عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 04-06-2005, 04:20 PM   #18
معلومات العضو
جند الله
عضو موقوف

Arrow

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء
   بارك الله فيكم أخي الحبيب ( جند الله ) ، أما بخصوص المسميات فكما أشرت لكَ في موضع آخر فقد ذكر على نحو هذا المصطلح العالمان الجليلان ابن القيم وشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمهما الله - ، وإن كنت أطلقت مثل هذا المسمى فتأسياً بهما ، وعلى كل حال هيَّ مسميات لا تقدم ولا تؤخر من الأمر شيئاً ، مع تمنياتي لك بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0


السلام عليكم شيخنا الجليل (أبو البراء)

نعم ثبت أن أعلام الأمة قد سبقوا وأطلقوا مسى ال******ات، وقصدوا بذلك عالم الجن، ولا خلاف عندي على مشروعية إطلاق اللفظ، لأن الخصوص يدخل في عموم اللفظ والمسمى.

ولكن كما تعلم فضيلتكم أن لكل عصر مستجداته، وكما سبق وبينت مفصلا بعض الشيء أن أهل الكتاب ينكرون وجود الجن، يطلقون عليهم أرواح وملائكة ساقطين، وهذا كفر صريح منهم، وبإطلاقهم هذا المسمى تملصوا من الإقرار بثابتة قرآنية وهي إطلاق مسمى (الجن) على أحد عوالم ال******ات وهم (الجن).

ولأن زعيم هذه الأمة وقدوتها وأسوتها صلى الله عليه وسلم خالفهم في كثير من الأمور، فالأوجب علينا التأسي بهديه والاقتداء بسنته ومخالفتهم، خاصة في لفظ متعلق بالعقيدة.

وربما لم يخطر ببال من سبقنا من أسلافنا الصالحين إنكار أهل الكتاب لوجود الجن، وعليه فلم يتتبعوا المسألة بالبحث والدراسة والتحليل، وبالتالي لم يصدر عليها حكم من قبلهم، إلا أنه ثبت عندي بما لا يقطع مجالا للشك كفر ما ذهب إليه أهل الكتاب، وعلى هذا الأصل وجب مخالفتهم في المسمى الذي أطلقوه مغايرا لما أثبته القرآن الكريم وأنكروه هم رغم ورود المسمى في كتبهم المحرفة في مرات معدودة، وهذه المخالفة ليست من جهة مشروعية اللفظ، ولكن من جهة تعلق اللفظ بما يوافق معتقدهم الباطل.

فأهل الكتاب يهزؤون من سمى (الجن)، ويسخرون منه فيقولون أساطير وخرافات الشرق، لعنهم الله ونالوا منه ما يستحقون، فإن كانوا يهزؤون من شيء ثابت في كتاب الله تعالى، فنحن أولى منهم بالإقرار بهذه الثوابت لفظا واعتقادا.

وعلى هذا فمن ذهب إلى لزوم لفظ (ال******ات) لمشروعية اللفظ فقد وافق مذهب السلف في هذا فلا تثريب عليه، وكذلك من ذهب إلى لزوم مسمى (الجن) لثبوته في الكتاب والسنة، ولأجل مخالفة أهل الكتاب لفظا واعتقادا، فقد وافق ما ثبت في كتاب الله العزيز، والتزم سنة النبي صلى الله عليه وسلم في مخالفة أهل الكتاب.

وبناءا على هذا فإن كان إطلاق اللفظين مشروع، فأيهما أولى وأحق بالاتباع لفظ السلف الصالح، أم لفظ كتاب الله، ولزوم سنة مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الكتاب؟ الإجابة تكون تبعا لفقه الأوليات.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة