العلم في معنى كونه شفاء على قولين : الأول : أنه شفاء للقلوب بزوال  الجهل عنها وذهاب الريب [ أي : الشك ] وكشف الغطاء عن الأمور الدالة على الله  سبحانه . 
القول الثاني : أنه شفاء من الأمراض الظاهرة بالرقى والتعوذ ونحو ذلك . 
ولا مانع من حمل الشفاء على المعنيين " انتهى من " فتح القدير " (3 /362) .  وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه  الله :
" تأثير قراءة القرآن في المرضى أمرٌ لا ينكر ، قال الله تعالى : ( وَنُنَزِّلُ  مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ  الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً ) ، والشفاء هنا شامل الشفاء من أمراض القلوب وأمراض  الأجسام " انتهى من " فتاوى نور على الدرب " لابن عثيمين . 
وقد جاءت الأحاديث عن النبي  صلى الله عليه وسلم بإثبات فضيلة زائدة لبعض سور القرآن الكريم ، وتأثيرها في حصول  الشفاء من الأمراض ، كسورة الفاتحة التي هي أعظم سورة في القرآن الكريم ، وسورة "  قل هو الله أحد " التي تعدل ثلث القرآن الكريم ، وسورة الفلق وسورة الناس .  
ولا نعلم حديثاً عن النبي  صلى الله عليه وسلم يدل على أن لسورة الرحمن فضيلة ليست لغيرها في علاج الأمراض .
وإذا نظرنا إلى ما ذكر في  السؤال عن سورة الرحمن ، فإنه أقرب إلى البدعة والكذب على الله تعالى ، وأحاديث  القصاص والطرقية ؛ لأن مثل هذا التحديد الدقيق ، لا يمكن أن يعلم إلا من جهة الوحي  ، [ تحديد لسورة معينة ، واستماعها لعدد معين من المرات ، ولمدة محددة ، ولأمراض  محددة ] . 
وكيف خفي هذا على الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ثم علمه هذا المتكلم ؟!  
وقد سئل علماء اللجنة  الدائمة للإفتاء عن سؤال قريب من هذا ، فأجابوا :
" ما جاء في السؤال من أن علاج القلق هو قراءة جزء من القرآن وتفسيره من ابن كثير ،  فلا أصل له ، لكن القرآن كله مما يرقى به وينفع الله به .
أما تخصيص آيات معينة لرقية بعض الأمراض بلا دليل فلا يجوز ، فإن القرآن خير كله  وشفاء للمؤمنين ، ومن أعظم ما يرقى به منه الفاتحة .
ويجب التنبه إلى أن القرآن ما نزل ليكون دواء لأمراض الناس البدنية فقط ، لكن نزل  لأمر عظيم وخطب جليل ، ليكون نذيرا للعالمين وهاديا إلى صراط الله المستقيم ،  وحاكما بينهم فيما يختلفون فيه ، ومحذرا من طريق الكفر والكافرين ، وهو مع هذا ينفع  الله تعالى به عباده المؤمنين من أسقامهم الدينية والبدنية " انتهى من " فتاوى  اللجنة الدائمة - المجموعة الثانية " (1/76) . 
راجع للفائدة إجابة السؤال  رقم : (187877) . 
والله أعلم .