الموضوع: الضياع مرتين
عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 12-05-2007, 05:19 PM   #5
معلومات العضو
زهور الحياة

إحصائية العضو






زهور الحياة غير متواجد حالياً

الجنس: female

اسم الدولة united_arab_emirates

 

 
آخـر مواضيعي

 

افتراضي

الضياع مرتين الحلقة الأخيرة
بسم الله نبدأ الحلقة الأخيرة من الضياع مرتين .
يتصل صلاح فوراً بالشرطة ويخبرهم ان سيارة مجهولة صدمت صديقه ويتصل ايضاً بأبي ماجد وعلى الفور يحضر أبو ماجد ليرى إبنه ممدداً على الأرض والدماء تسيل منه ويبكي .. فإن المصيبة عظيمة فهذا ابنه وفلذة كبده ممدداً امامه .. وهذه ابنته التي ستعود من فرنسا مُطَلَّقة ...إنه ايضاً درساً لهذا الأب المغرور .
صلاح يبكي ، وأبو ماجد يبكي والمنظر يدعو للحزن لكن الله سبحانه وتعالى علمنا كلمات هي خيرٌ لنا من الدنيا وما فيها حيث قال سبحانه (( أللذين إذا أصابتهم مصيبةٌ قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون )) .
فَيُحْمَل ماجد وَيُغَسَّل ويُكَفَّن ويوضع في نعشه ويُصَلَّى عليه ويسير صلاح خلف جنازته وهو يتذكر شريط الذكريات مع صديقه فكم مرة خرجوا وتفسحوا وتعانقوا إنها أيام الذكريات ، كان صلاح يبكي بشدة والصدمة كانت شديدة عليه ولقد كان يسأل نفسه مراراً : لماذا كان ولابد إلا أن يكون ماجد ثمناً لتوبتي ؟ .
بعدها ذهب صلاح إلى بيته ودخل غرفته لتمسك أنامله القلم وتكتب :
هل تظن بالله عليك انتهينا ؟!
وجُمِعْنا أعوامٍ طوالٍ وبكينا !!
قد قضينا فيها الحبَّ والاخوة الصادقة .
فبكينا ، وضحكنا ، وأكلنا ، وشربنا .
وتظن انتهينا ؟!
كم دموعاً قد ذرفنا .
إسئل أثاث البيتِ عنا .
كم جلسنا بقربكِ ورضيتِ .
إسئل الجدران عنا .
كم تخاصمنا ... وصمدنا .
وتظن انتهينا ؟!
لاوالله ماانتهينا .
وماموتك إلا ليبعث الحياة فينا !
مانتهينا ... مانتهينا
مرت سنة على موت ماجد ، وصلاح إستفاد من الدرس جيداً لقد عاد إلى التزامه الذي عُرِفه عنه وندم على كل لحظة عصى الله فيها ... فأخذ يقبل يد أمه صباح مساء علها ترضى عنه وأخذ يصلي الصلواة الخمس في المسجد وفي مرة وهو جالس يقرأ القرآن فيأتي الشيخ عبد التواب ويسلم عليه ويجلس بقربه ويقول _ أما آن لك أن تتزوج ياصلاح ؟
صلاح _ وكيف أتزوج ودماء أخي تلاحقني .
الشيخ _ لا ياصلاح لاتقل ذلك فإن اخوك إن شاء الله في الجنة يهنأ مع الحور العين أما سمعت قول المصطفى صلواة الله عليه (( من كان آخر كلامه لاإله إلاالله دخل الجنة )) فادعو له ياأخي وفكر بنفسك .
صلاح _ نعم شيخنا صدقت .. لكن كانت عندي أمنية في نفسي بأن أتزوج ياسمين أما الآن فقد سُدَّت نفسي عن الزواج من غيرها .
الشيخ _ هي مُطَلَّقة وجالسة في بيت أبيها إن شئت ذهبنا وخطبناها لك .
صلاح _ لقد رفضني أبوها قبل ذلك فكيف سيوافق عليَّ الآن ؟
الشيخ _ لاتقلق من هذا الأمر فأنا مستعد أن أذهب معك لأقنع أبوها ودع ثقتك بالله .
صلاح _ حسناً ياشيخ أنا موافق .
الشيخ _ إذن سوف أتصل بأبي ماجد وأخبره اننا سنزوره غداً الساعة السادسة وبالله التوفيق .
صلاح _ إن شاءالله ، إتفقنا ياشيخ وأنا سوف أخبر أمي بذلك وأكيد سوف تفرح كثيراً

وفعلاً يذهب صلاح برفقة الشيخ عبد التواب إلى بيت أبو ماجد ليخطب ياسمين ، وعندما دخلوا وجلسوا بدأ الشيخ بالكلام قائلاً : _ أخي أبو ماجد سبق أن جاء صلاح وطلب منك يد ياسمين لكنك طردته وأبيت إلا أن تزوجها لصاحبك الذي يكبرها أربعين عاماً ولاادري هل نسيت أم تناسيت تعاليم ديننا في سؤال البنت ، وفي هذه اللحضة تحضرني قصة تنطبق فعلاً على ما حصل حيث أن في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم أراد احد الآباء أن يفرض رأيه على ابنته ويزوجها رغماً عنها فشكته إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فلم يرضى الرسول الكريم على ذلك فقالت إذن أنا موافقة وأردت ان أعلم النساء هذا الدرس واليك القصة كما روتها السيدة عائشة ( رضي الله عنه )( جاءت فتاة إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقالت يارسول الله أن أبي زوجني إبن أخيه يرفع بي خسيسته فجعل الأمر لها ، فقالت: فإني قد أجزت ماصنع أبي ولكن أردت أن تعلم النساء أن ليس للآباء من الأمر شيئاً ) رواه النسائي واحمد وابن ماجة . هذه المرأة وافقت على الزواج لكنها أرادت ان تُعلِم أمثالك أن الأمر ليس لك بل لإبنتك فإستغقر الله ياأخي ولا يأخذك الغرور وكفاك ماجنيت على إبنتك ونحن الآن نريد بل ونتشرف أن نطلبها مرة ثانية لإبننا صلاح فما هو قولك ؟
يسكت الأب برهة ثم ينهمر بالبكاء لقد أخذ يبكي بشدة نادماً حتى بكى الجميع على بكائه وقال :
_ إنتظروني هنا حتى أسئلها .
وفعلاً ذهب وسئلها فأجابت بنعم فعاد وقال :
_ صلاح لقد وافقت إبنتي فألف مبرك وتزوجها ...وعاشا معا حياة زوجية سعيدة وهانئة وانجبا ابنهما ماجد .
هذه هي قصة الضياع مرتين التي كان صلاح يحكيها لأبنه ماجد الذي بلغ العشرين من العمر ويقول له :

_ ياولدي تعلم من أخطائي ولايأخذك الغرور كما أخذ ابيك من قبل ... ياولدي لقد ضيعتني الحياة مرتين .. مرة عندما همت على وجهي كلبهائم لاأعرف الصح من الخطأ والثانية عندما مات صديقي ماجد ويكون دمه الطاهر ثمناً لأن أصحو من غفلتي وعنادي .. فتعلم ياولدي هذا الدرس واجعل الله دائما هو حسبك وعليه توكل وإستعين .. والآن هل عرفت لماذا أسميتك ماجد ؟ لكي يبقى هذا الإسم حياً في نفسي ماحييت .

والآن اخواتي الغاليات :
لقد أخطأت ياسمين عندما أستسلمت للأمر ولم تحسن التصرف بأن تطلب المساعدة من أخواتها في الله أو من الشيخ إمام المسجد فلا تكوني سلبية أختي الحبيبة . أنتظر مشاركاتكم معي .وأن تذكري اخطاء ابطال القصة كنوع من المشاركة في النقد والحوار للقصة .
سعد بصحبتكم وتقبلوا تحياتي
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة