الجواب
                                                                                                                                   
الحمد لله.
أولا :
من البدعة المحدثة : تخصيص سور أو آيات معينة من القرآن الكريم ، لعلاج أمراض أو مشكلات أو أزمات معينة ، لم يرد به دليل .
قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله :
" ومن البدع التخصيص بلا دليل ، بقراءة آية ، أو سورة في زمان أو مكان أو  لحاجة من الحاجات ، وهكذا قصد التخصيص بلا دليل " انتهى من " بدع القراءة "  (ص14) .
وسئلت اللجنة الدائمة للإفتاء :
في أوغندة إذا أراد شخص أن يدعو ربه - دعاء - خاصا لسعة الرزق ، يدعو  أشخاصا من المتعلمين ، ويحضرون إليه ، ويحمل كل واحد مصحفه ، ويبدؤون في  القراءة ، واحد يقرأ سورة يس لأنها قلب القرآن ، وثاني سورة الكهف ، وثالث  سورة الواقعة أو الرحمن ، أو الدخان ، المعارج ، نون ، تبارك ، يعني الملك ،  محمد ، الفتح ، ونحو ذلك من السور القرآنية ، وبكرا كذا وبكرا كذا لا  يقرءون من البقرة أو النساء ، وبعد ذلك الدعاء ، فهل هذا الطريق مشروع في  الإسلام ؟
فأجابت اللجنة : " قراءة القرآن مع تدبر معانيه من أفضل القربات ، ودعاء  الله واللجأ إليه في التوفيق للخير وفي سعة الرزق ونحو ذلك من أنواع الخير  عبادة مشروعة .
لكن القراءة بالصفة التي ذكرت في السؤال - من توزيع سور خاصة من القرآن على  عدة أشخاص ، كل منهم يقرأ سورة ليدعو بعد ذلك بسعة الرزق ونحوها - بدعة ؛  لأن ذلك لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قولا ولا فعلا ، ولا عن أحد  من الصحابة رضي الله عنهم ، ولا عن أئمة السلف رحمهم الله ، والخير في  اتباع من سلف ، والشر في ابتداع من خلف ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه  وسلم أنه قال : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) " انتهى  من"فتاوى اللجنة الدائمة" (2/486) .
وسئلت اللجنة عن تسمية سورة الكهف والسجدة ويس وفصلت والدخان والواقعة والحشر والملك بالسور المنجيات ؟
فأجابت :
" لم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه خص هذه السور الثمان بأنها توصف أو  تسمى بالمنجيات ، فمن خص السور المذكورة بالمنجيات فهو جاهل مبتدع ، ومن  جمعها على هذا الترتيب ، مستقلة عما سواها من سور القرآن ، رجاء النجاة أو  الحفظ أو التبرك بها : فقد أساء في ذلك وعصى ؛ لمخالفته لترتيب المصحف  العثماني الذي أجمع عليه الصحابة رضي الله عنهم ، ولهجره أكثر القرآن ،  وتخصيصه بعضه بما لم يخصه به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من  أصحابه.
وعلى هذا فيجب منع هذا العمل ، والقضاء على ما طبع من هذه النسخ ، إنكارا  للمنكر وإزالة له" انتهى مختصرا من "فتاوى اللجنة الدائمة" (2 / 478-479) .
وعامة ما ورد في السؤال المذكور : مما لا أصل له .
وقد ورد في السؤال أن قراءة سورة الواقعة لجلب الرزق ، وهو في معنى ما ورد :  ( من قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم تصبه فاقة ) وهو حديث ضعيف ، رواه  ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (674)، انظر : "الضعيفة" (289).
وأما ورد في السؤال من أن سورة الناس لطرد الوسواس : فهو صحيح بنص آياتها .
وقد روى أبو داود (1463) عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: " بَيْنَا  أَنَا أَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  بَيْنَ الْجُحْفَةِ، وَالْأَبْوَاءِ ، إِذْ غَشِيَتْنَا رِيحٌ ، وَظُلْمَةٌ  شَدِيدَةٌ ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  يَتَعَوَّذُ بِأَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَأَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ،  وَيَقُولُ: (يَا عُقْبَةُ، تَعَوَّذْ بِهِمَا؛ فَمَا تَعَوَّذَ مُتَعَوِّذٌ  بِمِثْلِهِمَا) " وصححه الأباني في "صحيح أبي داود" .
وما ورد في السؤال من أن قراءة سورة الفلق للعين صحيح للحديث المتقدم ، وانظر السؤال رقم : (198616) .
وما عدا ذلك : فلا نعلم له أصلا في دين الله .
ونستطيع أن نقدم نصيحة أفضل مما وردت في تلك الرسالة :
من أراد أن يحيا حياة طيبة في الدنيا وفي قبره وفي الآخرة : فعليه بالقرآن الكريم كله ، يقرؤه ويتدبره ويعمل بما فيه .
قال الله تعالى : (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ اتَّبَعَ  هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ  لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى)  طه/123-124.
وقال تعالى : (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ  مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ  أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) النحل/97.
  والله أعلم