عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 15-06-2009, 11:58 AM   #3
معلومات العضو
زهراء و الأمل
مشرفة ساحة الأخوات المسلمات والعلاقات الأسرية

افتراضي

و مع ذلك فلا تقل أسدل الستار و أطفأت الأنوار
بل شد الهمة لتنفرج هذه الأزمة و تزول عنك الغمة
توكل على الله و اطلب عونه وانتظر الإمداد
فالهداية ثمرة من ثمرات المجاهدة و الجهاد
تعالى نرجع سويا إلى رعيل خرج من بين ظهرانيهم الهاشمي العربي
ألم تسمع أو تقرأ بأنه كان كثير البكاء ذاك خير الخلق النبي الأمي
ألم يكن من ربى أجيالا على التوحيد بمنهج الله و أدبهم بأداب رب السماء
عرف روعة المناجاة ممزوجة بلذة البكاء بين يدي الله
و ما يثمره من حلاوة و ما يضفيه على القلب من طراوة
تحيطه بركات صداه و تطعمه نعيم هداه
فاستعاذ من قلوب لربها لا تخشع ..و عيون رجاء وخوفا منه لا تدمع
فلماذا تحرم خطاك إقتفاء أثر نبيك بأن تحرم نفسك لذة الأنس بالبكاء
و لماذا تحرم قلبك من مصابيح قد تجعله مضيئا و تعلقه برب السماء
ثم لماذا تحرم جسدك من أن يستظل تحت ظل الرحمن يوم لا ظل إلا ظله
ألا تذكر سلفنا عندما تعلقت قلوبهم بمليكها حتى شغفت بحبه
و تشوقت أرواحهم للرحيل من هذه الدار لملاقاته
كيف كانت دموعهم و كيف كان حالهم مع البكاء
ذاك الصديق أبا بكر
يوصف بالأسيف من شدة بكائه و هو يتلو كتاب رب العزة
لا يستطيع أن ينتقل من آية إلى أخرى دون أن يسح الدموع فيبكي كل من يسمعه
أم ذاك عمر
الصلب الصلد خطان أسودان خددا خداه من شدة البكاء
خوفا من ربه و طمعا في رحمته و رجاء لمغفرته
ليس هذا فحسب بل يبكيه رقة حتى بكاء الأطفال
ألم تحدثنا السير عن جدع بكى .. و جمل بكى..
فمالي أراك لا تبكِ أيها الرجل

فرب دمعة تغسل قلبك غسلا ينقى من كل دنس
أما هزت عواصف القلب دمعات شوق للكريم المنان
أما اشتقت لوطنك الأصلي موطن أباك و أمك في أعلى الجنان
أما هيجت فيك البكاء مصائب أمتك
ألم تبكي يوما من شدة الفرح
ألم تبكي يوما لبكاء الأخرين
إن البكاء في حقه عاطفة من أسمى العواطف
و دمعات صادقة أنقى من السحب تنزل من قلب يرجف
و نفس نهتف و روح تطير خوفا و طمعا و رجاء و حبا لله
لتقع عند الله بمكان عظيم يغسل بها قلبك غسلا
و تمنحك بهجة تصل بأغوار النفس لتفيض بأثر أنوارها على جوارحك
ابكي و اعمد إلى اخفاء دمعاتك و اجعلها سرا دفينا بينك و بين مليكك
ابكي بصدق بين يدي خالقك قبل أن يأتي يوم لا ينفعك فيه البكاء
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة